الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوتاليتارية الدينية

أسامة سليم

2016 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ينبه صاحب هذا المقال إلي ضرور فصل الدين علي أولاد العاهرة


لطالما إتصف التاريخ العربي السياسي بالسواد و الصراعات و الحروب الأهلية و النزاعات الفردانية المطلقة ... كان أبطال هذا السيناريو إما أنظمة ثيوقراطية بحتة أو توتاليتارية تهدف إلي تركيع مواطنيها و ترهيبهم و زرع ثقافة الخوف في قلوبهم و الإبتعاد عن مناقشة المسائل العامة - خاصة تلك التي تكون السلطة موضوعها - فتنشئ جيلا جديدا ملقنا علي ثقافة الخوف و و الخنوع و السجود لطغاته و يكون "العالم في وضع يتحول فيه إلى نوع من السجن.." و هنا يجب التنبيه إلي أليات هذه الأنظمة و كيفية تركيعها .. فقد يكون ظربا من الجنون في هذا العصر إستعباد الإنسان و حجب الحقيقة عنه بعدة حجج لا تكتسي وجاهة ... يقول إبن رشد بهذا الصدد " إذا أردت أن تتحكم فى جاهل فعليك أن تغلف كل باطل بغلاف دينى" و إستنادا إلي هذا نجد أن الدين هو الوصفة السحرية و الإسمنت المسلح لدعم هذه الأنظمة

التوتاليتارية هي نوع من أنواع الأنظمة الدكتاتورية ، وهذا النوع من النظام هو هرمي بحيث يقف الزعيم على رأس هذا النظام. وهذا النوع من الأنظمة لا يعترف بحرية الفرد.
إن ما يميز هذه الأنظمة أن الزعيم يمسك في قبضته كافة السلطات والصلاحيات، كما أن هذا النوع من الأنظمة يقوم بتأسيس مجموعة من المبادئ والأفكار (إيديولوجية) وهذه المبادئ تحل بدلا من المبادئ والأفكار القديمة. كما يتألف هذا النوع من الأنظمة من حزب جماهيري واحد يترأسه شخص واحد (دكتاتور) ولا وجود لأحزاب أخرى غيره في الدولة.
بالإضافة إلى ذلك يسيطر الحزب على وسائل الإعلام بحيث تصبح اللسان الرسمي الناطق باسم الحزب، يعتمد هذا النظام على الشرطة السرية والتي تقوم بتصفية المعارضين كما تقوم بنشر الرعب في صفوف الشعب، بالإضافة إلى ذلك يسيطر على وسائل القتال الحديثة ويقوم بتوجيه اقتصاد الدولة. و تكون عقدة التفوق هي الركيزة الأساسية لولادة مثل هذه الأنظمة .. ففي ألمانيا مثلا أُقيمت حرب بلا هوادة راح ضحيتها أكثر من 60 مليون قتيل مثلوا في ذلك الوقت أكثر من 2.5% من إجمالي تعداد السكان العالمي بسبب فكرة تفوق العرق الآري علي بقية الأجناس و الأعراق ..

تتجاوز الفاشية الدينية كل ذلك لتصبح متجسدة في رقباء قانونين و أوصياء إخلاقين و رجال دين , تحاول الدولة الدينية فرض سلطتها على المجتمع وتعمل على السيطرة على كافة جوانب الحياة الشخصية والعامة قدر إمكانها، مايميزها عن السلطوية هو أن الشمولية تسعى للتحكم بكافة أوجه الحياة بما في ذلك الاقتصاد والتعليم والفن وأخلاقيات المواطنين. تطور المصطلح في عشرينيات القرن العشرين من قبل المحامي الألماني النازي كارل شميت والفاشيست الإيطاليين. استخدم كارل شميت المفهوم في كتابه "مفهوم السياسة" الصادر عام 1927، ليقدم أسساً قانونية للدولة البالغة القوة. أصبح المفهوم رائجاً في الأوساط الغربية المناهضة للشيوعية خلال حقبة الحرب الباردة، من باب إظهار التشابه بين ألمانيا النازية ودول فاشية يمينية أخرى من جهة، والحزب الشيوعي السوفييتي اليساري من جهة أخرى.حركات وحكومات أخرى وصفت بأنها شمولية مثل الإتحاد الإسباني لحق الحكم الذاتي الذي ظهر مابين 1933 و1937 في الجمهورية الإسبانية الثانية.
فيصبح مخالفة السائد و الشذوذ عن المألوف تمردا و عصيان و يجابه بفتاوي دينية و عصا بوليسية لكبت صوته و إعتباره مارق علي الدين و زنديقا أو ( مهرطقا في المسيحية ) يقول الفيلسوف إبن رشد الطاغية هو الذي يقوم بالحكم في سبيل نفسه , وطغيان الكهنة أسوأ طغيان.و من هنا نجد أن وظيفة رجل الدين (مهندس مسؤول علي قذارة النظام ) تبرير أخطاء القادة مثل فتوة مفتي الجمهورية التونسية عثمان بطيخ بأن الإحتجاجات و الإظرابات كفر و حرام ....
التجارة بالأديان هى التجارة الرائجة فى المجتمعات التى ينتشر فيها الجهل ... هكذا يصبح الدين صابون الذنوب في الدول المتخلفة و الرجعية ...
أمثلة تاريخية لحكومات ثيقراطية
الصين خلال عدة عصور اتخذ أباطرتها صفات وألقاب ذات طبيعة ألوهية جعلتهم حكاماً مقدسين كفترة حكم مملكة شانغ وغيرها.
دولة الخلافة الإسلامية
الإمبراطورية البيزنطية
مدينتي جنييف وزيورخ حيث يقول المؤرخون أن جنييف حُكمت بنظام حكم ثيوقراطي في فترة جون كالفن الذي أقام بها. فيما أسس هولدريخ زوينكلي نظام حكم في زيورخ رأي المؤرخيين أنه نظام حكم سياسي ديني.
فلورنسا الإيطالية أثناء فترة حكم الراهب الدومينيكاني جيرولامو سافونارولا (1494-1498).
المملكة المتوكلية اليمنية
كذلك كانت سلالات ملكية حاكمة في مصر القديمة والإمبراطورية الرومانية وبلاد فارس جعلت من نظام الحكم فيها حكما ثيوقراطياً وصل إلى مراحل مختلفة.


و من هنا يجب إعتبار الدين مكون روحاني لا بد منه في حياة الفرد يأخذ مجاله في الممارسة الفردية الحرة بين العابد و المعبود لا يجب علي الدولة التدخل فيه و إنما حمايته ... و لكن إذا تبنت الدولة الدين كمرجعية تستمد منها شرعيتها و توظفها لأجلها توظيفا إيدولوجيا فإنها ستتعسف علي حقوق الإنسان و الحرية المعتقد و الإختلاف بجميع أشكالها و لنا في المملكة العربية السعودية مثالا واضح علي ذلك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست