الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعر صلاح جبار العوفي- حلم أطفال العراق - Le poète Salah Jabar AL- Ofi : Le rêve des enfants Irakiens

رابحة مجيد الناشئ

2016 / 12 / 25
الادب والفن


الشاعر صلاح جبار العوفي- حلم أطفال العراق
Le poète Salah Jabar AL- Ofi : Le rêve des enfants Irakiens

الشاعر العراقي صلاح جبار العوفي ، من مواليد محافظة ذي قار العراقية / سوق الشيوخ ، اكملَ شاعرنا دراسته الجامعية باختصاص البيولوجي في عام 1971، ومارس هذا الاختصاص في ثانويات سوق الشيوخ وثانويات بغداد، ولم يمنعه اختصاصه العلمي عن التوجه الأدبي والانغماس فيه، شاعراً وَمُبدعاً.

في احدى مراحِل حياته، أدارَ الشاعر مجلة آفاق مندائية، التي يصدرها مجلس البحوث والدراسات المندائية في العراق، كما كان عضواً في لجنة التدقيق والسلامة الفكرية لمشروع ترجمة الكتاب المقدس للصابئة المندائيين ال ( ﮔﻧﺰﺍ ربا ) ، حيث حازَت مُساهمته على اعجاب وتقدير من رِئاسة الطائفة المندائية في العراق و من مَجالسِها.

الشاعر صلاح العوفي، من فِئَة الشُعراء الذينَ يكتبونَ ولا ينشِرون، وَلِحسن الحظ يُفَكِّر الآن بالانفِتاح على النشر وَبإصدار مجموعة شعرية في المستقبل القريب.

يقول الشاعر بأنه بدأ بكتابة الشعر منذ حوالي خمسة عقود، وتحديداً في عام 67 19 ، ولا زال يتذكر اول قصيدةٍ كتبها في ذلكَ العام، اليكُم مقطعاً من هذه القصيدة :

أﺤﺒﭻ مِثل حُب اﻠﮔﻣر لنجومهْ
واحلَم بيچ...
مِثل الطفِل مِن يحلَم ﺍﺑ نومهْ
ﺷﮔﻝ للقَلَم لو راد يِكتِب...
وانتِ بريشَة الفنان مَرسومهْ
يَل خَدِّﭺ بَدِر، يِزيح الليل وهمومهْ
يا وَﺠﻧﺗﭻ...يا حبَيبهْ اموَردهْ و مختومهْ
عيار( أربعه وعشرين ) ﻋﺍﻠخَدين موسومهْ...

كما يذكر الشاعر قصيدة كتبها في السبعينات بمناسبة انعقاد مُؤتَمَر الحزب الشيوعي العِراقي يقول في مَقطَعٍ مِنها :

تَحِت خيمة مؤتَمَر حِزب الشَغيلة
كِتبَت زنود النِشامة بدم شَهيد
وَطنٌ حُرٌ وَشَعبٌ سَعيد
دِجله بَشَّرهَه الفُرات
ﮔﻠﻬﻪ عالمنا جديد
والشهيد الصُبَغ ماﻴﭻ
غَنَّه لِبلادي نَشيد
وَطَنٌ حرٌ وَشَعبٌ سَعيد...

يَعيشُ الشاعِر الآن في بلدهِ الثاني ، السويد، وَيُكَرِس وَقته للعَمَل مع مُنَظَمات المجتمَع المَدَني العِراقية، مُساهماً في احياء الأماسي الثَقافية المُكَرَسة لاستذكار وَتَخليد أَعزاء وَعمالِقة في الفَن والأدَب والبحث والفلسَفة، كَخَليل شوقي وَيوسِف العاني وَعَزيز سباهي وَنَعيم بدوي...كَما ساهمَ الشاعر في الاحتفاء والتَكريم بمَن هُم أحياء في الحياةِ وفي القلوب ، كالاحتفال بتكريم الشاعر الكَبير مُظَفَر النَواب الذي أَقامه التيار الديمقراطي العراقي في السويد مع الجمعية المندائية في ستوكهولم قبل فترَةٍ قَصيرة.

إن الشعرَ شيءٌ جوهري في حياة صلاح العوفي، كالبَلسَم الذي يُشفي الكَلَم، وَيُزيحُ عَن الصَدر الألَم.. وهوَ شاعر شعبي في الأساس، ولكنهُ يَكتبُ أيضاً بالفُصحى كَقصيدَته التالية عن حلم اطفال العِراق :

حـلــــــمُ أطفــــال العــــــراق
صلاح جبار العوفي

نحن أطفـــــالُ العـــــــراقْ

همُّـنـــــا ليـــس يُطــــــاقْ
أبريــــاءً قـــــــد وُلدنـــــا
وسْــط َ أحــــــزان ٍ نشأنــا
وكبُرنا بين حــربٍ وعداءْ
ضِحْكـُـنا صـــارَ بُكـــــــاءْ
قلبـُنا ينــــزفْ دمـــــــــــاءْ
مِثلـَــنـــــا يوجـــــــد رفـــــــــــاقْ
في المـــدارسْ ، يدرســـــــــون
في الملاعــــــبْ ، يلعبــــــــون
في الشـــــوارعْ ، يمرحـــــــــون
إلا ّ فيـكَ ، يا حبيبا ً ، يـا عــراق ..!
مدارسٌ ، زهورُها تـُفـَجـَّــــــرْ
ملاعــبٌ ، أشبالــُـها تـُهجَّـــرْ
شوارعٌ ، ضحكتـُـها تـُصــادَر
فلماذا ، كلّ هذا .. ولماذا ..؟!
كلُّ هذا .. كان مِن فعلِ الحروبْ
أشعَـلوهـا مِن شَمــال ٍ للجَنـــوبْ
أَحرَقوا الأرضَ والأشجارَ والبشرْ
قلعوا النخــل عذقــاً وسعفــاً وجـذر
سرَقـــوا الأزهـــارَ حُبلــى بالثمـــر

نحــــــــن أطفـــــــــــالُ العـــــراقْ

صبـــــرُنا ، في الصـــدرِ ضـــــاقْ
دمُنــــــــــــا ، ظــــــــلَّ يُـــــــــراقْ
لا نريدُ صوتَ إطـــلاقِ البَنــــادق ْ
بل نريدُ صوتَ عُصفورِ الحدائقْ

نحــــــن أطفـــــــــــالُ العــــــــراقْ

قــــــد حَـلِـمْـنـــــــــا باشتيــــــــــاقْ
لســــــــــــــــــلام ٍ ووفـــــــــــــــــاقْ
حين نـِمْنـــــا .. فرأينــا في المنـــامْ
شمــــــــسَ بابـــــــــــل والقمـــــــــرْ
وميـــــــــاهً سومريــة في النهـــــرْ
وحقـــــــولا ً و ورودا ً تزدهــــــــرْ
ورأينا الشمسَ لا تنــوي الغـــــروبْ
وتبشـِّــــــر ، بانتهاء ٍ للحـــــــــروبْ
ودُعـــاء تلتقـــــــي فيــه القلــــــــوبْ
فاستجابت للدُعاء ، كلُّ أبوابِ السماءْ
أمطرت حبــــــا ً وأزهــارا ً ومـــــاءْ
لتبـــــــاركْ دَمَ كل ِ الشهــــــــــــــداء ْ
وتبشـِّــــــر بســـــــلام ٍ و رَخـــــــــاء ْ
فَعَلا صوتُ " المآذن " 1 في الســـماءْ
دوَّت أجراسُ " الكنائس "2 في الفضاءْ
وابتهــالٌ في " المَـنـــادي " 3 للإخــاءْ
وبصوتٍ واحــــدٍ كـــــان الدُعــــــــاءْ
ربـَّنــــا اجعــــلْ الحِلــــمَ حقيقــــــةْ
لبـــــــــــلادٍ وحضـــــارات ٍ عريقــــــــةْ
ربَّـنـــــا أحفظ لنا عراقنـــا...رَبَّنا أحفظ لَنا آباءَنا

1- المَآذن، جمع مئذَنة ، وهي رمزللمَسجِد، مكان العبادة للمسلمين.
2- الكنائس، جمع كنيسة، وهي رمز لمكان عبادة المسيحيين.
3- المنادي ، جمع مندى، وهي ترمز لمكان العبادة للصابئة المندائيين.

قصيدة مؤثرة تجعل من يقرأها او يستمِع اليها، يَقومُ بِمُحاوَلَةٍ لِخداع الزمن لِيعودُ طفلاً مع هؤلاء الأطفال ، صارخاً هوَ الآخر بوجه الظلم، مُطالِباً مِثلهم بوَضعٍ آخر وَبغَدٍ افضل، بِوَطنٍ تَطوفُ فيهِ الحَمائِم دونَ خوفٍ حامِلَةً لأَغصان الزَيتون ، وَبأزهارٍ تملأُ الحدائق مُفعَمَةً بِأريج الزَنابِق. الطفولَةُ واحدة ، وحلم الأطفال في حياةٍ كريمة هو كذلِكَ واحِد، لذا فَكرتُ أن أُترجِمَ هذهِ القصيدة الى اللغةِ الفرنسية واهدي هذهِ الترجَمة الى القُراء والى الأطفال الفرنسيين :

Le rêve des enfants Irakiens
Salah Jabar AL- Ofi

Nous sommes les enfants de l’Irak

notre peine est insupportable
innocents nous sommes nés
grandissons au milieu de tristesses
entre guerre et hostilité
notre rire devient pleur
le sang s’épanche de notre cœur
Il y a des enfants comme nous
qui vont à l’école,
qui vont au stade,
qui réjouissent dans les rues
Seulement chez-toi, Ô notre aimé Irak.. !
écoles, fleurs qui explosent
stades, lionceaux bannis
rues, sourires confisqués
Et pourquoi, tout cela…et pourquoi.. ? !
acte de guerre que tout cela !
ils ont embrasé la vie du nord au sud,
brûlé la terre, les arbres et les hommes
arraché palmiers, grappes, rameaux et racines
volé les fleurs alors qu’elles sont enceintes de fruits

Nous sommes les enfants de l’Irak

Nous avons perdu patience
notre sang, coule toujours
nous ne voulons pas le son des fusils
mais nous voulons la voix de l’oiseau du jardin

Nous sommes les enfants de l’Irak

Nous avons fait un rêve désireux
de la paix et de l’harmonie
dans notre sommeil nous avons vu
le soleil de Babel et la lune
des eaux sumériennes dans la rivière
des champs, des fleurs s’épanouissent
nous avons aussi vu le soleil
n’ayant pas l’intention de se coucher
Promettant l’expiration des guerres
et une invocation, dans laquelle se rencontrent tous les cœurs
Toutes les portes du ciel , ont exaucé cette invocation
il pleuvait d’amour, des fleurs et de l’eau
pour bénir le sang de tous les martyrs
et promettant la paix et la prospérité
la voix des Minarets " 1 s’est élevée dans le ciel
les cloches des“ Eglises " 2 ont résonné dans l’espace
des prières dans les “ Mandas " 3 pour la fraternité
et en une seule voix était l’invocation
Ô Seigneur, faites que le rêve devienne réalité
Pour un pays de civilisations immémoriales
Ô Seigneur sauvez notre Irak, sauvez nos parents

1. minarets, le minaret est un symbole d une mosquée, qui est le lieu de culte pour les musulmans.
2. Eglises, l Eglise, est un lieu de culte pour les chrétiens.
3. Manda ou mandi ,est un lieu de culte pour les Sabaean Mandeans

كلمات الشاعر العوفي قد الهبت كذلك مشاعر الفنانين والمطربين، فالمُلَحِن والمُطرِب العِراقي المقيم في السويد " جَلال جَمال “ قد لحن وغنى العديد من قصائد الشاعر :

- يا هلا بدجلة وفرات

- حَنيت إلَك يا وَطَن

- آهٍ...ثُمَ آهٍ...يا عِراق

- عَروس السَلام

وَ " يا هَلا بحزب الشَغيلة “

كما غنى من كلماته ، الفنان المندائي المقيم في المانيا، "عَدنان السبتي “ اغنية مطلعها :

‹‹ مِن ﮔﺎل آنه أنساكُم...كُل عُمري عِشتهْ و ياكُم ...››.

لقد فتحَ لَنا الشاعر صلاح جبار العوفي باب الأحلام وجعلنا نحلم ونستغرقُ في حلمٍ لذيذ ، كما يحلم كل طفلٍ في العراق ...بل كل طفلٍ مَهضوم يعيش وسط الحروب والكراهيَّة ويرنو الى السلام والى المَحَبة، كالطفل السوري، والطفل الفلسطيني، واليماني، والليبي، والبحراني وأطفال افريقيا...وقد تَطول القائمة. فليَحلَم الجميع، فَحينَ يَحلم الإنسان بشكلٍ فَردي، يبقى الحلم حُلماً ليسَ غَير، لكن حينَ نحلم معاً، جميعاً، كُلنا، سيكون هذا بدايةً للحَقيقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه