الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهايه العولمه وترامب , بقلم توماس زافيرت

محمد سعيد العضب

2016 / 12 / 20
العولمة وتطورات العالم المعاصر


عرض ومراجعه محمدسعيد العضب
اعلن ترامب عن تمسكه بمذهب الحمايه الاقتصاديه , بالتالي ستذهب فكره التجاره الحره في سراب
بناء " جدار" شعار" هام في الحمله الانتخابيه للجمهوري رونالد ترامب , وتعهد للناخبين في تشييد جدار ضخم علي طوال الحدود مع المكسيك . في النهايه تراجع عن هذا الطموح , واكد علي تعويضه ببناء سياج محكم . مع ذلك تظل تعابيره عن بناء جدار او سياح مجرد استعاره لغويه او تعبير مجازي , كله يؤكد علي ايمانه الراسخ بمذهب الحمايه الاقتصاديه . هكذا يبدو ترامب جادا في تبني ذلك .
خلال هذا الاسبوع اعلن عن عزمه علي الغاء اتفافيه الشراكه العابره وراء المحيط الهادي. مما يعني تجميد او الغاء كافه الاتفاقات التجاريه المبرمه ما بين الولايات المتحده الاميركيه وكل من استراليا ,برناوي, شيلي ,اليابان ,كندا ,ماليزيا , المكسيك,،نيوزلنده , بيرو , سنغافورة, وفيتنام . علاوه علي قيامه بتهديد الصين بفرض رسوم جمركيه عاليه ,وان غلفها تحت تسميه واهيه هي " مواجهة مضاربات العمله" .
هذا ومن المتحمل ان تلغي او تجمد وتذهب للمجهول اتفاقيه الشراكه لما وراء البحار ما بين الولايات المتحده الاميركيه والاتحاد الاوربي . امريكا البلد الراعي والكفيل الفعال للتجاره العالميه الحره ومنذ نهايه الحرب العالميه الثانيه , يبدو انها في عهد ترامب القادم ستودع فكره " التجاره الحره" التي ولدت وترسخت من قبل اعمدتها المقدسه ريكاردو (1772- 1823) وادم سميث (1723-1790) ..
وببساطه شديده تعني مقوله التجاره الحره ان ايطاليا مثلا مؤهله وبكفاءه ان تتنج النبيذ , ليس فقط لحاجه سوقها المحلي , بل يكمنها بالمزيا النسبيه تصديره , وعلي نفس المنوال يمكن لبجليكا مثلا و لتمتعها بمزايا اقتصاديه نسبيه ان تنتج البيره بربحيه وكفاءه عاليه ,ليس فقط لمحدوديه سوقها, بل للولوج الي السوق الخارجي ..
بعد خمور الامبراطوريه البريطانيه تولت الولايات المتحده الاميركيه قياده الاقتصاد العالمي, واصبحت رسول اوحد ,كما تحولت نيويورك عاصمه التبادلات الراسماليه العالميه , بالتالي احتلت المركز الاول في هذا المضمار , كما اصبح الدولار العمله القياديه في العالم .هذا وتكمنت خلال فتره الحرب العالميه الثانيه من رعايه موتمر عقد في فندق " بروتن ودوز" بواشنطن , تمحض عنه تاسيس النظام الاقتصادي العالمي الجديد لما بعد الحرب العالميه الثانيه , وهكذا تحولت اميركيا الي المركز الاساس لهذا النظام العالمي الجديد .
ولهذا يمكن ان يحدث تغيير صارم من حيث المفهوم والممارسه الغربيه في عهد ترامب الذي قد يززع دور الولايات المتحده الاميركيه وبالتالي يقود الي انهاء دورها الريادي في العالم , بل قد تصل الي نهايه محتومه .
فحلفاء اميركا في اوربا واسيا وبعد انتهاء ما يطلق عليه " باكس اميركيا , اي الايقونه الاولي في العالم ودورها القيادي, سوف يرتضون بغيابها وسيطرتها علي العالم منذ نهايه الحرب العالميه الثانيه ,هذا وربما يرتضوم علي مضض بالعملاق الجديد القادم ويقرون علي وجل بالدور الاقتصادي للصين وكقوه عظمي .
وعوضا من اصلاح النظام الذي ساعد في تخفيف الفقر عن ملايين البشر في اميركا الجنوبيه وافريقيا واسيا , وبذلت الوقت وعلي الرغم ما تمخض عن هذا النظام الاقتصادي المعولم ملايين من الخاسرين كله ظل ترامب يحاول في الاستمرار في تدميره, بل تحطيمه في الكامل .
ان الصرخه والهتاف الشديد بتبني الحمايه من قبل قائد من الحزب الجمهوري قد تكون ظاهره مستجده , لكن يبدو ان محركها الاول الذي اعتمده ترامب هو تصورات الاستاذ بيتر نافارا البرفسور في علم الاقتصاد بجامعه كليفورنيا التي سطرها في كتابه المشهور منذ عام 2011 والذي عنونه " الموت سيكون عبر الصين" , كما تم تصوير فيلم وثائقي بنفس المعني , واخير ا كد في كتاباته وتحت تسميه : الاسد الجاذم الذليل " الي مخاطر حرب متوقعه بين الصين والولايات المتحده الاميركيه . هذا وعلق الاستاذ تايلر كوفون المدرس في جامعه جورج ماسون في عمود بصفحه الاخبار الاقتصادايه لموسسه بلوبرج بان الفيلم الوثقائي لبيتر نافارا يعتبر ليس فقط جدال او مناظره عنيفه , بل يروج احياء افكار "المركنتيله الجديده" . علاوه علي ذلك كتب نافارا رساله للسيد كوفون "لقد عبرت خلال فيلمي تاريخ غير مدفوع الثمن وعلي منوال ما ردده بيل كلنتون بان اميركا غارقه في وحل نهر شنغاهاي "
لقد تبني ترامب خلال حملته الانتخابيه افكار نافارا واعتبر فلمه"الموت عبر الصين" مرشدا له واعتبره مثل" المسمار في الراس " ان مصداقيه تبني ترامب سياسته المعلنه عبر حملتع الانتخابيه يعني تهديدا حقيقا وذات عوقب ونتاتج وخيمه للاقتصاد العالمي . ان ازمه الاقتصاد العالمي في الثلاثنيات تعتبر نموذج ومشهد استعراض حقيقي ومهم حيث قادت الحمائيه والتسلبق في اعتمادها الي تحطيم اقتصاديات الدول بمجملها . ففي عام 1930 وقع الرئيس هربرت هوفر قانون سموث هافلي وهو القانون الذي استهدف تصعيد الرسوم الجمركيه الهائل علي المنتجات الاجنبيه كله مايه السوق المحلي . الشركاء في التجاره مع اميركيا اتخذوو من جانبهم اجراءات مماثله بالتالي وخلال سنوات قليله تقلصت التجاره العالميه وتعمقت الازمه الاقتصاديه وفقدت الملايين فرص عملها وان جيوش الغضب الجماهيري جلبت 1932 اوليفر سلاسزار في البرتغال وفي عام 1933 هتلر في المانيا للحكم . وهكدا سيعمل ترامب في احياء التطرف القومي وبالتالي يمهد اطريق في موت العولمه والتعايش بن الامم والاستفاده المشتركه .

المقاله مترجمه عن الالمانيه بتصرف والعنوان الاصلي كالاتي :

Globalisierung am Ende
Trump Kundigt Protektismus an ,dem Freihandel geht

die Luft aus
Von Thomas Seifert
Wiener Zeitung Sa/So. 26/27 Nov. 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطائرات من دون طيار الفاعل الرئيسي الجديد في الحروب


.. سيول جارفة ضرب ولاية قريات في سلطنة عُمان




.. دمار مربع سكني بمخيم المغازي جراء القصف على غزة


.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: سنرد على إيران وقاعدة نيفاتيم




.. بايدن ينشغل بساعته الذكية أثناء حديث السوداني عن العلاقة بين