الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة الأولى من دراسة مسلسل تصفية منظمة -إلى الأمام-

موقع 30 عشت

2016 / 11 / 18
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية



كما سبق و تم الإعلان عن ذلك، يبدأ موقع "30 غشت" بنشر أولى حلقات دراسة "مسلسل تصفية المنظمة الماركسية ــ اللينينية المغربية إلى الأمام"، و هي الحلقة التي تضم بالإضافة إلى توطئة الدراسة، كلا من الفصلين الأول و الثاني (انظر موقع 30 غشت)، علما أن هذه الدراسة تتكون من أربعة أجزاء يضم كل جزء منها أقساما هي بدورها تنقسم إلى فصول.

نضع هنا على صفحات موقع الحوار المتمدن، نشرا كاملا للتوطئة التي جاءت في الدراسة.

***********************************************************************************************************************

مسلسل تصفية المنظمة الماركسية – اللينينية المغربية "إلى الأمام":
الأحداث، السيرورات، الأطروحات، الملابسات والنتائج(1)

الجزء الأول

القسم الأول

" الفرق بين الخيانة نتيجة الضعف و بين الخيانة المتعمدة كبير جدا من المنظور الشخصي. أما من المنظور السياسي فلا يوجد فارق أبدا، لأن السياسة تقرر في الحقيقة مصير الملايين، و لن يختلف هذا المصير، لأن هذه الملايين من العمال و الفلاحين ضحايا خيانة الضعف أو الخيانة المدروسة".
لينين: ملاحظات ناشر، 14 فبراير1920، المجلد 30 (فرنسي)

I ــ مقدمات عامة

توطئة

في غضون سنة 1994 (لعله ربيع تلك السنة) انعقد بمدينة باريس اجتماع هام لمناقشة مشروع قرار يتعلق بحل منظمة"إلى الأمام" و توقيف مجلتها التي كانت تصدر بنفس الإسم.
جاء هذا الاجتماع، على إثر وصول كل من عبد الله الحريف، الكاتب الوطني السابق للنهج الديموقراطي، و عبد المومن الشباري، المدير السابق لجريدة النهج الديموقراطي و عضو الكتابة الوطنية للنهج الديموقراطي إلى حدود وفاته، إلى مدينة باريس، مبعوثين ــ حسب تصريحهما ــ من طرف لجنة التجميع(2) التي كانت مهتمة آنذاك بتجميع المعتقلين السياسيين المفرج عنهم في إطار ما سمي ب"العفو السياسي" بداية تسعيينيات القرن الماضي.
كانت مهمة المبعوثين إقناع فرع منظمة "إلى الأمام" بالخارج، بإعلان حل هذه الأخيرة ، و توقيف إصدار مجلتها "إلى الأمام" التي كان يرأس هيئة تحريرها آنذاك أبراهام السرفاتي.
قدم المبعوثان لتبرير دعوتهما لحل المنظمة، و دون أية مصاحبة بتحليل سياسي لمشروعهما، اعتباران أساسيان و هما:
1 ـــــ أن استمرار وجود منظمة"إلى الأمام"، و الاستمرار في إصدار مجلتها "إلى الأمام"، يعيق عمل "لجنة التجميع" التي تسعى إلى خلق إطار سياسي علني يعمل في إطار المشروعية، كما أنه يشوش على مجلة "الأفق"(3)، التي كانت تصدرها اللجنة آنذاك، و يعقد إمكانية إصدار جريدة علنية مستقبلا باسم هذا الإطار السياسي.
2 ـــــ أن العديد من المناضلين المنتمين سابقا إلى المنظمة، و عدد من الديموقراطيين المتعاطفين مع الحركة الماركسية ــ اللينينية المغربية، لا يرغبون في العمل السياسي و التنظيمي خارج إطار علني و مشروع.
شارك في هذا الاجتماع إلى جانب المبعوثين اللذين جاءا من الداخل (عبد الله الحريف و مومن الشباري)، مجموعة من أعضاء المنظمة بفرع فرنسا و هم: أبراهام السرفاتي، سمير بن سعيد، محمد منفق، عزيز حمدان، علال علول و عبد العزيز لمنبهي.
بعد مناقشة الموضوع، وافق كل من أبراهام السرفاتي و سمير بن سعيد و محمد منفق و عزيز حمدان على طلب الحل الذي قدمه المبعوثان، بينما امتنع علال علول عن إبداء وجهة نظره، و عارض عبد العزيز لمنبهي(4) أي قرار يتعلق بالإعلان عن حل المنظمة، أو تجميد نشاط فرعها بالخارج، أو توقيف مجلة "إلى الأمام".
لم يعلن رسميا عن تنفيذ القرار ــ قرار حل منظمة إلى الأمام ــ أمام المشاركين في الاجتماع، لكن أصحاب المشروع و من معهم، كانوا قد عقدوا العزم على تنفيذ القرار، و اتخذوا قرارهم العملي بحل منظمة "إلى الأمام"، و توقفت منذ ذلك الحين اجتماعات خلية فرع فرنسا، و توقفت المجلة عن الصدور.
هكذا، و في ذلك الاجتماع "الشهير" الذي انعقد بمدينة باريس الفرنسية حوالي أبريل ــ ماي 1994، تم وضع حد لتجربة منظمة "إلى الأمام" التي دامت 24 سنة تقريبا، مرت خلالها بسيرورتين مختلفتين، الأولى امتدت من 30 غشت 1970 إلى حدود 30 غشت 1980، أما الثانية فواكبت مرحلة انطلقت من 30 غشت 1980 إلى حدود أبريل ــ ماي 1994.
و من الملفت للنظر، و قبل التطرق إلى خصائص التحول الذي عرفته المنظمة خاصة بالنسبة للمرحلة الثانية، التي عرفت بروز خط سياسي و إديولوجي جديد مختلف عن إرثها الثوري، الذي امتد لعشر سنوات (30 غشت 1970 ــ 30غشت 1980)،تلك الرسالة التي وجهها أحد المشاركين في اجتماع باريس، و كان من الموافقين على قرار الحل و ينتمي إلى الجيل الثاني، أرغمته الظروف، بعد فشل ما يسمى ب "إعادة بناء المنظمة" (1980-1985)، على اللجوء إلى المنفى، حيث عمل بفرع المنظمة بفرنسا، و لما التحق أبراهام السرفاتي بفرنسا بعد نفيه إليها(5)، كان من أقرب المقربين إليه و أحد المخلصين لخطه، و ساهم إلى جانبه في إصدار مجلة "إلى الأمام" و السهر على استمرارها.
كان الرجل نزيها و مخلصا، و اعتقد لمدة لا بأس بها، أن مواقف السرفاتي هي"الحقيقة الثورية" بعينها، بل عين العقل بالنسبة ل"الثورة المغربية"، لكن صاحبنا الذي فاجئته السرعة التي عرفها التغير في مواقف أبرهام السرفاتي، خاصة بعد حل المنظمة في 1994، جعلته يعيد النظر في مواقفه من أبراهام السرفاتي، و من أطروحاته الجديدة، انطلاقا من المواقف السابقة لهذا الأخير، التي قارنها بمواقفه الجديدة، بل اعتمد على ما يناقضها لدى مجموعة من الصحفيين و الكتاب و المختصين بالمسائل الدستورية، لكن ظل عاجزا عن سبر غور هذه المواقف التحريفية الإصلاحية الجديدة، و لم يكن صاحبنا الوحيد في هذا الأمر، بل إن العديد من المناضلين ممن اقتنعوا بأطروحات "إعادة البناء"(6) و ما تلاها، قد أذهلهم الأمر، فمنهم من وجد نفسه ينتقل إلى تنظيم جديد علني دون سابق إنذار بعد حل المنظمة، و منهم من أذهله هول التحولات في المواقف لدى أبراهام السرفاتي و أتباعه، فتوقف عن النضال نهائيا أو رفض الالتحاق بالإطار الجديد.
ردا على تصريحات أبراهام السرفاتي، المتعلقة بتشكيل حكومة عبد الرحمان اليوسفي سنة 1998 (الحكومة التي أطلق عليها "حكومة التناوب التوافقي")(7)، و التي دعا خلالها السرفاتي إلى دعم هذه الحكومة التي سماها "حكومة وسط ــ اليسار"، مركزا موقفه في شعار "اليوسفي أو الفوضى"(8)، كتب سمير بنسعيد بتاريخ 4 مايو1998(9)، رسالة توضيحية إلى هذا الأخير، يذكره فيها بمواقفه القديمة و يقارنها بمواقفه الجديدة.
و قد اعتمد كاتب الرسالة على نصوص و كتابات و مقالات و استجوابات تمتد من 1986 إلى 1998، عارض بها التصريحات و المواقف الجديدة لأبراهام السرفاتي.
عموما ،هذه النصوص تطرقت إلى مواقف مختلفة، تعلقت بالملكية و دولة القانون و الديموقراطية و"الديموقراتورية" و الاختراق الديموقراطي ...
ويظهر من نص الرسالة ،أن الموقف السرفاتي (نسبة إلى السرفاتي) من حكومة عبد الرحمان اليوسفي، كان النقطة التي أفاضت الكأس لدى صاحب الرسالة.
يقول صاحب الرسالة مفتتحا إياها بما يلي:
"منذ الفقرة الأولى من نصك، كل شي قيل، و هذا وحده يكثف عدم التماسكات كلها التي ميزت تحليلاتك في هذه السنوات الأخيرة، و بالأساس مواقفك المرتبطة ب"السيرورة الديموقراطية بالمغرب" التي اكتملت مع تعيين السيد عبد الرحمان اليوسفي في منصب وزير أول". و بعد استعراض كل المواقف السابقة "المناقضة" يلخص الكاتب مجمل التراجعات و التنازلات السياسية لأبراهام السرفاتي بما يلي:
" من ملكية بدون الحسن الثاني مررنا إلى ملكية بدون إدريس البصري، و ذلك الذي كنت تسميه و لما تمر بضع سنوات، الحسن الثاني جلاد تازمامارات أصبح "صاحب الجلالة الحسن الثاني"، الخائن الذي دشن الحرب ضد الشعب الصحراوي سنة 1976 عن طريق القصف بالنابالم سكانا صحراويين مدنيين في الساقية الحمراء، أصبح فجأة ذلك الذي يعالج المسألة الصحراوية ب "رؤية سياسية و حنونة"."
و في إشارة إلى تصريح لأبراهام السرفاتي خلال ندوة صحفية بتاريخ 9 نونبر 1997 (10)، ذكر فيه بالبيعة التي قدمها لمحمد الخامس سنة 1958 ،و ذلك في محاولة لتأكيد مغربيت(11)، جاء في الرسالة ما يلي:
" تنازلات بعد تنازلات، ها أنت تبتعث بيعة قديمة و دائمة لصاحب الجلالة محمد الخام(12) يرجع تاريخها إلى سنة 1958. خارج الطابع السياسي للإعلان، فإن ما هو أخطر هو أن تجعل الناس يظنون أن تكون مغربيا يعني أن تقدم البيعة للملكية، لأن هذا يعني بكل بساطة "إعادة الاعتبار" ل14 قرنا من التاريخ المخزني بالمغرب و أيضا شرعنة نظام المخزن و الملكية ( التعبير السياسي للمخزن).
إن الحسن الثاني كما نعلم، لم يسبق له أن غفر للحركة الثورية (و بالخصوص لمنظمة"إلى الأمام") تشكيكها في هذا التاريخ و من تمة شرعية النظام المخزني و الملكية".
لقد أوردنا هذه الفقرات المقتطفة من تلك الرسالة ــ الشهادة و هي لأحد المناضلين الذين تبنوا لمدة طويلة طروحات أبراهام السرفاتي التحريفية، و فوجئوا بتقلباته السياسية السريعة لفترة ما قبيل عودته إلى المغرب، و في بالنا الإشارة إلى ما آلت إليه حالة العديد من المناضلين داخل ما تبقى من منظمة"إلى الأمام" آنذاك، هؤلاء الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بنتائج سيرورة انخرطوا فيها بصدق و حسن نية و أحيانا بسذاجة، و ما كان للواقع التاريخي إلا أن يعري الأوهام التي انبنت عليها، و يكشف جوهر المشروع التحريفي الجديد و طبيعته، الذي قاده من داخل منظمة"إلى الأمام" منذ 1980 أنصار ما سمي ب"خط إعادة البناء" تحت قيادة جديدة للمنظمة.
و لأن المنهجية التاريخية العلمية كما سطرها ماركس في كتاب "الرأسمال"، حيث أطلق عبارته الشهيرة "التركيب العضوي للإنسان هو مفتاح التركيب العضوي للقرد(13)، أي أن في مستقبله يعرف الحاضر، و يعني تطبيقها في حالتنا،التذكير بنقطة النهاية في السيرورة التي ابتدأت سنة 1980، و انتهت إلى الفشل سنة 1985، قبل الإفلاس النهائي سنة 1994، لما سمي خلال هذه السيرورة ب "خط إعادة البناء"،الذي ادعى البعض أنه كان خطا "بروليتاريا"، و لما لا جدا!. و هذا مناقض تماما للمنهجية المثالية التي يتبعها البعض الذي لا يجرؤ على تجاوز منتصف الطريق خوفا من الانعراجات المعاكسة لطروحاته، مفضلا البقاء في "أمان" الوثائق المعزولة عن سياقها التاريخي الكفيل بكشف جوهرها التحريفي.
لقد جاء إفلاس "خط إعادة البناء" مدويا على يد أحد أبرز مهندسيه، الذي كان بالفعل قائد و مايسترو المراجعات التحريفية للخط الإديولوجي و السياسي و الإستراتيجي لمنظمة"إلى الأمام"، تلك المراجعات التي أسست للتحريفية الجديدة بالمغرب، و التي أدت بمنظمة "إلى الأمام" إلى نهايتها المحتومة. و بذلك تحمل التحريفيون الجدد المسؤولية التاريخية في فشل المحاولة الثانية التي انطلقت سنة 1970، من أجل بناء الحزب الماركسي ــ اللينيني للطبقة العاملة المغربي(14).
إن ما يميز فكر أبراهام السرفاتي لحقبة نهاية السبعينات و ما بعدها،هو السير بأطروحاته التحريفية حتى نهايتها المنطقية،الشيء الذي عجز عنه تلامذته الذين، و إن تبنوا أطروحاته الإديلوجية و السياسية، فقد ظلوا مختبئين وراء فذلكات مجازية و تعبيرية، لإخفاء تحريفيتهم و إصلاحيتهم التي تفقأ العين، و منتظرين إشارة المرور إلى السرعة القصو(15).
في انتظار ذلك لا يجدون غضاضة في تقديم بعض الانتقادات الجزئية و السطحية لمواقف أبراهام السرفاتي دون الاقتراب من الجوهر الذي تبنوه كامل(16).
إن هذا النقد الجزئي و السطحي هو ما يساهم في تضبيب الرؤية لدى العديد من المناضلين، الذين ظلوا يعتقدون بوجود مواقف لا وجود لها، فقط لأن البعض قضى سنوات بالسجن أو تعرض للتعذيب، و من تم بنوا حوله قلعات و أسوار عالية و اعتقدوا بعصمة هذا البعض الذي نزهوه عن التحريفية و الإصلاحي(17).
إن الرسالة التي أشرنا إليها أعلاه، تعتبر في مضمونها نموذجا لواقع الحال لدى العديد من المناضلين الذين انخدعوا ببريق التحريفية المزيف، و ظلوا حتى في انتقاداتهم لا يتجاوزون حدودا معينة، مكتفين ببعض النقد السياسي لهذا الموقف أو ذاك أو لهذا الشخص أو ذاك، دون أن يدركوا أن التحريفية خط إديولوجي و سياسي في ذات الآن، و أن الانتماء للخط الإديولوجي التحريفي ذاته لا ينفي عن المنتمين له الاختلاف في بعض المواقف السياسية الجزئية، بل إن التجربة التاريخية للحركة الشيوعية العالمية تثبت أن التحريفية قد تتمظهر بلبوسات يمينية أو "يسراوية"، بل منها من كان يحمل السلاح (مثال أمريكا اللاتينية في هذا المجال...).
إن ما غاب عن ذهن كاتب الرسالة المشار إليها أعلاه، هو أولا، كون قطار التراجعات السرفاتية قد انطلق منذ 1980، بل قبل ذلك بسنوات. فخلال الإضراب عن الطعام (نونبر1977) الذي استشهدت فيه سعيدة لمنبهي، أوقف أبراهام السرفاتي إضرابه عن الطعام في خرق سافر لقرارات المنظمة، بل قبل بلعب دور رجل المطافئ، لما جاء مصاحبا للجنة البرلمانية التي شكلها النظام، بغرض الضغط على المضربين عن الطعام من أجل توقيف الإضراب، لكنه أخذ درسا لا ينساه لما تصدى له الرفاق بقوة، و دعوه إلى العودة من حيث أتى. عاد السرفاتي خاوي الوفاض بعد محاولته الفاشلة، فقامت إدارة السجن المركزي بالقنيطرة بنقله من جديد إلى سجنه بالدار البيضا(18).
إن جذور التحريفية لدى أبراهام السرفاتي تعود إلى أقدم من ذلك ، و قد سبق له أن اعترف بذلك في نقد ذاتي شهير له تحت عنوان :"حول بعض التأملات النقد الذاتية الأولية لسنة 1979" (19).
إن ما التقطه صاحب الرسالة، ليس سوى وصول قطار أبراهام السرفاتي إلى محطته ما قبل الأخيرة، و كان عليه أن يزيد من السرعة الضرورية للخروج النهائي من مدار السنوات السابقة، و يدخل محطة المغرب، مبشرا ب "القيادة الجديدة للملكية لدولة الحق و القانون و مجتمع الديموقراطية و الحداثة"، داعيا إلى الاصطفاف وراء الملك لبناء "المغرب العصري و الحداثي".
إن ما لم يستطع صاحب الرسالة إدراكه آنذاك، أنه هو الآخر كان قد تشبع بفكر قد بدأ يترعرع منذ بداية الثمانينات، أدى بأصحاب "مشروع إعادة البناء" إلى التخلي عن الماركسية ــ اللينينية، و تبني ماركسية فضفاضة، فاقدة لأي روح ثورية،و مصاحبة بفكر حقوق الإنسان و دور المجتمع المدني و التخلي النهائي عن مشروع الثورة المغربية الذي تبنته منظمة "إلى الأمام" و الحركة الماركسية ــ اللينينية المغربية منذ تأسيسها سنة 1970، و لذلك لم يتجاوز نقده لمواقف أبراهام السرفاتي حدود ما يسمح به الفكر الديموقراطي البورجوازي، و إن اتسم بنوع من الراديكالية تجاه النظام السياسي المغربي.
إن قرار الحل "غير المعلن" لمنظمة "إلى الأمام" الذي ساهم فيه أيضا صاحب الرسالة، كان بمثابة تحصيل حاصل لحقيقة تاريخية، تتمثل في أن المنظمة كانت محتضرة و غائبة، لا وجود لها في الساحة السياسية منذ فشل مشروع "إعادة البناء" سنة 1985. أما إصدار بيانات كل سنة بمناسبة ذكرى تأسيسها، و إصدار مجلة بالخارج، لم يكن سوى محاولات يائسة لتغطية الشمس بالغربال.
لقد أصدر التاريخ حكمه على التحريفية الجديدة بالمغرب، و أصبح على عاتق الماركسيين ــ اللينينيين المغاربة مهمة التصدي لها، باعتبارها عرقلة رئيسية لبناء الحزب الثوري للطبقة العاملة المغربية.
يعتبر التناقض مع التحريفية تناقضا رئيسيا على مستوى الجبهة الإديولوجية و الفكرية، لذلك يحتل الصراع الإديولوجي ضدها دورا أساسيا من أجل هزمها، إذ أن الهزيمة الإديولوجية للتحريفية، تشكل مقدمة ضرورية للتغلب عليها سياسيا، و اقتلاع جذورها السامة جماهيريا، و فتح الأفق الثوري بالمغرب.
صحيح أن بعض المجهودات الفردية أو الجماعية على قلتها، قد حاولت ذلك النقد (و نحن نعتبر ذلك رصيدا مهما نعتز به)، لكن و لكي يكون النقد الماركسي ــ اللينيني الثوري ناجعا و فعالا، فلابد له أن يتسم بالشمولية و الجذرية.
لاشك أن صعوبات جمة تقف أمام إنجاز هذه المهمة التي تعتبر مهمة جسيمة، أولها و ليس آخرها، تلك الضبابية الكثيفة التي تكتنف تاريخ الحركة الماركسية ــ اللينينية المغربية، و خاصة تاريخ الصراعات الإديولوجية و السياسية داخلها، نتيجة الحصار الذي ضربه الإصلاحيون و التحريفيون الجدد عليها، و تنصيب أنفسهم كاستمرارية شرعية لها، كما أخضعوا تاريخها للمنهج الانتقائي، يختارون ما شاء لهم أن يختاروا، خدمة لأغراضهم و مواقفهم الإصلاحية و التحريفية.
إن النقد الثوري لا يكون ثوريا، إلا إذا استوعب جدليا مادة و موضوع نقده، عن طريق الإلمام بكل جوانبهما و دراستهما و تحليلهما و تركيبهما تركيبا جدليا، بعيدا عن كل انتقائية و توفيقية و عدمية. فالمنهج المادي الجدلي و التاريخي المرتبط أشد الارتباط بالنظرية الثورية الماركسية ــ اللينينية، هو السلاح الأكثر جذرية للكشف عن جوهر التحريفية، و تبيان طبيعتها الطبقية و الإديولوجية و السياسية، المعادية للمشروع التاريخي للطبقة العاملة.
لقد شكلت سنوات السبعينات من القرن الماضي بالمغرب حلقة متقدمة في الصراع ضد التحريفية، من أجل بناء الحزب الماركسي ــ اللينيني للطبقة العاملة المغربية.
و منذ انتهاء هذه المعركة بهزيمة الخط الثوري الماركسي ــ اللينيني داخل الحركة الماركسية ــ اللينينية المغربية (الحملم) عموما، و منظمة "إلى الأمام" على وجه الخصوص، و المناضلون الثوريون يخوضون صراعا مريرا ضد التحريفية، يتأجج تارة و يضعف تارة أخرى، إلا أنه ظل مستمرا، رغم ظروف القمع و الحصار، و كذلك الأخطاء المختلفة التي كانت التحريفية و التيارات الإصلاحية المستفيدة الأولى منها.
إن الوقوف عند المعارك و استخلاص دروسها مهمة عاجلة، إن هم أرادوا توجيه الضربة الحاسمة للتحريفية من أجل القضاء عليها ،و تعبيد الطريق لوحدتهم المنشودة، من أجل بناء الحزب الماركسي ــ اللينيني الثوري في المغرب.
و لأن هذا الطور من الصراع ضد التحريفية يختلف عن سابقه، من حيث السياق العام الذي تدور فيه المعركة، فإن كون التحريفية ظاهرة عالمية تتجدد باستمرار من خلال صراعها الدائم ضد الحركة الشيوعية العالمية، بحيث تستفيد أحيانا من أخطائها لتجميل وجه التحريفية القبيح، و ترويج أطروحاتها المتعفنة. إن على الماركسيين ــ اللينينيين المغاربة القيام بمجهود كبير لدراسة تجارب البناء الاشتراكي بنجاحاتها و إخفاقاتها، و استخلاص دروسها في الصراع ضد التحريفية.
و إذا كان تقييم هذه التجارب هو اليوم مادة خلاف بين مختلف التيارات داخل الحركة الشيوعية العالمية، التي تعرف اصطفافات متعددة وراء هذا الخط أو ذاك، فلا يجب أن يكون هذا عامل إحباط، بل عاملا محفزا لخوض نقاش رفاقي بين الماركسيين ــ اللينينيين المغاربة بكل تياراتهم، وصولا إلى وحدة الفكر و الإرادة و الممارسة الثورية.
إن نبذ أساليب الصراع الخاطئة و التشبت المبدئي بالنظرية الماركسية ــ اللينينية، و اعتماد التحليل الموضوعي للوقائع التاريخية، بدل الاستعمال الدغمائي للنصوص و القفز على السيرورات التاريخية، التي ولدتها التجارب الاشتراكية الثورية (بنجاحاتها و إخفاقاتها)، سواء كمنظمات ثورية تحولت إلى التحريفية، أو كدولة توقفت فيها سيرورة الانتقال من الاشتراكية إلى الشيوعية و تحولت إلى نقيضها، الشئ الذي أدى إلى عودة الرأسمالية و انتصار الخطوط التحريفية، و انهيار البناء الاشتراكي لصالح الرأسمالية بخصوصيات محددة حسب كل بلد و تجربته.
إن التقدم في الصراع ضد التحريفية، هو في نفس الوقت، إغناء للنظرية الماركسية ــ اللينينية و للتجربة الثورية المخاضة تحت لوائها.
إن إعمال الفكر الماركسي ــ اللينيني، و الوقوف على أرضيته، و استعمال السلاح الثوري للمادية الجدلية و التاريخية، و التشبت بأسلوب النقد و النقد الذاتي، كلها عناصر ستساعد و لا شك، في إعداد مقومات النجاح في المعركة التاريخية ضد التحريفية.
إن معركة امتلاك الإرث الثوري للحركة الماركسية ــ اللينينية المغربية و لمنظمة"إلى الأمام"، تستحق هذا المجهود و هذا العناء، لتغذية الحاضر النضالي للثوريين الماركسيين ــ اللينينيين المغاربة بدروس التجارب الثورية، و منها الإلمام بخصائص التحريفية القديمة منها و الجديدة بالمغرب، و ذلك من أجل اجثتاث جذورها الإديولوجية و السياسية، و التقدم في بناء الخط السياسي الثوري للثورة المغربية في مرحلتها الراهنة.
إن الحصيلة النظرية و السياسية للحملم و لمنظمة"إلى الأمام"، تثبث من داخل تجربتها (من 1970 إلى 1980)، و منذ البدء، وجود أضداد و عناصر متناقضة في خطها و ممارستها، ستنشطر أمام محك الحركة التاريخية، شطر يخدم معسكر الثورة، و شطر آخر يخدم الثورة المضادة التي تشكل التحريفية الجديدة مظهرها الرئيسي.
إن كلا المعسكرين، الماركسي ــ اللينيني و التحريفي هما امتداد لهاته التجربة،الأول استمرار للشطر الأول، و الثاني استمرار للشطر الثاني. إن التحريفية لا تولد من خارج رحم السيرورة الثورية بل من داخلها، في إطار جدلية "الواحد ينشطر إلى اثنين..." و لا توجد حقيقة بالمعنى الماركسي خارج وحدة النظرية و الممارسة، بل من داخلها.
لقد أصدر التاريخ حكمه على التحريفية ببلادنا، و على الجماهير القيام بتنفيذه، و لأجل ذلك، لا بد من تأسيس حزبها الثوري الماركسي ــ اللينيني، و هنا ينتصب بشموخ ذلك الدور التاريخي الذي ينتظر أن يقوم به الماركسيون ــ اللينينيون المغاربة، لطي مرحلة و فتح أخرى، يسيرون فيها بإرادة لا تقهر و عزيمة لا تلين، نحو بناء أدوات الثورة المغربية، و في مقدمتها الحزب الماركسي ــ اللينيني قائد الثورة المغربية.
و يشكل هذا العمل المتواضع الذي نقدمه للمناضلين و القراء، خطوة على طريق هذا الهدف المنشود. و لنتذكر قولة لينين: "كل من يخشى المجهود يحرم نفسه من إمكانية الوصول إلى الحقيقة".

الهوامش:

1 ــ ــ تم البدء في صياغة المسودة الأولى لهذه الدراسة صباح يوم 20 غشت 2014، و تم الانتهاء من ذلك يوم الاثنين 20 أبريل 2015 على الساعة الرابعة و النصف زوالا، و انتهت طباعة النص الأول دون تصحيح يوم 3 يونيو 2015 على الساعة الرابعة و النصف زوالا، و تم الإنتهاء من التصحيح الأول للطبعة بصيغة الوورد على الساعة الثالثة زوالا من يوم الثلاثاء 1 شتنبر 2015.
لقد تطلب المجهود من أجل إنجاز هذه الدراسة أكثر من سنة، يضاف إليه عدة سنوات من تجميع المادة و التأكد منها و تمحيصها و تدقيقها، ثم تركيبها قبل اعتمادها، و قد تأخر نشر هذه الدراسة لعدة اعتبارات، منها الشروع في وضع الهوامش- نعني مئات الهوامش- و تحديد المراجع من أجل التوثيق للأفكار الواردة في النص، و تسهيلا للمناضلين و القراء (وخاصة القارئ العربي و القارئ الغير المتمرس) على استيعاب الأفكار و الأحداث و الأشخاص و الملابسات الوارد ذكرها في الدراسة. و قد استمر وضع الهوامش من يوليوز إلى 8 شتنبر 2016 ليتم الدخول بعد ذلك في التصحيح الأخير لنص الدراسة التي نقدمها بكل تواضع للمناضلين و القراء على حد سواء. و نظرا لطول الدراسة، فقد حذفنا العشرات من المقتطفات،و اكتفينا بالإشارة إلى المرجع المعتمد، و اضطررنا إلى حذف فصل نظري عن التحريفية سنقوم بنشره لاحقا كملحق للدراسة لما يتوفر الوقت لذلك.
2 ــ ــ لجنة التجميع، إطار تشكل في بداية التسعينات، على إثر إطلاق سراح آخر فوج من المعتقلين السياسيين، المنتمين سابقا لما كان يسمى ب "اليسار الجديد"، و قد ضمت اللجنة ممثلي اتجاهات مختلفة ذات صلة بتجارب مختلفة ل "اليسار الجديد"، و كان هدف اللجنة، العمل على تهيئ شروط وحدة هذه التيارات، في إطار تنظيم سياسي علني و مستقل. و كان ممثلو التيارات غير المتشبتة بتجربة الحركة الماركسية ــ اللينينية المغربية يدعون زملاءهم المنتمين سابقا إلى منظمة "إلى الأمام"، بتوضيح انتمائهم، و هو الأمر الذي استجاب له هؤلاء، حينما عقدوا اجتماعهم بفرنسا، من أجل حل منظمة "إلى الأمام".
3 ــ ــ مجلة "الأفق" كانت تصدر في بداية التسعينات، و كان يديرها عمر أزغار، و هي مجلة كانت ذات صلة بأجواء ما سمي ب "التجميع".
4 ــ ــ عبد العزيز لمنبهي هو أحد المساهمين في تأسيس المنظمة الماركسية ــ اللينينية المغربية "إلى الأمام"، و كان رئيسا ل " الاتحاد الوطني لطلبة المغرب" (المنظمة الطلابية المغربية) منذ انعقاد المؤتمر 15 للاتحاد، و قد تم اعتقاله سنة 1973، بعد حل المنظمة الطلابية من طرف النظام في 24 يناير 1973، و بعد خروجه من السجن غادر المغرب إلى المنفى نحو فرنسا التي استقر فيها، و كان أحد الأعضاء القدامى الذين ساهموا في الاجتماع المذكور أعلاه.
5 ــ ــ أطلق سراح أبراهام السرفاتي من السجن المركزي بالقنيطرة في13 شتنبر من سنة 1991، و تم نفيه فورا نحو فرنسا باعتباره ليس مغربيا بل برازيليا حسب زعم النظام و أبواقه، و تظهر مجموعة من الوثائق الصادرة بالمغرب، أن الأمر كان بإيعاز من علي يعتة، الزعيم التاريخي للتحريفية المغربية. عاد السرفاتي إلى المغرب في 30 شتنبر 1999، بعد مفاوضات مع النظام بواسطة أندري أزولاي مستشار الحسن الثاني، ضمن شروط اتفق عليها مسبقا، و هي ثلاث "مقدسات"، النظام الملكي، الصحراء و الإسلام.
6 ــ ــ المقصود هنا، المواقف الجديدة التي بلورتها القيادة الجديدة لمنظمة "إلى الأمام" نهاية السبعينات- بداية الثمانينات، و التي عبرت عن نفسها في مجموعة من الوثائق، التي أسست لما سمي مسلسل إعادة بناء المنظمة، و سيتطرق نص الدراسة إلى تفاصيل ذلك.
7 ــ ــ حكومة "التناوب التوافقي"، حكومة شكلها الحسن الثاني قبل وفاته، و أوكل رئاستها إلى عبد الرحمان اليوسفي، زعيم حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعدما ألزم هذا الأخير بأداء القسم.(مضمون هذا القسم لازال مجهولا لحد الآن).
8 ــ ــ هذا الشعار أطلقه أبراهام السرفاتي من خلال مجموعة من المنابر الإعلامية، داعيا فيه اليساريين بما فيهم "اليسار الجديد" إلى دعم ما سمي بحكومة "التناوب التوافقي" برئاسة عبد الرحمان اليوسفي.
9 ــ ــ رسالة سمير بنسعيد تم نشرها بموقع "30 غشت"، و فيما يتعلق بالهوامش الأصلية للرسالة، انظر الموقع المذكور، و كل المقتطفات المستعملة في الدراسة مأخوذة من نفس الرسالة.
10 ــ ــ نشرت التصريح جريدة "لومانيتي" الفرنسية بتاريخ 27 نونبر 1997.
11 ــ ــ كان الحسن الثاني قد نفى أبراهام السرفاتي إلى فرنسا بحجة واهية، تدعي أن جنسيته برازيلية.
12 ــ ــ محمد الخامس هو أب الحسن الثاني، وقد توفي سنة 1961.
13 ــ ــ انظر مقدمة الكتاب الأول ل"الرأسمال" لكارل ماركس.
14 ــ ــ عرف المغرب المحاولة الأولى لبناء الحزب الثوري للطبقة العاملة، ابتداء من ثلاثينات القرن العشرين، و أدت إلى سيادة الخط التحريفي داخل "الحزب الشيوعي" المغربي.
15 ــ ــ المقصود هنا، أولائك الذين تبنوا الأطروحات المنبثقة عن ما يسمى بمسلسل إعادة البناء(1980 – 1985)، و المراجعات التي تلت فشل المشروع، و التي أدت إلى التخلي النهائي عن الأطروحات الماركسية ــ اللينينية للمنظمة، و على رأسها التخلي عن الماركسية ــ اللينينية لصالح ماركسية فضفاضة و غامضة، و انتهاء بتأسيس تنظيم "النهج الديموقراطي" في 15 ابريل سنة 1995، بعد فشل مشروع ما سمي ب "التجميع".
16 ــ ــ هذا النقد السطحي، هو أحد أسباب التوترات التي كانت تظهر بين أبراهام السرفاتي و أصدقائه في "النهج الديموقراطي".
17 ــ ــ هذا حال العديد من المناضلين الذين لا زالوا يعتقدون أن قادة "النهج الديموقراطي" مناضلون ماركسيون ــ لينينيون، و أن "النهج الديموقراطي" تنظيم ماركسي ــ لينيني، بل يعتبرون أنفسهم ماركسيين- لينينيين، رغم كل الأطروحات التي يعبر عنها هذا الأخير في وثائقه الرسمية، التي هي مناقضة لهذا الادعاء.
18 ــ ــ كان السرفاتي يقيم آنذاك بالسجن المدني "غبيلة" بالدار البيضاء خلافا لأغلبية المناضلين الماركسيين ــ اللينينيين، الذين حوكموا في فبراير 1977، و تم نقلهم في 7 مارس 1977 إلى السجن المركزي بالقنيطرة. و سجن "غبيلة" هو الاسم الذي كان يطلق على سجن مدني بالدار البيضاء، تم بناؤه في عشرينات القرن العشرين من طرف السلطات الاستعمارية بالمغرب، و ذلك في حي كان يحيط بالمدينة الأوربية، و لازال إلى يومنا و يدعى"درب السلطان".
ويدور الحديث خلال هذه الدراسة عن هذا السجن كما سجون أخرى مثل السجن المدني بالدار البيضاء كان يطلق عليه اسم "عين برجة"، وهذا الأخير كان في الأصل عبارة عن ثكنة عسكرية تم تحويلها من طرف السلطات الفرنسية إلى متنفس بالنسبة لسجن "غبيلة" الذي كان دائم الاكتظاظ، لذلك كان يستقبل داخله من تم تأكيد الأحكام الصادرة في حقهم. وهناك سجون أخرى يتم ذكرها، وأهمها السجن المركزي بمدينة القنيطرة الذي يعتبر أكبر سجن بالمغرب ومن أكبر سجون افريقيا، بنته السلطات الاستعمارية الفرنسية.
19 ــ ــ صدر هذا النقد الذاتي ل "أبراهام السرفاتي" في 17 مارس 1980، و هو منشور على موقع "30 غشت".

**********************************************************************************
لقراءة الفصلين الأول و الثاني من القسم الأول للجزء الأول من الدراسة، انظر الصفحة الرئيسية لموقع "30 غشت": http://www.30aout.info

موقع 30 غشت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة


.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا




.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي


.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن




.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح