الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحرير حلب حطم إلى غير رجعة المشروع التقسيمي المدعوم أميركياً ورجعياً وصهيونياً

عليان عليان

2016 / 12 / 24
الارهاب, الحرب والسلام


مع حسم الجيش العربي السوري وحلفائه معركة حلب ، جن جنون دول معسكر العدوان على سورية ،وفقد حكام وقادة هذه الدول أعصابهم ، وراحوا يندبون حظهم ، ويتباكون على المدنيين في حلب ، ويزعمون أن الجيش العربي السوري وحلفائه ارتكبوا ويرتكبون المجازر بحق أبناء حلب الشهباء ، متجاهلين حقيقة يعونها جيداً وهي " أن الدولة السورية ونظامها القومي هو "أب الولد وأمه" وأن الأهل في الأحياء الشرقية من حلب،كانوا ينتظرون على أحر من الجمر تحريرهم من فصائل الإرهاب ، التي مارست أبشع الجرائم بحقهم منذ أن اجتاحت الأحياء الشرقية في 19 تموز/ يوليو 2012، بدعم عسكري ولوجستي وسياسي من الامبريالية الأمريكية وحلف النيتو وقطر والسعودية وتركيا، من أجل إسقاط الدولة السورية من البوابة الشمالية ، عبر تقسيمها وتحويلها إلى كانتونات طائفية وعرقية، خدمة للكيان الصهيوني في إطار مشروع الشرق أوسط الجديد.
لقد أسقط في يد دول معسكر العدوان على سورية، وهم يرون الفصائل الإرهابية التي راهنوا عليها لتنفيذ المشروع التقسيمي في سورية ، تتساقط كأحجار الدومينو، وتولي الأدبار باتجاه رقعة ضيقة جداً في القسم الجنوبي من أحياء حلب الشرقية، رغم امتلاكها مخزون هائل من الأسلحة والذخائر والمواد التموينية والطبية وراحت هذه الدول تنفخ في مسألة المدنيين من خلال لجوئها إلى ما يلي:
أولاً : قيام وسائل الإعلام في هذه، الدول بفبركة الصور والفيديوهات الخاصة بجرائم العدو الصهيوني في غزة وجرائم القوات الأميركية في العراق وأفغانستان، والزعم أنها حصلت في حلب على يد الجيش العربي السوري وحلفائه ، ووصلت الأمور بفضائيات النفط مثل الجزيرة والعربية وبقية فضائيات آل سعود والفضائيات الأمريكية والغربية، إلى حد استحضار المشهد العالق في ذاكرة معظم الفلسطينيين والعرب إبان العدوان الصهيوني على غزة عام 2014، والذي تظهر فيه سيدة فلسطينية مسنة إلى جانب أبنائها وأحفادها الذين استشهدوا في غزة جراء القصف الإسرائيلي ، وكذلك استحضار مشهد التفجير الذي حصل في مدينة راولبندي الباكستانية في 27 سبتمبر / أيلول 2007 ، الذي أودى بحياة رئيسة وزراء باكستان السابقة بناظير بوتو ، والزعم أن هذين المشهدين الإجراميين حدثا ، في حلب على يد الجيش العربي السوري وحلفائه.
ثانياً : نشر تقارير إعلامية كاذبة، بمانشيتات صارخة في الصفحات الأولى لصحف هذه الدول، حول ما حصل في حلب أثناء معركة تحريرها بالاستناد إلى شهادة شهود زور ، تبين أنهم لم يكونوا في حلب طوال فترة حصارها وتحريرها...وبتنا نشهد حرباً إعلامية قذرة مساحتها معظم دول العالم لتشويه الجيش العربي السوري وشيطنته.
ثالثاً : لجوء أطراف دول معسكر العدوان ، وبالتناوب إلى طلب عقد جلسات لمجلس الأمن لمناقشة ما أسمته " بالوضع الإنساني الخطير في حلب" ، ووصلت الأمور إلى حد أن الكيان الصهيوني – صاحب الباع الطويل في الجرائم ضد أبناء الأمة العربية- بات يتباكي على أطفال حلب ويطلب هو الآخر عقد جلسة لمجلس الأمن.
لكن هذه الوسائل جميعها ، لا تعدو كونها " فشة خلق"، جراء الهزيمة النكراء التي ألمت بمشروع دول معسكر العدوان وأدواتها الإرهابية في حلب ، وهي لا ولن تغير من واقع الصورة – صورة الانتصار التاريخي والاستراتيجي الذي حققه الجيش العربي السوري البطل وحلفاؤه- هذه الصورة التي عبر عنها الرئيس بشار الأسد بقوله " إن مرحلة ما بعد تحرير حلب تختلف عما قبلها، وأن ما حصل في المدينة يمثل "لحظة تاريخية" ستغير العالم.. وأن أبناء حلب يكتبون تاريخاً جديداً " وقوله أيضاً "أن تحرير حلب من الإرهابيين يعني ضرب مشروع الدول الداعمة لهم ، وبالمعنى الاستراتيجي من يربح من الناحية العسكرية في دمشق أو حلب، يحقّق إنجازاً سياسياً وعسكرياً كبيراً على طريق القضاء على الإرهاب نهائياً في سورية".
كما لم ولن يغير من واقع الخط البياني الصاعد لانتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه، الانتكاسة المؤقتة التي حصلت في تدمر، جراء تمكن تنظيم داعش الإرهابي من السيطرة على المدينة مجدداً بدعم أمريكي، في محاولة بائسة للرد على الانتصار الإستراتيجي الذي تحقق في حلب ، إذ بات من المؤكد أن تحريرها لن يستغرق وقتاً طويلا.
وأخيراً فإن قيمة الانتصار الاستراتيجي الذي حققه الجيش العربي السوري في حلب تكمن فيما يلي :
أولاً :شكل نقلة جوهرية نوعية في مسار الحرب السورية ضد فصائل الإرهاب ومشغليها، وضرب الحالة المعنوية للإرهابيين ، ما قد يدفع العديد من الجماعات الإرهابية في أكثر من منطقة في سورية ، للبحث عن حلول لتسوية أوضاع بعض أعضائها، وتمكين البعض الآخر من المغادرة إلى إدلب بالحافلات الخضراء ، بعد تسليم أسلحتهم ومعداتهم للجيش العربي السوري.
ولعلنا نتذكر أنه عندما دب الانهيار في صفوف الإرهابيين في شرق حلب ، سارعت المجاميع الإرهابية في خان الشيح والتل والكسوة وغيرها في ريف دمشق ، للدخول في مصالحات تضمن تسوية أوضاع العديد من منتسبيها للاستفادة من العفو الرئاسي ، وتضمن مغادرة البقية إلى إدلب بدون سلاح .
ثانياً : أنه في حال حصول أية مفاوضات مع المعارضة المزعومة- والتي اقترحها الرئيس الروسي في كازخستان- فإنها ستتم وفق ميزان القوى الجديد ، بحيث تكون " جنيف 1 وجنيف 2 وغيرهما من مسميات وراء ظهر المفاوض السوري.
ثالثاً : أن تداعيات هذا الانتصار شكل بداية انكفاء للمشروع الصهيو أميركي الإمبريالي الرجعي المعادي لأمتنا العربية ، وضربة نجلاء للكيان الصهيوني الذي راهن على سقوط النظام العروبي في سورية .
رابعاً : إن تحرير القسم الشرق من حلب وتوحيدها ، حطم إلى غير رجعة المشروع التقسيمي الطائفي، وقبر أحلام وأطماع أردوغان في حلب وشمال سورية .
خامساً : أن معركة تحرير حلب على وجه التحديد ، خلقت فرزاً غير مسبوق في الساحة العربية ، واللافت للنظر أن الرجعيات العربية – خاصةً النفطية - والأخوان المسلمين ، والعدو الصهيوني تخندقوا في خندق واحد في مواجهة انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه في حلب ، وعزفوا جميعاً بقيادة المايسترو الأمريكي على لحن " بكائية المدنيين " في حلب ، واللافت للنظر أيضاً أن يتظاهر وفي نفس الوقت المستوطنون الصهاينة في القدس ، والأخوان المسلمون في عمان وغزة ، ضد ما أسموه "الانتهاكات ضد المدنيين في حلب" !!!
سادساً : إن تحرير حلب بما تمثله من أهمية اقتصادية وتجارية، سيعيد التوازن الاقتصادي لسورية ولو بشكل تدريجي .
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مسكين أنت يا كويزلنغ
سهى المدني ( 2016 / 12 / 24 - 07:01 )

مسكين أنت يا كويزلنغ كنت مثال الخيانة الوطنية واليوم يسبقك رجل عربي من سوريا اسمه بشار الأسد هو اليوم مثل الخيانة محتفياً بانتصار روسيا وإيران في حلب
لك اليوم أن تنام قرير العين أيها الخائن كويزلنغ

اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة