الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن عيادة الدكتور كاليغاري1919-1920:مفهوم الفن المضاد

بلال سمير الصدّر

2016 / 12 / 14
الادب والفن


عن عيادة الدكتور كاليغاري1919-1920:مفهوم الفن المضاد
في خضم هذه العجالة ما الذي نستطيع قوله عن هذا الفيلم...؟!
فيلم عيادة الدكتور كاليغاري يعتبر احد اهم الافلام في السينما الصامتة،وهو افضل فيلم على الاطلاق عبر عنه التيار التعبيري الذي ساد في المانيا في تلك السنوات،وهو فيلم كتب عنه الكثير وليس بالداعي ان نكتب شيئا عن الحبكة في هذه العجالة.
الموضوع الذي اثار اهتمامنا في هذه المسألة،أن هذا الفيلم الذي هو بالأساس نتاج روبرت فاين من فكرة لفريتر لانغ عبر عن تيار من السينما من الممكن القول باللغة المعاصرة الدارجة بانه تيار مضاد...
منذ بزوغ عصر السينما والفنانين الفو التنويع والتشكيل في هذا الفن المهجن القابل للتشكيل الى درجة كبيرة،فتيار السينما التعبيرية بزغ في فترة محددة ساعدت ظروفها على انشائه،خاصة فكرة انه مذهب فردي يعتمد على التعبير عن المشاعر والعواطف والحالات الذهنية التي تثيرها الأحداث في نفس الفنان،وان كانت التعبيرية قد اعتمدت على تشويه الواقع بناءا على نظرة الفرد ربما كان سببه واقع المانيا التي خرجت مهزومة معدومة الكرامة من براثن الحرب العالمية الأولى...ولكن هذا كما قلنا ليس هو مايهمنا
فرتر لانغ كان ركنا اساسيا في التعبيرية لايمكن التغاضي عنه ابدا،ولكنه في نفس الوقت ساهم الى درجة كبيرة في تدمير التعبيرية كشكل فني خارج السرب، لأن لانغ كان المؤسس الأكبر للسينما كما نراها اليوم بكل مواضيعها المألوفة ومن نواحي عدة اهمها،ناحية المنظومة الانتاجية للفيلم الكبير الذي يرسخ شعبية السينما بوصفها الفن الأول المقبول من قبل الجمهور،وان كان الفيلم سابق الحديث(الأضواء الثلاثة) موضوعه الفرد كمستقبل قابل للتشكيل والتطويع مثله كمثل السينما نفسها،فلانغ ساهم ايضا على بزوغ انواع عديدة من الاتجاهات التي باتت عمدة الفن السينمائي التقليدي من سينما (noir) الى سينما الخيال العلمي...
للأسف الشديد القول ان حركات التجديد الكبرى في السينما ظلت طائرا خارج السرب،والسينما فرضت نفسها الانساني بشكلها السردي المعتاد،فحركات مثل الواقعية والواقعية الجديدة والموجة الجديدة والسوريالية،بقيت حركات مثيرة للجدل،وقدمت فنا رائعا ممتعا على انها سينما-وهي سينما بكل تأكيد-ولكنها بقيت تنعت بأوصاف مثل:مستقلة،حركة غير مألوفة،سينما شعرية...
ومع تطرف غودار إلا ان افلامه الأخيرة لاتوصف بألأفلام اصلا....
والان الحركات غير المألوفة في السينما اختفت تقريبا باستثناء السينما المستقلة،وأمور المذهب السينمائي محاطة بالمطلق الفردي من دون وضوح جماعية تدعى بالحركة....هناك نماذج فيلمية ملفتة للانتباه ولكن لا تأخذ طابع الحركة الجذرية المنظمة التي تهدف الى احداث تغيير جذري في الفن السينمائي...
بالتأكيد منظومة هوليوود الانتاجية هي التي فازت،فهي قدمت الشكل المألوف للسينما كما هي...كما هي معروفة ومقبولة من قبل الجميع...القبول البعيد في ايديولوجيته الاعلامية عن اي جركة ثقافية،وفرتر لانغ كان الأب المؤسس لهذا الشكل،ومع الرجوع الى تجريد كلمة سينما،فهذا الشكل هو الذي فرض نفسه عليه وكل ما فعله هو انه ساهم في تطوير هذا الشكل وصولا الى الشكل الحالي...
أكاد الجزم ان هذه الجملة صحيحة:
الموجة الجديدة هي سينما...سينما بكل تأكيد...ولكنها ليست سينما
بلال سمير الصدّر
6/3/2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..


.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما




.. سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز.. ما الرواية الإيرانية؟


.. عاجل.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدنى عن عمر يناهز 81 عاما




.. وداعا العمدة.. رحيل الفنان القدير صلاح السعدنى