الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قانون الحشد الشعبي

راغب الركابي

2016 / 11 / 28
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


كنا من الأوائل الذين نادوا بتقنيين عمل الحشد وجعله مؤوسسة رسمية لها ما للقوات المسلحة من حقوق وواجبات ، وكنا ننظر بعين الرعاية والإحترام لتلك التضحيات التي قدمها الحشد في سبيل حماية العراق وحماية شعبه من التمزق والغرق في فوضى الطائفية والفتن ، والحق أقول إن رجال الحشد أناس مضحون طاهرون همهم الأول ان يكون العراق وشعبه في مأمن من هذه الفتن التي جاء بها التضليل والإفتراء والكراهية ، ولولا الحشد ما كان في الإمكان دحر الدواعش ومن في صفتهم من الحانقين والموتورين ومن في قلبهم مرض .

لقد كنت في السابق أخشى على العراق من التقسيم والتبعيض وأخشى عليه من التآمر الذي يُحيكه الأعراب ومن في صفتهم ممن ينتهزون الفرص على التحريض وإشعال الفتن ، هؤلاء التعساء همهم أن لا يقر للعراقيين قرار ، وهم في ذلك لا يفرقون بين فئة وأخرى ولا بين طائفة وثانية ، غايتهم معلومة إضعاف العراق وتشتييت قوآه وسوق أهله إلى طاحونة الموت والدمار ، رأينا هذا حتى من قبل سنوات التحرير ورأيناه حتى في أوآر الحرب مع إيران وفي الكويت ، ولا يظنن ظان أو مغفل إن أحداً من هؤلاء يريد خيراً للعراق كله أو بعض أجزائه ، فتجربة التدمير للعراق أبتدأت يوم سيق العراق وشعبه للحرب على إيران ، ثم أتبع ذلك بحرب في الكويت ، وثالثة الأثافي في ذلك التطاحن الغبي بين المكونات على فتات ورفات حصد فيها الجميع الندامة وأنتشرت بفضلها قوى الظلام من داعش وأخواتها .

قانون الحشد أو ما ينظم عمل المؤوسسات العسكرية ليست دعوة للتقسيم كما أفاد مغفل يقرأ التاريخ من وراء زمر حانقة ومهزومة ، ولا هو عدوان على دول االجوار أو المحيط أو الأقليم فلكل من هؤلاء جيشه وحرسه الخاص ، ولم يكن ذلك مدعاة للتقسيم والفرقة عندهم أو كما يظن من تلاعب الشيطان في ضميره حتى صار هو والعدو على الشعب والوطن ، الحشد الشعبي من مسماه ليس فئة طائفية ولا جيش ديني أو مذهبي ، إنما هو حشد شعبي غايته حفظ وحماية الشعب ولم يكن من طيف واحد أو مكون واحد هو للعراق ومن العراق ، وهذا مايقوله القانون الذي ينظمه وهكذا هو واقع الحال ، وفي جرد بسيط لما نرآه في ساحات المعارك هناك في الموصل ونينوى نجد ذلك التشابك الشعبي بين كل المكونات وتحت رآية واحدة .

ثم لماذا الخوف من قانون يجمع السلاح بيد الدولة وتحت سلطة الدولة ؟ وهل يريد بعض الناقمين أن يكون الإنفلات سمة للعراقيين ؟ ويكون السلاح مشاعاً يتعارك به من يريد الفتن وزعزعة الأمور ، العراقيون وبعد كل هذه الحروب والمعارك يتوقون للأمن والإستقرار والبناء والتعمير ، وكما ترون إن عصراً جديداً قادم لا محال ، وإن موبقات الفتن زائلة بحكم الواقع وأخرها داعش التي تلفظ أنفاسها على عتبات نينوى ، وإن عدم التنظيم لما بعد تلك المرحلة يُعد خطيئة لا تغتفر ، ولهذا كان نداء الأخ رئيس الوزراء منذ فترة لتقنيين عمل الحشد في محله ، وكانت إستجابة البرلمانيين هذه المرة في محلها كذلك ، لكي لا يقول قائل ولماذا تأخرتم في حماية العراق وما يُكاد له ؟

ولهذا أعتبر هذا القانون بداية صحيحة في تدعيم الإستقرار ومنع العبث أو التنطع من بعض المغامرين وذوي النوايا السود ، نعم أعتبره المدماك في نعش الحالمين بتقسيم البلد إلى كانتونات صغيرة ، إنه قانون في العمق ومن لم يعي ذلك ففي نفسه مرض أو شيء من ذلك ، ولا يجب التفكير إلآَّ في المستقبل وليس للنزوعات والرغبات الوقتية ، كما لا يجب سماع الأبواق النافثة من وراء الحدود فهؤلاء جميعاً هم العدو فاحذروهم .

وإني إذ أحيي دماء الشهداء من الحشد ، وأحيي أولئك الرجال الشجعان الذين حموا العراق من فتنة الدجال ومن رآياته السود ، وأحيي تلك العوائل الكريمة التي قدمت لنا رجالاً نعتز بهم ونفاخر دهر الدهور ، فلهم التحية خالصة ولهم الدعاء الدائم ، وأحيي إصرار رئيس الوزراء ليكون للحشد سمة ورسم محترم يكون نافذا وفاعلاً ، أحييه وأشد على يده لكي يستكمل مع جنوده البواسل دورة تطهير العراق من الزمر الخائنة ومن كل شر يُحاك بالخفاء والعلن

وثمة أمر أخر ملازم لذلك كله هي تلك الفرحة التي سمعتها ورأيتها في وجوه وأفوآه الشباب والشابات ، وهم يستبشرون خيراً في إنجاز وتنفيذ هذا القانون ، إن موعدنا قريب حين تستكمل حلقات التحرير ونطرد الشرير من أرضنا إلى غير رجعة لنبني العراق من جديد كما حلمنا وكما أرآد له أهل التضحية أهل الحق ، عاش قانون الحشد عاش الحشد وعاش العراق ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري