الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تحلم بالثراء !!

هاله ابوليل

2016 / 12 / 24
الادب والفن





هل تحلم بالثراء!!!‏


‏ في كل عصر ينشط قطاع إقتصادي تجاري ‏‏,مالي, يجني منه رواده المليارات , فيتهافت ‏أصحاب الطموح و راغبي الثراء السريع على ‏الإستفادة من الفرص المتاحة ,, قبل سنوات ‏راجت تجارة التعامل بالأسواق المالية وبعد ‏خسارة السوق بالبورصة ,,بلعت الحيتان ‏الكبيرة الأسماك الصغيرة بضربات موجعة مما ‏جعل الحالمون الجدد ينصرفون لسوق ‏العقارات لإنها تخلو من المخاطر ولكن بعد ‏المرور على مافي العالم من إزمات ودمار ,قد ‏يسقط عقارك تحت منفذي أيدي المجانين ‏والإرهابين –إنظر لحلب كيف تحولت الى ‏مدينة أشباح , ففي كل ساعة تسقط عمارة ‏فأي الإستثمارات تجدي وأكثرها إستدامة ‏وبعدا عن المخاطر ,‏
إنها حتماالطريق المفروشة بالكتابة ‏
هل أنت حالمة !‏
متى كان الكتّاب والمؤلفين أغنياء !!‏
الم نسمع عن قصص لمؤلفي كتب ماتوا ‏جوعا ولم يجد منهم وراءه ثمن دفنه في قبر ‏محترم . ‏
‏ حسنا ,,هذا صحيح ,,, ولكن بعد قراءة هذا ‏الإعلان ,, فعليك مراجعة أحلامك وتقرر بعدها ‏ان كنت راغبا بالثراء من إمتهان الكتابة ‏كوظيفة لك أو إستثمار بعيد الأجل وبدون أي ‏مخاطر ,وهذا هو الأهم . ‏




‏" مؤلفة «هاري بوتر» أكثر ثراء من ملكة ‏بريطانيا"‏


‏ في العدد ( ‏‎8917‎‏) من جريدة الشرق ‏الأوسط (‏‎4‎‏ ) جاء هذا العنوان اللافت لكي ‏يصدم القارىء و يثير الأعجاب بنفس الوقت . ‏فأين كنا وأين أصبحنا ‏
‏ هذا الشيء الغير مألوف و طرأ على الحياة ‏العامة , بتنا نسمع عن قضايا جديدة لم تكن ‏مطروقة مثل أدباء في مصاف الأثرياء , هل ‏سمعتم بهذا من قبل !! ‏
‏ عندما نتذكر ميتة الروائي العظيم " أنطون ‏تشيخوف " وهو نفسه الذي حارب الإبتذال ‏طيلة حياته, كيف عادت جثته بعربة مليئة ‏بالقواقع البحرية ,عندها سنعرف الفرق بين ‏الماضي والحاضر .‏
‏ عشرات القصص لمؤلفين ماتوا جوعا أو ‏تهميشا , أما سمعتم عن المذيع الذي اجرى ‏لقاء مع الشاعر بورخيس وفي معرض سؤاله ‏عن سر بقاءه بالعيش في مكان بسيط , رغم ‏شهرته الواسعة بكل أنحاء العالم فضحك ‏بورخيس وأعتبر أن ذلك الرجل هو أحمق رجل ‏أنجبته بلاده .... فمتى كان الكتاب أثرياء !! ‏هذا الكاتب الذي كان يعتبر أن كتاباته ليست ‏تلك التي يقرؤها الناس بل تلك التي مسحها ‏‏, والذي طلب بود ألاّ يحسدوه لتوليه رئاسة ‏المكتبة الوطنية (‏‎5‎‏) بعد فقدان بصره قائلا:" ‏أقول ذلك بشيء من الحنين لأن العمى ‏منعني من المطالعة منذ‎1955 ‎‏. حدث لي في ‏ذلك العام أمران رئيسيان في حياتي‎: ‎عيّنت ‏مديرا للمكتبة الوطنية في بيونس آيرس وفي ‏الوقت نفسه تقريبا صرت أعمى. ثمة ‏‎200‎‏ ‏ألف كتاب في متناول يدي… دون أن أتمكن ‏من قراءتها‎".
‏, فتخيل تعاستة كشخص يعشق القراءة ‏ولديه مكتبة يوجد بها أكثر من ‏‎200 ‎‏ ألف ‏كتاب ولا يستطيع قراءة كتاب منها , سنعرف ‏حينها أن من بين الأشياء الذي يفتقدها ‏الأديب - عندما تأتي متأخرة - بحيث يصبح ‏حدوثها أوعدمه .سيان.‏
‏ حتى مقولة ميغيل ثيربانتس الشهيرة " هناك ‏طريقان يقودان إلى الثروة والمجد أحداهما ‏طريق العلم والآخر طريق السلاح) لم يكن ‏قد اقترب من أي منهما وهو في الثالثة ‏والثلاثين وكان قبل ذلك أشد اجوعا وإملاقاً‎.
‏ لذا عندما نسمع شيء مغاير فأننا حتما ‏سنفرح , ولكن حتى تلك التي فاقت ثروتها ‏ملكة بريطانيا , حيث قدرت ثروتها في سنة ‏‏(‏‎2003‎‏) بأكثر من ‏‎280‎‏ مليون جنيه أسترليني ‏‏, كانت لها لحظات مرارة وهي تنتظر موافقة ‏دور النشر, فهذا النجاح لم يأتي مرة واحدة , ‏فمؤلفة الساحر هاري بوتر التي عملت في ‏أحدى المدارس استمدت روايتها الناجحة من ‏عالم المدارس , ولو فكرت قليلا في الفكرة ‏‏,,,, إنها مجرد مدرسة ,وهناك صفوف ‏دراسية ومواد علمية وجداول صفية و ‏مباريات رياضية وهناك مكتبات وهناك كما ‏هي الحياة مدرسين وطلاب في جانب الخير ‏ومدرسين وطلاب أشرار و آخرين يعانون من ‏أمراض الغرور والكبرياء .‏
‏ وهكذا تم الأمر , وكل ما فعلته أن أضافت ‏لذلك بعضا من السّحر, فجعلت المدرسة ‏مدرسة لتعليم السحر ‏
ياالهي ماأسهل هذه الفكرة !! ‏
ولكن من كتبها ؟ ومن الذي جنى كل تلك ‏الأرباح فيما بعد ؟.‏
حدث هذا في العصر الذهبي للرواية , في ‏زمن الرواية ... القرن الحادي والعشرين ‏بإمتياز ‏
و في البدايات لم يكن ذلك سهلا لدى " جيه ‏كي رولينغ " (‏‎6‎‏) التي حملت مسودة الجزء ‏الأول من الفتى اليتيم هاري بحثا عن ناشر, ‏ولمدة عام كامل من الرفض , وافقت أخيرا ‏دار النشر رقم ‏‎13‎‏ , و مقابل ‏‎1500‎‏ جنيه ‏إسترليني فقط‎.‎‏ ولكن هذا ليس غريبا قبل ‏موسم الطفرة الذي حدث , ‏
‏ دعونا نعود إلى القرن الثامن عشر وتحديدا ‏في روسيا وفي بيت مغطى قرميده بالثلج .‏
‏ فتح الباب بعد أن أزاح بالرفش ركام الثلج ‏الذي يغطى المدخل متمنيًا لو يكف الثلج عن ‏التساقط , لكي ينهي تلك المهمة الصعبة ‏على روحه , فبعد إفلاسه استجاب لعرض ‏صاحب دار النشر , وها هو يتجهز لملاقاته ‏لإجراء صفقة خاسرة حتما , ولكن ليس بيده ‏حيلة .‏
‏... بعد أن لف عنقه بشال صوفي ثخين , ‏وغطى نفسه بمعطف يشبه معطف غوغول ‏الذي سرقه اللصوص كالعادة , خرج الروائي ‏داستوفاسكي من منزله المغطى بالثلج ‏الذي انهمر لعدة أشهر بدون توقف , حاملا ‏أوراق تم توقيعها بحزن وتخوّل لصاحب النشر ‏بيع حقوق انتاجه الأدبي لقاء ما يعادل ( ‏‎1500‎‏) دولار فقط (‏‎7‎‏) . ‏
أرايتم ليس هناك أي فرق بين " قصة رولينغ ‏و داستوفسكي
‏ كلاهما تقاضا مبلغ ‏‎1500 ‎‏ دولار فقط , ولكن ‏يفصلهم تاريخ طويل وقرن من الزمان لكي ‏تصبح بعدها رولينغ مليونيرة في عصر الرواية ‏الذهبي . وقد احتلّت رولينج المركز الثاني ‏لأغنى النساء في العالم. بعد أوبرا المذيعة ‏الأمريكية ذات الأصل الأفريقي , بثروة قدّرت ‏بحوالي مليار ونصف المليار دولار! ‏
‏( يقال إنها نقلت ثروتها في شاحنات مصفحة ‏‏, و القمر الصناعي يصور ما يحدث ثانية بثانية ‏ويتابع تحركات السيّارات‎!‎‏)‏‎.
ورولينج أول كاتبة تجني مليار دولار جرّاء ‏الكتابة فقط! وقد تم تصريح أن كل ثروة رولينج ‏جرّاء الكتابة. إلا لو استثنينا المئة جنيه التي ‏امتلكتهم بعد أن تم اطلاقها .

‏ وما بين الحاضر والماضي نجد مسافات ‏ضوئية , بين إيرادات الكتب الضخمة في ‏عصرنا مقابل ما كان يأخذه كُتَاب العصور ‏السابقة , ولكن هذا لم يمنع حتى في القرن ‏الثامن عشر أن يكون هناك روايات وكتب ‏حققت أعلى المبيعات (‏‎8‎‏) ولكن الفرق ‏يكمن في طبيعة الإقبال على هذا الفن ‏السردي وكيف صار رديفا لسلوك حياتي بعد ‏أن كان محتكرا للطبقة البرجوازية المدللة ‏التي كانت تقرأ في القرون السابقة فقط ‏لقلة الأعمال والواجبات الموكلة إليها . ‏
‏ فما قصة هذه الأرقام الفلكية لروائيين صاروا ‏أثرياء من مهنة الكتابة ّ!!‏
ليست القصة كيف حدثت , ولكن هل ستظل ‏تحدث !!‏
‏ أم أن الأمر كما فسره الناقد المغربي ‏المعروف" محمد برادة " له علاقة بإعصار ‏العولمة الربحية (‏‎9‎‏) .‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا