الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطلاق في زمن الحرب- العلاج النفسي الأدبي 10-

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2016 / 12 / 3
الادب والفن


صباح الخير يا " عراق"..
صباح التحديّ يا جيل الأحزان..
صباح القهوة.. الغربة.. الجرائد و السرطان..
صباح حكاية وطن:
(عواينية)..جواسيس..سجّان.. نفط.. كيماوي.. تحرير.. قابيل وهابيل.. طوائف.. اقتصاد و تجارة ..قصف..
طفل مشوه..شيخ معاق..
تاريخ مزوّر و بقايا إيمان...
أنتَ يا كاتب المستقبل.. يا طاعن السن..
يا من تكرر الزمان.. في الشام!
سجل: أنا إنسان...
سجل: لست منافق، و لا جبان..
سجل: هذي أسباب دفعي فاتورة ( الأديان)..

من رواية "علي السوري" بقلم: " لمى محمد"
*************

عبر التاريخ غنى الناس للحب و تغنوا به، عندما نقرأ تاريخ الحرب و الظلم، نجد الحب الشعلة المضيئة فيه…
ما من قصة/حكاية حرب نجحت و ذاع صيتها إلا لعب فيها الحب كثير الدور!

اليوم و في عصر العولمة، و في زمن الحرب يسخر الناس من دور الحب، يستهزؤون به.. و إذا ما نطق أحدهم بأن : سامحوا و أحبوا …
يجد مليون حاقد يرد بشتى أنواع الحجج!

ظهرت الأديان لنشر المحبة بشكل ما.. محبة الله.. محبة الناس و معاملتهم بأخلاق، لتعمم مفهوم الحب و تمنع الظلم.
كالعادة نفثت السياسة سمومها في الأديان.. و عبر التاريخ اشتعلت الحروب باسم الأديان- جميعها- لغايات سياسية و اقتصادية…

و يسأل كثير من العقلاء : لماذا لا يظهر نبي جديد في زمن كل هذا الموت.. الخراب.. الكذب و الدمار ؟
لماذا أقله لا يظهر “ المهدي المنتظر”؟ أو “ المخلّص”؟

- لأن السخرية من الحب لا تزال سارية السم.. لهذا ستستمر الحرب، و لهذا أيضاً نحتاج ديناً جديداً…
**************

الطلاق في زمن الحرب:

و كلمة طلاق في بعض معناها تعني الانعتاق و الانطلاق…
طلقت شعوب كثيرة حكوماتها في السنوات الخمس الماضية.. كما طلقت شعوب أكثر مفهوم الدين المتوارث كقوقعة سوداء مهمتها وأد النساء ، إرهاب الرجال و إطلاق لحى الذكور…
كنا نتحرك بين طلاق و آخر .. إلى أن رحل الحب تماماً.. عندهابدأت الحرب و تستمر…

نستخدم في لغةال quality improvement “ QI"أي :تحسين نوعية الرعاية الطبية و سلامة المرضى “: مصطلح “ السبب الجذري” “ the root cause” و معناه أن سبب المشكلة ليس ما يظهر على السطح بل هو عميق الجذور.. ما من مشكلة تحدث لسبب بسيط.. ما من طلاق يحصل بسبب سخيف.. ما من حرب تشتعل بسبب تافه، أو عميل...

في نفس لغة QI: نقول : أن تخطئ هو شيء طبيعي و إنساني.. و نحاول أن نخلق نظاماً يمنع الخطأ، بدلاً من أن يشير للمخطئ…
ما حدث في بلدان بلا قانون.. هو رجم للمخطئ و للمختلف.. بدلاً عن صياغة قانون عادل و إعلام قوي…
لم يكن السبب الجذري في أي من الحروب مؤامرة و لن يكون سبب استمرار الحرب دولة ما، أو دول عميلة...

لو حصل شبابنا على فرص عمل دون حلم هجرة.. و على ثقافة أخلاق تنسف تزوير و تنقيب الدين لما مات أطفالنا.. لو كان في بلداننا ثقافة معارضة غير حاقدة و غير تافهة و أيضاً غير مهمشة و غير مقموعة.. لما حدث أغلب هذا!

توجيه الاتهام لفئة من الشعب أو لبشر محددين هو قلة عقل ..
المتهم الجذري..السبب الجذري كان قانون متداعٍ .. أدب خائف و إعلام هزيل …
**************

البساطة في زمن الحرب:

الناس يعتقدون أن تحسين نوعية الحياة يتطلب الكثير من المال أو النفوذ.. في حين تحسين نوعية حياتنا على هذه الأرض يتطلب : إرداة.. بساطة و حباً...

حصلت "وانجاري ماثاي” “Wangari Maathai” على جائزة نوبل للسلام " سنة 2004، " ماتاي هي ناشطة كينية من دعاة حماية البيئة، أسست سنة 1977 حركة الحزام الأخضر التي زرعت أكثر من 30 مليون شجرة في أفريقيا، هذا أدى إلى تغيير المناخ.. التربة.. و الوضع الاقتصادي، مشروع بسيط جداً.. غيّر الحياة و الكرة الأرضية!

في سياق الحديث عن الجوائز.. ظهرت جائزة “The Ig Nobel Prizes”، الترجمة الحرفية " نوبل للجهلاء”..أو جائزة نوبل للحماقة العلمية .. عام 1991، إبتدعها Marc Abrahams “ مارك أبراهام” .. و هي تعطي جوائز للأبحاث التي تجعلك تضحك ثم تفكر.. لأن العلم الذي لا يخلق راحة نفسية لا يعوّل عليه!

أبحاث طريفة كثيرة حصلت على هذه الجائزة.. ككتاب “ الرجل الماعز” : الكاتب أخذ إجازة من حياته كإنسان و ركب لنفسه أرجل في الذراعين ثم عاش في الحقول مع الماعز!
جائزة أخرى أعطت للعالم المصري “أحمد شفيق” عن اكتشافه تأثير السراويل الداخلية على الحياة الجنسية للفئران…
ذهبت جائزة أخرى لبحث يدرس تأثير صوت المصعد على الجهاز المناعي للإنسان.. و أخرى لبحث يدعو لاعتماد صوت الدجاج كمقياس لسرعة الإعصار… و غيرها الكثير…

الملهم في هذا السياق هو ما حدث مع الباحث “ Andre Geim” “ أندريه جيم” الذي حصل على جائزة نوبل للجهلاء في عام 2000 لاستطاعته جعل ضفدع يحلق في حقل مغناطيسي.. ثم حصل على جائزة نوبل الأصلية في الفيزياء عام 2010 لعمله على الغرافين…
كان هذا مثالاً يحتذى للاصرار.. محبة العمل و الاستمرار…
تحسين نوعية الحياة يحتاج الكثير من الأحلام.. الأمل و العمل…

**************


التأقلم في زمن الحرب:

يسألني البعض عن رأيي في الوضع السوري العراقي.. و الوضع العربي… يسألون أيضاً لماذا لا أتبع أي طرف و أبصم لهم على آرائهم ؟
- هل تريدين خسارة الجميع أو كسب الجميع؟
- أريد كسب نفسي…

من وجهة نظر إنسان و طبيب نفسي: عندما تنتمي لطرف في الحرب.. يقوم هذا الطرف بالصلاة لك.. و تتحول إلى صنم.. و يعمل “ لاوعيك” على أقلمة و أدلجة ضميرك مع أي موت للطرف الآخر!

عندما تتحزب في الحرب.. تعمل أناك العليا على التبرير لطرفك و قذف الطرف الآخر…

عندما تنقل نصف حقيقة أنت مشروع رائع لسياسي منافق و لكنك أبعد ما تكون عن الكتابة و الأدب…

-نعم أريد خسارة كل من تطرّف في هذه الحرب.. أريد شهادة سوء السلوك ممن نقل أنصاف الحقائق..
لا أرى أي نصر في حرب قابيل و هابيل.. لا أرى أي سبب تافه لحرب سببها الجذري نعلمه جميعاً…

سألتني مريضة تعاني متلازمة الصدمة بعد الحرب “Posttraumatic stress disorder”PTSD:
- كيف تتأقلمين؟
- لم أتأقلم.. بل أستمر، الحزن يمنحنا القوة و الاصرار.. يمنح ضميرنا الحياة .. يمنح كتابتنا الصدق…

الحزين إنسان رزين و حكيم.. بينما يقتل المتأقلم نصف حقيقة حتماً.. و كم من صراخ طفل يموت بين سطوره!


يتبع…








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-


.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ




.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ


.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني




.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق