الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كسب العقول والقلوب اهم من كسب الاموال والاصول

عدنان جواد

2016 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


كسب العقول والقلوب أهم من كسب الأموال والأصول
إن الدخول إلى العقول والقلوب للتأثير عليها أصعب بكثير من اقتحام القلاع والحصون، واستخدام القوة والعنف والترهيب والترغيب، لان الناس تختلف في التفكير، وفي مستوى الثقافة والقدرات العقلية والجسدية والطبيعية والنفسية، لذلك لايحوز هذا التأثير إلا القادة الذين خلدهم التاريخ ، والذين اندفع الناس لحبهم وتقديسهم والاستماتة من اجلهم.
من هنا ندرك نصيحة الإمام علي عليه السلام لولاة الأمر عندما قال: (من نصب نفسه للناس إمامًا، فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تاديبة بسيرته قبل تأديبه بلسانه)، وهناك شواهد كثيرة تشهد لأهل البيت عليهم السلام بالسيرة الحسنة، وطيب الكلام، وأفعال حميدة، تأثر الناس بأفعالهم وأقوالهم، فقد كانوا قدوة ، في ظروف العسر والشدة وفي اليسر.
إن كسب الناس يحتاج إلى الصبر عليهم والحلم والرفق بهم، والناس عموما يمقتون من يتعامل معهم بالغلظة والقسوة والتكبر، وخير دليل قوله تعالى عند مخاطبة الرسول الكريم صلى الله عليه واله(ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر) فالكبر يجعل حجابا بين القائد والناس الذين يقودهم، ومن أراد أن يسير بأخلاق أهل البيت ومبادئهم عليه أن يطبقها فعلا .
والإمام الحسين(ع) مثالا، فرأينا الملايين الزاحفة في زيارة الأربعين، والثوار الذين يسيرون على نهجه، الذين يضحون بأنفسهم من اجل تصحيح الخطأ وسعادة الآخرين، وفي كل العالم توجد رموز يعتز بها ويحتفى بها كل سنة وعام ، وكل يوم تعاد ثوراتهم ، ويسير على خطاه الشجعان ، فهاهم اليوم يسطرون الملاحم ضد قوى التخلف الداعشي، وقد استقبلهم الناس هناك بالفرح السرور بعد أن شاهدوا أخلاق الأئمة الأطهار ومبادئهم تطبق على ارض الواقع، والفرق بين ما مارسه داعش من رعب وقتل وترهيب ، وبين الجيش العراقي والحشد الشعبي الذي نفذ تعاليم المرجع الكبير آية الله العظمى السيد علي السيستاني، الذي أشاد بدوره العدو قبل الصديق ، فلا يستطيع احد اليوم ينكر جهود المرجعية في الحفاظ على وحدة الوطن ، وصد العدوان الهمجي بل ودحره ، واستبدال الفتنة والاقتتال الطائفي بالتصالح ونسيان الماضي ومساعدة الضعيف واحتضان المشرد والمهجر وتقديم المساعدة للمحرر..
وأملنا كبير بان يحذو الساسة وأولي الأمر بمواقف وقيم وأخلاق أهل البيت (ع) والمراجع العظام قولا وفعلا، وليس كما يدعى البعض انه يسير بنهجهم وهو يطبق ما يخالف تعاليمهم، فعلى مستوى الفقر انتشر كثيرا وكانت لدينا ميزانيات انفجارية في السنوات السابقة، والخدمات لازالت قليلة، التعليم فيه قصور، وانتشار الرشوة والفساد الإداري والمالي، و البطالة تنتشر بشكل كبير، وكل هذه الأمور لاترضي الناس.
فمن كان يريد أن يلتف حوله الناس، من أحسن للناس ، وبالإحسان تملك القلوب وتكثر الأنصار، وليس جمع الأموال التي تهلك صاحبها وتسقط قدره في أعين الناس، ومثالنا في التاريخ كثير، فأين بنو أمية ، الذين كانوا يملكون القصور والحشم والخدم والأموال، و يحاولون بشتى الوسائل والسبل والحيل فك الارتباط الروحي بين الناس وأهل البيت لكن خابت ظنونهم ، فعلى العكس من ذلك زاد التفاف الناس حولهم وتعظيمهم في حياتهم وبعد مماتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح