الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأغبياء

شريف مانجستو

2016 / 11 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


تنتابنى حالة من الغضب والضيق و أنا أشرع فى كتابة هذا المقال بسبب الأوضاع السيئة التى تمر بها مصر. فمصر الوطن تبكى وتصرخ من الإرهاب الأسود الذى يحصُد أرواح المصريين من رجال الجيش والشُرطة فى سيناء و الوادى . و تصرخ من تغوّل صولجان الرأسمالية والاستغلال والفساد الإدارى . فماذا أكتب و ماذا أقول لمجتمع أعياه البؤس والتطرف الدينى ؟.جموع الشعب المصرى تترقب بمنتهى الوجل و الخوف الغياب الفعلى لكل معانى الاستقرار الاجتماعى و من ضياع كرامة المواطن المصرى فى أقسام الشُرطة و من غياب فقه التعايش الإنسانى بين أبناء المجتمع الواحد بسبب فُحش التنطّع الدينى ومن اتصال الإفقار و التبعية للغرب و لمؤسساته الاقتصادية الإجرامية .
لقد سقطت على رؤوس القوم القرارات الاقتصادية الظالمة كالطامة القاتلة القاسمة . رأينا ارتفاع مريع للأسعار و رأينا دعوات مشبوهة من جماعات مشبوهة تتبنى ثورة تليفزيونية لإسقاط النظام والتهديد بثورة الفقراء فى 11 - 11 . و مما دفع الناس للإحباط واليأس من التغيير ، كان وجود حالة من الغياب التام لأى رد فعل اعتبارى من أى تيار سياسى لتلك القرارات الاقتصادية المُنحازة ضد الطبقات الشعبية . فهذه التيارات لا تجرؤا على تحريك ساكن أو تسكين ماهو متحرك ، مما ألقى حمم الكآبة على الجماهير الصامتة المكبوتة . فهذه الجماهير لم تجد من يحنو عليها ، ولم تجد للفرج سبيل .
و لا أتغافل من باب الموضوعية أى إنجاز حققته السُلطة الحاكمة فى مجال الإسكان الاجتماعى و الطرق و توفير مصادر متنوعة للطاقة و المشروعات القومية فى محور تنمية قناة السويس . ولكن كل هذه الإنجازات و المشروعات تحتاج إلى انحياز واضح للأغلبية الكاسحة من الشعب المصرى من أصحاب عاهة الفقر والبؤس الاجتماعى والقحط الاقتصادى . فلا يليق أن تنحاز الحكومة لرجال الأعمال والمستثمرين و إعطائهم إعفاءات بمئات الملايين بل بآلاف الملايين ، و تقوم الدولة فى نفس الوقت بفرض أعباء إضافية على الطبقات الكادحة لسد عجز الموازنة العامة . فالسُلطة بمنتهى الوضوح تتبنى الليبرالية الجديدة التى تقوم على تجويع البسطاء و فتح المجال للسوق وآلياته المُجحفة . هذه الليبرالية القاتلة أصابت المواطنين فى مقتل . فارتفعت الأسعار وزاد الاحتكار وقلّت القيمة الشرائية للجنيه المصرى وغابت الشفافية والرقابة الحكومية على كل شىء . فالكيل يطفح بالآهات و الآلام نتيجة السياسات الاقتصادية الفاشلة و الفاسدة .
والجماهير تنتظر بشغف لأى تيار قادر على تحريك المياه السياسية الراكدة ، وذلك من أجل الضغط على السُلطة لصالح العدول عن قراراتها الاقتصادية التى تخدم أجندة صندوق النقد الدولى . و لكن للأسف الجماهير تصرخ فى صمت ولا تجد أى شخص يتبنى لها أى مطلب اجتماعى و اقتصادى . فلا يوجد أى مُجيب للجماهير .. لان التيارات السياسية تُعانى من الغباء الذى لا يقل عن غباء الحكومة فى تعاملها مع المواطن المصرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا