الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلتذهب كل سوريا الى الجحيم، ولكن لا تحرقوا حلب!!! او في ضرورات الحرب القذرة!!

محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)

2016 / 12 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


فلتذهب كل سوريا للجحيم!! ولكن لا تحرقوا حلب!! فلتقطعوا كل أوصال سوريا!! ولكن لا تزعجوا راحة وتموقع المعارضة المسلحة "الثوار" بحلب!! هكذا ينادي الطيبون من أنصار الحلف الامريكي-السعودي-التركي، على نظام بشار أن يوقف قتل "الحلبيين" ويسمح بإجلاء المعارضة المسلحة ومعها المدنيين من المدينة، ولتذهب بعدها كل سوريا الى الجحيم!! فقط لأن حلب سنية مائة بالمائة!!! لأن حلب تمثل نقطة ارتكاز "فتح الشام " وأحرار الشام " السنيان ضد المد "العلوي"، "الشيعي "، "الصفوي" في سوريا!! وليذهب بعدها كل السوريون الى الجحيم!! ما هذا العبث؟ ما هذه القذارة؟ اليس الاجدر طلب إنقاذ ارواح كل السوريين، عربا وأرمنا وأكرادا، مسيحا وسنة وشيعة ولا دينيين... الخ، اليس الاجدر العمل على الاصطفاف الانساني حول وحدة مطلب إيقاف تقتيل الانسان وايقاف الحرب القذرة واللامتكافئة التي يذهب ضحيتها المدنيون والعزل في المواجهات العسكرية المباشرة أو عبر العمليات الارهابية في العراق واليمن وليبيا في غزة ودير الزور و.. حلب!! الم يكن الاصوب للطيبين أن ينكروا على أصدقائهم الطيبون في "فتح الشام " أن يوقفوا الحرب ويسلموا أسلحتهم حقنا لدماء السوريين، طالما أن معسكر الشر "العلوي" للنظام السوري لا يأبه لها؟.
طيب روسيا قوة عسكرية إمبريالية غازية، وكذلك الأمر بالنسبة لايران، هي تتدخل في الشأن السوري عسكريا ولوجستيا بشكل سافر، وجب على أصحاب العقل أن يرفضوه ويعارضوه، فماذا عن أمريكا والسعودية التان تساندان الشق الآخر من المحاربين (فلا أعتقد أن حربا تقوم بجهة واحدة من المقاتلين )، وماذا عن تركيا وجيشها الذي يقاتل في الشمال ويقتل سوريين في الرقة !!؟؟ أنسكت عنهم لأنهم لا يستهدفون "احرار الشام" السنية!! الحلال 100%!! سادتي الموت سواء بسواء، لا يفرق بين سني وعلوي وأرمني وكردي... الخ فلون الدم واحد لونه أحمر كلون دم الانسان في كل مكان.
ذبحت أمريكا العراقيين بمباركة دولية في 2003 وتذبح السعودية اليمنيين والبحرينيين بمباركة أمريكية، كما ذبحت روسيا الشيشانيين و الافغان وتذبح تركيا أكرادها وما تيسر من مواطني دول الجوار ، هذا مما لا جدال فيه فالنظام العالمي القائم على الاستغلال وإستعباد الانسان هو نفسه في كل أرجاء المعمورة بأذرعته المتشابهة عسكريا وإيديولوجيا لا هم لها سوى السيطرة على العباد والثرواة المنتجة باطنيا (طبيعية ) كانت أو نتاج عمل وإبداع الانسان، فوفق هذه القاعدة المبدئية تجب معارضتهم ومناهضتهم كلهم بشكل مبدئي وتوحيد كل القوى المؤمنة بتحرير الانسان من قيود الاستعباد والاستغلال وفي خطوة أولى من أجل إنهاء الحرب والتقتيل والتدمير للانسان وهذا مما لا يجب أن يوجد جدال أو خلاف حوله الا بين معسكري أنصار الحياة وأنصار الموت.
ولكن كيف يمكن أن تتوقف الحرب على الشعب السوري؟
لا يمكن إيقاف الحرب الدائرة في سوريا الا عبر إنهاء الاقتتال والنزاع الطائفي والمذهبي والديني، الا عبر إيقاف تسليح المجموعات والعصابات الطائفية المقاتلة والمقتتلة، وإستعادة الوحدة الوطنية لشعب موحد بدولة موحدة (تحتكر العنف المضبوط وفق منضومة قانونية وأخلاقية موحدة )على أرضه الكاملة، ورفض كل تدخل أجنبي في الشأن الداخلي وكل مشاريع تغيير الحدود السورية (سواءا كانت أمريكية أو روسية، تركية أو سعودية ). لا نختلف كثيرا حول طبيعة النظام السوري الديكتاتورية ذات السمات الطائفية ولكن هل نتفق حول وطنية وديمقراطية مشاريع "أحرار الشام "!! مثلا، هل نختلف حول رجعية ووحشية النظام السعودي داخليا وإقليميا وهو الداعم للمجموعات المسلحة في سوريا!! أم ترانا لا نختلف حول التوجه الاستعماري والتدخلي لأمريكا، أم نختلف حول الطبيعة القمعية للنظام التركي ذو المسحة الدينية، تجاه مواطنيه وأجواره ثانيا!!، هل نساند مطلب تغيير نظام ديكتاتوري ذو مسحة طائفية بمشروع نظام طائفي ذو توجه تقسيمي للوحدة الوطنية!!. قد يقبل هذا النظام العالمي بكل منظوماته المساندة العسكرية الروسية للنظام الرسمي السوري طالما تنضبط لقوانينه وتوازناته وتقوم على التعاون الدولي الطوعي والرسمي، ولكن أين تجد السعودية وأمريكا مبرراتها لدعم كيانات غير رسمية (غير دولاتية ) سوى وفق مبررات التخريب والتقسيم والاستعمار!! لهذا بالذات نجد العلاقة الاولى سافرة ومعلنة دون حياء بينما الثانية "عرفية" خفية تمتاز بالارتباك وتغير الشركاء وفق الحاجة وحسب المصلحة الظرفية.
سادتي الحرب اليوم قائمة في سوريا على أرض الواقع وهي تحرق الاخضر واليابس في كل ركن من سوريا كل يوم، يستباح من خلالها الشعب السوري بكل ملله ونحله دمه وعرضه وأرضه من كل من هب ودب من كل الرجعيات، ولا مجال هنا لأي حديث آخر قبل إنهاء الحرب القذرة التي فرضت على الشعب السوري و النظام السوري وجيشه على أرضهم وبين ظهراني مواطنييهم شرقا وغربا، شمالا وجنوبا في الرقة ودير الزور وحلب ومعلولة ودمشق حمص... الخ، حرب إستعمارية بالوكالة يقودها مرتزقة من كل مكان مدفوعة الاجر من دماء السوريين ووحدتهم التي ثمنت رخيصة جدا برسم البترودولار وتجار الموت والرصاص








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دماء ليست دمائهم ووطن ليس وطنهم
مروان سعيد ( 2016 / 12 / 14 - 17:49 )
تحية للاستاذ محمد نجيب وهبة المحترم وتحيتي للجميع
موضوع واقعي ورائع ولكن هل من يصغي وهل من عاقل بين المتقاتلين
ولكن لهذه الحرب اهدافها القريبة البعيدة لذا تجد عدد المطبلين لها كثر وكل يحشر انفه من اميركا الى الغرب الى الدول المجاورة
والجميع يسعة لمصلحة اسرائيل عن معرفة او عن جهل
ابحث عن المستفيد من هذه الحرب يكون هو السبب
لاتتطلع على المغيبين والماجورين الذين يحملون السلاح بوجه اخوتهم بل هناك اصابع تشير الى اسرائيل وبمساعدة سعودية قطرية تركيا وتخطيط اميركي
في البداية كانت الثورة ربيع عربي وسلمية وكان السلاح مخبئ وجاهز لكي تتحول بسرعة الضوء الى احتلالات والقتل الممنهج وبسرعة البرق نصبت الخيام بتركية قبل قدوم الاجئين
وشاهدنا اعلان الجهاد من السعودية وكان الذي يذهب ياخذ اهله مبلغ محترم
وشاهدنا التدفق الهمجي من جميع اصقاع الارض من جهاديين وجهاديات لمقاتلة الجيش السوري والغريب في الامر ان سيارات داعش موحدة وموديرن كلها تيوتا دفع رباعي كيف نزلت امن السماء ام من تركيا والسعودية
ويوجد كثيرين معهم من السوريين الذين خدعوا او دفع لهم لينضموا للقطيع ويحتضنوا المجاهدين ويؤمنؤ لهم المسكن
يتبع


2 - دماء ليست دمائهم ووطن ليس وطنهم 2
مروان سعيد ( 2016 / 12 / 14 - 18:06 )
نعم يوجد من السوريين الذي غرر بهم ويوجد من اجبر على حمل السلاح او الموت
واخيرا المستفيد الاكبر من هذه الفوضى الخلاقة هو اميركا والغرب والامم المتحدة اغدق عليهم الهدايا من السعودية وقطر لشراء ضمائرهم وثمن بخث للدماء السوريين وقد اغرتهم بانها ستشتري منهم بالمليارات اسلحة
وقريبا ستكشف الحقائق وستعرف كل واحد كم قبض من اوباما الى كلينتون الى باكيمون
لذالك يتباكون على الارهابيين وان انتهاء معركة حلب هي انتهاء معركة سوريا والعراق
اليوم النتن ياهو متدايق جدا ويجتمع بالشلة ويقول مالعمل حلب سقطت وهي بعيدة عنا لانقدر ان نفعل شيئ لهم
واخيرا لك كل الشكر لتنوير المغشى عليهم وتصحيتهم

اخر الافلام

.. الوساطة القطرية في ملف غزة.. هل أصبحت غير مرحب بها؟ | المسائ


.. إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح لاجتياحها




.. مصر.. شهادات جامعية للبيع عبر منصات التواصل • فرانس 24


.. بعد 200 يوم من الحرب.. إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة وتستعد ل




.. المفوض العام للأونروا: أكثر من 160 من مقار الوكالة بقطاع غزة