الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة موضوعية للحاكم الكوبي السابق كاسترو

جوزيف شلال
(Schale Uoseif)

2016 / 11 / 27
السياسة والعلاقات الدولية


المقدمة
نحن هنا لسنا بصدد تقييم الحزب الذي ينتمي اليه الملهم القائد فيدل كاسترو ونظامه , نحن لا نؤيد اي حزب في العالم ونرفضها رفضا قاطعا لان جميع الاحزاب في العالم فشلت فشلا ذريعا لاسباب وعوامل عديدة لا مجال لها الان , في كل حزب مهما كانت توجهاته يسارية او يمينية او ما شابه ذلك وتفرعاتها من الليبرالية والعلمانية والاشتراكية والراسمالية وما بين وبين يخرج منها شخص ما يشذ عن القاعدة وتوجهات حزبه , اما الاحزاب الاسلامية فليس لها اية قيمة وحتى ان نفكر بها او نحللها لانها فاشلة ولا تستحق ذلك .
في تصورنا البسيط للاحزاب نرى انها قد تختفي يوما ما , في الوقت الحالي اصبحت الاحزاب في جميع دول العالم مجرد ديكور ومسند وحائط للوصول الى الحكم والسلطة سياسيا , العديد من المستقليين او المنتمين للاحزاب الاخرى نراهم في وقت الانتخابات او التصويت لمشروع او قانون معين تتغلب عليهم صفة الفردية او الانفرادية ومعناها التأييد والتصويت لحزب او قانون او مشروع اخر لا يتبناه حزبه المنتمي اليه , وهذا دليل على فشل الاحزاب , كما حدث مؤخرا في اميركا ووصول السيد ترامب بمفرده وبعد نجاحه تبناه الحزب الجمهوري .
قبل ان ننهي هذه المقدمة لا بد ان نوضح ونؤكد الى سقوط مفهوم وطريقة ووسيلة اخرى لم تعد صالحة وتنفع في هذا العصر الا وهي عملية / الاستطلاع / , هذه العملية ونظرية الاستطلاعات ايضا فشلت فشلا ذريعا لسبب واحد وهو , اصبح الانسان اليوم متمردا منفردا انعزاليا اكثر من اي وقت اخر , جميع منظمات ومراكز الاستطلاعات والدراسات في اميركا والعالم اعطت لفوز السيدة كلينتون اكثر من 100% , اعتمدوا على شرائح معينة ادلوا برايهم في تلك اللحظة , وشاهدنا كيف تغيرت النسب في لحظة اتخاذ القرار , وهنا تبرز حالة الفردية والانفرادية في الراي بعيدا عن كل المؤثرات مهما كانت حزبية او اجتماعية .
فيدل كاسترو المتمرد
من يقرأ حالة وسايكولوجية حياة كاسترو سيجد عدة امور بارزة ومتغلبة في حياته منها , الانفرادية والانعزالية والعظمة والتباهي والتباين والمخالفة والتحدي والتكبر , قلنا نحن لا نتحدث عن انتمائه الحزبي والديني وغيرها من المسميات الاخرى , بل ندرس ونحلل تصرفات الرجل وعواقبها على الشعب الكوبي اولا وعلى من يقتدي به ثانيا , مرة اخرى نحن لا نحاكم الرجل وليس من حقنا ولديه شعب هو الاجدر بهذا , سنطرح بعض الاسئلة والتساؤلات وربما عند جهينة الخبر اليقين .
اولا / هناك من يقول ويفتخر او ربما لمجرد الكتابة بان اميركا وجميع القوى الاستعمارية حاربته ولم تستطيع ازاحته او القضاء والتخلص منه , نرد كيف حاربته وقاومته طوال تلك السنوات ? , هل نشات حرب فعلية بينهما وفي نهاية الحرب استمر بمزاولة حكمه ? .
ثانيا / ايضا من يقول ويفتخر بان اميركا حاربته اكثر من خمسة عقود بينما ثمانية رؤساء اتوا لاميركا وكاسترو باقي في الحكم , وهنا نرد , هل هذا فخر لكوبا ودكتاتورها ام فخر لاميركا وديمقراطيتها ?.
ثالثا / كيف لمثقف ومفكر ويقول على نفسه انه كاتب ومحلل استراتيجي يقبل ان تحكم دولة وشعب او دولته هو اكثر من خمسون عاما ? , ام ان للمحرمات تبيحها الضرورات ? .
رابعا / لكل من يدعي انه مع الانظمة الديمقراطية ونظام تداول السلطة والاحزاب ان يقبل على نفسه ان يؤيد نظام حزب واحد وقائد واحد وتفرد بالسلطة والقرارات , اضافة الى ذلك قد نسوا او تناسوا هؤلاء بان كاسترو كان صديقا ومؤيدا وداعما لابشع الانظمة القمعية والدكتاتورية في العالم وفي مقدمتها النظام الصدامي والليبي والسوداني وبعض الانظمة في اميركا الجنوبية وافريقيا .
خامسا / الحاكم والمتسلط والرئيس الذي يتاجر بدماء شعبه اصبح اليوم ربا وقائدا عظيما وفذا في نظر بعض المفكرين والمثقفين ولا نقول من انصاف المتعلمين , هل عرفتم وسمعتم كم مرة ارسل كاسترو جيشه الى افريقيا ومناطق اخرى بحجة الدفاع الانظمة المعادية للديمقراطية واتباع الثائر جيفارا ? .
سادسا / نقول لكل من كتب ومدح القائد الفذ العظيم كاسترو من اشباه الكتاب وانصاف المتعلمين مع احترامنا للكتاب الاصلاء والمثقفين , هل زرتم كوبا ورايتم شوارعها ومدنها وجامعاتها التي لم تخرج سوى اطباء فاشلون لهدف معين ورايتم مصانعها ومزارعها والحياة العامة في كوبا ? , المفروض عندما تحكم دولة وشعب لاكثر من خمسون عاما ان يبقى ويصل ذلك البلد الى اشبه بالجنة لا الجحيم .
سابعا / ما هو راي بعض الكتاب الذين مدحوا كاسترو , هل يقبل ضميركم وعقلكم وانتم في بلد ودولة نظامها ورئيسها حكم اكثر من خمسون عاما وقبل ان يموت سلم الحكم بالوراثة الى اخيه العجوز ?, اذن لما ذا هذا النفاق والمطالبة بانظمة ديمقراطية او علمانية او او او الخ , اليس هذا نفاقا يا منافقون .
ثامنا واخيرا / هل رايتم وشاهدتم مسيرات الفرح والبهجة بعشرات الالوف من الكوبيين في العالم على موت دكتاتورهم الكبير العجوز كاسترو , مسيرات الشعب الذي هجره وابعده المجرم كاسترو الى ميامي ومدن اميركية اخرى والى دول عديدة في العالم , اذهب الى اليوتوب وشاهد الاف العوائل من داخل كوبا وهي تحتفل رقصا بموت دكتاتورها كاسترو , وانت يا ايها الكاتب من بلد القمع والدكتاتورية والفاشية والنازية والعنصرية تؤيد حاكما متسلطا قمعيا حكم اكثر من خمسة عقود وسلم الحكم وراثيا الى اخيه , اكذب واكذب الى ان يصدقوك , السيدة ام كلثوم تقول / انت فين والحب فين / .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سقوط نظرية سيكولوجية الفرد،
حميد فكري ( 2016 / 11 / 27 - 20:16 )
هل نظرية سيكولوجية الفرد التي ينطلق منها الكاتب نظرية صالحة للقرائة الموضوعية لاي حاكم كما يدعي الكاتب? الواضح انه ،لايعي مدى فقر وخواء هذه النظرية خصوصا في حقل السياسية والمجتمع عموما . ماذا عن الواقع الموضوعي ،للمجتمع الكوبي في علاقته التناحرية بالامبريالية الامريكية ? هل تخجل من الاعتراف بواقع الحصار الاجرامي وما ترتب عليه من نتائج? هل كانت امريكا نفسها لتصمد امام هذا الحصار الاجرامي وتبقى على (ديمقراطيتها) التي هي في الواقع ديكتاتورية وعنصرية واستعمارية? ثم هل الديموقراطية ليست سوى تعدد الاحزاب ?وماذا عن العدالة الاجتماعية واحترام اوطان و سيادة الشعوب?


2 - كاسترو تاريخ مسكوت عنه
بارباروسا آكيم ( 2016 / 11 / 28 - 13:18 )
تحية طيبة ..
هناك مجموعة من المقاطع قد وجدتها للراحل كاسترو ومن وجهة نظري قد تسبب صدمة لبعض الهتيفة أَصْحَاب الشعارات الحنجورية

صدق او لا تصدق كاسترو يتبرأ من الشيوعية

https://m.youtube.com/watch?v=k6D0livo3yc
بالمناسبة هناك 5 مقاطع على اليوتيوب في مناسبات مختلفة لكاسترو وهو يتبرأ من الماركسية

طبعاً هناك الكثير كهؤلاء في غابات الأمازون ومجاهل افريقيا الذين لم يكونوا شيوعيين بالمعنى التنظيمي او الأديولوجي ..بل كل ما كانوا يبحثون عنه هو مساعدات الإتحاد السوفيتي وكم قطعة سلاح، وهؤلاء كما قلنا الصدفة المحضة والمصلحة السياسية هي ما قادهم ليصبحوا شيوعيون
تحياتي وتقديري لصاحب المقال


3 - اليسار المنافق
سيلوس العراقي ( 2016 / 11 / 28 - 14:08 )
السيد الكاتب شلال
شكرا على مقالك الموضوعي
في الحقيقة ان من يمجدون الدكتاتور ،أي دكتاتور ، هم منافقون
لا اعتقد أن من حقهم أن يعظوا الآخرين بالحريات وبالديمقراطية
وأخص بالذكر أكبر المنافقين في العالم الذين يحسبون على اليسار
الموقع هذا مليء بالمقالات المنافقة بكل صراحة
تحياتي الى فكرك الموضوعي والنقدي في مقالك


4 - شكرا جزيلا
جوزيف شلال ( 2016 / 11 / 28 - 16:08 )
اشكر الجميع على تعليقاتهم سواء بالإيجاب او السلب , على كل حال الراي مطروح للعام وليس لمن له كراهية للصهيونية والامبرالية والاستعمار التي أصبحت في سراديب مخزن الأسطوانات المستهلكة وكذلك ليس الراي مطروح لمناهضي الفكر اليساري والشيوعية - اننا طرحنا الموضوع وهذا من حقي وحريتي وغير مسموح لكائن ما ان يصادر الراي ويطبق الافواه - الفكرة مطروحة كما قلنا للعام والأكثرية هي التي تحكم في النهاية مع خالص التحيات للجميع واخص بالذكر أصحاب التشنج وعدم قدرتهم على الرد العقلاني قكرة بفكرة ونقطة بنقطة بل يمارسون الهجوم وكاننا في عصر القبلية والسيف وولاية الخليفة والسلطان والأمير او الامبراطور .

اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على