الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدوله المصريه ضالعه فى صنع الرهاب

رفعت عوض الله

2016 / 12 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الدولة المصرية ضالعة في صنع الإرهاب


الدولة المصرية ضالعة في صنع الإرهاب
رغم إن الإرهاب المتأسلم يهدف أساسا لإسقاط الدولة المصرية لكي يقيم مشروعه الماضوي والذي هو الدولة الإسلامية التي تحكم بالشريعة وتفسيرها الذي قام به الفقهاء في العصور الوسطي الظلامية.
هذا الفقه الماضوي كان نتاج وإنعكاس للوضعية الحضارية للعصور الوسطي ،والتي كانت محكومة بإمتلاك الحقيقة المطلقة وبالتالي تكفير كل مختلف . في ظل دولة الخلافة كان المسيحيون واليهود بل والمسلمون الشيعة رعايا بلا حقوق لانهم كفار ومشركون ، فكانوا عرضة للتنكيل والإضطهاد من قبل الحاكم والرعية المسلمة.
في حوالي سنة 700 هجرية ألف فقيه شافعي يُدعى الأمام ابن الرافعة كتاب "النفائس في ادلة هدم الكنائس " فيه يفتي بوجوب هدم كنائس القاهرة لأنها بُنيت بعد الفتح الإسلامي ، رغم أن تلك الكنائس كانت موجودة قبل ذلك الفتح.
وما أن تسربت الفتوي لعامة المسلمين حتي أعملوا هدما وحرقا في الكنائس "المقريزي في كتابيه ،
المواعظ والإعتبار" و"السلوك في معرفة دول الملوك" "
الإرهاب المتأسلم يريد ويعمل علي عودة تلك الدولة التي لا تقيم إعتبارا لغير المسلمين ،وتري في الدولة المصرية إنها معادية للإسلام ولا تطبق شرعه ، بل وتسمح للكفار الذميين " المصريين المسيحيين " بأن يعيشوا في كنفها دون تضييق كاف عليهم ، لذا وجب إسقاطها بإستهداف الجيش والشرطة ورجال القضاء والمسيحيين.
منذ عهد السادات ومبارك والدولة المصرية تحارب الإرهاب ،ولكنها في حربها عليه تركز علي المعالجة الأمنية فتقتل اعدادا كبيرة من الإرهابيين الذين بدورهم يقتلون جنودا ومدنيين كل يوم
ولكن لا يأبه الأرهابيون ولا يرتدعون هناك بأستمرار تعويض عن الذين قتلوا ،واذا أستمر الامر علي هذا النحو فسوف تخسر الدولة المعركة ضد الإرهاب ،
بل هي تخسر المعركة بل هي ضالعة في صنع الإرهاب رغم حربها ضده .
الدولة التي تترك السلفيين يتحكمون في عقلية ووعي الناس في الريف وخاصة في الصعيد فيصير هؤلاء بفعل التحريض والتعريض بالعقيدة المسيحية اعداء لجيرانهم المسيحيين وعند اول مشكلة ولو كانت بسيطة او تافهه ينكلون بجيرانهم وابناء قراهم من المسيحيين فيحرقون ويسلبون ويهدمون الكنائس، ولا يبالي رجال الشرطة بما يحدث ، ولا تبالي السلطة التنفيذية المدنية ، ولا النواب ، بل يتواطئ الجميع ضد المصريين المسيحيين ويجبرونهم علي مجالس صلح عرفية ،هي مجالس إذعان بل يصل الامر إلي تهجيرهم من قراهم .
الدولة التي تندد لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب بالقرار الجرئ المستنير والذي يصب في صالح مدنية وعلمانية الدولة ،والذي أتخذه وقرره رئيس جامعة القاهرة والذي يقضي بعدم تسجيل الديانة في الأوراق الرسمية الصادرة عن الجامعة .
الدولة التي مدارسها الرسمية التابعة لوزارة التعليم ، والتي تبدأ الدراسة فيها بطابور الصباح والإذاعة المدرسية والتي هي إذاعة دينية بحته تشمل تلاوة من القرآن الكريم يعقبها قراءة لحديث نبوي ،وكأن كل التلاميذ من المسلمين .
في تلك المدارس البائسة يدرس التلاميذ المسلمون في كتب التربية الدينية ما يحض علي تحقير وكراهية المسيحيين .
في تلك المدارس البائسة في حصة التربية الدينية يخرج التلاميذ المسيحيون من حجرة الفصل إلى مكان بالمدرسة الفناء او المكتبة او لا مكان في إذلال متعمد .
في الدولة المصرية تعرض الفضائيات الإسلامية بالعقيدة المسيحية وتسخر منها ،تلك الفضائيات يتابعها جمهور كبير من العامة والبسطاء فيتشكل وعيهم علي إن جيرانهم وشركاءهم في الوطن كافرون ومشركون .
في الدولة المصرية نجد أمثال ياسر برهامي يسب المسيحيين علنا وكل يوم دون مساءلة او خوف من عقاب .
في الدولة المصرية هناك ما يُسمي بقانون إزدراء الأديان والذي تحول لقانون إزدراء الإسلام وبه يُسجن امثال الباحث المستنير إسلام البحيري وتلاميذ المنيا الضغار الذين سخروا من داعش وليس من الإسلام ،والذي به سجنت مدرسة الأقصر بإتهام ملفق لها من قبل ولي امر تلميذ ، وغيرها كثيرون .
في الدولة المصرية إذا تحول أحد الزوجين للإسلام وكان لهم أطفال تؤول حضانة الاطفال للأشرف والأعلي دينا اي للاب او الأم الذي والتي اصبح مسلما . !
في الدولة المصرية لا نجد مناصب في الجيش والشرطة والقضاء والجامعة والوزارات ومجالس إدارة للمصريين المسيحيين إلا في النادر وليذهب معيار الكفاءة للجحيم .
في الدولة المصرية هناك مؤسسة تعليمية ودينية كبري تُسمي مؤسسة الازهر وتمول من الخزانة العامة المصرية والتي بدورها تُمول من اموال دافعي الضرائب من المصريين مسلمين ومسيحيين
تلك المؤسسة يدرس تلاميذها وطلابها كتب فقهية مكتوبة في العصور الوسطي تنظر للمسيحيين علي أنهم اهل ذمة وبالتالي لا يتساوو مع المسلمين ،ولا يحق لهم الإلتحلق بالجيش ،وعليهم دفع الجزية وهم في مذلة ، بل لا يحق لهم ركوب الخيل ولا البغال ولا وضع عمائم المسلمين علي رؤوسهم ،ولا لبس ملابس المسلمين ،ولا تولي المناصب العامة ،ولا حرمة لكنائسهم ،فهم اهل كفر وشرك .كل هذا يدرسه تلاميذ وطلاب الازهر تحت اشراف الدولة .
في الدولة المصرية يجوز للمسلم الزواج من المسيحية ولكن لا يجوز العكس في دلالة لعلو الإسلام وتدني المسيحية
كل هذا يحدث ويتم في المجتمع المصري وبرعاية وموافقة بل وتشجيع من الدولة ، فكانت النتيجة إنقسام المجتمع المصري إلي ثلاث مكونات : المكون الاول هو غالبية المصريين المسلمين الذين تشكل وعيهم وعقلهم الجمعي علي كراهية وإحتقار المصريين المسيحيين وهذه نتيجة منطقية لما سبق بيانه .
المكون الثاني وهم قلة قليلة من المستنيرين يرفضون نهج وتوجه غالبية المجتمع والدولة وينادون بدولة علمانية ودولة مواطنين تعيش قيم المساواة ولكن صوتهم يتبدد في صحراء الكراهية والتكفير.
المكون الثالث وهم المصريون المسيحيون الذين يكابدون التعصب والكراهية والمقت والتهميش والإقصاء.
وهكذا فإن الدولة المصرية و ان كانت تحارب الإرهاب بالسلاح إلا إنها ضالعة في صنعه وتفريخه سياسيا وإجتماعيا ودينيا وثقافيا وبذا لن تنتصر علي الإرهاب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة