الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكومندانت.. القائد - فيدل ما زلت تملؤ نفوسنا !

عصام مخول

2016 / 11 / 27
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



مات فيدل.. لكن ما بقي فينا منه أكثر مما غاب عنا.
إن الانتماء الى فيدل كاسترو ليس شعورا وجدانيا بقدر ما هو التزام ثوري، بأعمق معاني الاممية ومناهضة الامبريالية وزعانفها الصهيونية والرجعية أينما كانت، وبناء البديل الثوري الاشتراكي ولو من قلب الحصار المتواصل من جيل الى جيل، وعلى ابواب مغارة الوحش الامبريالي الجشع.
في تموز من العام 1978 كانت طائرة روسية تحط في مطار هافانا الدولي وتحمل معها وفدا كبيرا من الشباب والطلاب الديمقراطيين القادم من اسرائيل، تحت رايات الحزب الشيوعي الاسرائيلي والشبيبة الشيوعية، ومجموعة كبيرة من المبدعين والطلاب التقدميين الديمقراطيين العرب واليهود، ووفد كبير من الاتحاد القطري للطلاب العرب في الجامعات الاسرائيلية الذي كان تأسس منذ عامين وكنت رئيسه الاول. وحين كنا نتحضر للهبوط والالتحاق بالوفود القادمة من كل انحاء العالم للمشاركة في افتتاح المهرجان الـ-11 للشباب والطلاب الديمقراطي العالمي، حيث سيلقي فيدل كاسترو خطابه الى شباب العالم، تحت شعار :"في سبيل التضامن المعادي للامبريالية ومن أجل السلام والصداقة"، كان يغمرنا شعور بأن شيئا لا يستطيع ان يهبط بنا، ففي كوبا التي تحولت في ظل ثورة فيدل كاسترو التي نشأنا على قيمها الثورية، من جزيرة الدعارة الامريكية، إلى جزيرة الحرية وجزيرة الثورة ومناهضة الامبريالية، تختلف قوانين الجاذبية، فهي لا تشدك الى تحت.. بل تشدك الى العلا، ترتفع بها النفوس والرؤوس والطموحات والانتماء الاممي والمنسوب الكفاحي. كان لدى وفدنا إصرار عنيد على ان نقدم هدية الى الشعب الكوبي وثورته، فقدمنا ثلاثة ايام تطوعية في قطف القهوة الكوبية.
في ليلة اختتام المهرجان جرى تنظيم احتفال ضخم في بارك لينين مترامي الاطراف، وإضافة الى المنصات الرسمية والموسيقية وساحات الرقص التي عجت بالشباب والشابات، بالوفود العالمية والجمهور الكوبي المغمور بالفرح، فقد نصبت في البارك عشرات براميل الجعة (البيرة) وخوابي الروم، ومع تقدم ساعات الليل، وصل الى مسامعنا أن فيدل كاسترو يجول في المهرجان مع وفد من القيادة الكوبية، وكانت الجعة والروم قد أخذت مني ومن أصدقائي مأخذا، وكنت احتفظ بلحية سوداء كثّة، حين كانت اللحية رمزا ثوريا يميز اليسار بالاساس، وأعلنت أنني لن أخرج من الاحتفال الا وقد تماست لحيتي ولحية فيدل. وانتظرنا في إحدى الزوايا التي يتجه اليها الوفد، وما أن دخل فيدل حتى قمت بمعانقته وتقبيل لحيته قبل ان يسارع حراسه الى إبعادي، والحيلولة بيننا. لكنني عدت سالما غانما.. وصرنا نتندر بأن لحية الاتحاد القطري للطلاب العرب قد تماست مع لحية فيدل كاسترو وهو أمر ملزم ثوريا.
عدت الى هافانا بعد ذلك مرتين، وفي العام 2005 عدت بصفتي أمينا عاما للحزب الشيوعي الاسرائيلي برفقة رفيقنا د. عفو اغبارية والراحل أبراهام كتساف، وكان تعين لنا لقاء مع فيدل كاسترو، جرى تأجيل موعده عدة مرات خلال اليوم المحدد، ونحن ننتظر في مقر اقامتنا، ولكنه ألغي أخيرا بسبب تراجع صحي لدى فيدل.
لقد حوّل فيدل وثورته كوبا، من دولة اعتيادية، ومزرعة على أطراف "الامبراطورية "الى فكرة ثورية ومفهوم تحرري، ونموذج للتضامن الاممي، وجزيرة للحرية، تتغنى بها الشعوب المناضلة وتغني لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024