الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فعلها الشيوعيون .هل يفعلها الأخرين ؟

مازن الحسوني

2016 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


- انتهت قبل أيام قليلة أعمال المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي وفي الوقت الذي لم تنشر لحد الان الوثائق التي جرى تبنيها بالمؤتمر والتي على ضوئها يمكن الحديث عن التقييم الحقيقي لأعماله، لكن هنالك حدثين مهمين بارزين جرى تبنيهما في المؤتمر.
*أولهما هو عدم دخول سكرتير الحزب السابق دائرة الترشيح لدورة جديدة.
أهمية الحدث تكمن في إنهاء مرحلة الزعامات الأبدية والقدسية للأشخاص وعدم المساس بهم مهما فعلوا. صحيح أن هذه القضية لم تأتِ بشكل سهل وسلس وإنما حدثت بعد مخاض عسير وجهد وصراع كبيرين كان لنشاط القواعد الحزبية وبعض من القيادة ومؤازري الحزب دورا كبيرا بذلك أضافة إلى قناعة سكرتير الحزب السابق بجدوى الإصغاء لهذه الآراء طالما هي تصب في مصلحة الحزب دون مصلحة أخرى. وحسنا فعل المؤتمرون بتكريم الرفيق سكرتير الحزب السابق وتقديم الشكر له لسنوات عمله الطويلة داخل قيادة الحزب في إشارة واضحة إلى أننا نهتم بتقدير جهد الرفاق وعملهم وتكريمهم على سنوات العمل، ولكن تقييم العمل يبقى شانا آخر حيث ولابد من مراعاة مصلحة الحزب في أي قرار.
• ثانيهما هو إقرار مادة في النظام الداخلي تحدد مهمة سكرتير للحزب لدورتين فقط كحد أعلى.
أهمية هذه القضية تكمن في تغيير السكرتير بفترات زمنية ليست بالطويلة وكذلك البحث الدائم عن أفكار ورفاق متجددي النزعة حسب ما تقتضيه المرحلة التي يعيشها الحزب ولا نبقى أسيري الأفكار والنزعات القديمة تبعا لقدم السكرتير وسنوات عمله الطويلة. إضافة إلى عدم خلق تخندقات داخل قوام اللجنة القيادية لأجل حفاظ كل منهم على مقعده في اللجنة القيادية بعيدا عن مصلحة الحزب.
- ما تأثير هذين الحدثين على الوضع السياسي العراقي؟
* قدم الحزب بهذين الحدثين نموذجا يحتذى به لأي حزب يتطلع لبناء ديمقراطية حقيقة في البلد، حيث لا يمكن تصور تبني أي حزب عراقي لديمقراطية حقيقة دون أن تكون هذه الديمقراطية متجسدة داخل هذا الحزب.
* خذوا مثلا هل تتوقعون بأن يقدم حدك أو أوك نموذجا لهذه الديمقراطية وكل رئيس للحزب يتولى هذا المنصب منذ أكثر من ثلاثين - أربعين عام؟
* خذوا علاوي وكل جماعة الأحزاب ذات التوجه الطائفي السني هل يمكن انتظار بنائها ديمقراطية حقيقة في البلد وهي تفتقر لهذه القضية داخل أحزابها؟
* خذوا الأحزاب الإسلامية الشيعية جميعها، هل يمكن تصور أن يقدم أي منها نموذجا لديمقراطية حقيقة وهي لا تستطيع أن تناقش قيادتها بما تعمله وتخطط له بل قرارتها أوامر مطاعة بحكم قدسية هذه القيادات.
- إذن نفهم بكل بساطة لماذا لا نتوقع أن يبني برلمان وسلطة قوام تشكيلته الأساسية من هذه الأحزاب التي تفتقد للديمقراطية الحقيقة داخل أحزابها الخاصة (فاقد الشيء لا يمكن ان يعطيه) وبالعراقي الدارج قيل (لا تطلب من الحافي نعال) حيث أن هذه الأحزاب تفتقد للديمقراطية داخل تنظيماتها فكيف يمكن التفكير بقدرتها على بناء ديمقراطية للبلد.
* لكن في نفس الوقت مثلما فعل الشيوعيون سواء من هم داخل التنظيم الحزبي أو أصدقائهم بالضغط لأجل تغيير نزعة الزعامة الأبدية ونجحوا بذلك في طرح نموذجهم، يمكن لقواعد هذه الأحزاب ومناصريهم الضغط بنفس الطريقة وأكثر خاصة وأن هذه القيادات لديها من الأخطاء طيلة سنوات توليها لهذه المناصب ما يكفي لتغييرها أضافة إلى أنها يمكن أن تشعر أن الوقت حان لأجل ترك مناصبها للأخرين لمصلحة أحزابها إذا كانت حقا تدعي أن بقاءها لمصلحة أحزابها وليس لمصالحها الخاصة ولأن الديمقراطية تهم عموم البلد وهو المطلب الأهم لعموم العراقيين بالتالي يمكن لنا جميعا نحن الشيوعيين وبقية أعضاء هذه الأحزاب والمواطنين الغير متحزبين مطمئنين بأن لدينا أحزابا قادرة على بناء الديمقراطية بغض النظر إن كانت هذه الأحزاب يسارية، يمنية، دينية أو قومية.
* عند حصول هذا التغيير الديمقراطي البسيط داخل كل حزب يمكن لنا كمواطنين أن نشعر بأن هذه الأحزاب التي تقود البرلمان والسلطة لديها ممارسة ديمقراطية داخل أحزابها وبالتالي ليس بالغريب أن تعمل لبناء أسس مجتمع ديمقراطي مع الضغط الشعبي المتواصل لأجل تدعيم المطالبة بالديمقراطية الحقيقية.
* ما قدمه الشيوعيون من نموذج سيلقى صداه على صعيد الشارع العراقي بشكل جيد ليدفع بالتفاؤل بوجود تنظيم سياسي يطالب بالديمقراطية للبلد ويعمل على تجسيدها داخل تنظيمه.
* أما بقية الأحزاب ستجني ثمار تمسكها بأحادية الزعامة بالقريب العاجل سواء بعدم الرضى عن هذه القيادات والقيام بأنشطة تدلل على ذلك وهو ما لمسناه في انشقاقات بعض هذه الأحزاب أو عدم رضى الناس عن أداء هذه الأحزاب وبالتالي السب والشتم وليس الانتقاد فقط لهذه الزعامات.
- السؤال الأهم هل ستستفيد الأحزاب الأخرى من تجربة الشيوعيين؟
- الجواب عند الشعب العراقي في الانتخابات القادمة. ماذا يريد ومن هو القادر على القيام بما يريده هذا الشعب؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار