الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا ومعركة حلب .... الابعاد الوطنية والاخلاقية والانسانية

زياد عبد الفتاح الاسدي

2016 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


حسم معركة حلب من قبل الجيش السوري وحلفائه يُعتبر بلا شك نقطة تحول كبرى وحاسمة في مجرى الحرب التدميرية والشرسة التي يشنها بالوكالة تحالف أقطاب الغرب الامبريالي وأدواته من العملاء الاقليميين في تركيا والخليج , وذلك باستخدام الجماعات "الاسلامية" الهمجية بمسمياتها المختلفة .. وبمشاركة طيران هذا التحالف والجيش التركي على الاراضي السورية بنشاطات كثيفة ومتنوعة لدعم هذه الحرب على الصعيد اللوجستي والاستخباراتي والعسكري المشبوه ........ لقد استثمر هذا التحالف وهذه الدول وبذلوا في هذه الحرب الاجرامية جهوداً جبارة ومئات المليارات من الاموال وكميات هائلة وخيالية من مختلف أنواع الصواريخ والاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة والمدرعات والمواد التموينية والطبية والغذائية .... وقاموا بإنشاء المئات من معسكرات التدريب في تركيا والاردن وفوق الاراضي السورية .... وجندوا جيوش من أجهزة الاعلام والصحافة والمنظمات الحقوقية المشبوهة ومؤتمرات أصدقاء سوريا ......الخ .. وأستخدموا مختلف أشكال المقاطعة الدبلوماسية والحصار الاقتصادي الخانق ونهب المعامل والمنشآت الصناعية والموارد النفطية والزراعية وضرب العملة المحلية ..... الخ .
ومن هنا فقد جاء الصمود الاسطوري لسوريا وجيشها وشعبها وخسارتم لهذه الحرب في ظل الانهيار العسكري الكامل للجماعات التكفيرية وسقوط معاقلهم الرئيسية في شرق حلب ... لتفقد أقطاب التحالف الغربي وعملائه صوابهم وتفتح قريحتهم الانسانية الرقيقة ...... فبدلاً من الاعتراف بالهزيمة والتخلي عن أهدافهم التآمرية القذرة في هذه الحرب الاجرامية الشاملة ....لم يجد أقطاب الغرب وعملاءهم سوى ذرف دموعهم وإظهار عواطفهم الانسانية المُثيرة للاشمئزاز .. وبالتالي تجنيد أدواتهم وجيوشهم الاعلامية الهائلة والمنتشرة على الصعيد الاقليمي والعالمي (التي أثبتت الى حدٍ ما كفاءتها) لتضليل جمهور واسع من الرأي العام العربي والعالمي حول ما أسموه " بالجرائم الوحشية " التي يقترفها الجيش السوري في الاحياء الشرقية لحلب مع حلفائه في روسيا وايران بحق النساء والاطفال والمواطنين الابرياء وهدم بيوتهم وأحياءهم .....الخ
المشكلة هنا تكمن في هذا الكم الهائل من الضخ الاعلامي الذي يتم بثه من آلاف الصحف والمواقع الالكترونية والفضائيات الخليجية والعربية والاقليمية والغربية الناطقة بالعربية ...الخ , اضافة الى الكثير من المنظمات الحقوقية المشبوهة والمُسيسة , والآلاف من صفحات التواصل الاجتماعي الممولة والموجهة لهذا الغرض ..... وبالتالي فالكثيرون من المُضللين العرب وبعضهم للاسف من المثقفين , لم يستوعبوا لهذه اللحظة رغم كل الحقائق المنطقية الدامغة وطبيعة أطراف التآمر وتاريخهم الاجرامي الاسود بحق الشعوب المستضعفة في العالم الثالث , أن المنطقة وسوريا بشكلٍ خاص تواجه وعلى نحوٍ مُكثف وشامل , ليس فقط حرباً تدميرية ودموية ضارية تستهدف وحدة الشعب والجيش ومُؤسسات الدولة والاقتصاد والبنى التحتية والمعالم الاسلامية والمسيحية والاثرية ....الخ , بل أيضاً حرباً أخرى لا تقل شراسة وتأثيراً .. ألا وهي الحرب الاعلامية والمعنوية والنفسية التي تهدف الى تدمير الابعاد الوطنية والاخلاقية والانسانية للدولة السورية ولجيشها وشعبها وحلفائها وأحزابها الوطنية والتقدمية .. وبشكلٍ خاص تشويه مواقفها الوطنية الثابتة في الوقوف في الخندق المعادي والمقاوم لاقطاب الناتو ومنظومة الغرب الاستعماري والاحتلال الصهيوني وكافة عملائهم في المنطقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار