الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول ما ميز الشبكة الديموقراطية لمواكبة كوب 22

عبد السلام أديب

2016 / 11 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


قبيل تنظيم الشبكة الديموقراطية لمواكبة كوب 22، وانطلاقا من موقف الشبكة القاضي بمقاطعة أشغال كوب 22 وتنظيمها لندوتها الدولية بتاريخ الأحد 6 نونبر 2016، أجرى الصحافي بمجلة تحرريات الرفيق أوبنعل محمد حوارا صحافيا مع عبد السلام أديب بصفته منسقا للشبكة فجاء الحوار كما يلي:

* بالمقارنة مع باقي الجمعيات والائتلافات الأخرى ما الذي يميز الشبكة الديمقراطية لمواكبة كوب 22 (المعروفة اختصارا بRedacop22)؟

** إن ما يميز شبكتنا هي أرضيتها، وعلى أساس هذه الأرضية كنا مقصيين من الحضور في المنطقة الخضراء لتقديم مرافعاتنا النقدية البروليتارية في مواجهة الايكولوجية الامبريالية التي تحكم تنظيم مؤتمرات الأمم المتحدة حول المناخ. فقد قال لنا إدريس اليازمي المسؤول عن القطب المدني أنه يرفض معاملتنا بنفس معاملة باقي الهيئات المشاركة، ما لم نعمل على تغيير أرضيتنا. ومن هنا جاءت صياغتنا لقرار مقاطعتنا لأشغال المنطقة الخضراء.

فأرضيتنا تربط بشكل واضح بين ثلاث أبعاد متداخلة وعلى أساسها وضعت الشبكة استراتيجيتها وحددت أهدافها وخططت خطوات تطبيق تلك الأهداف. وتتمثل الأبعاد الثلاثة في كل من الفعل والفاعل والمفعول به. فالفعل هو فعل تدمير البيئة، لأن هذا الدمار الكارثي الذي بلغته شروط الحياة على سطح الكوكب ليس قضاء وقدر ترتب من تلقاء ذاته، بل لم يظهر هذا التدمير الكارثي على سطح الكوكب إلا منذ خمسة قرون تقريبا، حيث تطور فعل التدمير وتوسع إلى درجة تدمير طبقة الأوزون وحدوث ارتفاع كبير في حرارة الأرض. فقد درست الشبكة مدى الدمار اللاحق بالبيئة القابلة لحياة الإنسان والتي توجد في مدى يتراوح قطر دائرته بين خمسة كيلومترات تحت الأرض وستين كيلومتر فوق الأرض. كما اهتمت الشبكة بكيفية تطور التلوث البيئي في المجموعة المائية وفي المجموعة الهوائية وفي المجموعة الترابية.

وعندما نقول بأن التدمير اللاحق منذ خمسة قرون عبارة عن فعل، فالمقصود بذلك أن وراء هذا التدمير هناك فاعل أساسي، فأرضية الشبكة تأكد بكل وضوح أن الفاعل الأساسي الذي يقف وراء التدمير الكارثي لبيئتنا الحيوية هو "نمط الإنتاج الرأسمالي". فمنذ ظهور هذا النمط الإنتاجي منذ خمسة قرون والذي يرتكز أساسا على تحقيق الأرباح عن طريق علاقات إنتاج اجتماعية مختلة تسرق فيها البرجوازية فائض الإنتاج من البروليتاريا الخاضعة لقوانين هذا النمط، لكن إلى جانب استغلال البرجوازية لعمل الإنسان الكادح نجدها تستغل في نفس الوقت الموارد الطبيعية التي تشتغل عليها البروليتاريا لتحويلها إلى سلع تحقق وراءها أرباحا للبرجوازية. فالتدمير الرأسمالي للإنسان والبيئة يتحقق من خلال الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وبالتالي الاستنزاف الهائل للموارد الطبيعية من أجل تسويق المنتجات الرأسمالية ليس فقط على المستوى المحلي، بل على المستوى العالمي.

إذن فالتحولات الكبرى التي حدثت في الطبيعة منذ خمسة قرون كانت بسبب ذلك الاستغلال الوحشي للموارد الطبيعية، فالبترول على سبيل المثال والذي تكون خلال حقب طويلة تصل إلى ملايين السنين سيتم استنزافه بشكل هائل منذ 150 سنة فقط أي منذ أواخر القرن التاسع عشر. ويتوزع الآن استهلاك البترول والغاز والفحم بأشكاله على مستوى القارات الخمس ويستهلك في جميع الدول وها هي السيارات مثلا تنشر سموم الغازوال والبنزين في كافة الفضاءات القارية.

إذن فبالنسبة للشبكة الديمقراطية لمواكبة كوب 22 يعتبر نمط الإنتاج الرأسمالي هو الفاعل الرئيسي في فعل التدمير الكارثي الذي بلغته شروط حياة الإنسانية اليوم سطح الكوكب. وهذا يعني بالإضافة إلى فعل التدمير والفاعل المدمر أن هناك "مفعول به" يعاني بشكل متصاعد من كوارث التدمير البيئي. بالنسبة للشبكة الديمقراطية لمواكبة كوب 22 تعتبر الطبقات الشعبية المسحوقة (عمالا وفلاحين فقراء وكادحين في مختلف المجالات) هي الطبقات التي تشكل أغلبية سكان العالم وبالتالي فهي المتضررة أكثر من فعل التدمير الكارثي للبيئة. كما أن هناك "مفعول به آخر" يتمثل في النبات والحيوان، والجميع يعلم دور هذه الأخيرة في استمرار الحياة على سطح الكرة الأرضية.

وهنا أشير إلى أن الدور الاستراتيجي للشبكة منذ تأسيسها تمثل في نشر الثقافة البيئية وسط الجماهير الشعبية المسحوقة في محاولة تنظيمهم في إطار شبكات محلية تعمل على نشر الوعي البيئي والوعي الطبقي على السواء وعندما تتوصل الشرائح الشعبية الواسعة إلى فهم علمي لكيفية حدوث التدمير المنهجي للحياة وبان نمط الإنتاج الرأسمالي هو المسؤول الرئيسي عن هذا التدمير وبأن الكادحين هم الضحية في نهاية المطاف نتيجة الكوارث الطبيعية التي يحدثها هذا التدمير من فيضانات وجفاف وأمراض فتاكة وإشعاعات نووية ... الخ فإن الحركة البيئية المناضلة مثل شبكتنا تربح إلى جانبها قوة اجتماعية واسعة قادرة على تغيير موازين القوى في اتجاه القضاء على نمط الإنتاج الرأسمالي واستبداله بنمط إنتاجي اشتراكي يستهدف سعادة الإنسان وارتقائه بدلا من الربح الذي يحول الإنسان البرجوازي إلى وحش مدمر للحياة.

تلك إذن هي الخصائص التي تميز شبكتنا عن باقي الجمعيات البيئية في المغرب، وهي الخصائص الواردة في أرضية الشبكة والتي أنظم إليها عشرون هيئة مغربية من بينها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي ثم هناك منظمتين دوليتين تتوفران على المئات من الفروع على المستوى الدولي هما فيا كوبيسينا واللجنة الدولية لإلغاء ديون العالم الثالث.

* كيف تنتظم داخل الشبكة هيئات مختلفة (على سبيل المثال لا الحصر: نقابة FNSEA، ACME-MAROC، AMDH، ATTAC-CADTM MAROC، الخ)؟

** علاقة المنظمات المنضوية داخل الشبكة تقوم على التعاون والتضامن من أجل تحقيق أهداف الشبكة سواء منها نشر الوعي البيئي وتأسيس شبكات بيئية محلية مناضلة على نفس أرضية الشبكة أو بلورت مرافعات علمية لتأكيد مدى خطورة نمط الإنتاج الرأسمالي اليوم على بقاء الإنسان والحيوان والنبات، ومن هنا ينبثق شعارنا المركزي أنه لا حلول للمحافظة على البيئة من دون إسقاط نمط الإنتاج الرأسمالي. ويحدث بين المنظمات المكونة للشبكة تبادل الخبرات والتجارب والأبحاث العلمية في المجال البيئي.

- سؤال للمنسق: ما هي آفاق الشبكة بعد انتهاء الكوب؟

-جواب: إن أرضية الشبكة تشير إلى إمكانية تحول الشبكة إلى إطار جمعوي بيئي دائم، سيتقرر شكله في الاجتماع الذي سينعقد في الأسابيع الموالية لانتهاء قمة الأطراف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة