الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسويه سياسيه أم أنبطاحيه

أياد الزهيري

2016 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


تسويه تاريخيه أم أنبطاحيه
من تعاريف التسويه : هي عمليه الغرض منها تجنب الحروب من خلال تقديم التنازلات من طرفي النزاع.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوه, ماذا يمثل طرفي النزاع , هل يمثل أحدهم داعش , والثاني الدوله, فأذا كان الأمر هكذا حينئذ تنتفي الحاجه الى التسويه, لسبب بسيط هو لا تسويه بين غالب ومغلوب, بل هناك تسويه من نوع أخر , الا وهي فرض شروط الغالب على المغلوب, كما حدث في كثير من التسويات, مثل تسويات الحرب العالميه الأولى والثانيه وفي الماضي القريب التسويه بين الأسرائيلين والفلسطينين والتي فرضت فيها أسرائيل شروطها على الفلسطينين فيما يسمى بمعاهدة (كامب ديفيد) . أما أذا كان الطرفان ينتميان للدوله العراقيه , ويسعيان لمصلحة الشعب العراقي , فلا حاجه حينئذ للتسويه, لكن يبدو الموضوع ليس كما في الواقع , فالواقع يشير الى أن هناك طرف حانق على جهود الحشد الشعبي لأنه كسر شوكت من كان رأس رمح لهم , واليد التي يضربون بها كل من يقف بوجه تآمرهم على البلد , لذا كشروا عن أنيابهم عند التصويت على قانون الحشد , وهددوا بفض الشراكه , في حين أن الحشد قد حرر أراضي تعود لجمهورهم , وفك أسرى أناس من جلدتهم , فما سبب هذا الموقف المتشنج بل والمعادي لأناس كانت ولا زالت لهم مواقف تاريخيه حفظت من خلالها على وحدة تربة الوطن , وصانت الدوله من الأنهيار والذين هم على رأسها والمتمتعين بخيراتها وأول المستفيدين من أمتيازاتها . لا تفسير لذلك الا التأمر والذود عن المصالح الشخصيه والعائليه لهم .
لو نفترض جدلآ عن ضرورة مصالحه وطنيه ,الغرض منها تصفير الأزمات وأزالة كل ما يشوب العلاقه بين مكونات الشعب العراقي , وهو أمر لا بأس به , ولا هناك ضير منه, السؤال مع من تكون هذه التسويه أذا صح التعبير , هل مع صاحب التاريخ المشبوه خميس الخنجر , أم مع المجرم الهارب وعراب تركيا طارق الهاشمي , أم الطائفي رعد السليمان ,أم مع مشاغبي المنصات من أمثا ل رافع العيساوي وظافر العاني الذين حشدوا وعبئوا شذاذ الآفاق لأشعال حرب طائفيه , وتسهيل دخول الأجانب من المجرمين لتدمير البلد. فأذا هناك ضروره لعقد من أمثال هذه التسويات فينبغي أن تكون مع من وقف مع الدوله وقدم التضحيات في أحلك الظروف , وهم وحدهم من يمكن الركون اليهم والأطمئنان لهم . كذلك ينبغي على المفاوض من جانب التحالف الوطني أن لا يكون متعجلآ ولا مندفعآ بشكل غير محسوب لكي لا يفسد الأنتصارات التي يحققها أبطال الجيش والحشد الشعبي , لأن أي تفريط بأنجازات هؤلاء سوف ينعكس على الجبهه ويعطي أنطباعآ سلبيآ يقوض من أندفاعات هؤلاء الأبطال نحو عدوهم , لذا ينبغي على المفاوض من التحالف الوطني أن يكون حريصآ وذكيآ وأن يبتعد البعض عن خفت الوزن المسيئه لمكونهم عن طريق التفريط بحقوقهم لأن حساب من يفرط بأنجازات الشهداء سوف يكون عسير .
وكما قلنا لو أتيح لهذه التسويه أن تكون موضع نقاش , لذا يكون من الضروري هناك معايير تقاس عليها مواقف التسويه وهي:
أولآ : العداله الأجتماعيه
ثانيآ: أحترام سيادة ووحدة تربة الوطن
ثالثآ : أحترام حقوق كل من حمل السلاح وقاتل داعش وكل القوى المناهضه للعمليه السياسيه بعد عام 2003.
رابعآ : يجب أن يكون أطراف التسويه من المؤمنين بالعمليه السياسيه , ومن المناهضين للفكر الصدامي ومن غير الطائفيين والأنفصالين.
كما ينبغي الحذر من ألأمور التاليه:
*الحذر من تسويه سياسيه تعفي الأرهابين من العقوبه
*أختيار الشخصيه القديره والخبيره والأمينه في صياغة مشروع التسويه لضمان أخراجه بشكل لا يفجر الحياة السياسيه بقنابل موقوته.
*الحذر من زج شخصيات مرفوضه من جماهير كل المكونات , والمطعون في وطنيتهم ونزاهتهم مثل الأخويين النجيفيين و رافع العيساوي المطلوب للقضاء وغيرهم ممن أشعل ساحة الأعتصامات يشعارات طائفيه.
وأخيرآ تبقى عملية التسويه واحده من مهارات القياده وفن من فنون المفاوضات السياسيه, وهو دليل معرفي , وأستعداد كبير لشركاء وطن يسعون لعيش مشترك كريم.

أياد الزهيري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رداً على روسيا: بولندا تعلن استعدادها لاستضافة نووي الناتو |


.. طهران تهدد بمحو إسرائيل إذا هاجمت الأراضي الإيرانية، فهل يتج




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل بعد مقتل اثنين من عناص


.. 200 يوم على حرب غزة.. ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية | #




.. إسرائيل تخسر وحماس تفشل.. 200 يوم من الدمار والموت والجوع في