الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجوائز والسياسة

هاله ابوليل

2016 / 12 / 25
الادب والفن


‏ الجوائز والسياسة ‏
‏"الأرض الأرض وانتحار رائد الفضاء"، هل تتذكرون من كتب هذا الهراء , لديكم دقيقة ,,, إنتهت ‏الدقيقة
‏ سأساعدكم قليلا ... إنه زعيم دولة نفطية - صاحب الملابس المبهرجة والتهريج المتواصل .‏
‏ هذا الكتاب تم مدحه كثيرا من قبل كتّاب مشهورين بالعالم العربي و في مجمل الدول العربية بدون إسثناء , ‏هذا العنوان الغريب ,حتما , يخص شخصية إشكالية , ولن تكون أقل من العقيد معمر القذافي الذي جلس ‏على عرش ليبيا لأكثر من اربعين عاما , هل تتذكرونه ,,‏
كان مسليا ولكن لا تحزنوا فها هو رئيس أمريكا القادم سيكون اكثر تسلية ‏
أنا أضمن لكم ذلك !!!! ‏
ورغم ما يمتاز به هذا العقيد المسلي من هلّوسة في حياته وفي كتاباته , الاّ أنه وجد من يجاريه في هلّوسته ‏والإشادة بخرافاته المليئة بها كتبه , ومنها كتابه الأخضر . وما ذكرنا هذا الموضوع من أجل التذكير بالقائد ‏البائد بل تذكيرا بالنفاق الذي قد يلجأ له المثقف , ليجد له مكانا في خريطة المشهد الأدبي .‏
‏ والمتتبع لسيرة الناقد المشهور والوزير في عهد الرئيس السابق لمصر , سيجد أن الدكتور الألمعي ‏
‏( جابر عصفور ) يحمل جائزة لنفس هذا القائد , فهل كان فعلا يستحق الأمر السكوت على تلك الخرافات ‏والقبول بجائزة تحمل اسم رئيس موتور !‏
‏ ولاغرو أن نجد قصيدة بائسة تصبح تحفة الزمان الأوحد لمجرد أن كاتبها شيخ من شيوخ الخليج , ولو ‏قدر لها أن توضع باسم شاعر مغمور , لما ألتفت إليها أحد و لا أشاد بها أديب .‏

هذا هو حال السياسة أو ما يسميه ويحلو لهم أن يسموه النقاد " علاقة المثقف بالسلطة", وهي علاقة ‏قديمة , يشد بها الحبل ويرخى حسب تقلبات الزمان والمكان و بإعتبار درجة الوقوف أمام السلطة والقدرة ‏على مواجهتها أو محاربتها , فهناك المثقف المهادن و المثقف المعارض والمثقف الذي لا ثقافة لديه ولكنه ‏محسوب عليها لأنه من ضمن فريق ينتمي لوزارة ثقافة البلد . ‏
وبناء عليه تتحدد تأثيرات السلطة السياسية , بناء على موقف المثقف فتقوم بحرمانه من العمل والتضييق ‏عليه أو تقوم بضمه لقطيعها بحيث يكون واحدا من البوق الذي ينفخ في مزمارها بنفس اللحن الحكومي ‏بدون إعتراض .‏
وفي حال أخذ مثقف ما موقفا مختلفا , فأنهم يسلطون سيف المنع والمصادرة وفتوى القتل أو الإغتيال ‏الفكري أو إحراق الشخصية عن طريق التعرض لها بوسائل الإعلام ‏
فالسلطة السياسية لا تعترف بالحرية المطلقة للكاتب . وقد تلجأ الى إغتيال الشخصية بعدة طرق ليس أقلها ‏سحب جائزة أعطيت , مثل ما اقدمت عليه لجنة صناع "جائزة سلطان العويس "، في الإمارات العربية ‏المتحدة ، التي تم انشاؤها في عام ‏‎1987‎‏ ، وتمنح كل عامين مرة ، في مجالات عدة ، منها الرواية . ففي ‏سنة ‏‎2004 ‎‏ قامت بسحب الجائزة ، من الشاعر العراقي المعروف ، سعدي يوسف ، بعدما مُنحتْ له في عام ‏‎1990‎‏ ، وشطبه من سجلاتها. وقد أثار القرار انتقاداً لما ينطوي عليه من ربط الجائزة بموقف الفائز السياسي ‏، ما يشي بأن الجائزة لا تمنح على أساس إبداعي بحت ، بل لها ثمن (‏‎36‎‏). ‏
‏ و مؤخرا قامت الكاتبة المصرية سلوى بكر , عشية إعلان فائزين مصريين بجوائز " كتارا للرواية العربية ‏‏" .بالطلب في تصريح صحفي بالتحقيق مع كل من ترشح لجائزة كتارا القطرية , وطالبت بما يشبه محاكم ‏التفتيش بالتحقيق معهم من قبل المجلس الأعلى للثقافة في مصر.‏
‏ فهل يعقل هذا ! ‏
‏ أما صاحب الفضائية "توفيق عكاشة " فقد طالب بالتحقيق القضائي مع الكتّاب الـ‎240 ‎‏ كلهم, بل وسحب ‏الجنسية المصرية منهم وكأنهم عملاء لدولة قطر المغتصبة لأرضهم !!! فيا للبؤس الحاصل !(‏‎37‎‏)‏
فما هذه العقلية ؟ ومن أين يستقى هؤلاء مرجعياتهم الأخلاقية قبل الأدبية !!‏
‏ صحيح أن هناك الكثير من الكتاب , أمثال الروائي الفرنسي "كلود سيمون "، الذي كان يرفض فكرة ‏الالتزام الأدبي بالمواقف، وكان يقول دائماً: « إذا أردتم موقفي فسأخبركم به » ولكن هذا لا يعني نصب ‏محاكم تفتيش لمقاضاة كاتب فاز بجائزة من دولة على خلاف مع دولة أخرى مثلما لاقى صاحب "أداجيو" من ‏إتهامات صريحة وضمنية وغمز ولمز طاله هو و الروائي سامح الجباس الفائزان في جائزة كتارا لسنة ‏‏(‏‎2015‎‏) ,في حين كان رد الروائي «إبراهيم عبد المجيد» ساخرا في مداخلة هاتفية لبرنامج «مانشيت»، ‏الذي يعرض على فضائية «أون تي في»، من منتقديه، ضاحكًا: (‏‎38‎‏) «"هجوم البعض علي؛ بسبب حصولي ‏على الجائزة من قطر شيء يدعو للضحك‎» .‎‏ وأضاف «"كتارا" جمعية أهلية مستقلة، وليس لوزارة الثقافة ‏القطرية أي نفوذ عليها، كما يدعي البعض، كما أن هناك ستة روائيين عرب غيري، من دول مختلفة، حصلوا ‏على هذه الجائزة معي‎».‎‏"‏
وتابع: «بعيدًا عن الدولة القطرية، والأزمات السياسية الحالية، فقطر بها معرض كتاب يتم تنظيمه بشكل ‏سنوي، ويشارك فيه العديد من دور النشر المصرية، و الكتاب والروائيون العرب‎».‎
‏ أما من تسامح معهم من القراء والكتّاب , بإعتبار احقية عدم خلط السياسة بالإبداع , وخاصة أن مبلغ ‏الجائزة الكبير سيتيح لهم تفرغا أدبيا يحتاجه الأديب لكي يبدع .‏
والمتتبع لجوائز عالمية ؛ مثل نوبل نجد أن شبهات السياسة في منح الجوائز قائمة ,فعندما كتب الفائز بنوبل ‏‏(‏‎2014‎‏) باتريك موديانو روايته "عشب الليالي" عن قصة إختطاف السياسي المغربي الأشتراكي "المهدي ‏بن بركة" وهو اكبر معارض للملك حسن الثاني فلن ينتابك الاّ الشعور الذي يتملكك أن الفوز احيانا لا ‏يكون بريئا من شبهات التسيّيس خاصة أن الكاتب نفسه أرسل استهجانه بهذا الفوز مطالبا الأكاديمية ‏السويدية بتوضيح منحه هذه الجائزة , في حين أن هناك من ينتظر الجائزة منذ عشر سنوات أمثال ‏الأمريكي , فيليب روث والكاتب العربي أدونيس .‏
ففي عروض بعض الجوائز نوع من التسييس الغير معلن وقد قال بيتر إنلجند‎( Peter Englund ) ‎السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية، في معرض منح "هيرتا مولر "جائزة نوبل إنه تم تكريم السيدة مولر ‏بسبب لغتها المتميزة جدا من ناحية، ومن ناحية أخرى بسبب أن لديها حقا قصة ترويها عن نشأتها في ظل ‏نظام ديكتاتوري.. وكذلك نشأتها كغريبة بين أهلها" وقد انتقدت هيرتا مولر نظام حكم تشاوسوفكي . ‏
‏,,, وهذا غيض من فيض , فدعونا نرى كيف يتم الأمر ؟ ‏
ففي فصل جائزة نوبل للآداب ,ستجدون ملاحظة شبيه بهذا الإسترسال تحت باب الإنطباعات
‏ و أحب أن أعيد ما كتبناه ,لأن لكل مقام مقال , وما دمنا نتحدث عن السياسة و الجوائز المسيّيسة ‏
‏ سنجد أن معظم فائزي نوبل الذين تعرضوا لإنتقاد المعسكر الشيوعي – الإشتراكي في رواياتهم قد فازوا ‏بالجائزة العتيدة , و لا يوجد من فاز بها لإنه انتقد - مثلا المعسكر الغربي . ‏
ولنا في جائزة البوكر الانجليزية التي منحت لرواية " ابناء منتصف الليل" للكاتب الباكستاني سلمان ‏رشدي(‏‎39‎‏) الذي كسب شهرته العالمية فيما بعد ,من وراء الفتوى التي أصدرها آية الله الخميني , ولولاها ‏لما استطاع أن يلفت الأنظار و يحصل على وسام" فارس"من ملكة بريطانيا , فالمعارضة ونقد المجتمعات ‏التي تتوافق مع أيدلوجية أصحاب توزيع الجائزة وصناعها هم الذين يتحكمون بذلك , فعندما رفضت ‏الكاتبة الفلسطينية " سحر خليفة " مناصفة جائزة " سيمون دي بوفوار" مع كاتبة اسرائيلية ليس لها ‏رصيد كتابات يؤهلها لذلك. بل لأن ذلك الاختيار كان فقط لمحاولة استدراج الشخصية الفلسطينية لتحقيق ‏نصر سياسي و بمناصفة بين فلسطيني واسرائيلي , وكأن الجائزة تحاول اللعب بخيوط العملية السياسية بما ‏يحدث في الساحة السياسية الراهنة (‏‎40‎‏).ولذ‎ ‎ا كانت سحر خليفة محقة عندما قالت:" الجوائز لا تصنع ‏السلام‎" ‎‏ . ‏
فلا أحد ينسى كيف ذهبت جائزة نوبل للسلام لتصافح مجرمي الحروب ,الذين حصلوا على الجائزة ,بدون ‏إستحقاق .‏
‏ فهل تحقق السلام!‏
‏ فهل من الغريب ان يحصل عليها السادات لولا توقيعه لمعاهدة السلام, لا ننسى قادة الكيان المغتصب ‏لفلسطين المحتلة , تم اعطائهم جوائز السلام وأيديهم ملطخة بدماء الأطفال في مخيمات صبرا وشاتيلا في ‏لبنان وضحاياهم في دير ياسين وحروب غزة الأخيرة .‏
وهل من الغريب حقا كإستباق وقائي , أن تمنح الجائزة لرئيس امريكا " اوباما " بعيّد توليه الرئاسة بأيام
‏ فماذا صنع اوباما لكي يستحق الجائزة؟؟
‏ حقا , كان ذلك مدعاة للتندر والفكاهة , ‏
فقد خسرت الجائزة العالمية مصداقيتها بتلك الهبة التي لا تستند لأي معايير , ‏
ففي النهاية عليك ان تدرس ما يعجب المحكمين وتعتّرف على ما يعجبهم وتكتب حسب مواصفاتهم , و كن ‏مع القطيع الذي يمنح الجوائز أو قريبا منه ,وستحصل على نصيبك من الهبات والجوائز .‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله الـ 20 ..الفنان محمود مرسي أحد العلامات البار


.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها




.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع


.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض




.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا