الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاريخ وسوطا- بيد الجلادين

خالد كروم

2016 / 12 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



حولوا شعوبهم الى عبيد .. وهم ليسوا أعداء لليهود.. ابتلت شعوبهم بنظام شوفيني عنصري طائفي شمولي ..؟ لا تعير ادنى قيمة للقيم الديمقراطية والحرية مع الاسف الشديد ..


وكلما تعرض كرسي أحدهم للخطر لجأ الى قوميته أو طائفته .. والمصيبة ان هذه الدعوات تلقى صدى بين الناس ... فيغرر بهم ويدفعون الى حرب طائفية نهايتها الخسران ؟



هربوا من أوطانهم ...وتركوا الشعب يعيش بين الحروب والسجون والحصار ... والفقر والمشانق والمقابر الجماعية الخ ..؟!


وكذلك ابتلت ايضا شعوبهم ... بمجموعات معارضة اسوء بكثير وهي تزاود على النظام بالعنصرية والشمولية بالارتزاق والسمسرة على قيم شعوبها الحضارية خدمة لاجندات من يمولهم ..


ان اي مثقف او مفكر باحث سياسي يقوم بتزوير الحقائق عبر وسائل الاعلام المتنوعة فهو يخون الجمهور والحقيقة معا ....ولا يقوم بمهمته.. في حين يدعي انه يكافح لاجل حرية الرأي والتعبير والعدالة والحقوق فهو يغدر بكل هذه المفردات المذكورة؟؟


هؤلاء المثقفين والمفكرين والباحثين امثال كيلو الراكضين وراء الشهرة والمال و حصد التأييد لا يتورعون في نقاشاتهم وتصريحاتهم في استخدام الاساليب الكاذبة والمخادعة يوصلون الى درجة اللا متناهية من انعدام الضمير...


أما الوعود الوردية في أقامة دولة ديمقراطية مهددة من قبل قياديي المعارضة السياسية والعسكرية العربية والاسلاموية التكفيرية الدعشية ..


بينما يتبجح الساسة بأن الشعب أصبح حرا ...فأين هي حرية الفكر ؟وأين هي حرية المعتقد؟وأين هي حرية الرأي؟وأين هي حرية التعبير؟


فلننظر إلى التاريخ البعيد والقريب ... ليتضح لنا أنه لم يحدث قط أن نجح التعذيب ؟!مهما كانت بشاعته في القضاء على فكر إيا" كان أو حتى إلغاء وجود جريمة أو إيقاف حركة احتجاج...


بل إن التعذيب قد يحول الضحية إيا" كانت هويته إلى بطل رغم أنفه...وحتى إذا فقد الضحية حياته تحول إلى أيقونة ومزار...


أن السلطات المتتالية رغم تباين انتماءاتها ترى أنها سوف تكون في حاجة لمن يعذب لها خصومها ولا بأس لو قتلهم... وأنه في النهاية لن يقام عليه القصاص بل حتى لن يدفع من أمواله الشخصية مليما...


فإن من البشر من يستبد بهم الغباء فلا يستوعبون خبراتهم السابقة ...ولا خبرات من سبقوهم بل ويورثون غباءهم لمن يخلفهم...


إنهم الجلادون الذين يحسبون أنه بالتعذيب تتعدل الأفكار وبالقتل تنتهي الفكرة وأن الرعب من التعذيب يدفع بالناس إلى الجحور...


صراع الشهداء والجلادين



إن لكل حضارة أزمتها .. وأزمة الحضارة الإسلامية أزمة دستورية في جوهرها... ترجع إلى الصراع بين مفهوم الشرعية السياسية القائمة على العدل والتراضي الطوعي... ومفهوم السلطة المتغلبة القائمة على الجبر والقهر .


فالشرعية السياسية في الحضارة الإسلامية...وهي أزمة ترجع جذورها إلى معضلة أخلاقية مزمنة هي الصراع بين الجلادين والشهداء... بين أهل الضمائر ومن لا ضمائر لهم.. في كل زمان ومكان...


ومن هذه الثورات ثورة الإمام الحسين بن علي (عليه السلام ) الذي هبَّ "غضبا للدين وقياما بالحق" (ابن العربي، العواصم ص 237)...


وانتهت ثورته بفاجعة كربلاء، وثورة أهل المدينة ضد يزيد، وقد "قاموا لله" (الذهبي: سير أعلام النبلاء 4/37)... وانتهتْ ثورتهم باستباحة جيش يزيد للمدينة المنورة..


وقد عبَّر الحسين عن ذلك في رسالة إلى معاوية قال فيها: "وما أظن لي عند الله عذرا في ترك جهادك، ولا أعلم فتنة أعظم من ولايتك أمر هذه الأمة..." (ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 14/206)...


فهو مذهب الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما... وهو منزع ثوري رافض لشرعية الملك العضوض، أو التصالح مع الظلم السياسي.... (الذهبي: سير أعلام النبلاء 4/37)..


ولذلك نجد تبنى بعض السلفيين تبريرات بليدة لفعلات يزيد؟! الشنعاء وجرائمه التي يندى لها جبين التاريخ... حتى انشغل بعضهم -وشغل معه الناس- بتدبيج الكتب في تحقيق المكان الذي يوجد به اليوم رأس الحسين (ع) .... فضاعت العبرة الأخلاقية من هذا الحدث التأسيسي في التاريخ الإسلامي...


وفي هذا الركام نجد عزاء في دراسة من الدراسات العميقة لفاجعة كربلاء - بعيدا عن التبريرات السلفية-الوهابية المكفرتية - وهي كتاب عباس محمود العقَّاد "أبو الشهداء الحسين بن علي".. فقد تناول العقاد فاجعة كربلاء بمنطق أخلاقي رصين.... وتحليل نفسي عميق... وركز على المدلول الأخلاقي الكبير لهذه الفاجعة.


ونحن نكتفي هنا بثلاثة من أوجه الشبه بين فاجعة كربلاء -كما قدَّمها قلمُ العقاد- وفاجعة رابعة التي عشناها منذ ثلاثة أشهر، لنرى بعض ما تحمله كلتا الفاجعتين من دلالة أخلاقية ومعنى تاريخي.


فأول أوجه الشبه بين كربلاء ورابعة هو طبيعة الصراع في الحالتين. حيث يرى العقاد أن كربلاء كانت من أعظم مشاهد الصراع في التاريخ الإنساني بين فكرتين، أو مزاجيْن بتعبيره هو، وهما مزاج الأرْيحية ومزاج النَّفْعية.


فقد "كانت المعركة كلها هي معركة الأرْيحية والنفعية" (العقاد: أبو الشهداء الحسين بن علي، ص 29) و"حياة الحسين رضي الله عنه كانت صفحة، لا صفحة تماثلها، في التمييز بين هذين المزاجين" (ص 12).


ويشدد العقاد على ضرورة وضوح الرؤية في هذا المضمار، لأن الصراع بين الحسين ويزيد في كربلاء كان صراعا بين "موقف الأريحية الصُّراح في مواجهة موقف المنفعة الصُّراح، وقد بلغ كلاهما من موقفه أقصى طرفيْه وأبْعدَ غايتيْه.


فانتصر الحسين بأشرف ما في النفس الإنسانية من غيرة على الحق وكراهة للنفاق والمداراة، وانتصر يزيدُ بأرذل ما في النفس الإنسانية من جشع ومراء وخنوع لصغار المُتَع والأهواء" (ص 9).


وإذا كان صحيحا ما لاحظه العقاد أنه "ما مِن رجل فاز حيث ينبغي أن يخيب كما فاز يزيد بن معاوية في حربه للحسين... وما اختصم رجلان كان أحدهما أوضحَ حقاً وأظهرَ فضلاً من الحسين (ع) في خصومته ليزيد بن معاوية" (ص 23)...


هؤلاء المزيفون الانتهازيون السلفية الوهابية ... يمارسون مهنتهم بغير امان عندما يصنعون ثقافة مشوهة مزورة مضرة لنوعية الحالة التى كان الامام الحسين (ع) يرغب فى إرسائها وهي كما قال عنها العقاد :_


في معسكر الحسين (ع) قليلون مواجهة جيش من أربعة آلاف مقاتل ببضع عشرات من المقاتلين، والتشبث بالحق والعدل مع تحقُّق الموت في سبيلهما.(ص 11)...


انما نحن نقيم هنا ذهنية عنصرية ممنهجة يتحلى بها الاغلبية الوهابية السلفية المروضة المقلدة لعقلية النظام الأموي القائم على إستحلال دماء الاخر حتي لو كانت دماء إبناء الأنبياء .؟


وكان للحسين أعوانٌ إذا بلغ أحدهم حدَّه في معونته فهو شهيدٌ يبذل الدنيا كلها في سبيل الروح. وهي إذنْ حربُ جلاَّدين وشهداء" (ص 48)...



لقد حاق بمرتكبي مذبحة كربلاء ما حدَّثنا عنه التاريخ: هلك يزيدُ بعد المذبحة بثلاثة أعوام، وهلك قائدُه مسلم بن عقبة بعد استباحته المدينة المنوَّرة بثلاثة أيام..


"ولم تنقض ستُّ سنوات على مصرع الحسين حتى حاق الجزاء بكل رجل أصابه في كربلاء، فلم يكدْ يَسْلمُ منهم أحدٌ من القتل والتنكيل، مع سوء السُّمعة ووسواس الضمير" (ص 71).


وظلت لعنة كربلاء تلاحق الدولة الأموية حتى هدَّتْ أركانها، "وكان مصرع الحسين هو الداء القاتل الذي سكن في جثمانها حتى قضى عليها" (ص 71) فقُتل الأمويون أحياء، وحُرِّقوا أمواتا.


إنها حقا" حرب الجلادين والشهداء، كما وصفها العقاد، بدأت في كربلاء، ولم تنته بعد .. ولن تكون لها نهاية إلا نهاية الاستبداد والهمجية التي تساس به أمتنا اليوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53