الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدار التعقيم النهائي

مزوار محمد سعيد

2016 / 12 / 9
كتابات ساخرة


من الجميل أن يحيى الإنسان، ومهما كانت حياته فهو حي والحياة أمر جليل وجميل للغاية، بكل ما تحمله له من مفاجآت، بكل ما تناوله إياه من حمولات، ومهما حملت له من حزن أو فرح، فمن الجيّد أن يعيش الفرد بكل عنفوانه وكل ما له وعليه بعيدا عن المزايدات أو حتى بالمزايدات فذاك غير مهم، وغير مفتوح على الإحتمالات.
عاتق الفرد يحمل الكثير من الامتيازات خلال مروره عبر مساره، وهو بذلك يغرق في أيامه بالجدوى التي يرغب بها في تحديد مساعيه، لكن الشروط والظروف تجعله يختلف عما هو راغب فيه وحامل لأمنياته به من خلال ما يمكن إستيعابه.
هناك لحظات يتمنى فيها الإنسان الموت، وله لحظات أخرى يتمنى فيها الحياة، ما أبهى لحظات أمنيات الحياة، من أجل إجراء الكثير من التسهيلات التي تفتح على أبواب الزائرين لها الكثير من حسنات التاريخ والعراقة.
هي لحظات فكرية تعاود تكرار وجودها وتواجد الفرد الإنساني ضمنها، هناك علاقة بين الإنسان وما تدركه الحياة من مسلّمات، هناك قضايا كثيرة ومتنوعة تحمل الفرد إلى غياهب التنفس، هناك أمور جميلة لا ينتبه إليها الفرد فيغدوا حزينا.
متعة الإنسان الحقيقية حين يحمل الجميل والسعادة إلى وجوده التعيس، هناك في فراغ الزمن زوايا تخطف الفرد الإنساني من رؤياه وتحمله إلى نجواه بلا تردد لتجعله يدرك حقيقة ما هو فيه وما هو عليه، هناك سعادة في حياة الفرد الإنساني عليه إدراكها حتى ينتشي بها فيحب حياته رغدا وحلاوة.
يا اهل الشمال أنا هناك بالقرب منكم، يا أهل السعادة لما تتركوني بعيدا عنكم؟ يا أهل الكرامة والمواطنة والإنسانية لما تخطفون مني إنسانيتي؟ لا فرق عندكم بين الأسود والأشقر فلما تتركوني بين من يفرقون هذه التفرقة! ويحبسونني بين غياهب الحضور بالشكل الجاد والمغمور، هناك عقول قد أينعت وحان قطافها، فأين هو حجّاج العقول والأفكار؟
هناك علاقة بين السعادة والروح، والعلوم والتعاليم، وهي روابط تسقى بماء الزمزم المتدفق من النياغارا العتيقة، فيحدث اصطدامها بالصخر صوت زغاريد الفرح بموت الشهيد، وعلى إثر تواجدها يحمل الإنسان إصراره على النجاح وسط طبقات التراكم الذي يخص تجارب الفشل، فكل تقدّم ولو بملمتر واحد نحو السعادة هو نجاح جديد باتجاه الأبدية.
غريبة هي الحياة عندما تضع البشر أمام فرص مختلفة ومزايا مختلفة، ولكنها تبقى الشغل الذي لا يمكن تجاوزه فعلا. تبقى بين شجيرات الزيتون مساحات للعب بعيدا عن كل ضغط، ويصبح بإمكان الفتى التغريد بكل ما تحمله المعاني من حصر وارتقاء.
الوجود الإنساني هو تلك القلعة بلا أبواب، قلعة تحمي زائريها وساكنيها من جمالها فقط، وعليه يصبح الثعلب الذي اكتشف الحريق بعرينه أكثر فرحا من ذاك الذي حاول إشعاله بجذوة الوجدان أملا منه في الوصول إلى النسوك على قاعدة الرهبان.
هو الحنين إلى بلاد لم أعرفها إلا ظاهرا، هو الوقوف على مشارف القاع، والحديث إلى عاشقة الوجود بلا حجاب، هي لغة تتمرّد على كل الجوانب التقعيدية للألسن البشرية، فيعيش الإنسان الضياع السعيد. ما أبهى حلقة السعادة بين مميزات الإنسان وتحدياته، وما أحوج الفرد إلى بلوغ قمة إنحساره ضمن قواعد وجوده، لكن قواعد التمرّد تبقى قائمة منذ تمرّد ثعلب الصحراء على الفورهر. علاقة رجعية تلك التي تولد مع الطفل في لحظاته الأولى يشدوا فرحا بالحياة عبر صوته المزعج للأحياء الفرحين به، هي تلك العلاقة التي تبلغ ذروتها وذاك الرجل الذي كان طفلا يوما ما يغادر ساحة الحياة بهرمه الحلال.
تختلف الأدوات ويبقى الزمن واحدا، تتنوع التحديات ويبقى الفرد وحيدا، ثم تعود الروح إلى إنشادها كلمات السعادة بعيدا للغاية عن واقع لم يعد صالحا للعيش.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الموسيقي طارق عبدالله ضيف مراسي - الخميس 18 نيسان/ أبريل 202


.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024




.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-


.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم




.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3