الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل والبنك الدولي وأساطير الأولين

عادل الامين

2016 / 11 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية



دعونا نبدأ بي "حدوتة إسرائيل "كان اليسار الاشتراكي الماركسي الإسرائيلي يحلم بوطن اشتراكي يضم كل يهود العالم ولم يكن يعنيهم المكان أكثر من شكل الدولة وكانت هناك اقتراحات عدة من منطقة البحيرات العظمى بوغندا في افربقيا أو الأرجنتين أو فلسطين..ونشط هؤلاء الاشتراكيين الإسرائيليين في تأسيس الأحزاب الاشتراكية العربية الأممية.حتى يتماها العرب مع دولة إسرائيل تحت شعار "يا عمال العالم وشعوبه المضطهدة اتحدوا "وفقا لرؤية الصراع الطبقي للماركسية..وبدا بي مصر وهنري كوريل. مؤسس الحزب الشيوعي المصري "حدتو"..ولكن اليمين الرجعي الإسرائيلي التف على المشروع وأراد تأسيس دولة عنصرية ودينية وفقا للرؤية الأساطير المؤسسة الصهيونية ونظرية شعب الله المختار والاصطفاء الإلهي غير العلمية ..لذلك ساروا في نفس طريق الماركسيين الإسرائيليين وبداوا بمصر في خلق الايدولجيات الفاشية العنصرية والدولة البوليسية والدينية وزرع القهر والاستبداد والتخلف في المنطقة وجعل آخر ما يتمناه المصريين والعرب هي الديمقراطية اكسسواراتها الأخلاقية المعروفة الآن ...تحت شعار من تحزب خان ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة وما اخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة ...ومن الملاحظ انه من تأسيس إسرائيل في 1948 الحروب تقود إلى توسعها بينما المفاوضات تقلصها ابتداء من كامب ديفيد1978 إلى اوسلو مدريد 1992...لذلك بدون إغراق المنطقة في الغيبيات والصراعات الايدولجية والمذهبية العقيمة ... إسرائيل دولة سياسية نشأت كدولة سياسية وستنتهي كدولة سياسية بذيول الايدولجية الصهيونية المستمر مع حركة الوعي الصاعد وقد تم إدانة الصهيونية كحركة عنصرية في مؤتمر دربان في جنوب إفريقيا 2001
ظلت إسرائيل تهيمن في الحقبة الامبريالية الصهيونية على الاقتصاد العالمي في الدول الرأسمالية عبر البنك الدولي والشقيقات السبعة"شركات النفط" مع العلم ان التناقض الرئيس الذي يولد الحروب والنزاعات هو بين الاشتراكية الجديدة التي تمثلها دول بريكس"البرازيل وروسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا"..في الحقبة الجديدة المسماة بالشراكة الديمقراطية وبين الرأسمالية المتوحشة بسبب هيمنة إسرائيل على القرار السياسي للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وتقف خلف كل النزاعات الإقليمية في الشرق الأوسط الذي يشكل سوق تجار السلاح تحت عدة ذرائع بعد ما يعرف بالربيع العربي والذي هو إعادة تدوير الإخوان المسلمين بأسس جديدة في خلق صراع مذهبي جديد سنة وشيعة والأخوان المسلمين رأسمالية طفيلية ليس لهم أفق أو اتجاه أو مشروع دولة حقيقي..أو أدنى علاقة بالديمقراطية والدولة المدنية ...ويفتحون البلاد على الفوضى الخلاقة .....

هزيمة المشروع الامبريالي الصهيوني لن يتأتي بالاستغراق في الغيبيات والمثلوجيات والنزاعات الدينية بين الوهابية وولاية الفقيه بل السير في طريق "دول بريكس" بإتباع نصيحة العالم الفرنسي المسلم روجيه غارودي التي نشرت في مجلة المشاهد السياسي الذي يبين طريق واضح يمر عبر علم الاقتصاد السياسي وليس أساطير الأولين (( كتب شاحاك بدقة عن الدور الذي لعبه قادة ((الدياسبورا)) اليهودية، وخصوصاً في الولايات المتحدة، حيث أن اليهود على رأس مؤسسات السلطة، ابتداءً من وزارتي الدفاع والخارجية والرؤساء الثلاثة الرئيسيين لوكالة الاستخبارات المركزية، وكلهم منن الصهاينة، وانتهاء بوسائل الإعلام التي تتلاعب بالرأي العام، كما كانوا يهيمنون أيضاً في فرنسا، أدانهم شارل ديغول.
يتمثل اللوبي الرئيسي في منظمة ((ايباك)) التي تضم 55 ألف عضو من 7 ملايين يهودي أمريكي) يوجهون السياسة الأمريكية ويحصلون على المليارات من أجل ضمان أمن إسرائيل، وخصوصاًَ أمنها النووي.
والدرس الأساسي الذي يمكن تعلمه من تحليلات كتاب شاحاك يتركز في المعادلة ا لتالية وهى: من أجل تعطيل إرادة الهيمنة العالمية الأميركية الإسرائيلية لا بد من ضرب العدو في نقطته الضعيفة: الاقتصاد. ذلك أن إسرائيل لا تتمكن من العيش من دون الدعم الأميركي اللامشروط. فالولايات المتحدة هي البلد الأغنى والأكثر مديونية في العالم لأنها تعيش علي نهب الكرة الأرضية بأكملها. ((وديكتاتورية صندوق النقد الدولي)) و(( البنك الدولي)) و ((المنظمة العالمية للتجارة)) تضمن سيطرتها على الأسواق العالمية، وبالتالي تؤدي إلى سيطرتها السياسية.
إن الطرقة الأكثر فاعلية والمضادة لمثل هذه القوة تتمثل في المقاطعة الصارمة لكل ما يأتي من إسرائيل والولايات المتحدة، ذلك أن الاقتصاد الأمريكي ذاته لا يستطيع تحمل خسارة مليار أو مليارين من عملائه. ومن المهم جداًُ ا، يعتبر كل مسلم من واجبه ومسئوليته الشخصية أن يفرض على قادته مسألة رفض دفع ما يسمى بـ(( الديون))، "( تولدت هذه الديون نتيجة لتحطيم اقتصاديات الدول المستعمرة من قبل المستعمرين ومن حولهم إلى تابعين اقتصاديين لهم )، وكذلك رفض قوانين (( صندوق النقد الدولي)) والمقاطعة الكلية لهذه المؤسسة الضخمة الناتجة عن الهيمنة الأمريكية، واحتقار (( الحصار)) المفروض على الدول الشقيقة التي رفضت ا لانحناء أمام المطالب الأمريكية، والعمل على إنشاء ((سوق مشتركة)) لدول الجنوب، التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار ذات يوم، والتي تمتلك 80% من موارد العالم الطبيعية، إذ يتم سرقتها بأسعار زهيدة من خلال الشركات المتعددة الجنسية، والعمل كذلك على إقامة هذه السوق على قاعدة التبادل حتى لا تمر بالدولار.
وهذه المقاطعة العامة التي يجب أن تنكون ضد المنتجات الأميركية كلها بما فيها ((كوكا كولا)) هي السلاح المهم للانتصار على الهيمنة التي يريد فرضها القادة الأميركيون ومرتزقتهم الإسرائيليين-انتهى الاقتباس)).....
ختاما على كل دولة تتحرر من أصر أي ايدولجية وافدة و تفكر في بناء مشروعها الوطني وفقا لخصوصيتها وحدودها السياسية أولا وان تقتدي بالدول الناجحة بدلا عن تصدير الفشل من دولة إلى أخرى كما حدث في ظاهرة الربيع العربي المدمر.....
هوامش
المصدر: نشر فى المشاهد السياسي(السنة الثالثة -العدد67-22/28 حزيران يونيو 1997 ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمجد فريد :-الحرب في السودان تجري بين طرفين يتفاوتان في السو


.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال




.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟


.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال




.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا