الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجميع و توزيع كتب بالسجون التونسية

أسامة سليم

2016 / 11 / 13
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير


نداء للتبّرع بالكتب لفائدة المساجين التونسيين اطلقت الناشطة الحقوقية لينا بمن مهني من خلال صفحتها الرسمية و صفتحة والدها عن حاجتهم الماسة للتفاعل مع الحملة الوطنية للتبرّع بالكتب لفائدة المساجين التونسيين ، هذه الحملة التي سنورد لاحقا بنفس المقال لمحة عنها في انتظار حوار ننجزه مع السيد الصادق بن مهني ( اللمحة منقولة للامانة من موقع justice info net ) و لكن قبل ذلك نضع على ذمّة الراغبين في التبرّع و المساهمة ارقام السيّد الصادق بن مهني و ابنته لينا بن مهني و أسامة سليم من اجل تنسيق عملية تجميع الكتب : الصادق بن مهني :22553449 لينا بن مهني :53214245 و أسامة سليم : 99856444 مبادرة أب وابنته .. ثنائي من نشطاء حقوق الإنسان جمع الكتب لفائدة مكتبات السجون التونسية هي عملية ينخرط فيها اليوم الكثر من الرجال والنساء يعيشون في شتى ربوع البلاد .. مبادرة اتسع صيتها شيئا فشيئا لتأخذ بعدا كونيا .. وقد كانت الفكرة ثمرة رغبة نابعة من أب وابنته هدفهما تحسين ظروف الإقامة بالنسبة إلى 23600 من المحكوم عليهم والذين يقيمون في المؤسسات السجنية الموزعة على كامل تراب الجمهورية وعددها 27 سجنا، "بغاية تمكينهم من المطالعة، باعتبارها إحدى الوسائل الكفيلة بالحد من ظاهرة غسل الأدمغة التي يتوخاها بعض الإرهابيين وراء القضبان". هذا الثنائي العائلي الذي ذات صيته في وطنهم، مهد الربيع العربي، يتكون من الأب وإسمه الصادق بن مهني (64 سنة) وهو مثقف ومفكر تونسي وأحد قادة اليسار سابقا .. قضى خلال فترة السبعينات، ست سنين من عمره داخل سجون نظام الرئيس الحبيب بورقيبة الذي حكم من 1956 إلى 1987 حيث تعرض الصادق إلى أبشع أنواع التعذيب.. بعد خروجه من السجن عمل طويلا في دور للنشر بالتوازي مع مهنته في مجال المعمار. إبنته هي المدونة لينا صاحبة ال33 ربيعا، إحدى رموز الثورة التونسية ومعارضة شرسة على الشبكة العنكبوتية خلال سنوات الجمر التي عرفتها تونس تحت نظام الرئيس الأسبق بن علي الذي حكم البلاد من نوفمبر 1987 إلى جانفي 2011 .. نشرت على مدونتها "بنية تونسية" الصور الأولى وآخر المعلومات عن الحركات الإحتجاجية التي اندلعت في ديسمبر 2010 على إثر إقدام الشاب محمد البوعزيزي وهو بائع متجول على إضرام النار في جسده .. المبادرة التي أطلقها هذا الثنائي (الأب وابنته) في فيفري 2016 جاءت بعد شريط تم عرضه داخل سجن المرناقية، أكبر سجون البلاد ويوجد على بعد حوالي 14 كلم شمالي العاصمة.. العرض إنتظم في نوفمبر 2015، على هامش تظاهرة أيام قرطاج السينمائية .. الصادق ولينا بصفتهما مدافعين شرسين عن حقوق الإنسان، شاركا في تلك المبادرة التي أطلقتها المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب .. وهي تعبر ممرات السجن في اتجاه مكان عرض الشريط، لمحت لينا عبارة "مكتبة" على جدار إحدى القاعات .. وبتفحص محتوياتها لاحظت أن روف المكتبة كانت خالية إلا من بعض الكتب التي تمجد "الإسلام المتطرف". مرحبا بكل المؤلفات في شتى اللغات بالعودة إلى المنزل، فكرنا للوهلة الأولى في نشر هذا التقصير على أوسع نطاق .. ثم وبعد التفكير بروية أعمق تساءلنا "لماذا لا نتجاوز مجرد التنديد ونمر إلى الفعل؟ .. مادامت الظروف ملائمة لماذا لا يحاول المجتمع المدني أن يقدم بدايات حلول لهذه المشكلة؟ .. وبما أن لينا لا ما لا يقل عن مئة ألف متابع لحسابها على أشهر مواقع التواصل الإجتماعي أي الفايسبوك وتويتر، فقد كان من البديهي أن تنطلق حملة جمع الكتب من الفضاء الإفتراضي.. "لكننا تخوفنا من أن ترفض الإدارة العامة للسجون والإصلاح مبادرتنا فلجأنا إلى وساطة المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب التي أمضت منذ سنوات على إتفاقية مع هذه الإدارة تنص على عرض الأشرطة في الفضاءات السجنية .. وقد رحبت إدارة السجون والإصلاح بالفكرة"، على حد تعبير الصادق بن مهني الذي بدا عليه التأثر بمجرد تذكر البدايات. ثم يضيف قوله: "تم إحداث صفحة على الفايسبوك خصصت لجمع الكتب لفائدة مكتبات السجون التونسية.. نشرنا فيها أول نداء لنا يوم 11 فيفري 2016 على الساعة التاسعة صباحا معلنين عزمنا على تكوين مكتبات في فضاءات الإعتقال وتزويد الموجود منها بكتب ومجلات من مختلف اللغات". ولا يخفي الأب وابنته دهشتهما للسرعة التي تجاوب بها الناس مع هذا البلاغ الأول إذ لم تمض ربع ساعة على إطلاقه حتى تلقت لينا أول وعد بالتبرع قبل أن تنهال عليها المكالمات الهاتفية من كل مكان للسبب ذاته.. طلبة يدرسون علم النفس قرروا القيام بحملة في كليتهم من أجل إنجاح الحملة .. كتبيون وتجار من شتى أنحاء البلاد حولوا محلاتهم ومغازاتهم إلى نقاط لتجميع الكتب.. بائع كتب قديمة تبرع بأحسن ما لديه من الإصدارات .. ناشرون ومؤلفون تجاوبوا أيضا مع الحملة وعبروا عن انخراطهم فيها .. شركات ومؤسسات تولت تسليم صناديق الورق المقوى (علب الكرتون) مجانا ودون أي مقابل. الصدى الواسع الذي أخذته الحملة جعل بعض الجامعات والمراكز الثقافية، على غرار Americain Corner ، تستضيف هذا الثنائي لتقديم تجربتهما هذه .. وقد شكلت تلك اللقاءات فرصة لهما كمدافعين عن حقوق الإنسان لتسليط الضوء على حقوق السجناء حتى تصبح قضية رأي عام ساهمت مواقع التواصل الإجتماعي في التعريف بالحملة على الصعيد الدولي .. "كان هدفنا في البداية الحصول على 3 آلاف بين كتاب ومجلة .. تلقينا هذا العدد في الأسبوعين الأولين فقط بعد إطلاق الحملة .. من هنا وهناك قام الكثيرون بإفراغ ما في مكتباتهم من محتويات قديمها وحديثها.. البعض كان لهم أقرباء يقبعون في السجون وخاصة من الشباب وأعدادهم بالآلاف بسبب استهلاك مادة القنب الهندي (الزطلة). "الناس يدركون جيدا الواقع المرير للسجون التونسية"، دائما حسب تعبير الصادق بن مهني يوم 5 أفريل 2016 تم تسليم الدفعة الأولى من الكتب وتحوي 8 آلاف نسخة إلى الإدارة العامة للسجون والإصلاح خلال حفل صغير انتظم بمقر المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب تخللته كلمات مؤثرة لكبار مسؤولي إدارة السجون والإصلاح والثنائي بن مهني وكذلك غابريال ريتر، مديرة منظمة مناهضة التعذيب .. يبدو أن الفضاءات السجنية، التي كانت بالأمس القريب معزولة وبعيدة عن نشطاء المجتمع المدني، قد تغيرت أوضاعها وعرفت تحولات ملحوظة .. "يجب مواصلة الضغط على الإدارة السجنية فقد تكون التغيرات هشة أحيانا بالنظر إلى أن الممارسات القديمة لم تضمحل كليا .. هذه الحملة تعكس وتترجم جيدا أحد شعارات الثورة التونسية "لا خوف بعد اليوم"، حسب ما جاء على لسان حليم المؤدب المحامي والخبير لدى المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب. تحسيس السجناء بأهمية المطالعة تواصلت الحملة وكذلك عملية إعداد لقائمات العناوين وفرزها حسب الجنس الأدبي واللغة وهي مهمة تكفل بها يوميا الصادق بن مهني الذي أوضح أن الهدف حاليا يتمثل في تجميع 13 ألف كتاب ومجلة وأن هذه المهمة شارفت على أن تتحقق.. بالإتفاق مع إدارة السجون والإصلاح ومنظمة مناهضة التعذيب تقرر الشروع قريبا في توزيع الكتب على السجون ومراكز التأهيل .. كما أن النفاذ إلى العناوين مفتوح أمام كل السجناء مهما كانت خطورة العقوبات المحكوم بها عليهم . ولتحفيز المساجين على الإقبال على المطالعة، تعهدت إدارة السجون والإصلاح بإسناد حوافز للشغوفين بالمطالعة، منها تمكينهم من زيارات إضافية مع أقاربهم وحتى زيارات دون حواجز .. ورغم نسبة اكتظاظ مرتفعة جدا في السجون التونسية والتي تبلغ 150 بالمائة وتجذر مركزية القرار الإداري داخلها ، هناك حرص على توفير التكوين اللازم لأعوان السجون وأيضا للمساجين من أصحاب العقوبات الطويلة حتى يتعهدوا بصيانة المكتبات وتطوير هذه المبادرة من خلال أنشطة أخرى على غرار إحداث قاعة للمطالعة وجلسات للمطالعة الجماعية ومسابقات في القراءة .. "السجن له خاصية مؤسفة وهي كونه فضاء ضيقا للغاية غير أن الزمن فيه لا حد له.. المطالعة تخول للمساجين المرور بفضل خيالهم عبر قضبان الزنزانة"، والكلام للصادق بن مهني .. وهو الذي نفذ في السبعينات إضراب جوع طويل الأمد للمطالبة بحقه في المطالعة .. كان وقتها لا يتجاوز العشرين من العمر .. وقد أصبح السجن بالنسبة إليه الجامعة التي تعلم فيها كل شيء ، خاصة بفضل الكتب والمراجع التي خلصته من حالات الغضب واليأس والإحباط والجنون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة