الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعيدا عن السياسة

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2016 / 11 / 27
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


أنا من عشاق كرة القدم، بالاخص البطولات العالمية والقارية، كثيرا ما يطرح علي بعض من اصدقائي سبب ولعي بهذه اللعبة الى حد يصل الامر مع بعض منهم الى الاستغراب! أو حتى العتب! ويطرح البعض الآخر سؤالا عجيبا وهو هل انت لاعب؟ او هل كنت لاعبا؟ وكأن الهاوي لابد وأن يكون أو كان لاعبا، واسئلة أخرى على نفس المنوال.
أنا أعشق الفن، في أية زاوية من الحياة استكشف وأرى الفن تراني أميل إليه. كرة القدم فن، كغيره من الفنون، وفن راق، أنه جهد جماعي في سبيل تحقيق هدف واحد وهو الفوز، هذا الجهد الجماعي يتخلله التفنن في اللعبة وفي هذه الساحرة المستديرة التي تسمى الكرة، فامتزاج الفن الجماعي مع الروح الرياضية ومع الانظباط العالي والخطط الكروية الناجحة، يولد لدي احساس انساني بأن جمالية الحياة وديمومتها تكمن في خلق الابداع، والابداع الكروي داخل الملعب هو واحد من مجمل الابداعات التي يخلقها الانسان ليسعد غيره.
الكرة تخلق الاحاسيس، فبالاضافة الى الاحاسيس الانسانية، تخلق أحاسيس وطنية كذلك، حين ترى الفوز بالبطولات كيف توحد تلك الاحاسيس لدى المواطن وتدخل الفرحة في القلوب، وتنسيهم مآسي الحياة ولو للحظة، هذه ليست حالة مادية ملموسة الا انها حالة نفسية وعاطفية للانسان وبالاخص المتابع أو الهاوي والعاشق للكرة معا، شيوخا وشباب، نساء وأطفال.
مادمنا نتحدث عن الرياضة وكرة القدم بالتحديد لا بد أن نشير الى دور الرأسمال كنظام دخل في ادق تفاصيل الحياة ومفرداتها ومنها كرة القدم، كي يفضي طابع الجشع الذي يتسم به على هذه اللعبة فيفسد علينا حتى متعة المشاهدة والمتابعة التي يزداد عشاقها يوما بعد يوم، فأصحاب المليارات يشترون اعرق وافضل النوادي العالمية كما هو الحال الآن في أوروبا، ومن أجل الربح فقط، ويشترون اللاعب ليصبح ملكا لصاحب النادي الذي يفرض ويحدد مأكله وملبسه ومنامه وحتى علاقاته العائلية وكأنها عبودية ولكن من نوع آخر، اضف الى ذلك فهذه اللعبة تخلق سوقا رائجة للرهانات وهناك من يربح الالاف وراء دخوله في لعبة الرهانات وهناك بالطبع من يخسر، وكأن النوادي الرياضية أصبحت مكانا للقمار، ناهيك عن سوق السماسرة الرائجة لبيع وشراء اللاعبين.
الفساد المستشرى داخل المنظمة العالمية التي تشرف على هذه اللعبة، أي الاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي اودى برأس الاتحاد (جوزيف سيب بلاتر) ومعاونيه العام الماضي. أما الحكام باعتبارهم عناصر مهمة تتحكم في سير المباراة فلم ينجو قسم منهم من الفساد والارتشاء، وهي حالة واردة بشكل واضح لدى النوادي والمنتخبات الخليجية، لذا نرى بأن بطولات كرة القدم التي تجري في تلك الدول يعين فيها حكام أجانب وبالاخص الاوربيين منهم! أينما نذهب نرى الوحش الرأسمالي واقفا أمام الأعين، أنه حقا عالم لا يستحق أن يُحكم من قبل هذا النظام البربري.
أخيرا، ومع كل ما أشرت اليه من السلبيات التي ترافق هذه اللعبة الا ان مكانة هذه الساحرة تزداد يوما بعد يوم، وتتناسب تناسبا طرديا مع عدد عشاقها ولربما يعود الأمر الى الفن الراقي الكامن داخل اللعبة أو لسبب آخر أجهله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة