الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صندوق اعادة اعمار المناطق المتضررة من الارهاب

نبيل ابراهيم الزركوشي

2016 / 12 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


تلجأ الدول الى انشاء صناديق التنمية والاعمار عندما تمر بأزمات وكوارث وقد تطورت هذه الصناديق في العديد من الدول واصبحت تدير التنمية المستقبلية لدولها بعد ان نجحت في ارساء خطط التطور والبناء واصبحت ذات خبرة في هذا المجال ، من هنا جاءت فكرة انشاء صندوق اعادة اعمار المناطق المتضررة من الارهاب وفقا للمادة (28) من قانون الموازنة الاتحادية لسنة (2015)، وبدأ الصندوق عمله بعد ان تمت تسمية د. عبد الباسط تركي سعيد، رئيس ديوان الرقابة المالية الاتحادي ومحافظ البنك المركزي سابقا بتاريخ 18/2/2015 ومن ثم تسلم الدكتور مصطفى محمد امين الهيتي بتاريخ 24/10/2016 مهام رئاسة الصندوق لعل الهدف الاساس الذي تم انشاء الصندوق من اجله هو للمحافظة على عدم هدر الاموال التي خصصت للأعمار كما حدث سابقاً مع العديد من الهيئات واللجان التي تشكلت بمختلف العناوين وهو أي الصندوق يعمل كوعاء من اجل تبويب عملية صرف الاموال التي يحصل عليها العراق كمنح او قروض من المؤسسات الدولية او الحكومات الصديقة لدعم عملية النهوض بالواقع الخدمي والمجتمعي الذي تعرض لأثار وخيمة من جراء العمليات الارهابية الاخيرة لذا يقع على عاتق الصندوق مهمة صعبة ونعتقد كمراقبين بانها قادرة على المضي في هذه المهمة وقد تبين ذلك من خلال الخطوات الاولى لها عبر اختيار الاشخاص ذوي الكفاءة والمهنية العالية للعمل بالصندوق وتمخض ذلك بنجاح الصندوق في ادارة المنح الطارئة والتي تم الاتفاق عليها بسرعة فائقة جدا والمقدمة من البنك الدولي لبعض المناطق التي تم تحريرها من محافظتي صلاح الدين وهي (الدور والعلم والضلوعية وتكريت) وديالى (ناحية السعدية وناحية جلولاء ) اذا وكخطوة غير مسبوقة من هيئات الاعمار السابقة تم اشراك الحكومات المحلية في بناء الخطط لإعادة الحياة الى هذه المناطق وتحديد اولوياتها في مجالات الصحة والبلديات والكهرباء والماء والمجاري واسندت هذه المشاريع الى شركات حكومية رصينة وقد وصلت مديات الانجاز الى مراحل متقدمة بالرغم من وجود عوائق ادارية متمثلة بالقوانين المتبعة في اقسام العقود والمناقصات في الوزارات ذات الشأن ولعل احد اهم اسباب النجاح هو ان الصندوق يضطلع بالعديد من المهام كالتخطيط والمتابعة والاشراف المباشر والمشاركة مع افراد المجتمع المحلي في جميع مراحل العمل في المشاريع التابعة لها هذا من جانب ومن جانب اخر يتوخى الصندوق الشفافية الكاملة في العمل وفقاً للمقاييس الدولية والتي تتمثل باشراك القواعد الاجتماعية للمجتمع في عملها ولعل ابرزها منظمات المجتمع المدني الشريك المباشر في بناء المجتمع خلال السنوات الماضية عبر الدعوة التي قدمها الصندوق لها لعقد شراكات بين الحكومات المحلية في المناطق التي تنفذ فيها مشاريعها( صلاح وديالى) وبين منظمات المجتمع المدني المتواجدة في تلك المناطق عبر ورشة تدريبية تم فيها عقد العديد من اللقاءات وتوضيح هدف الصندوق وخطوات التأسيس وماهي المشاريع التي تنفذ في تلك المناطق.
ماهو المطلوب من الصندوق الان؟ اختيار المشاريع ذات الصلة بحياة المواطن بالاعتماد على الاحصاءات والبيانات الدقيقة واعادة النظر فيما تم تحقيقه ومعالجة حالات التأخر التي حدثت في الانجاز للمشاريع السابقة والانفتاح على كافة الجوانب الحياتية للمجتمعات المتضررة كالتربية والزراعة والصناعة والرياضة وغيرها بالإضافة الى ذلك الاهتمام بجانب بناء العلاقة بين المواطن والمؤسسة الحكومية او ما يسمى بالتنمية البشرية عبر مشاريع التوعية ولعلها الاهم في تكوين قواعد ديمومة المشاريع وعدم تضررها ، ويتبين من خلال عمل الصندوق انها بذرة واعدة في سماء الاعمار والانجاز والتخطيط لمستقبل هذا البلد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي