الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فصائل الإرهاب في حلب أمام خيار الاستسلام أو الموت الزؤام

عليان عليان

2016 / 12 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


فصائل الإرهاب في حلب أمام خيار الاستسلام أو الموت الزؤام
بقلم : عليان عليان
كأحجار الدومينو، تتساقط المواقع التي تسيطر عليها فصائل الارهاب في القسم الشرقي من مدينة حلب ، ولم تعد تنفع جميع المحاولات التي لجأت إليها فصائل الارهاب مؤخراً لوقف اندفاعة الجيش العربي السوري وحلفائه ، ومن بينها توحد هذه الفصائل في جيش واحد بقيادة عسكرية واحدة ، خاصةً بعد أن لمست حقيقة أن مشغليها في التحالف الدولي بقيادة أمريكا وأنقرة وأل سعود وآل ثاني لم يعد بوسعهم فك الحصار عنها لا عبر مجلس الأمن ، ولا عبر إمدادات الأسلحة المتطورة كراجمات الصواريخ والصوايخ المضادة للطائرات وغيرها.
لقد خارت قوى هذه الفصائل في القسم الشرقي من المدينة، وحان موعد الحقيقة المرة التي عليها أن تتجرعها ، بعد أن أصبحت أمام خيارين لا ثالث لهما وهما خيار رفع الراية البيضاء، أو خيار القتال اليائس والعبثي، جراء مجموعة عوامل أبرزها :
أولاً : فشل غزوات الإرهابيين- وآخرها غزوة أبو عمر سراقب- المنطلقة من إدلب وعلى مدى خمسة شهور، في إحداث أية ثغرة في جدار الحصار المفروض على الإرهابيين في القسم الشرقي من المدينة .
ثانياً : القدرات والتكتيكات العسكرية والسياسية المتقدمة والمشتركة للقيادتين الروسية والسورية، والقتال الأسطوري للجيش العربي السوري وحلفائه داخل المدينة وخارجها ، الذي جمع خلاله بين فنون القتال الكلاسيكة والعصابية، وتمكنه من إفشال هجمات الإرهابيين جنوب وجنوب غرب حلب ،واستعادته جميع المواقع التي سقطت سابقاً في أيدي الإرهابيين ، ومن ثم مطاردتهم في الريف الجنوبي باتجاه إدلب، بالتزامن مع قصف السفن الحربية الروسية للبنية الارتكازية لفصائل الإرهاب بصواريخ كليبر في معقلها الرئيسي في محافظة إدلب .
ثالثا: نضوب الذخائر لدى فصائل الارهاب في القسم الشرقي من المدينة وفشل جيش الفتح الارهابي في مد الفصائل الارهابية المحاصرة بأي عتاد جديد.
رابعاً : رفض المواطنين في القسم الشرقي من حلب، أن يكونوا حاضنةً لفصائل الإرهاب، وخروجهم في مظاهرات صاخبة ضد بقائها بين ظهرانيهم ، وتقديمهم الشهداء والجرحى من أجل تنظيف المدينة من أدران الإرهاب.
وخامساً : جراء الإحباط واليأس الذي انتاب مشغليهم في واشنطن والرياض والدوحة وأنقرة ، وفشل هؤلاء المشغلين في توظيف مجلس الأمن لفرملة تقدم الجيش العربي السوري داخل المدينة ، وفي الذاكرة مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن الذي تم إحباطه بالفيتو المزدوج الروسي والصيني .
لقد حقق الجيش العربي السوري وحلفائه -وبغطاء من سلاح الجو الروسي والسوري- في غضون ثلاثة أسابيع تقدماً كبيراً وسريعاً في أحياء حلب الشرقية، مستخدماً تكتيكين رئيسيين ، تكتيك الاندفاع من أربعة محاور لتشتيت قوى الإرهاب وتكتيك حصر مجاميع الإرهابيين في مربعات صغيرة ،غير متصلة مع بعضها ليسهل الانقضاض عليها وتدميرها.
لقدد كانت البداية المظفرة في تحرير حي مساكن هنانو شمال شرق المدينة - وهو أول حي في حلب سيطرت عليه كتائب التوحيد الإرهابية عام 2013 -ومنطقة معامل الشيخ نجار، وحي الحيدرية وجبل بدارو والصاخور ، وفي تحرير مناطق جنوب غرب مطار حلب الدولي " النيرب" مثل تلة الشرطة التي تشرف على مدخل حي الشيخ لطفي، لتوسيع الحزام الآمن للمطار، والتضييق على الجماعات في الأحياء الشرقية.
هذه البداية الكاسحة والمظفرة للجيش العربي السوري وحلفائه ، أدت إلى انهيار خطوط دفاع فصائل الإرهاب ، ومن ثم كرت مسبحة الهزائم في صفوف الإرهابيين، ما مكن الجيش العربي السوري من تحرير ما يزيد عن أربعة عشر حياً العديد من الأحياء في القسم الشرقي من المدينة ، وآخرها -حتى لحظة كتابة هذا المقال- مساكن الشبيبية ، وطريق الباب وحي الحلوانية، ، وحي الجزماتي ، وحي القاطرجي، وحي الشعار، بحيث بات الجيش العربي السوري يحكم السيطرة الكاملة على أكثر من 60 في المائة من مساحة القسم الشرقي من حلب.
وأمام هذا الإنتصارات المتواصلة للجيش العربي السوري وحلفائه ، سعت أطراف معسكر العدوان، إلى فرملة التحركات الهجومية للجيش العربي السوري في الأحياء الشرقية ا، عبر الذهاب إلى مجلس الأمن مطالبةً بوقف إطلاق النار، دونما الفصل بين جبهة النصرة وبقية الفصائل التي تزعم أنها معتدلة ، وعبر إعلان دوائر في الأمم المتحدة موجهة من الإدارة الأمريكية ، بأن الفصائل في الأحياء الشرقية من المدينة- ما عدا جبهة النصرة- وقعت على وثيقة توافق فيها على السماح بدخول مساعدات الأمم المتحدة للأحياء الشرقية ، والسماح بخروج المرضى والجرحى للعلاج خارج المدينة- وكأنها هي التي تمسك بزمام الأمور... ألخ
لقد أدركت القيادتان السورية والروسية ، بأن الهدف من هذه التحركات هو منح الفرصة لفصائل الإرهاب، لالتقاط أنفاسها وإعادة ترتيب صفوفها بعد الهزائم المتتالية التي تلقتها داخل الأحياء الحلبية الشرقية وخارجها،ومن هنا جاء القرار السوري والروسي والحلفاء " إيران وحزب الله ولواء القدس الفلسطيني" بمواصلة معركة تحرير حلب من مجاميع الإرهاب بمسمياتها المختلفة.
لقد دخلت أطراف معسكر العدوان والإقليمي الرجعي، في دائرة الارتباك والتخبط غير المسبوقين ، بعد أن قطع الجيش العربي السوري وحلفاؤه شوطاً طويلاً في تحرير الأحياء الشرقية ، تمثلت بشكل رئيسي فياللقاء الأمني الذي جرى في تركيا والذي شارك فيه موفد عن كل من السعودية وأميركا وتركيا وجيش الفتح، والذي تم فيه تبليغ جيش الفتح بعدم الخروج من الجزء المحاصر من مدينة حلب تحت أي ظرف ، ومطالبة جيش الفتح الإرهابي في إدلب بالتحضير لهجوم جديد على حلب.
ومطالبة أطراف معسكر العدوان لجيش الفتح الإرهابي بعدم الخروج من حلب وشن هجوم جديد عليها ، هي مطالبة يائسة ، لأنه لم يعد بوسع هذا الجيش فعل شيء يذكر بعد الهزائم المتتالية التي قصمت ظهره ، وهذه المطالبة تذكرنا بمطالبة كل من نظام مبارك ونظام آل سعود وغيرهما لرئيس وزراء العدو الصهيوني السابق يهودا أولمرت، بمواصلة الحرب ضد حزب الله عام 20006 ، وكان رده آنذاك بأنه لا يستطيع مواصلة الحرب ، جراء الخسائر التي لحقت بالكيان الصهوني ، وأنه يسعى لوقف إطلاق النار بأية وسيلة .
بقي أن نشير إلى أن ما أعلنته فصائل الإرهاب العشرة في القسم الشرقي من حلب والمرتبطة بتركيا وأبرزها "الجبهة الشامية" و "أحرار الشام" و "نور الدين الزنكي"، ويقودها القيادي في "الجبهة الشامية" المدعو أبو عبد الرحمن، بشأن تشكيل جيش حلب وحل الفصائل لنفسها ، والدعوة للنفير العام، هي وكما قال مصدر عسكري سوري لبعض الصحف " أنها مجرد حركة للاستهلاك الإعلامي فقط، وبهدف إطالة فترة بقاء المسلحين في الأحياء بهدف الحصول على أكبر قدر من المكتسبات قبل خروجهم ، وأنهم سيجبرون على الخروج مما تبقى من أحياء وهم يعرفون ذلك".
وحقائق الموقف على الأرض تؤكد أن انقساماً كبيراً يعصف بالفصائل الإرهابية في ما تبقى من أحياء شرق حلب، وأن أعداداً كبيرةً منها غدت تدرك أن معركتها ضد الجيش العربي السوري باتت بدون أفق ، وأنها باتت مستعدة لتسليم مواقعها .
ولعل تشكيل هذه الفصائل الإرهابية، لوفد من أربعة أشخاص للتفاوض مع مسؤولين روس للخروج من حلب إلى إدلب، عبر حوامات وليس عبر الباصات الخضراء لمؤشر على أن صفحة فصائل الإرهاب في حلب الشهباء، انتهت إلى غير رجعة ، كما أن خروج الارهابيين من خان الشيخ ومحيطها في ريف دمشق، يؤكد أن صفحة فصائل الإرهاب في عموم سورية في طريقها للانتهاء إلى غير رجعة.
باختصار شديد ، فإن فصائل الارهاب في القسم الشرقي من حلب باتت أمام خيارين لا ثالث لهما : إما الاستسلام أو الموت الزؤام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هنيئا
نور الحرية ( 2016 / 12 / 6 - 17:42 )
هنيئا للجيش العربي السوري وللمعسكر العلماني التنويري العربي بهذا النصر الحاسم

اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة