الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملتبس والمراوغ والمخادع في طرح شعار الإرهاب ليس له دين

حمدى عبد العزيز

2016 / 12 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




بعد تلك الحلقات المفزعة من جرائم الإرهاب التي ترتكب انطلاقاً من مصدر وحيد جامع لها هو تنظيمات الفاشية الدينية المتأسلمة

بعد كل ذلك
فإن طرح شعار أن الإرهاب لادين له
هو نوع من الخداع وخلق الإلتباس بهدف التغطية علي القضية الأساسية
وهي قضية المواجهة مع الإسلام السياسي المؤسس علي أوهام الحاكمية والخلافة والذي استطاع الصعود والتغلغل في صميم حياتنا وذلك في ظل ظروف الإستبداد السياسي والإفقار الإجتماعي والعشوائية الثقافية وبدعم واضح وجلي لكل ذو بصيرة من المركز الإستعماري العالمي وعملائه في العالم العربي والأسيوي لأسباب وظيفية تتعلق بعدم قناعة تيارات الإسلام السياسي برابط الوطنية

هذا الشعار يعفي أصحاب العمامات الأزهرية والسلفية من دم الضحايا في حين أن الغالبية الساحقة من خطباء المساجد والعمائم الأزهرية والسلفية قد انتجت ركاماً من أدبيات التأسلم ذات المنحي الطائفي المكفر لكل الملل والمذاهب والأديان المخالفة وصولاً إلي اعتبار أن إباحة دماء المخالفين لتلك الأدبيات والأوهام الفاشية نوع من الجهاد والاستشهاد في سبيل الله أو التجارة الرابحة معه كتلك التي تحقق عائداً لابأس به من حوريات الجنة في العالم الخالد

ويعطي حصانة من الزيف ضد واجب إعمال العقل النقدي في ذلك الركام والكلس التراثي الذي تكون تحت حضانة العمامات الدينية عبر قرون وأدي إلي تراكم فقه من الخرافات الغرضية الموجهة عبر تاريخ من الصراعات المتمركزة حول شهوة السلطة والمال والجاه والتمكن الإجتماعي لتغطي فوق المقاصد العليا التي نشأت من أجلها الأديان وهي الخير والحق والعدل والسلام ودفع الضرر عن كل الآدمية والحياة وجلب المنفعة لها

هذا الشعار يعفي الإخوان المسلمين من دماء الضحايا بمجرد أن تسطر بعض قياداتهم بضع عبارات عن أن هذا ليس من الإسلام وأن هؤلاء (منفذي أجنداتهم من الإرهابيين) ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين وأن كل الدم حرام ، وماإلي غير ذلك من شرائط العبارات التي تمنح عند اللزوم للخداع

والأهم أن هذا الشعار قد يطرحه ( للأسف) البعض من الليبرالين واليساريين المصريين الجدد لتمرير الإرتباط ببعض القوي المرتبطة بالفاشية المتأسلمة من عينة (مصر القوية) وغيرها وللتغطية علي خط سياسي مائع يحن من آن إلي آخر لطرح فكرة المصالحة مع الفاشية المتأسلمة فيطرحها مرة علي استحياء ومرة بالتوقيع الضمني مع هذه القوي علي بعض البيانات والعمل المشترك عبر بعض الوقفات الإحتجاجية

هذا الشعار المخادع هو نموذج من نماذج تزييف الوعي الذي تمارسه دوائر إعلامية نافذة لمصلحة مؤسسات الدولة الدينية كما تمارسه بعض النخب ويمارسه بعض المثقفين بعضهم عن وعي وبعضهم عن دون وعي

هذا الشعار هو في النهاية يطرح كصدادة في مواجهة تيار وطني مصري صاعد بوضوح يري أن مدنية الدولة المصرية وديمقراطيتها هي حجر الأساس في معركة المصير
وإن تحقق مصر المدنية الديمقراطية لايمكن أن يتم عبر هذا الخلط والإلتباس بين الدين والدولة واستخدام الدين كأداة قهر سياسية وثقافية لتفريغ مبدأ المواطنة من محتواه وتكبيل العقول ووئد أية محاولة نحو الإبداع وإشاعة الإستنارة وتحديث الدولة المصرية وقمع أي نزوع لدي المصريين للإنطلاق بوطنهم نحو آفاق من التطور والحداثة

حمدي عبد العزيز
12 ديسمبر 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشكله واضحه والحل سهل
emad.emad ( 2016 / 12 / 14 - 07:40 )
المشكله واضحه والحل سهل
لكن لاتوجد الجراءه او النيه للحل
لابد من اقامه اسس الدوله المدنيه فعلا
مش اسما فقط
السلفيون متواطؤن مع امن الدوله الواطى
يمسكون كل مفاصل البلد ويشجعون الارهاب
وياؤن الارهابين
كيف لدوله تصنع الارهاب وتربيه ان تحاربه
اما عن شعار الارهاب لا دين له
شعار صنعه كلاب الدوله وروجه من خلال ابواقه
فى الاذاعه
وكلهم مستفديون
قد ينخدع بعض اطفال اللبراليون بهذا الشعار الغار
لكن صاحب الضمير منهم يسكت
ولا يظل يصيح ويعوى بهذا الشعار الا المنافقين
من كلاب الدوله

اخر الافلام

.. نحو 1400 مستوطن يقتحمون المسجد الأقصى ويقومون بجولات في أروق


.. تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون




.. الجزائر | الأقلية الشيعية.. تحديات كثيرة يفرضها المجتمع


.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف




.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية