الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصير أو الأضواء الثلاثة 1921(فريتر لانغ):ابداع توظيف فن جديد يدعى السينما

بلال سمير الصدّر

2016 / 12 / 14
الادب والفن


المصير أو الأضواء الثلاثة 1921(فريتر لانغ):ابداع توظيف فن جديد يدعى السينما
على الصعيد الجماهيري فهو الفيلم الناجح الأول لهذا المخرج الكبير وهو من كتابة واخراج فريتر لانغ
الحكاية فيها شيء من غموض...من ابتداع سينما حداثية جديدة...فيها شيء أهم من سؤال على شاكلة:هل ما نراه في هذا الفيلم هو سينما تعبيرية أو تكوينات سينما رعب...
الذي يحدث هنا حكاية ليس من بعدها حكاية أو هو شيء من الممكن ان يسمى بكل بساطة (ابداع توظيف فن جديد يدعى السينما).
الفيلم يتحدث عن الغريب القادم الى القرية(ملك الموت) ليقنص روح شخص ما وهو الأمر الذي سيدفع حبيبته الى الجنون وسيجعلها في احلامها تذهب الى العالم الآخر ويستقبلها ذلك الغريب في ذلك العالم والذي الأرواح فيه تأخذ شكل شمعة مضيئة تطفئ عندما ينتهي وقتها على الأرض،فيعطيها فرصة أن تنقذ ثلاث شمعات من الانطفاء ولكنها ستفشل في ذلك لأن الموت يعتبر ضرورة حتمية.
مبدأيا،لايمكن رواية هذا الفيلم بأفضل من هذه الطريقة،والتفصيل اللاحق هو عن العناصر لهذه القصة وليس عن القصة نفسها...هل في هذه الحبكة اقتناص تعبيري خاصة ان الفيلم قريب من تاريخه من تاريخ(مقصورة الدكتور كاليغاري) الذي تبلور كفكرة اصلا في ذهن لانغ حتى لو لم يكن من اخراجه؟
اللقطة التي تدخل فيها المرأة الى العالم الآخر هي لقطة تعبيرية بالتأكيد من ناحية الهندسة الشكلية وليس من ناحية الشخصية،مثل العواميد في الخلفية المثلثة والشمعدانات الطويلة،وسنلاحظ في لقطة اخرى لاحقة أن لانغ يتعمد اظهار ظل الشخصية التي احيانا تبدو مشوهة،وهذه الثيمة هي ثيمة تعبيرية بكل تأكيد،وهي التنوع في استخدام الشكل الهندسي والظلال.
قصة الشمعات الثلاث ستدور في ثلاث ثقافات مختلفة،احداها بغداد القديمة والثانية في عالم قوطي مسيحي والثالثة في الامبراطورية الصينية القديمة،وقلنا ان المصير الحتمي لكل شخصية هو الموت،ولكن هذا الفيلم الذي يبدو بأنه قائم على اقتباس ادبي،لا يبدو انه يختفي من خلفه اي مضمون فكري أو ثقافي معين سوى التلميح عن الفكرة السابقة...ولكن هناك حكاية اخرى
الحكاية الأخرى الأهم هي المنظومة التقنية العالية القائم عليها الفيلم،وهذه المنظومة التي سوف تؤدي لاحقا الى خلق شركات الانتاج الكبرى،وهي التي سوف تعمل لاحقا ايضا على انتاج فيلم على شاكلة متروبوليس الأكثر كلفة من بين كل الأفلام الصامتة على الأطلاق.
كما أن الفيلم يمتاز بالسرد المطول وتكثيف القصة والامعان في التفاصيل قد لايكون مجدي لفيلم صامت،كما أنه يمتاز بالطول ليس النسبي بل الأكيد بالنسبة الى فيلم صامت(ساعة وتسعة وثلاثين دقيقة)،وهنا كان على لانغ مواجهة تحدي جديد:كيف سيجبر المشاهد على التشبث بمقعد المشاهدة طوال هذه المدة؟!
الفيلم ممتع في سرده ولايمكن القول عنه بأنه ممل ،بل متنوع العناصر لدرجة الكرم...الديكور السخي المعبر عن اختلاف الأزمنة والثقافات،كما انه لايحتكم الى ميلودراما واضحة ويعتمد على السرد الى درجة كبيرة،وهو بذلك يلبي بالتأكيد حاجات المنظومة الانتاجية وبذلك يكون المضمون الأقوى المختفي من خلف هذا الفيلم هو تحقيق ترفيه بالهم والمقام الأول.
وهنا نستطيع القول أن لانغ صنع المنظومة الانتاجية للفيلم السينمائي،وهي المنظومة التي تلاحق أولا شباك التذاكر،ومما لاريب فيه أن لانغ اثبت نفسه كمبدع أول اخراجيا على صعيد السينما الصامتة والناطقة ايضا.
ولكن،هل من الممكن النظر الى الفيلم كفيلم تعبيري اصيل...؟
الجواب على هذا السؤال:الفيلم استفاد من التقنيات التعبيرية على انه يبقى فيلم لايلاحق الشكل بالقدر الذي يلاحق فيه الجمهور،ونحن ان قلنا ذات مرة ان الأضواء الثلاثة فيلم تعبيري اصيل فنحن هنا نتراجع عن ذلك،والذي يشفع لنا بأنا قلنا ذلك على عجالة ومن دون ان نقدم اي شرح...
الفيلم تقليدي،ولكنه سابق لعصره والهم الرئيسي له هو تحقيق القاعدة الجماهيرية للسينما أو ما يمكن دعوته شعبية السينما،والمحصلة أن هذا الفيلم الصامت يحمل كل مقومات الفيلم السينمائي الناجح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في