الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات مقهى ورصيف في ملبورن

سعد محمد موسى

2016 / 12 / 4
كتابات ساخرة


يوميات مقهى ورصيف في ملبورن

احيانا اسمع تعليقات ومزح بعض الناس وهم يطلقوها في اماكن عامة حين يشبهونني مرة بالمطرب بوب ديلون ومرة اخرى بمحترف لعبة الكريكت الشهير الباكستاني عمران خان او حتى بمعمرالقذافي.
قبل ايام كنت اسير فوق ارصفة ملبورن وشاهدت شاب افريقي كان يحدق بي بفضول حاولت ان اتلاشي نظراته او الحديث معه لكنه عبر الرصيف الاخر وقال بلغة انكَليزية ركيكة: انت تشبه الزعيم القذافي
فمزحت معه وقلت له ان القذافي قد مات منذ سنوات.
اجابني لكنك تشبهه !!
فحاولت مجاملة واستلطاف الحديث العابر مع حشاش : فاخبرته اني احد ابناء معمر القذافي وقد طلبت اللجوء الى استراليا بعد ماحدث في ليبيا من احداث داميه !!
فصرخ مصدوما .. يا الله هل حقا انت ابن سيدنا وزعيمنا القذافي .. ثم اردف قائلا انا من اثيوبيا وكنت اعمل في ليبيا والشعب الليبي مضياف
واردف قائلا لقد قتل زعيمنا العظيم القذافي لقد كان يهتم بابناء افريقيا وساعدهم..
حاولت ان اتحاشى المزيد من الحديث فقلت للشاب استمتع بيومك انها فرصة سعيدة للتعرف اليك .. لكنه اصر وهو يتوسل: يا ابن زعيمنا اعرف ان ظروفكم صعبة لكن ارجوك اخبرني اذا تحتاج الى اي مساعدة فمقام والدكم القذافي لايمكن نسيانه
هل تحتاج الى اي مساعدة: اشكرا ياطيب مع السلامة اجبته وانا احاول تجاوز اطراءاته .
غادرت رصيف المعتوه الاثيوبي .. بينما هو مازال يصرخ ويتباهى بمكارم الديكتاتور.. وانا كنت اتسائل هل ان زمن الديكتاتوريات بالامس كان افضل مما يحدث اليوم في ليبيا وتونس ومصر وهل كان الربيع العربي نكته واستغفال للشعب العربي ام انها كانت ثورة للتغيير بدأها المظلومين واستغلها التطرف الديني والمنتفعين فيما بعد !!؟؟
...
توقفت امام مقهى في رحلة المشي اليومية فآثرت الجلوس في احدى اركان المقهى
واثناء تصفحي لرواية نجيب محفوظ وديوان شعر لمحمود درويش ايضا ..فاثار الكتابين فضول صاحبة المقهى والتي سرعان ما بادرت بطرح سؤال هل انت عربي نعم انا كذلك: اجبتها وماذا تقرأ سألتني السيدة الاربعينية!! رواية للكاتب المصري نجيب محفوظ هل تعرفيه: لا تعذرني مش سامعه بهيك اسم ومحمود درويش .. ولا هيدا كمان: اجابت صاحبة ومديرة المقهى بعدم اكتراث.
ثم سألتني .. انت منين لو سمحت من اي بلد!!؟؟
من العراق اجبتها: فانبسطت اسارير وجهها قائلة : تئبرني هلا انت هيدا من العراء من بلد كزومتي !!؟؟
ومين هذا كزومتي سألتها !!
انا من بلد الرافدين كما يعرفه العالم .
-ولو في حدا مابيعرف كزومه بالدني كلها :سألت باستغراب .. لا ابد مابعرف هيك اسم: اجبتها ؟؟ .. هذا حبيب ألبي وحبيب كل اللبنانيه هيدا ..القيصر كاظم الساهر بتعرف نحنا اللبنانيه الي عملناه حتى يكون اكبر نجم بالدني كلها .. والنعم منكم ومبروك عليكم كزومه ماقصرتوا : اجبتها!!
واثتاء الحديث مع معبودة الساهر جاءت نادلة عراقية وهي تحمل بفنجان قهوتي ثم بادرت متسائلةً: هل انت الفنان العراقي سعد.. نعم ان هو المعني: اجبتها
ثم انسحبت سريعا داخل المقهى وبعد برهة جلبت مجلة شهرية تدعى "مغتربون" كانت تصدر من ملبورن للجالية العراقية وقد سبق وان نشرت بهذه الصحيفة منذ اشهر طويلة اربعة او خمس نصوص مرفقة مع مصورات للوحاتي .. ثم ارادت التأكد من ان النصوص هو انا كاتبها .. فابدت اطراءاتها بكتاباتي فشكرتها .. ثم اخبرتني النادلة العراقية بان صاحبة الكافيه والمطعم اللبنانية اغلب حديثها اليومي يدورحول الساهر وحتى جدران بيتها مملؤة بصور الساهر وكل شيء في حياتها هو كاظم الساهر..
-لكني لا اسمع الى اغاني كاظم فهو ليس بمطربي المفضل اجبت عاملة المقهى: -انا عادة احب الاستماع الى ناظم الغزالي ,داخل حسن, فيروز نجاة ومحمد عبد الوهاب .. وبعد لحظات جاءت مديرة الكافية بفنجان قهوة اخرى وصحون حلويات وسلطة فاكهة وغداء فاخر من تحضير الطاهي الايطالي الماهر.
ازدحمت المائدة بهذا الكرم وسط استغرابي .. فاجبتها عفوا انا لم اطلب سوى فنجان قهوة واحد لاغير .
لكن صاحبة المقهى اجابت : انا سعيدة وارحب بقدومك كلما تسنح لك فرصة رجاءاً طالما انت من بلد كزومتي وكمان طلعت فنان اكيد بتعرفه لكزومه وبظن انت ملتقي فيه .. وكل هذة المائدة بنرحب فيك وعلى شرف الساهر.
لكن ياستي انا لا اقبل دعوات مجانية ومفروضة من اجل مطرب انت معجبة به ثم اني قبل ساعة تناولت غدائي ولا اشعر بالجوع ..صاحت بتوسل :وحياة الله لازم تقدرني ولاتزعلني .. وحتى لو انت مش جوعان سوف اضع االطعام والحلوى وسلطة الفاكهة في علب وتاخذها معك .. فكرت ان اضع ثمن فنجان القهوة فوق المائدة واتسلل من المقهى لولا الاحراج الذي منعني من ذلك.. ثم بعد الالحاح قبلت على مضض حمل الهدايا التي لم اكن بها سعيدا .. فذهبت الى محل صديق واخبرته بما حصل وتركت الطعام في ثلاجة المحل .. فضحكنا ساخرين ونحن نقول .. هم زين طلع من ورا كزومه غدا !! ولكن بعد حادثة غدا كزومه تحاشيت المرور من امام مقهى صاحبة معبودة الساهر ولم اذهب مرة اخرى الى الكافيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في