الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
« العصافير لا تطلب تأشيرة دخول »
أسامة سليم
2016 / 11 / 24الادب والفن
« العصافير لا تطلب تأشيرة دخول »
نزار قبّاني
تسلّلت عصفورة من النافذة إلى حلمي وهمست لي بصوت مرتجف :
"ولا هي تموت، ولا أنت تحيى. إنكما تحترقان"
ثمّ إنطلقت تنشد لحنا حزينا. كان صوتا عذبا خفيفا، كأنّها موسيقى قادمة من بعيد، تصدر عن ناي قديم يشحنه رجل متقدّم في الكهولة بكلّ ما يحمل في قلبه من ذكريات وألم. يجلس لوحده تحت شجرة في خريف العمر، يلجأ إليها وتلجأ إليه، يأخذها اللحن فتتهاطل عليه أوراقها معلنة عن نهاية قد أوشكت على قول كلمتها، وعن عدّة بدايات أخرى. أو هو أشبه بلحن بكاه عازف كمنجة في محلّ لبيع الأنتيكا، بعدما طلب من صاحب المحلّ أن يسمح له بمداعبة كمنجته لمرّة أخيرة قبل أن يسلّمها له ويتسلّم المال البسيط الذي إضطرّ أن يفارقها لأجله. كان يعزف لحنه، والدموع تنهمر من عينيه المغمضتين، دموع تحرق جفنيّه وقلبه يحترق على سنوات عاش طوالها وكمنجته أجمل ذكريات، متنقلا بين الفرق والمدن وقاعت العرض والساحات وعيون الجميلات والعشاق والسكارى مداعبا أحزانهم وأفراحهم متلاعبا بمزاجهم وبمشاعرهم. في دقيقة أو أكثر قليلا عرض أمام صاحب المحلّ فلما مفعما بكلّ الأشياء الجميلة في هذا العالم مشحونا بأشدّ مشاعر الحنين عصفا بقلوب البشر، منهيا عرضه بمشهد ميلانكوليائي بقي راسخا في ذهن البائع يراوده في كوابيسه ويفسد هدوء لياليه، عندما وضع الكمنجة في صندوقها ووضعه امام صاحب المحلّ ثمّ أخذ المال القليل وإنصرف مطأطئا رأسه نحو مستقبل مجهول، لم يعد له ماض.
كذلك أيضا غادرت العصفورة من النافذة التي بدأ مطر حزين ينهمر منها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نص للرائع مازن كرشيد
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح