الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البلدوزر ترامب ينتصر ، باحباط مخططات اللوبيات!

هفال عارف برواري
مهندس وكاتب وباحث

(Havalberwari)

2016 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لاتلتفت الى كل هؤلاء المحللين المزاجيين والمسيسين والابواق الاعلامية الفاسدة والمنحازة ، فترامب ليس بذاك السوء ، وقد استطاع
افشال مخططات اللوبيات الفاسدة وابواقها الاعلامية بل ويخترقها ليعزف على اوتار هموم الشعب الامريكي وتطلعاته ويكسب ودهم واليكم فصل البيان ،استفدنا في هذا المقال من الاخ السيد فيصل الناشط والمراقب خطوة خطوة لعملية هذه الانتخابات :
1- ‏في بداية الإنتخابات كماهو معلوم يكون المنافسة بين أفراد الحزب الواحد ، وكان الحزب الديموقراطي المنافسة بين هيلاري وبيرني ساندرز كان المتوقع فوز بيرني ساندرز
‏لكن الذي حصل أن الحزب الديموقراطي سرق الفوز منه وسلّمه لهيلاري !، ولو كان بيرني هو منافس ترامب لكان المتوقع ان يكون هو الرئيس الأمريكي ، والسبب أن ساندرز ، وترامب كانا المرشحين الوحيدين الذين جاءا من خارج المؤسسة السياسية ، وهما الوحيدين اللذان أعلنا أنهما لن يقبلا تبرعات من اللوبيات (أفراد فقط)؟، وهما الوحيدين الذين قالا أنهما سيغيران النظام كلياً بل أن ساندرز وصفها (بالثورة)؟
2-يجب العلم أن الناخب الأمريكي مل من السياسيين ووعودهم ، ولم يعد يثق بهم مطلقاً
لذلك كانت الرغبة عارمة في كونهم بحاجة لرئيس من خارج دوائر واشنطن ونخبتها الفاسدة.
3- ‏ وأما هيلاري ، السياسية بكل معنى الكلمة فقد ساعدتها قيادات الحزب الديموقراطي لإنها فاسدة وتحت السيطرة ولا خوف منها!
‏وكذلك ساعدها الإعلام المنحاز بالتخويف من ترامب،خصوصا لدى المكسيكان
فبعد خروج ساندرز (بحيلة سياسية) ، لم يتبقى إلا هي من الحزب الديموقراطي.
3-‏ أما ترامب فللعلم هو ليس غبياً و سطحياً، وليس رجل الصدفة وليس بمهرج كما كانوا يظنون.
‏، فقد كان يعرفه الشارع الأمريكي جيداً بسبب برنامجه الشهير (The Apprentice).
وبسبب شهرته وتصريحاته الخارجة عن المألوف، منحه الإعلام تغطية غير مسبوقة وأصبحت القنوات تتسابق لإجراء مقابلات معه وكان ذلك لسببان
‏- حضوره سيزيد من عدد المشاهدات مما سيولّد إعلانات أكثر
‏ - هو مهرج ، وبالنهاية لن ينتخبه الشعب الأمريكي . لذا لا ضرر من حضوره.
ما منحه الإعلام الأمريكي من تغطيات لترامب مجاناً، كانت ستكلف مئات الملايين لو طلبها غيره، وهذا الطمع (بالإعلانات) واللامبالاة (القراءة الخاطئة) هي كانت بداية بروز هذا (البلدوزر) ووصول رسالته للناخب الأمريكي.
‏وللعلم فترامب كبير بالسن ، 70 سنة، وهو أكبر مرشح رئاسي سناً بتاريخ الإنتخابات الأمريكية ، ولكنه ومع ذلك يملك نشاطاً وحيوية وهو لا يشرب ولا يدخن ، لكنه بنفس الوقت لا يمارس الرياضة ويأكل اللحم بشراهة!
وهذه الطاقة جعلته حدث الساعة ، تفتح قناة فضائية تجده بمقابلة ، نفس الأمر بالمذياع ، ويكتب بتويتر ليل نهار..
‏لدرجة إنه تم إكتشاف أنه يغرّد أحياناً من المرحاض!
‏وعن طريق تلك التغطية الإعلامية الهائلة (والغير مقصودة)، أوصل رسالته البسيطة، بلغة بسيطة، للناخب الأمريكي البسيط.
‏، الرسالة التي كانت بلا شك سبب شعبية ترامب ، وفوزه برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
‏فترامب ركز على عدة نقاط، وإستمر يذكرها بلا تغيير أو ملل من البداية إلى ما قبل يوم النتائج ، وأبرزها:
1-أنا غني ومستقل ولست مديناً لأحد
‏ لذا إن حكمتكم سأعمل لأجلكم وليس لأجل أي جهة أخرى.أما غيري،وعلى رأسهم الفاسدة هيلاري سيعملون من أجل داعميهم من بنوك ولوبيات كبيرة وفاسدة
2- ‏أنا ناجح ، أنظروا لتاريخي ، أنشأت العديد من المشاريع العملاقة الناجحة ، وهذا ما سأقوم به لأمريكا ، عكس بقية المرشحين الذين لم يفعلوا شيئاً ذو قيمة بحياتهم ولا يجيدون إلا الحديث.
3- ‏أنا سأطوّع القوانين من أجل إعادة الوظائف لأمريكا، وهذه نقطة حساسة للناخب الأمريكي. فأغلب الشركات أصبحت تغلق مصانعها وتصنّع منتجاتها ‏بالخارج (الصين،والمكسيك) بسبب التكلفة الرخيصة للعمال مقارنةً بأمريكا، وذكر أن أي جهة مثل شركة أبل وشركة فورد لن تقبل بتصنيع منتجاتها بأمريكا..
‏لذلك بين أنه سيفرض على منتجاتها القادمة من الخارج ضرائب ضخمة ، مما سيضطرهم بالنهاية لإعادة التصنيع بأمريكا وهو ما سيولّد وظائف بالداخل
‏فترامب وصف نفسه أنه سيكون :
1-أكبر رئيس مولّد للوظائف خلقه الله بتاريخ أمريكا! وهو مالم يكن مشروع الجمهوريين من قبل ...
2- بين للناس أنه يعلم كيف يعمل الفساد بأمريكا ، لإنه كان جزءاً منها إضطراراً بسبب أعماله ومصالحه ! حيث أنه موّل الكثير من هؤلاء الدمى ، وضرب مثالاً بأنه
‏يوم زواجه إتصل بهيلاري وأمرها بالحضور، ولم تستطع الرفض لأنه دعمها مالياً!
طبعاً كان يضرب هذه الأمثلة لإيصال رسالة
‏أنه يفهم هذا المستنقع جيداً وسيقوم هو بتنظيفها!
3- أما المهاجرين - وهذه نقطة أُسيئ فهمها -، خصوصاً لدينا، وسبب ذلك هو الإعلام المنحاز لهيلاري.

‏فترامب ، كأي وطني ، يقول لا يجوز أن يدخل أمريكا ..
‏أي شخص بشكل غير قانوني (تهريب)، ويستولي على وظيفة ويحرم الأمريكي دافع الضرائب منها، و تحدث عن نقطة تهم المواطن الأمريكي بأعلى درجة
‏فمثلاً بأمريكا يوجد 11 مليون شخص يعملون بشكل مخالف للنظام.دخلوا البلاد عن طريق عبور الحدود من المكسيك (تهريب) ويعرفه كل الامريكان و
أن جزءً كبيراً من هؤلاء هم مجرمون ،فهم مهربوا مخدرات ، ومغتصبين. بل والرواية المقتنع بها ترامب وجمهوره (وهي حقيقية) أن المكسيك تخرجهم من السجون وترسلهم ليعبروا إلى أمريكا، لكي لا تتكفل بدفع معاشاتهم بالسجون!
‏لذلك ذكر ترامب أنه سيبني جداراً فاصلاً بين المكسيك وأمريكا ، لإيقاف الهجرة الغير شرعية وسيجبر دولة المكسيك على دفع ثمنه بل وسيقبض على المهاجرين الغير شرعيين ويعيدهم إلى المكسيك ، وهو ما أدى الى أن إنتفض الإعلام ضده ، وصوَّره على أنه هتلر جديد ، الذي لم يعرفوه هو أن هذه الرسالة بالذات كانت المفتاح لقلب الناخب الأمريكي،الذي مل من عدم وجود وظيفه براتب معقول لإن المكسيكي يقبل بأجر منخض ودون تأمين!
‏ومل من رؤية نسبة الجرائم ترتفع بسبب تلك العصابات الخارجة عن السيطرة.
‏أما عن المسلمون ، وهذه أيضاً نقطة أسيئ فهمها ، وذلك بسبب الإعلام المنحاز ومن يُسمّون ب(المثقفين) الذين ينقلون عنه!
قناعة مطلقة
‏ومرعبة ، وخطيرة، وهي أن داعش صنيعة لحكومة أوباما وهيلاري!
‏ذكر ذلك بأحدى كلماته ، ثم عاد وحاول أن يلطف الأمر بأنهم صنعوا الأرضية التي أنتجتها.
فترامب ‏مقتنع أن داعش صنيعة أوباما، وأنه
وهيلاري والمؤسسات الداعمة لهم- وراء أزمة اللاجئين ، وأن الهدف من ذلك ..
‏‏هو نقل أكبر عدد من أعضاء داعش ، تحت غطاء لاجئين ، لأمريكا والدول الأوروبية ، وذلك لأستخدامهم لاحقاً.
‏لذلك كان ترامب واضحاً بأنه لا يريد للآجئين أن يأتوا لبلاده ، وإقفال إستقبال أي زوار من دول إسلامية إلى أن يتمكنوا من ..
بناء نظام فعّال يستطيع أن يضمن أن أي زائر لأمريكا لا يشكل خطرا عليها.
‏لكن تحت الضغط، تراجع ترامب وذكر أنه سيطبق ذلك فقط بحق الدول الواقعة تحت حروب وإرهاب.

أما عن تهويلات الإعلام في قضية مغامراته الجنسية والتي ذكرت بأول يوم أنها لن تقدم ولا تؤخر ،لا بل ربما تساعده!

‏ومن مشاريعه الاقتصادية ايضاً هو الغاء أو تغيير إتفاقيات التجارة التي أضرت بأصحاب الأعمال الصغيرة بأمريكا، سيخفف الضرائب ، سيستبدل نظام للرعاية الصحية الذي ثبت أنه
‏فاشل ومكلف ومفيد لشركات التأمين فقط،
سيعيد تطوير البنية التحتية والتي أشعرت المواطن الأمريكي عندما يزور دبي وقطر (كما ذكر نصاً)
‏بأن أمريكا من دول العالم الثالث! ، وسيعيد تطوير الجيش الأمريكي والذي تعود بعض أسلحته للحرب العالمية الثانية، وسيهزم داعش بعقر دارها!
‏هذه النقاط هي ببساطة ما يعني المواطن الأمريكي،وليست قضايا مثل المناخ التي تتكلم عنها هيلاري ويقول عنها ترامب بأنها خدعة وغير حقيقية أصلا
‏هذه النقاط تمس المواطن الأمريكي بحياته اليوميه:
‏* وظيفته
‏* صحته
‏* وأمنه
‏‏وهي التي ركز عليها ترامب،دون كلل أو ملل،بكل خطاب ومقابله أجراه.
‏ولإنه ليس سياسيا،وغير مسيطر عليه،إقتنع الناخب الأمريكي بما يقول
------
‏إذا كان هذا ترامب ، وهذه رسائله ، فلماذا رأيناه عكس ذلك؟
متعصب ، غبي ، إقصائي ، وكاره للمسلمين والأقليات , بل وكاذب وشرير؟
إنه الإعلام
فقصة الإنتخابات الأخيرة حملت الكثير من المفاجئات،وليس أكبرها فوز ترامب،بل المفاجئة الكبرى هي حقيقة الإعلام الأمريكي فقد
‏كنا دائما نسمع أن الإعلام الأمريكي مُسيّطر عليه من مجموعة أشخاص نافذين ويحركونه كما يريدون، لكنها كانت نظرية لم يستطع أحد إثباتها
‏لإن تلك المؤسسات كانت تعمل بذكاء شديد وبمنهجيات مخادعة ذكية
‏هذا الإعلام عندما شعر بخطأه بإبراز ترامب ، وأنه من الممكن أن يفوز
‏وهو ما لا يمكن قبوله ، لإن ترامب ليس دمية كغيره ولا يمكن التكهن بما سيقوم به، تم توجيهه من قبل ملّاكه بأن يقوم بأشياء
‏كتخفيف الظهور الإعلامي لترامب لأقصى درجة
‏وتشويه صورته ، وإبرازه كشخص غبي وسيء ونشر أي فضائح ممكن إكتشافها عنه
‏في مقابل:
1- تحسين صورة هيلاري وإخفاء أي شيء ممكن أن يضر بسمعتها (تسريبات ويكيليكس مثلاً)
2- ‏نشر إحصاءات وإستفتاءات مزيفة بإستمرار أن هيلاري ستفوز ، لكي يموت الحماس لدى ناخبيه فلا يذهبون للصتويت أصلاً.
‏لكن كيف استطاع ترامب كسر كل تلك القيود بحيث لا يكونُ لهم القدرة على مجابهته؟
إنها التجمعات الإنتخابية لترامب ، بالإضافة لTwitter & Youtube.
‏قام ترامب ، بشكل شبه أسبوعي ، بالقيام بتجمع إنتخابي ، يزور ولاية ، ثم يعلن ب (تويتر) عن تجمع بأحد الأماكن (ملعب رياضي مثلاً)
‏فيأتي عشرات الآلاف للتجمع ، ويتم البث على Youtube.
‏كان هذا بديلاً للإعلام والقنوات التلفزيونية التي توقفت عن تغطيته ، وعن طريقها كان ترامب يوصل رسائله (التي تدخل قلب الناخب)
‏ويفنّد كذب الإعلام عنه ، نقطةً نقطة ،وبلغة بسيطة و واضحة ، ويخاطب سكّان كل ولاية بالقضايا التي تهمهم تحديداً وكيف سيحل مشاكلهم.
‏بتلك الأثناء ، وصل الإعلام الأمريكي لأقل درجات المهنية ، كذب يومي . إخفاء للحقائق ، وتزوير وتأليف إستفتاءات لا أساس لها.
‏ لدرجة أن قطعت البث عن أحد أعضاء الكونغروس في قتاة ( س ن ن) عندما تجرأ وذكر تسريبات ويكليكس عن هيلاري.

بتلك ًالمهارة والشطارة في اختراق الاعلام ومعرفة هموم الشعب الامريكي المتطلع لتحسين أوضاعه الداخلية وتحسين صورة الولايات المتحدة أمام العالم باعتبارها متربعة على كرسي السيادة العالميةإستطاع ترامب أن ينتصر ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل