الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمعيات التعريف بالإسلام ودورها الارهابي !!

رمضان عيسى

2016 / 11 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تسعى شخصيات اسلامية في الدول الغربية لتكوين جمعيات للتعريف بالإسلام ، ولأن القانون يسمح بذلك انطلاقا من مباديء الحرية وتعددية وتنوع الثقافات ، تُمنح هذه الجمعيات تصاريح للعمل وطبع منشورات وتحيفظ القرآن وشرحه ، والتعريف بالإسلام ومنهجيته وكيفية أداء الصلوات ومواعيدها ومتطلبات هذا الدين من المسلم . وتقوم هذه الجمعيات بالترويج أن الاسلام دين التسامح والرحمة والاعتدال ، وشرح الآيات والأحاديث الدالة على ذلك . وأن الاسلام يتقبل الحياة الغربية ويدعو أتباعه الى التعايش مع متطلبات الحياة الغربية اجتماعياً وسياسياً .
وتعمل جميع المؤسسات والهيئات والمراكز على توطين الإسلام في الغرب بالاندماج الإيجابي للمسلمين في مجتمعاتهم، اندماجاً يجمع بين الحفاظ على الهوية الإسلامية وممارسة المواطنة الصالحة بخدمة الصالح العام، وتحقيقاً لمبادئ الأمن والانسجام.
ولا ننسى أن التعريف بالإسلام موجه في الأساس الى مواطني البلاد المسيحيين واللاأدريين ، فالمسلم لا يحتاج للتعريف بالاسلام فهو مشبوك في الشباك ولا داعي لنصب شباك جديدة له لاصطياده .
من هنا فإن الهدف من هذه التعريف هو جذب أكبر عدد من مواطني البلاد للتعاطف مع الاسلام ومبادئه السمحاء . وفي نفس الوقت يحاول دعاة الاسلام إخفاء أو تمويه آيات وأحاديث أساسية في أدبيات الإسلام والتي ترفض الديمقراطية والعلمانية والحرية وجميع مظاهر الحياة العصرية ، وخاصة التي تدعو الى العنف وعدم الاعتراف بالآخر ، وإجباره بكل الوسائل على اعتناق الإسلام .
وتعمل هذه الجمعيات تحت اسم " اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا " (بالإنجليزية: Federation of Islamic Organizations in Europe) هيئة إسلامية أوروبية جامعة تشكل إطاراً موحداً للمنظمات والمؤسسات والجمعيات الإسلامية الأوروبية الأعضاء فيه ويضم الاتحاد اليوم هيئات ومؤسسات ومراكز في 30 بلداً أوروبياً. ويعتبر اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا الجناح الأوروبي لتيار الإخوان المسلمين العالمي.
ونجد تحت مسمى هذا الاتحاد هيئات ومؤسسات ومراكز إسلامية منتشرة في كل أوروبا، وله مجموعة من المؤسسات في غير الدول الأوربية ، ويضم الاتحاد اعضاء من العرب والاجانب وهؤلاء يمثلون ما لا يقل عن 1000 جمعية ومركز ومؤسسة تعمل في مختلف مجالات العمل مثل الشبابية والنسائية والطفولية، ويوجد اشخاص يعملون في المجالس البلدية ، ومن المؤسسات التابعة له :
1 -المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث
ويتبع له المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة وهو عبارة عن اتحادات نسائية في الدول الأوربية ، وأنشأ عام 1998م منتدى الشباب المسلم الأوربي ويضم في عضويته اتحادات الشباب الموجودة في مختلف دول أوروبا .
2 - اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا
3 - الرابطة الإسلامية في بريطانيا
4 - اتحاد الجاليات والمنظمات الإسلامية بإيطاليا.
والملاحظ أن الغرب لا يدركون حجم الخطورة التي يشكلها هذا الكم المهول من الدعاة لمى يُسمى بالإسلام المعتدل .
وهنا لا بد من السؤال : من القائل : " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين " ( سورة النحل – آية 125) و " ادفع بالتي هي أحسن " ( فصلت آية 34 )و" لا إكراه في الدين " آية (256). البقرة. و" أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ... ( فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب ) [ الرعد : 40 ] " .
طبعاً كل هذه الآيات وردت في القرآن !!
ومن القائل : " فإذا انسلخ الاشهر الحرم، فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و اقعدوا لهم كل مرصد " و" قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم و يخزيهم " – التوبة .
ومن القائل : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم " (سورة الأنفال - الآية 60 ) .
ومن القائل : " فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ " (التوبة/1- 5) .
ومن القائل : فأن تولوا فخذوهم و أقتلوهم حيث وجدتموهم و لا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا " – سورة النساء .
ولمن يُنسب هذا الحديث : " بعثت بين يدى الساعة بالسيف، حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي – هل يُنسب هذا القول لغير الرسول محمد رسول السلام للبشرية !!
طبعاً كل هذا ورد في القرآن ، وكثير مثل هذا ورد في الأحاديث !! ومن أُصول الايمان ، التعامل مع القرآن ليس بشكل جزئي ، أي تؤمن بآيات وتترك آيات ، أي لا يمكن للمسلم أن يعترف بجزء ويترك الآخر ، فمن آمن بجزئية القرآن أُعتبر مرتداً ووجب قتاله وقتله !! فالايمان ليس مزاجي أو حسب المصلحة !! لا ، ان الايمان كلي الموقف ، أي الايمان بكافة النصوص الواردة في القرآن ، أي الايمان به من الجلدة الى الجلدة .
اذن لا يمكن الفصل بين الآيات والأحاديث الداعية الى الاعتدال وقبول الآخر ، وبين الآيات والأحاديث التي تدعو بإصرار الى قتل الآخر وارهاب الآخر !! ، فجميعها ترجع الى القرآن ورسول الاسلام .
إن الجدار الفاصل بين الآيات والأحاديث التي تدعو للاعتدال والتسامح ، والآيات والأحاديث التي تدعو لغزو الآخر المُختلف وارهابه وقتله ، هو جدار وهمي ، لا يمكن التعرف على معالمه ، وليس في الاسلام معيار مُوحد للحقيقة ، فحينما يطرح دعاة مسلمين رأيهم في قضية ما بنعم ، نرى دعاة مسلمون آخرون يقولون ، لا .
الاسلام فيه فرض الجزية ، وقتل المرتد ، ومحاربة الآخر الغير مُسلم ، والتضييق عليه بكل الوسائل حتى لا يجد له طريق ليعيش بهدوء غير اعتناق الاسلام .
من هنا نرى أن جمعيات التعريف بالاسلام هي جمعيات تخدع مرتاديها ، فعندما يقترب شخص ويصدق باعتدال الاسلام وتسامحه ، ويبدأ في ممارسة الشعائر بطريقة عادية ، يقولون له أنت ليس بمسلم كامل ، أنت ناقص في اسلامك ، أنت ناقص في اعتقادك ، ان الله سيعاقبك على عدم اكتمال اعتقادك ، ويجب أن تُثبت اكتمال اعتقادك كمسلم ، بالجهاد ، أي أن تقاتل المشركين ، الكفرة أينما كانوا !! ، وأن المجتمعات الحالية هي مجتمعات كافرة ، ويجب لا أن تفصل نفسك عنها فقط ، بل يجب عليك محاربتها .
شيئا فشيئاً تجري عملية غسل للدماغ وحشوه بالأوامر والنواهي المغلفة بالآيات والأحاديث ، وبعد ذلك يُصبح الشخص ذو بُعد واحد ، وعدواني على كل من حوله ، وينتابه احساس أنه أداة من أدوات المقدس ، وأنه يُمثل الاله القوي ، الجبار ، المنتقم ، وينتابه الشعور بالسعادة لأن ما يقوم به من أعمال لها ما يبررها من الآيات والأحاديث والفتاوي، وأنه سيثاب على أعماله هذه بجنة عرضها السموات والأرض ، وفيها ما لا عين رأت ، ولا أُذن سمعت ، أُعدت للمتقين ، وهو الآن من المُتقين .
على هذا ، فإن جمعيات التعريف بالإسلام ، والتي تمارس نشاطها تحت غطاء الحرية والديمقراطية هي جمعيات تزرع قنابل موقوته ، فكلما تضخم أتباعها ومُريدوها تتحول هذه الجمعيات الى أحزاب سياسية ، وتبدأ في الاحتجاجات لسن قوانين لصالحها ، وربما تدعو لتطبيق الخلافة الاسلامية وهذا يعني تدمير القيم المجتمعية البرلمانية ومبادئ الحرية والديمقراطية وقبول الآخر المختلف .
فالعبرة في النهايات ، فكثير من النصوص المعتقدية في الاسلام تتعارض مع الحياة العصرية والقيم السياسية . فحينما تدعو شخص ليذهب المسجد ، أو الندوات الدينية ، فهو يذهب للشحن المضاد لكل ما هو موجود في الخارج ، فرويداً ، رويداً يصل الى داعش وأخواتها .
ومثل ذلك حينما تُعلم طفل كيف يقرأ ، أو شخص كيف يقود سيارة ، أو كيف يعمل أعمال سحرية ، هل سيبقى هذا التعليم دون ممارسة ؟ بالطبع لا !!
إن من يتعلم كيف يقرأ لا بد أن يمارس القراءة ، ومن يتعلم السياقة لا بد أن يمارس السياقة ، ومن يتعلم خفة اليد ، لا بد أن يمارس الأعمال السحرية ، ومن يتعلم صنع المتفجرات ، لا بد أن يمارس التفجير ، ومن يُشحن على أن يكون قنبلة متفجرة ، لا بد أن يجربها يوما ما ، فالاسلام هو صناعة متفجرات بشرية .
فإن الهدف النهائي الذي تقوم به هذه الجمعيات ليس تربية خراف هادئة لزيادة الثروة الحيوانية ، ولا كلاب بوليسية لكشف المخدرات ، ولا تعليم الأطفال لكي يقوموا بأعمال بهلوانية في الملاعب والسيرك أو السباحة على الأمواج العالية ، بل تعلمهم الانسان الحذر من مجتمع هذا العصر وعلاقاته الاجتماعية وأفكاره ودساتيره العلمانية ، وتحذرهم من الاندماج في هذا المجتمع ، فهذا مجتمع كُفر ، وعقاب الكافرين ناراً شعواء تُذيب الأجساد مراراً وتكراراً . ولكن حينما تكون مسلماً مؤمنا ، فإن مصيرك الجنة والحياة وسط النعيم دائماً ، وفي حضرة الاله ورعايته الأبدية .
ولما كانت الأديان لا تعترف بالعلم ولا بالواقع ومتغيراته ، من هنا فإن هذه الجمعيات تهدف بالدعوة للاسلام والتعريف به الى عزل أكبر عدد ممكن عن أن يكونوا أفراداً فاعلين وعاملين ، منتجين ومتعاونين ، بل سيكون أتباعهم عدائيين وطفيليين يتلقون الاعانات من خير الآخرين .
أما من يعيشون الآن بهدوء في دول الغرب من المسلمين الذين قدموا من الدول الاسلامية ، فهم هادئون ليس لأنهم ذاقوا فوائد الحضارة ، بل لأنهم أقلة ، وسكونهم هو سكون مؤقت ، أما أولادهم ، فإن هذه الجمعيات ستتلقفهم وسيكونون أدوات التخريب في المستقبل ، إلا ما ندر .
ان الديمقراطية والحرية في خطر ، ولا يجب التمسك بالقيم الانسانية مع توجهات تهدف الى تدمير القِيمْ الانسانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا نتاج التعريف بالاسلام في بريطانيا
رمضان عيسى ( 2016 / 11 / 18 - 17:42 )
في تراسل بين واحد من الذين يقاتلون في سوريا ويُدعى محمد شودوري وبين عمه الذي يسكن في بريطانيا يقول محمد في رسالته لعمه: -أريد أن أقطع رؤوسهم وأضعها في سيارة. أشعر بالغليان عندما أرى وجوههم. إنهم خنازير-.- ان قطع رؤوس الكفار أمر مُباح - .
ويرد عليه عمه هوق قائلا: -عليك أن تقاتل وتقتل باسم الله وتدعو ألا تتخطى حدود الله. لا تشوههم فقط اقطع رؤوسهم. واكرههم من أجل الله-، وفق ما أوردت وسائل إعلام بريطانية.
وقالت المحققة أنابيل دارلو التي تُحقق في الموضوع : -المتهمون استخدموا البعثات الخيرية، أو هذا ما يبدو، من أجل إرسال أموال وأشياء أخرى من بريطانيا إلى سوريا. النيابة العامة لا تقول إن هذه البعثات لا تقوم بعمل خيري وتقدم الأطعمة والدواء للمحتاجين في سوريا، لكنها أيضا توفر قناة
لهؤلاء المتهمين لتقديم الأموال للإرهابيين-
وكانت بريطانيا أعلنت أن الجمعيات الخيرية الاسلامية في بريطانيا، يجري استغلالها للدعاية أو لتمويل تنظيمات متطرفة..

اخر الافلام

.. #shorts - 14-Al-Baqarah


.. #shorts -15- AL-Baqarah




.. #shorts -2- Al-Baqarah


.. #shorts -20-Al-Baqarah




.. #shorts - 7- Al-Baqarah