الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوقائع هي التي تصنع الحقائق

زاغروس آمدي
(Zagros Amedie)

2016 / 12 / 2
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


ظهرت إمرأة صينية في أحد الأفلام الوثائقية وهي تتحدث بشجاعة وبندم عما اقترفت يداها وزميلاتها الطالبات والطلاب من جرائم بحق صفوة المجتمع الصيني بمن فيهم الكثير من الشيوعيين من إعدامهم لأساتذة الجامعات والكثير من الكتاب والمثقفين عموما وحرقهم لكتب الحكماء القدماء وتحطيمهم تماثيلهم وآثارهم أثناء الثورة الثقافية التي أعلنها ماوتسي تونغ للقضاء على أي منافس أو ثقافة أخرى تعارض أفكاره وايديولوجيته الخاصة القائمة على الماركسية اللينينية/الستالينة.
قالت هذه المرأة وقد اقتربت من السبعين:
كنا نعتبر كتب ماو كتبا مقدسة وأوامره أوامر إلهية ننفذها دون تردد. وقد ظلمنا الكثير من الناس. لم نكن نفكر بما نفعل وكنا نعتبر أن ما نفعله هو لصالح شعبنا ودولتنا.
يذكر أن ماو تسي حين وجد أن رفاقه الحزبيين يحققون تقدم بعد عزلته أعتبر هذا التقدم إنحرافاً عن أهداف الثورة، فانقلب عليهم وشكل الحرس الأحمر من طلاب الجامعات والمدارس وأعلن 1966 ثورته البروليتارية الثقافية ونفى زميله دينج شياو بينج ورفيق دربه وهو من مؤسسي الحزب الشيوعي الصيني إلى منطقة نائية، وألقوا بإبنه من الطابق السادس في الجامعة التي كان يدرس فيها مع بضعة من أساتذتها، لكنه لحسن حظه أنه لم يمت، لكنه أصيب بشلل، ويعيش الآن على كرسي متحرك، ويقوم بنشاطات إنسانية. أما أبوه المنفي فقد أُستدعيَ من منفاه بعد موت الزعيم بفترة دخلت فيها الصين في أزمة اقتصادية خطيرة، وأصبح هو الزعيم والذي بفضله خرجت الصين من عنق الزجاجة وحققت بعض التقدم بتطبيق نظرية النظام الرأسمالي في الاقتصاد الصيني 1978(اقتصاد السوق).
من أهم أفكار ماو آنذاك "أن الوقائع هي التي تصنع الحقائق"
وهذا الرأي أو الفكرة على رغم مافيها من الصحة والواقعية، لكن فيها بنفس القدر من الخطورة والمغامرة، لأن تجسيد الوقائع على الأرض دون حسٍّ سليم ودراية عميقة بالطبيعة البشرية ودون أسس سليمة قائمة على مبادئ إنسانية متينة كالعدالة والحرية والمساواة يُدمر أكثر مما يبني.
يقول الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت/1650- 1596/ أنه لا يكفي أن يكون لديك عقل جيد، المهم أن تستخدمه بشكل جيد.
وفي هذا المعنى يمكنني القول أنه لا يكفي أن يكون لديك هدف كبير، المهم أن تعرف كيف تعمل من أجل تحقيقه بطريقة سليمة، وإلا سيكون مصيرك الندم كالمرأة الصينية السالفة الذكر.
ويذكر عن كارل ماركس قوله بأن الفلاسفة إشتغلوا على تفسير العالم فقط، لكن الموضوع هو تغييره. أي أنه أراد أن يقول بأنه سيغير العالم. وفعلاً قام بتغييره. لكن لو علم كيف سيكون حال العالم أو جزءا منه من بعده بسبب أفكاره وطروحاته الإقتصادية والتاريخية والإجتماعية فأشك بأنه كان سيثبت على قوله المذكور. وما ظلم ماركس أحد أكثر من الماركسيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي