الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتائج الإنتخابات الأمريكية وتداعياتها على منطقة الشرق الأوسط والعالم !

صبحي مبارك مال الله

2016 / 11 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


نتائج الإنتخابات الأمريكية وتداعياتها على منطقة الشرق الأوسط والعالم !
جرت الإنتخابات الأمريكية في 9/11/2016 -8وسط أوضاع عالمية وإقليمية معقدة جداً ، تجلت في الأزمة الرأسمالية المستمرة على نطاق العالم ، وتداعياتها على الإقتصاد العالمي ، وتدهور الأوضاع الإجتماعية والبيئية والمستوى المعاشي للشعوب مع تصاعد خط الفقر ، والأهم من كل ذلك هو فقدان الإستقرار وتدهور الأوضاع الأمنية بظهور منظمات إرهابية عالمية على نطاق واسع برعاية وتأييد من القوى اليمينية المتطرفة ، مهددة بذلك السلم العالمي تحت واجهات دينية وقومية ، الأمر الذي يشير إلى تحفز الرأسمالية المتوحشة بتوفير السلاح وتقديم المساعدات ، لإعلان هجمة أمبريالية جديدة بوضع خطط جدّية لإقتسام العالم أو تقسيم الدول حسب المنازعات الدينية والطائفية والقومية ، لغرض الإستمرار بنهب ثروات الشعوب بشتى التدخلات المباشرة وغير المباشرة .
ولهذا كانت الإنتخابات الأمريكية ونتائجها حصيلة هذه التحديات ومدى عمق الأزمات التي تعيشها الدول التي تتبع النظام الرأسمالي بالضد من طموحات الشعوب وشغيلتها ، في العيش بحرية وسلام وأوضاع إجتماعية عادلة ، وعندما ظهرت النتائج فقد كانت حصيلة الصراع بين النُخب السياسية تحت ضغط الأوضاع الإقتصادية والسياسية في الولايات المتحدة الأمريكية فضلاً عن أزمة البطالة وغلاء المعيشة ، كما كان رد فعل لغياب دور الولايات المتحدة في حل الأزمات العالمية وفقدان قيادتها للعالم الحر .
إن النظام الإنتخابي في الولايات المتحدة معقد ووضع لغرض ضمان هيمنة ومصالح الرأسماليين ، فالإنتخابات غير مباشرة وتدخل في متاهات تغييب الوعي ، أي أن الرأي الحاسم ليس للشعب وأنما للنخب المختارة للمجمع الإنتخابي أو الكلية الإنتخابية وعدد أعضائه (538) يمثلون الولايات وحسب حصتها من الأصوات غير المتساوية والمخولة لإنتخاب الرئيس ونائبه فضلاً عن مجلس النواب وثلث مجلس الشيوخ ، فالإنتخابات الشعبية (أصوات الشعب )هي أصوات توجيهية على أساس إلتزام أعضاء المجمع الإنتخابي بها والتي تسمى بالإنتخابات الشعبية التي ليس لها تأثير مباشر لإنتخاب الرئيس ،ولكي يفوز المرشح للرئاسة عليه الحصول على 270صوت فما فوق من أصوات المجمع الإنتخابي(هذا موجز مكثف يمكن تناول الموضوع في مقال آخر نفصيلي ) . لقد بدأت الحملات الإنتخابية قبل ثمانية عشر شهراً وبعد التصفيات المتعاقبة من خلال المؤتمرات الحزبية تم ترشيح ممثلي الحزب الجمهوري وممثلي الحزب الديمقراطي ، فظهر في الصدارة السيد دونالد جون ترامب المليادير الشهير ممثلاً عن الحزب الجمهوري والسيدة الوزيرة هيلاري كلنتون ممثلة عن الحزب الديمقراطي ، ولكن هاتين الشخصيتين متناقضتين في توجهاتهما ، فمن خلال التصريحات والخطابات وحركة الحملتين وما رُشح عنهما من دعايات وإعلانات ، تبيّن أن ترامب شخصية مثيرة للجدل بسبب إعلان خططه القادمة نحو إعادة أمريكا قوية وعظيمة ، في حين كان شعار كلينتون أن تكون أمريكا للجميع .
شخصية ترامب ، شخصية ليس لديها خلفية سياسية ، تعمل في المجال الإقتصادي والمالي للعقارات ، ولكنها معروفة للشعب بسبب آرائه اليمينية المتطرفة ، ولكنه إستطاع مخاطبة الشعب الأمريكي الأبيض ودخل في العمق ، وفهم معاناة ومشاكل العمال والطبقة المتوسطة ، ولكن خطاباته كانت هجومية ومباشرة ضد سياسة الحزب الديمقراطي الذي يهتم بالخدمات والأوضاع الصحية والمجتمعية والعمل على المحافظة على الإستقرار الإقتصادي ولكن لم يستطع مقاومة عوامل الأزمة الرأسمالية العالمية ، في حين الجمهوري يهمه بالدرجة الأولى المال والإقتصاد بغض النظر عن أوضاع الشعب ، كما وضع شعار من خلال ترامب وهو أمريكا أولاً . فماهو أبرز ما دعا أليه ترامب ؟
أبرز ما دعا أليه ترامب هو إيجاد أوتهيئة مسرح للتغيير في سياسات أمريكا نحو شعبها و نحو شعوب ودول العالم ، ومنها إعادة النظر في خطط الرئيس أوباما فيما يخص الرعاية الإجتماعية والصحية ، وكذلك إعادة النظر في قرارات الضرائب وحسب قرارات أوباما تحميل الرأسماليين نسب أعلى من وارادات الضرائب وترامب يريد تخفيضها، الموقف من المهاجرين غير الشرعيين والذين تبلغ أعدادهم أكثر من خمسة عشر مليون شخص معظمهم من أمريكا اللاتينية ، يريد إعادتهم إلى بلدانهم وخصوصاً المكسيك وبناء جدار على الحدود الأمريكية المكسيكية وإيقاف إستفادة المكسيك من التحويلات المالية لآولئك العمال المهاجرين وهي أيدي عاملة رخيصة ، إتباع سياسة متطرفة عنصرية ضد الشعب الأمريكي الأسود والملونين ، والمسلمين والعرب والأفارقة ، العمل على تقليص الحقوق المدنية وموقفه الرجعي اليميني من النساء . جاء في كتابه المعنون (أمريكا المريضة :كيف نستعيد عظمتها ) والذي صدر أثناء حملته الإنتخابية في 3/11/2015 والذي ورد فيه كيفية إصلاح الإقتصاد الأمريكي الضعيف والنهوض من جديد ، إعادة النظر في الرعاية الصحية ، إعادة بناء القوات المسلحة والبدء في كسب الحروب ، وكذلك التعليم والبحث.
أماخططه للسياسة الخارجية : فهي تشمل إعادة النظر في كافة الوثائق والتعهدات والعقود التي تخص الأحلاف العسكرية ومنها الحلف الأطلسي ، والإتفاقيات التي تخص الدعم والتكنلوجيا مع حلفائه من أوربا أو من الدول الأخرى ، تذليل الصعوبات والخلافات وفتح طرق التعاون مع روسيا ، مكافحة الإرهاب بشكل مباشر من قبل القوات المسلحة الأمريكية ، وإنهاء المنظمات الإرهابية والتي سبق وتمّ تأسيسها أوالتعاون معها . العمل على التعاون مع حكومات يمينية متطرفة في أوربا أوفي دول العالم .
الموقف من المناطق الساخنة في العراق وسوريا وليبيا وغيرها ، أيضاً إعادة النظر في الإتفاقيات مع العراق سواء العسكرية أوالإقتصادية ، دعم مباشر وبقوات أمريكية لمحاربة الإرهاب ، فرض الهيمنة الأمريكية . فيما يخص قضية فلسطين ، السيد ترامب صرح بأنه سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ولم تتوضح سياسته سوى أنه تم التأكيد على تحالفه مع إسرائيل ، الفلسطينين يطالبون بحل الدولتين ، الموقف من السعودية ودول الخليج ومحاولة الإستغناء عن منتجاتهم النفطية أو إعادة النظر في الحلف السعودي الأمريكي، يريد إعادة النظر في الإتفاق النووي مع إيران أو الإنسحاب منه ، يريد تعويضات مالية من الكويت بدل تحريرها من العراق . أن الذي ينظر إلى هذا الإنقلاب في الرؤيا والتوجهات لترامب والذي نجح في الفوز ، بأن يكون الرئيس الخامس والأربعين لأمريكا ،سيلاحظ بأن ترامب جاء ممثلاً عن الطبقة الرأسمالية الإحتكارية العليا وسياساتها اليمينية وبوجه مكشوف ومباشر ، ولكن الرئيس لايستطع التصرف لوحده وإنما (الحكومة الخفية) هي التي تخطط وتنفذ والتي تمثل جيش من الإداريين والسياسيين المحنكين بضمنها الجهد المخابراتي والإستخباراتي وتملي على الرئيس ماذا يفعل وهذا ماحدث طيلة تأريخ أمريكا . فالمسألة ليست بالسهولة التي يراها البعض ، والصفة المميزة لعهد ترامب ، هو أن الكونكرس الأمريكي بغرفتيه (النواب +الشيوخ ) وغالبيته هم من الجمهوريين ولكن هذا لايعتبر بالمطلق بأن غالبية الجمهوريين المتنفذين مع سياسة ترامب .عندما فاز ترامب وبفارق كبيرعن السيدة كلينتون ، حدث إضطراب وتشاؤم لدى سياسي العالم وخصوصاً الحلفاء ، وساد القلق جميع إنحاء العالم ، لأن ترامب ليس ساذج ، فهو سياسي ويعني مايقول كناطق رسمي عن الطبقة الرأسمالية الإحتكارية التي أصبحت حارس أمين لإستمرار نظام العولمة الذي سيطر على العالم وشعوبها كما عبرّ الشعب الأمريكي وفي مدنه وولاياته الكبرى بمظاهرات كبيرة ضد ترامب وعدم القبول به رئيساً لهم .ترامب سيدخل البيت الأبيض في العشرين من شهر يناير (كانون الثاني2017 ) بشكل رسمي وهو رئيس للولايات المتحدة الأمريكية والقائد العام للقوات المسلحة ، والعالم سيراقب هذه الشخصية المثيرة للجدل ، وسيرى ماذا سيحصل من متغيرات ومفاجاءات سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي فالتداعيات المتوقعة مؤثرة وكبيرة ستصيب سوق المال العالمي والسلع الستراتيجية كالنفط بالصميم ،لأن هناك خطط موضوعة ومدروسة لما سيحدث في المستقبل القريب وهل سيختلف ترامب المرشح عن ترامب الرئيس؟ سوف نرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل