الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا جمعنا ترامب وفرقنا أوج آلان !

زاغروس آمدي
(Zagros Amedie)

2016 / 12 / 22
القضية الكردية


عندما تعود بي الذكرى إلى الأصدقاء القدامى، ولا سيما بعد أن حصل هذا التشرد لشعبنا في أصقاع العالم، أقوم أحيانا بالبحث عنهم عالفيسبوك علّني أعثر على أحدهم، وأفرح كثيرا عندما يحالفني الحظ بالعثور على واحد منهم. فنقوم باسترجاع الذكريات القديمة ونتبادل الهموم والصعوبات الحالية ونتبادل الآراء في السياسة وغير ذلك.
قبل مدة قصيرة شعرت بالفرح عندما عثرت على واحد منهم، كنت قد تعرفت عليه في المرحلة الاعدادية في مدينة حلب حيث كنا نقيم، أي قبل حوالي 36 سنة. وتوطدت علاقتنا نوعا ما واصبحنا نزور بعضنا ونتبادل الأحاديث في كل الشؤون والقضايا الكبيرة والصغيرة كعادة الأصدقاء، وأذكر أني زرته في قريته مرة أو أكثر، وتعرفت على والده وإخوته، وعرفت وقتها أنه من ديانة أخرى، لكن هذا طبعا لم يضعف أو يؤثر على علاقتنا أبدا، فلا أنا ولا هو كنا مهتمين بالأمور الدينية والمذهبية، وكان ما يجمعنا هو قوميتنا ولغتنا ومعاناتنا. ودرسنا الجامعة سوية وتخرجنا معا، وكان يدرس الهندسة مثلي أيضا ولكن في اختصاص آخر.
وبعد تخرجنا، فرقتنا الايام وأبعدتنا عن بعضنا. وخاصة بعد أن سافرت الى النمسا عام 1989 أي بعد تخرجي بثمان سنين بقصد الدراسات العليا، لكني توقفت عن إتمام الدراسة وعملت سائق تاكسي لمدة سنة تقريبا ثم أسست شركتي الخاصة، لأجمع قدرا كافيا من المال وأعود إلى بلدي.
إلا أنه بعد عودتي لعفرين عام 2006 والتي فتحت بها مكتبي الهندسي وعملت بالتعهدات الهندسية الخاصة، ولحسن الحظ التقينا من جديد و استأنفنا صداقتنا وتبادلنا الزيارات كالعادة.
ثم تشردنا مع جملة المشردين من بلدنا فعدت وعائلتي الى النمسا كوننا نحمل جنسيتها منذ 1997، وهو جاء إلى ألمانيا بعد أن عمل مع الحكومة المؤقتة في مجال الخدمات حسب اختصاصه مدة سنة أو أقل بقليل.
المهم عندما عثرت على اسمه على الفيس ارسلت له فورا طلب الصداقة ورد هو الآخر على الفور لطلبي، وتحدثنا فورا بالصوت والصورة والبسمة لا تفارقنا.

قال لي بعد أن أنتهينا من تبادل كلماتنا الترحيبة:
أتعلم أن المرشح الأمريكي دونالد ترامب ذكرني بك؟
قلت مستغرباً:
- وما الذي يجمعني بترامب هذا الرجل الطاحش بقوة في السياسة؟
قال:
- بينك وبينه ثلاثة أشياء مشتركة.
قلت:
- ما هي وكيف ذلك؟
- قال هو رجل مال وأعمال ناجح، وأنت كذلك.
أجبته ضاحكاً:
وهل تصح هذه المقارنة يا صديقي؟
قال:
ولماذا لا تصح؟ بالعكس أنت أفضل منه من ناحية أنك بدأت من الصفر وصرت متعهد بناء، بينما هو استعان بمال أبيه وشركاته حتى صار ما صار.
قلت طيب اذا هدا رأيك حلو كتير.
قال:
الشيء الآخر الذي يجمع بينكما هو أنه تزوج ثلاث مرات مثلما فعلت أنت.
قلت ل:
قف هنا، هذه المقارنة مجحفة بحقي، لآن الزواج والطلاق في أمريكا ترف وعملية سهلة ومسلية ربما وممتعة ربما أحيانا، وليس له أية صعوبات أو مضاعفات خطيرة غالبا، بينما عندنا سواء الزواج أو الطلاق ليس بالأمور السهلة، ويمكن أن يهدم البيوت من أساسها وخاصة الطلاق.
قال:
وهذه ايضا تحسب لك وليس عليك. لأنك تجاوزت الصعوبات ونجحت في حياتك رغم ذلك.
أجبته: جميل اذا هيك رأيك. رغم أني لا أتمنى لأحد أن يمر بنفس المصير الذي مررت به.
وسألته ما هو المشترك الثالث بيننا، فقد أثرت فضولي؟
قال: فارق السن بين ترامب وزوجته هو تقريبا نفس الفارق بينك وبين زوجتك.
وعندما راجعت ذلك وجدت فعلا أن فارق السن هذا بينه وبين زوجته 24 سنة وهونفس فارق السن بيني وبين زوجتي. وقلت بهذا أنت مصيب تماما.
وتابعت قولي له مازحاً:
أتعلم أنني تفوقت على ترامب وأصبحت رئيسا وهو مازال مجرد مرشح للرئاسة.
قال باندهاش:
ماذا تقول؟ أصبحت رئيسا للنمسا؟
قلت: طول بالك يا صديقي، شو رئيس نمسا مرة واحدة؟ لقد أصبحت رئيسا لجمعية أكراد عفرين في النمسا.
ثم انتقلنا بالحديث عن السياسة، وياليت ذلك لم يحصل.
قال:
بعد أن وصلت ألمانيا وحصلت على اللجوء أستأنفت نشاطي السياسي.
قلت:
جميل لازم تساهم بذلك.
قال:
أعمل مع ال ب ي د واساهم بنشاطاتهم.
قلت:
عادي، ما المانع في ذلك؟ حلو كتير.
ثم استأنف حديثه وهو يسرد قصته مع السياسة التي أعرفها، كيف عمل مع أحد الأحزاب اليسارية، وكيف اعتقل وعذب، وكيف استنكف العمل السياسي في سوريا بعد خروجه من السجن.
ثم دار حوار بينا حول سياسة ال ب ي د وسياسة الأحزاب الكردية الأخرى. وصار يلقي بتهم الخيانة والعمالة وما شابه.
فقاطعته على الفور وقلت له:
بصراحة لم اكن اتوقع ان تصدر منك هذه الألفاظ الشعبوية كالخيانة والعمالة...وأرجو منك أن لا تكرر هذه الألفاظ الغير لائقة بأكاديميين أثناء الحديث.
قال مترددا: اوكي
ثم واصلنا الحديث إلى أن وصلنا إلى موضوع السيد أوج آلان.
وسرد لي كفاية وزيادة عن مناقب هذا الرجل الذي كان يصفه دائما بالسروك آبو وعن منجزاته والى آخر ما هنالك.
قلت: اسمح لي أن أختلف معك بالرأي حول أوج آلان.
استغرب صديقي وكأنه كان يتوقع غير ذلك تماما، وتحدثت قليلا عن هفواته وأخطائه/ ومن جملة ما ذكرت له أنه ما كان يجب عليه الاعتذار لأمهات الجنود الأتراك لأنهم قتلوا على أرض ليست لهم/ ارض اغتصبوها واستولوا عليها بقوة السلاح، وكان الأحرى به أن يعتذر للأمهات الأكراد اللواتي أحرق هذا القائد مدارس أولادهن وجلب بعضهم إلى الجبال للقتال. وإذا كنت لا تصدق سأرسل لك صور هؤلاء التلاميذ الصغار وهو واقف معهم بإعتزاز. كما أنه قام بنشر مثل هذه الصور في نشرات ومجلات حزبه وبكل فخر. وأن البدايات الخطأ لا تقود إلى نهايات صحيحة.
هنا ارتبك صاحبي وغضب ولم يدري ماذا يقول.
وحاولت تهدئته لكن هيهات. وقال منفعلاً:
ليس عندي وقت لأناقشك.
قلت: لنؤجل ذلك الى لقاء آخر.
لكنه بدا منفعلا وغاضبا أكثر قائلا:
لا اريد الحديث معك مطلقا ولست صديقي وكلمات أخرى لم افهمها جيدا لحسن الحظ. وأغلق المحادثة.
ثم لحق ذلك بأن ألغى طلب الصداقة !!!
وهكذا جمعنا ترامب وفرقنا أوج آلان.
كتبت له على الخاص بعد ذلك مباشرة الرسالة التالية:
صديقي العزيز، لن ادع صداقتنا السابقة تنهار بإختلاف الآراء السياسية، صحيح انك ألغيت صداقتنا عبر الفضاء الافتراضي بكبسة ماوس، لكنك لن تستطيع ان تلغي صداقتنا من ذاكرتي. وستظل صورتك عندي ذلك الصديق الذي أعزه وأقدره.
وما زلت بانتظار رده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.. عشرات الطلاب يتظاهرون بالموت


.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي




.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون