الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع المفكرين العرب

أسامة هوادف

2016 / 11 / 22
المجتمع المدني


لم يكن غريب على كل ذي بصيرة أن يتفاجئ أو يندهش من ظهور داعش أو أي من التنظيمات المتطرفة التي تستند في تبرير جرائمها الأسلام،لأن التاريخ علمنا أن من يحارب وينكل بمفكريه لابد له أن ينقاد وراء العميان والطرشان ، ولأن الطبيعة تأبى الفراغ لذلك كان من نتائج معاداة المفكرين وتشويه سمعتهم أن يملاء مكانهم الغوغاء والدهماء والمتطرفيين وهذا وقع بلاد العرب اليوم.

فمعظم السلطات العربية تخشى المفكرين الحقيقيين وقد طبقوا على أهل الفكر والثقافة سياسة ’’قوبلز’’ (وزير الدعاية والاعلام في عهد هتلر) صاحب المقولة الشهيرة (كلما شعرت بوجود مثقف تحسست مسدسي...!؟) حيث أن أي باحث لا يصعب عليه التنقيب في معاناة مفكري هذه الأمة حيث تطارده الفاقة من جهة وسياتط الحكام من جهة ثانية ،أن حياة المبدعين كلها جحيم وكل أبداعتهم صهرت في نيران قلوبهم الملتهبة ،وفي هذا يقول أحد فلاسفة الألمان (الحياة قصص،أجملها ما يكتب بالدماء) وأستعرض في هذا المقال بعض معاناة المفكرين والأدباء وأستهل الحديث بالمفكر العربي الأردني أسامة عكنان،هذا الفيلسوف والمفكر الذي يعد أعظم مفكر في وقتنا الحالي, يعيش في الأردن بلا عمل وتحت تهديد النظام الوظيفي هناك وقد تم أعتقاله منذو أشهر لعدة أيام بسبب كتاب قام بتأليفه ،المفكر أسامة عكنان مئات من المقالات والدراسات البحثية التى تسنهض ضمائر المجتمع والتى تحدد الداء وتقترح العلاج الأنسب وله العديد من الكتب والروايات التى تعالج وقع وحال الأمة العربية،ولم تشفع له درجته العلمية وهو الحاصل على درجة الدكتورة في العلوم السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية والحاصل على شهادة عليا من هوليود في السيناريو والاخراج والأنتاج السينمائي ، لم يشفع له كل هذا في العيش بسلام والعكل في الأردن، فحكومات العربية تريد تسخير المفكرين في خدمة أهدافها السياسية وأن خرج أي مفكر عن فلك السلطة فالفاقة والسجن والتهميش سيكونون بأنتظاره.

ويخلص توفيق الحكيم إلى النتيجة التالية :
« لخيرٌ للأديب أن يموت جوعا من أن يبيع روحه لشيطان السلطان ».

ويقول الأاستاذ بشير خلف (وإذا كان البعض من أهل الفكر لا يرى الخطر في الجوع البيولوجي – جوع البطن - لأن الكاتب المفكر ... الفنان قد يحيا بالقليل والبسيط من الغذاء ،فإن هناك جوعا أخر أشرس وأفتك به إنْ تعرض له .. إنه الجوع إلى حرية التفكير وحرية التعبير ..جوعه الدائم لتحقيق رؤاه على أرض الواقع .. جوعه المستمر لزرع الكلمة الهادفة .. حلمه الأبدي في عالم جميل ينعم فيه الجميع بالأمن والأمان والكلمة إنْ كانت صادقة ،كانت أحدّ من السيف ..وأمضى من السهام الحادة .والرأي عندنا أن كلا الجوْعين خطرٌ على المبدع ويقضيان عليه نهائيا)
وقد تعرض الروائي الجزائري الشاب ساعد قويسم الى مضايقات خلال معرض الكتاب الدولى في الجزائر على خلفية نشر روايته (عشق على حافة القبر ) ولتى تناولت حقبة العشرية السوداء، أن الحديث عن وقع المفكرين الجزائريين يطول وأكتفي بقلة من كثرة كثيرة،لا ننسى ما تعرض له مؤلف ’’الربوة المنسية’ مولود معمري من مضايقات وتشويه سمعته وتخوينه , جاك دريدا هو كذلك دفع الثمن كان يصرخ في الغرب أنا جزائري ولدت في الجزائر لكنهم بدل أن يكافئوه أخذوا منزله وهمشوه. مرة سئل من طرف مجلة فلسفية شهيرة ’’الفلسفة الجذرية’’ هل ما زلتَ تصر على أنك جزائري فقال (الجزائريون أقنعوني أنني لست جزائريا) وكذلك طاهر بن عيشة الموسوعي وشيخ المثقفين عاش في عزلة بعدما أصيب بمرض ونسيه الأصدقاء والمسؤولون، وكان دوما يقول: (الجزائر تخلصت من حكم الاحتلال فوقعت في حكم الأنذال).
أما الشاعر العراقي أحمد مطر فقد عاش منفي شريد لا يكان يستقر في بلدا الى وشد الرحال الى غيره حتى أحتضنته لندن وك>لك رسام الفلسيطنى ناجي العلي الذي تألم الألام شعبه فأطلق العنان الأنامله لتجسد حال وطنه وشعبه في اسلوب كاليكاتوري فريد حتى تعرض الأغتيال في قلب لندن وفي الختام أختم بمقولة الأستاذة منه علي (بلد تتفنن في قتل طموح أبنائها بلد لا تستحق الاحترام).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حريق يلتهم خياما للاجئين السوريين في لبنان


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية في أ




.. السعودية تدين استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب ال


.. ماذا ستجني روندا من صفقة استقبال المهاجرين غير الشرعيين في ب




.. سوري ينشئ منصة عربية لخدمة اللاجئين العرب