الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد رحيل العدو، يكون الميلاد

علاء داوود

2016 / 12 / 23
الصحافة والاعلام


ربما يمكن جعل الحقائق تحت مقصلة اللوي والتزييف، لكن أظن من الإستحالة بمكان القدرة على تزييف بريق العين في نظرة أحدهم، وهو يمارس طقوس الكذب ظانّاً أنه يستطيع إخفاء الحق، فأنه على الأقل لا يجاور الحقيقة، فعندما يحاول أحدهم إخفاء حقيقة ما وراء ثبات القلب المزعوم، تستشيط الشِفاه وحدقات العين لتروي لنا رؤية بسيطة على طريق الكشف المُستتر عن كذبٍ حتمي.

فماذا عن خبايا كواليس الذكريات لانطلاقات حركات التحرر ؟؟، وماذا عن الحزن الزائف ؟؟، بعدما قرر البعض تأجيل الاحتفالات بذكرى الميلاد ( حدادا على حلب )، تساءلت المقاومة الحق، وهل ماتت حلب لنُقيم عليها طقوس الحداد ؟!، رؤية لم تكن مقاومة ولا فلسطينية ولا حتى عربية، بل كانت سعودية تركية قطرية تحت سياط المال الكريه.

هي ذي حلب بجيشها ومقاوميها ودُعاة الحق وأهل شِعابها تنفض غبار القهر، تودي بالقتلة الى وادي الهلاك السعودي والى هاوية السلطنة التركية والى قذارة العباءات القطرية والى رداءة العقل الاستحماري الأمريكي، تلبس حلب اليوم فستان زفافها وتعلن بدء مراسم الإحتفالات، كاشفة عن تناقضات الوُجهة في رؤية الرصاص المقاوم !!، لن يقبل الوطن بعد اليوم طقوس التباكي ممن أقام العزاء على حلب، فهي أدامها الله في وصف الميت بين صفحات الرؤى الخاصة بمعتقداتهم، وحدهم من أطاعوا الحق يستطيعون اليوم ذرف الدموع فرحاً وانتصاراً، بعد صمت الأفواه لا البنادق، بعد ضبط الزيف والتباكي على شهباء لم تمت بعد، إن الإنتظار في طريق الحق لا يُتقنه من اقتات على ملايين القتل، لن يُتقن الإنتصار من كرر بالتكبير خلف طفولة متفجرة، خلف معتقدات كريهة لا تفوح منها إلا رائحة الإستسلام والقتل القذر.

عبر صفحات الحق والوطن في تاريخ الشعوب، لطالما انحنى الحق تحت أمنيات الأطفال والأجيال القادمة، فهي الرؤية السليمة للوطن الآتِ من خلف ضباب استعماء الأخوة، تطيب التضحية بالنفس كُرمى لابتسامات الأطفال، يطيب الموت في سبيل الدفاع عن طفولة الوطن الجريح، فأين سلامة الرؤى من الصفحات الضالة في تاريخ الشعوب ممن يستبدلون نبضات القلوب بصلابة الصخر، ويقتلون الوطن بأدمغة طفولية بيضاء وأحزمة نفطية، لن يكون من المقبول أن يتحدث أحد ممن يتبعون شرائع القتل بعد اليوم عن فلذات الأكباد، فلعله عندما يُداعِب طفله لا يرى إلا أسلاكاً تنمو، أو ربما أينعت وحان قِطافها فوراً.

لكن إحقاقاً للحق، ربما يحق الآن لكل من أعلنوا الموت، البدء في مراسم الحداد حقاً، لكن ليس على حلب ولا على سوريا، بل على رؤية زائفة في وجه حقٍ مقاوم، على معتقدات ممولة نفطاً وعباءات وطرابيش، اذرفوا ما تبقى من دمعات الزيف علكم تتخلصون من رائحة الدمع الكريه مدفوع الأجر، فالإنتصارات ستتوالى، ولن يحق لكم وقتها إلا إقامة المآتم على نُصبٍ وأزلام وأوثان جسدتموها أنتم ورعاتكم القتلة، فتلك الأموال الدامية لن تدوم، لأن ثمة أرض تنتفض في وجه الغريب القاتل، ثمة أرضٌ ما انفكت تقول لا في وجه سلطان متعجرف، ثمة أرض وشعب يتعاهدان على أن الزيت الحق للوطن الجريح هو دماء الشهداء، هنيئاً لسوريا الطيبة هنيئاً لحلب العصية، وسحقاً للقتلة والمراهنين على موت الأوطان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست