الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
التكنوقراط ، الوهم العراقي
عبدالكريم ابراهيم
2016 / 12 / 17مواضيع وابحاث سياسية
عبدالكريم ابراهيم
التجربة السياسية العراقية بعد عام 2003 أوجدت حالات اصبحت فيما بعد من الثوابت التي لا يمكن تجاوزها تحت أي ظرف من الظروف. ولعل التوازن الذي يحفظ للمكونات الاسياسية حصتها من مؤسسات الدولة ، أو يعرفه البعض بـ( المحاصصة ) ،هو النظام السائد في ادارة الدولة؛ من اعلى المناصب حتى أدناه مرتبة . بل ان المحاصصة انتقلت عدواها الى عوالم خارج السياسة كالثقافة والرياضة وغيرها ؛ وحتى المؤسسات المستقلة كمفوضية الانتخابات هي امتداد لكل ما يقل عن التوازن وصراع المكونات القومية والمذهبية والدينية .
بعض السياسيين يتحدثون عن كيفية الخلاص من نظام المحاصصة من خلال اطلاق مصطلح (التكنوقراط ) الذي حسب بعض هؤلاء هو طوق النجاة أو تحسين الصورة السياسية المشوه بفعل التجاذبات المختلفة ، والتي ولدت عدم ثقة المواطن بكل ما يطرح من مشاريع اصلاحية . وكانت النتيجة السابقة التي افرزتها السياسية ودهاليزها : فساد مالي واداري وارهاب خارجي وخدمات اقل مايقال عنها انها بسيطة ولاتقى الى ما مُصرف عليها من اموال الطائلة . اذا طروحات ( التكنوقراط ) هي محاولة للدغدغة مشاعر العراقي المحبط الذي فقد الثقة بالكثير من مفاصل السياسة . ولكن هل يمكن ان ينجح هذا المشروع في العراق ؟ الجواب يأتي من بعض الوزراء المكلفين تحت تسمية (التكنوقراط) بان وقعوا تحت تأثير الجهات التي رشحتهم باشكال مختلفة ، وهم في حال عدم انصياعهم وتمردهم على اصحاب الفضل ،فانهم يواجهون مشكلات عديدة تجعلهم عرضة للمحاسبة واثارة نقمة بقية الجهات ضدهم . اما في حالة كون المسؤول التكنوقراط تشفع له خبرته وشهادته العلمية في مواجهة الواقع العراقي ، فهذا امر فيه مجازفة كبيرة ، لان هذا المسؤول لاتقف خلفة جهة داعمة تحميه من مافيات الفساد التي لها اعوان ومناصرين على جميع الصعد . وبهذا يصبح كالجندي الذي يقاتل في المعركة دون سلاح . وقد جرب بعض مسؤولين حظهم في المجازفة في تولي المسؤولية ،فكانت النتيجة ان الكثير منهم عاد من حيث جاء وهو يعض اصبع الندم على تجربة الفاشلة ،ناصحا غيره في عدم تكرار الامر من بعده .
اذا مشروع الكفاءات المستقلة لايمكن تحقيقه في العراق، في ظروف غير اعتادية هي من تتحكم في شؤون البلد اليوم .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لماذا لا تريد روسيا تصديق أن تنظيم داعش يقف وراء هجوم موسكو؟
.. هيئة البث الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بعد الان
.. المسؤولة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي ترد على تشكيك صحفي في تق
.. الإعلام الحكومي بغزة: الاحتلال اعتقل جميع الأطباء والممرضين
.. متظاهرون يتجمعون خارج حفل لجميع التبرعات لحملة بايدن للمطالب