الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عذابات مثقف غير عضوي

إبراهيم مشارة

2016 / 12 / 1
الادب والفن


لقيني شخص عزيز بمعية صديقين عزيزين آخرين فانتقدني على حدتي في الكتابة وأخبرني أن أشخاصا يريدون الاقتراب من حرفي لكنهم أحجموا لأنه يصفع ، ونصحني -مشكورا- بالالتفات إلى الآية الكريمة "ولو كنت فظا غليظ القلب" ثم قال لي أنظر إلى فلان إنه ناجح وله من المتابعين والمعجبين ما لا يحصهم عد أترى نفسك صريحا وهو مرائي؟ مثلا قلت معاذ الله وكأن صديقي ينصحني بالسير على جادة هذا الشخص المحترم الذي يجيد استغلال العاطفة الدينية عند القطيع الذي لا يقرأ ولا يكتب يا صديقي العزيز لا نكون إلا أنفسنا ولم يخلق الله بصمتين متشابهتين، شخصيا لا أحب المعجبين لأنني أربأ بنفسي أن تكون غانية تعرض أردافها وأعجازها ومكياجها لتستجدي الإعجاب وأنا لا أكتب هذه الأشياء التي لا أوليها كبير أهمية من أجل نيل الرضا والشكر والتعليق بالحمد والثناء على سمو الفكر وأناقة اللغة إنما أكتب لأنني قلق رافض ، منبت شاة قاصية أكلها ذئب الشك والتمرد على ثقافة انتهت صلاحيتها التاريخية أقول ما أقول بصدق وصراحة يحدث قلمي عن فكري ولساني عن قلبي ، ثم ماذا يحمد في هذا المحتشد الكبير المسمى قسرا الوطن العربي ثقافته ، أم سياسته، أم فنه، أم علمه ؟حتى الدين خرج من مضمونه الإنساني والحضاري والثقافي إلى دين طقوسي تكراري خال من التوتروالعشق ولهفة السؤال يستنسل من رحم السؤال، ثم أنني ياصديقي العزيز أصابتني لوثة أبي حيان التي لخصها في قوله":وأما حالي فسيئة كيفما قلبتها لأن الدنيا لم تواتني لأكون من الخائضين فيها والآخرة لم تغلب علي فأكون من العاملين لها" كما أنني لا أسعى لشهرة على طريقة خالف تعرف لأن الذي يفعل ذلك يؤلف كتابا ، أو يتحدث على طريقة عدنان إبراهيم أو حسن فرحان المالكي في القنوات التلفزيونية، وعلى كل لا ألزم أحدا بقراءة ما أكتب ولا التعليق عليه أو الإعجاب به وقد شرحت أن الإعجاب يكون بمفاتن الغانية إنني أمارس دورا بسيطا في حجم الميزون لا بل الكوارك كما يقول علماء الكم حتى لا أنخدع بضخامة أفكاري إن الذي يقول ما قيل ويؤكد عليه ويكتفي باستنساخ الأوراق القديمة أو مباركة أقوال خريجي الجامعة الأصولية أو المدنية لأنهم دكاترة وفقط وأنا أستعير هنا من فوكو مصطلحه الخارق "السلطة" بكافة أشكالها فهذه السلطة لا أؤمن بها حتى لو خضعت لها فيدي تعمل لها وقلبي يلعنها وذلك أضعف الإيمان ، وفي النهاية إن المثقف الذي يرقص على إيقاع قرع الطبول ويهز أردافه وأعجازه تلبية لطلبات المشاهدين ويحسب أنصاره عدد المعجبين به -من الدهماء-على صفحة الفايسبوك فلا يكف عن أخذ صوره في أوضاع مختلفة مع كلام مكرور معاد هو شريك في الرداءة بل أحد صناعها كالسياسي وتاجر الأفيون والبغي وفقيه السوق إن هذا المجتمع الفصامي لا يمكن التعامل معه بروشتة عثمان أمين:
إذا كنت في دولة النفاق
فاعدل بساق ومل بساق
ولا تحقق ولا تدقق
وانسب الشام للعراق
ولا تخاصم ولا تجادل
وقابل الكل بالعناق
فأي شيئ كأي شيئ
بلا اختلاف ولا اتفاق
بل بأسلوب نصر حامد أبي زيد وقبله علي عبد الرازق وطه حسين ومحمود أبي رية ومحمد شكري الأديب المشاكس وووو والقائمة تطول








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في