الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟(6/19)

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2016 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


الحالة الثالثة: القفز على الحقائق التأريخية والإتهامات المبهمة لأجل تشويه سمعة الأخر:
أشير هنا إلى حالتين من بين حالات كثيرة تثبت بأن الديماغوغيين يقعون تحت تأثير ديماغوغيتهم، ويصبحون من ضحاياها عاجلاً أو أجلاً، ولا يدركون بأن "الوثائق لا تحترق"، حيث ما كان مغيَّباً البارحة قد تظهر اليوم أو غداً بطريقة أو بأخرى، خارجة عن الحساب والنوايا:
أولا- عزيز محمد والاتهام المبهم في حواره مع كل من الدكتور سيف أرحيم القيسي و توفيق التميمي عندما يقول:
[بعد اعتقال بهاء الدين نوري في عام 1953، عقدت اللجنة المركزية بقيادة الرفيق كريم أحمد اجتماعافي كانون الثاني عام 1954، وحضره الرفيق سلام عادل لأول مرة. وقد جرى في هذا الإجتماع الشروع بتعديل نهج الحزب السياسي والتنظيمي، فصدرت عن الإجتماع وثيقة تحت عنوان "جبهة الكفاح الوطني ضد الاستعمار والحرب"،.... ولا بد من الإشارة إلى أن هذا النقد للقيادة السابقة وأخطائها قد ولد ردود فعل ايجابية لدى قادة راية الشغيلة، لكونها قد سبق وأن أشارت الى الخطاء التي ارتكبت بحقها من قبل قيادة بهاء الدين نوري.
وقد أجهضت محاولة تعديل سياسة الحزب بعد هروب حميد عثمان من السجن وتولي قيادة الحزب.
لقد سار حميد عثمان بدوره على نفس نهج سلفه في القذف وتوجيه الاتهام لراية الشغيلة، بالرغم من تذبذبه الفكري ومن ثم انتقاله إلى صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني بعد ذلك. لقد التقيت به لاحقا وقلت له اليوم أجدك هنا ... يوم غد اين ستكون؟.. فكان رده إن هذا هو حال الدنيا. ولكن ما أن تولى حسين أحمد الرضي (سلام عادل) قيادة الحزب حتى شرع بحملة تثقيفية واسعة بين أعضاء الحزب من أجل تجاوز النهج المتياسر وإعادة الوحدة للحزب. ]
يقفز عزيز محمد في سياق كلامه عن جملة من الحقائق:
لماذا لم يتجاوبوا مع مسعى حميد عثمان للمصالحة أثناء تواجده وعزيز محمد في سجن بعقوبة التي قام بها إستجابة لطلب من كريم أحمد الذي كان سكرتير الحزب الشيوعي، حيث ألغى بمبادرة فردية الميثاق موضوع الخلاف ولماذا لم يكشف ما جرى في الإجتماع المغلق بينهما حسب رواية زكي خيري:( وذات ليلة زار عزيز محمد، وكان على رأس جماعة راية الشغيلة في القسم الأخر واختلى به نحو ساعة من الزمن وإنصرف.
وفي صباح اليوم التالي جمع حميد عثمان الرفاق في أكبر قاعة في السجن والقى كلمة وهو واقف إلى جانب الصبورة وبيده الطبشورة قال فيها:
إن ميثاق الحزب غدا ملغيا! وأكد ذلك بالطباشير على السبورة......) أو كانت وراء الأكمة ما وراءها، وإن موضوع الميثاق كانت حجة يراد بها باطل، و قرارات راية الشغيلة المصيرة كانت في مكان أخر خارج تنظيمات الراية نفسها، سنرجع الى الموضوع في حلقات قادمة. ولماذا وصف جمال الحيدري منظمة راية الشغيلة: بمنظمة انشقاقية وانتهازية أواخر عام 1962.
كان حرياً ب(عزيز محمد) أن يوضح ماذا كان يعني ويحدد عندما يقول:" لقد سار حميد عثمان بدوره على نفس نهج سلفه في القذف وتوجيه الاتهام لراية الشغيلة، بالرغم من تذبذبه الفكري".
هل كان يقصد كريم أحمد لأنه هو كان سلف حميد عثمان في قيادة الحزب؟ وهل الشعارات التي وردت في «الإنجاز»، العدد 16لشهر حزيران 1953, ص7 و 10 :« ثورة الشعب»، «جمهورية الشعب» و«استيلاء البروليتاريا على السلطة» حميد عثمان كاتبه؟ هل كان اصطلاح" راية الشغيلة البلاطي" من إختراعه أيضاً؟ ألم يكن بمقدور عزيز محمد الإشارة إلى وثيقة صادرة في زمن حميد عثمان فيها توجيه الاتهام والقذف لراية الشغيلة؟ انني إطلعت على كثير من الأوصاف الأخرى مثل متطرف، طفولي، متهور..إلخ ولكن كلما عرفنا السبب بطل العجب.
أما بصدد ما ورد في الفقرة التي أراد بها عزيز محمد أن يقتل بها عصفورين بحجر واحد: "لقد التقيت به لاحقا وقلت له اليوم أجدك هنا ... يوم غد اين ستكون؟.. فكان رده إن هذا هو حال الدنيا." أن يقول لدراويشه بأنه أهان وإستفز حميد عثمان الذي كان في ذلك الوقت عضواً في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني الموحد (كان الإسم الرسمي للپارتي وقتئذ) ومسؤول كوردستان أولاً وله القدرة،، كمتبحر في الماركسية، على قراءة الممحي وما يحدث في المستقبل، ويعرف بأنه بعد عشر سنوات يتحول حميد عثمان إلى "داعية لحزب البعث" الذي لم يبقى كاتب شيوعي لا يُشير إليه بتباهي ( لا تنهى عن خلق وتأتي مثله....). ألم يكن رد حميد عثمان على استفزاز عزيز محمد له:(إن هذا هو حال الدنيا) رزيناً وفيه الكثير من الحكمة وسخرية القدر.
أستطيع أن أزعم بأن اللقاء حصل في النصف الأول لعام 1959 و قبل أحداث كركوك المأساوية، عندما كان مد الحزب الشيوعي في أوج عظمته، والمكان الذي تحاشى ذكره عزيز محمد كان محل المحامي عمر مصطفى (دبابة) الذي كان يؤدي دور مقر للبارتي أيضاً، وكان عبارة عن دكان أمام مسكن المحامي عمر دبابة في مدخل محلة إمام قاسم مقابل نهر خاصة وكانت ممتلكات البارتي وقتئذ دراجة هوائية يتنقل بها حميد عثمان. لمهام حزبية داخل كركوك والقرى القريبة حولها، وكان من آهداف الزيارة توجيه الإنذار الأخير من الحزب الشيوعي ل(حميد عثمان) وقبل إصدار قرار تجميده. لو كان لدى ( عزيز محمد ) إعتبار للزمالة والنضال المشترك لذكر بأن زيارته اللاحقة ل(حميد عثمان) كان في موقع عمله، كمراقب عمل على مشروع طريق كركوك طاسلوجة وتغدى معه في مطعم عمال المشروع في (قره هنجير)، حيث استمر في هذا العمل إلى يوم الجمعة المصادف 8 شباط 1963.
لكي تتوضح الصورة أكثر أنقل مقطعا من رسالة ل(حميد عثمان) المؤرخ في 7 / 10/ 1974 نشره الدكتور عبدالستار طاهر شريف في كتابه الموسوم الجمعيات والمنظمات والأحزاب الكردية في نصف قرن 1908-1958ص204-208 :( لقد كان الحزب الشيوعي يحمل واجبات سرية خاصة لكل من حمزة عبدالله و صالح الحيدري وخسرو توفيق لاجل تحويل الحزب الديمقراطي ـ الپارت الى منظمة تابعة للحزب الشيوعي ، وكان العنصر ( المسؤول عن كوردستان) حميد عثمان الذي قبله اليمين و اليسار في الحزب بسبب موقفه الوطني و التقدمي القومي في أن واحد، معارضا لتحويل الپارت الى منظمة شيوعية او شبه شيوعية ، ولذلك صدر قرار من لجنة التعاون الپارتي والشيوعي بتجميد نشاطه السياسي ومنعه من العمل السياسي وبلغ بهذا القرار من قبل ممثل الحزب الشيوعي ( جمال الحيدري ) وقد استغل الشيوعيون اصدار نشرة انتقادية في كركوك بوجه التصرفات التسلطية الشيوعية والتي اصدرها حميد عثمان باعتباره مسؤول كوردستان.)
(البقية في الحلقة القادمة)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام