الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استخدام و توظيف مفهوم القيمة و فائض القيمة لكارل ماركس

جلال مجاهدي

2016 / 12 / 3
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


حسب المفهوم الماركسي قيمة الأشياء هي نتاج لقيمة العمل البشري , كارل ماركس في هذا الطرح يذهب إلى أن الأشياء في أصلها هي مواد خام لا قيمة لها و لا تصبح لها قيمة إلا بعد تدخل عامل حاسم هو عمل الانسان بتحويلها إلى سلعة قابلة للاستعمال و للتداول و بالتالي فقيمة السلع ,هي تراكم لقيمة العمل البشري الضروري , ابتداء من استخراج المادة إلى تصنيعها و بيعها مفهوم قيمة السلع بهذا الشكل الاختزالي و بالنظر للتعميم لاقى مجموعة من الانتقادات من مجموعة من الاقتصاديين , ذلك أن قيمة العديد من السلع قد تدخل فيها عوامل أخرى عدا ساعات العمل الضرورية , كالندرة و الرغبة و ما إلى ذلك, كارل ماركس في كتابه رأس المال , كانت له أهدف من وراء تحليلاته , وضمن بمقدمته أن الهدف النهائي للكتاب هو كشف القانون الاقتصادي للمجتمع الحديث , لذلك فإن تحليلاته كلها كانت تهدف إلى تفكيك الميكانيزمات الاقتصادية للمجتمع الرأسمالي الحديث الذي هو المجتمع الصناعي و ايجاد بدائل اشتراكية لهذه الميكانيزمات بما يخدم مصالح العمال و يحقق تنمية و تطور المجتمع الاشتراكي على نحو عادل , دراسة علاقات الإنتاج في هذا المجتمع هو مضمون مذهب ماركس الاقتصادي, ما كان سائدا في المجتمع الرأسمالي هو إنتاج السلع ولهذا فإن تحليل ماركس ارتكز على السلعة كنقطة انطلاقة محورية , هذا الطرح يبدوا جليا حين يقرر ماركس أن قيمة السلع هي مجموع قيمة العمل , ذلك أنه حسب نظريته لقيمة السلع , فإن الناس حين يقومون بالبيع و الشراء بواسطة النقد إنما يقومون بتبادل أنواع من العمل و يعادلون بينها , هذا الميزان الذي اعتمده ماركس و هذه المعادلة طبعا هي غير صحيحة حينما نقول أن العمل وحده هو الذي يخلق القيمة و حين نقول بأن القيمة تحتسب بساعات العمل الضروري, طبعا لا أحد يجادل في عدم صحة ذلك , لكن عموما فكارل ماركس لم يخطأ طريق أهدافه حين عمم و حين ارتكز على مفهوم العمل لتحديد القيمة , بل أخطأ فقط في تجميع جزئيات المقاربة , فطبعا العمل يبقى المحدد الأقوى من بين محددات القيمة و ليس بالصفة المجردة حسب ساعات العمل بل بالنظر لنوعيته و باقي أوصافه أيضا و طبعا لا ينظر إلى السلعة في غياب محددات السوق كالرغبة و الندرة و الجودة و ما إلى ذلك , لكن هذا كله رغم صحته لا يفنذ النظرية ككل و التي يبقى الجزء الأهم و الأقوى منها صحيحا و هو دخول العمل كعامل قوي لتحديد قيمة السلع , إلا أن أهمية هذا الجزء عند ماركس لا يظهر إلا حينما يتطرق إلى مفهوم فائض القيمة فكارل ماركس كانت لديه رؤية خاصة و أهدافا ذكية جدا عندما فرق بين القيمة و فائض القيمة , فأهدافه كانت تتمثل في إلغاء مصادرة الأفراد لفائض القيمة المرتبط بالسلع بقيام النظام الاشتراكي و توظيف هذا الفائض لتطوير الاقتصاد على نحو عادل , بالنسبة إليه فالطبقة العاملة التي تمتلك وسائل الإنتاج، تستأجر نفسها وتبيع قوة عملها لنفسها و بالتالي فإن المجتمع الاشتراكي لا ينتج سلعا تباع و يتم تبادلها لتستفيذ جهة محددة من فائض القيمة بل يعمل على إيجاد قنوات لاستعمال فائض القيمة الذي يبقى ملكا عاما لعموم العمال وهذا هو السر الكامن وراء تطور الاتحاد السوفياتي خلال ظرف قياسي و وجيز تمثل في عقدين من الزمن بعد ثورة أكتوبر الاشتراكية, حيث انتقل من مؤخرة الترتيب بين الدول الأوروبية , إذ كان يصنف بأنه أضعف دولة صناعيا و زراعيا, ومر إلى مرتبة ثاني دولة صناعية و أول دولة زراعية في العالم ,مفهوم فائض القيمة ظهرت أهميته على أرض الواقع عندما ثم استثماره, حيث شكل الفرق بين ما أنتجه الانسان السوفياتي وما استهلكه فائضا أعيد استخدامه لزيادة الانتاج و تطويره بإنشاء مصانع جديدة و زراعة و استصلاح اراضي جديدة و تطوير البحث العلمي لتطوير القطاعات المنتجة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي