الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد علي مقلد - كاتب وباحث يساري لبناني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: ثورة داخل الأصوليات اليسارية والقومية والدينية أم ثورة عليها.

محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)

2016 / 12 / 26
مقابلات و حوارات


 من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -192- سيكون مع الأستاذ د.محمد علي مقلد - كاتب وباحث يساري لبناني -  حول: ثورة داخل الأصوليات اليسارية والقومية والدينية أم ثورة عليها.



ما حصل ويحصل في العالم العربي، والذي قد يستمر حصوله لسنوات طويلة، هو ثورة، بل هي الأولى، بالمعنى الدقيق للكلمة، بعد ثورة النبي محمد التي نشر فيها دعوته الاسلامية. كل ما عدا ذلك لم يكن سوى انتفاضات أو حركات تمرد أو حركات مطالبة بالسلطة، كثورة الزنج أو البابكية أو القرامطة، أو انقلابات في العصر الحديث بقيادة أصوليات يسارية أو قومية أو دينية، من سعد زغلول إلى عبد الناصر في مصر وأديب الشيشكلي وضباط حزب البعث في سوريا والعراق ومن جعفر النميري إلى عمر البشير في السودان، لا تعدو كونها تغييرات جزئية وموضعية، سلبية أحياناً وإيجابية أحياناً، من داخل المنظومة الحضارية والسلطوية ذاتها.

يعاني العالم العربي لا من أنظمته فحسب، بل من أحزابه أيضاً، التقدمية والقومية والدينية، التي هي أغصان من شجرة الاستبداد ذاته، وهي نسخ متعددة من الأصوليات التي تبحث عن الحلول في النصوص المقدسة وفي بطون الكتب، وهي معادية للديمقراطية وترى في الآخر، أياً يكن هذا الآخر، عدواً لها، ويزعم كل منها أن في بنية قيادته وإيديولوجيته وبرامجه "قداسة" ما، تمنحه نوعا من العصمة وتحميه من الزلل، فتصير الأحزاب كلها كأنها "أحزاب الله".

لا التشخيصات السابقة ولا البرامج تمكنت من إدخال بلدان الوطن العربي إلى عالم الحداثة والمعاصرة ، بل هي التي أبقته في خانة العالم الثالث بل الرابع والخامس. الحركات الدينية رأت العلاج بالعودة إلى الاسلام الصحيح، فأدخلت المسلمين ومن يعيشون داخل العالم الاسلامي في معضلة أشد وأدهى، بحثاً عن إي إسلام هو الصحيح، إسلام الاجتهادات المتعارضة والأحزاب المتناحرة؟ إسلام التنوير والمفكرين والفلاسفة أم اسلام المعممين وإبن تيمية أم إسلام السلف الصالح؟ الإيراني أم السعودي أم التركي أم الصومالي؟ إسلام العقل أم "ما قبل العقل" أم "العقل المستقيل" (الجابري). وحيث وصلت الحركات الدينية إلى الحكم لم تتجاوز برامجها "التنموية" موضوعي النساء والمشروبات الروحية، مستندين في ذلك إلى تفسيرات مغلوطة للنصوص.
الاحزاب القومية شخصت المرض بالاستعمار والعلاج بالتحرر منه، وقد أثبتت الوقائع حقيقة معاكسة تماما، وهي أن البلدان التي "استخدمها" الاستعمار "مقراً أو ممراً" كانت أكثر جاهزية للتطور والدخول في حضارة العصر من تلك التي لم يطأ الاستعمار أرضها، وأن البلدان التي تفاعلت مع الغرب الاستعماري كانت أسرع من سواها إلى الدخول في الحداثة ، وربما كان النموذج التونسي خير مثال على ذلك في تجربته التي سبقت الربيع أو في تلك التي تلت سقوط النظام القديم أيضاً. كما أثبتت أن العداء للاستعمار قد تلازم مع قيام أنظمة قومية استبدادية شمولية توسلت الانقلابات للاستيلاء على السلطة، وتحالفت مع المعسكر الاشتراكي من أجل "فك التبعية عن الاستعمار" وعن الغرب الرأسمالي، وتذرعت بالعداء للصهيونية فبالغت في الانفاق على جيوشها وعلى استعداء شعوبها. فلا هي حررت فلسطين ولا بنت الاشتراكية، بل وضعت بلدانها أمام خياري الاستبداد أو الحروب الأهلية. كما أثبتت أن الأوطان المستحدثة لم تتمكن من الحفاظ على المكتسبات التي تحققت أيام الاستعمار، ولا سيما على الصعيد السياسي، حيث سارعت القوى السياسية إلى إستعادة أنظمة الاستبداد والإطاحة ببذور الديمقراطية الفتية.
أما الاحزاب اليسارية فقد ركزت على الجانب الاقتصادي الاجتماعي، انطلاقاً من تفسير مغلوط لقانون العلاقة بين البنية الفوقية والبنية التحتية في الماركسية. حتى الأحزاب الشيوعية التي لم تتمكن من الوصول إلى السلطة في العالم العربي، فهي كانت متحالفة مع قوى قومية في الحكم أو متعاونة معها. أما في بلدان أخرى كثيرة خارج المنظومة الاشتراكية فقد استولت على السلطة بالانقلابات العسكرية، من أفغانستان واليمن في آسيا إلى أثيوبيا وبلدان أفريقية كثيرة، ولم تتمكن، لا في البلدان التي حكمتها مباشرة ولا في تلك التي دعمت الحكومات فيها، أن تقدم نموذجاً صالحاً لحل أزمة التخلف أو أزمة النهوض على امتداد أنظمة الحكم التي احتكرتها أو شاركت فيها.

قراءة الواقع العربي تتطلب إعادة صياغة الكثير من المصطلحات، كالثورة والتقدم والاشتراكية، فالثورة، على سبيل المثل، لا تكتمل إلا إذا ترافقت أو تتوجت بثورة سياسية، على هذا الأساس تسقط من التصنيف كل محاولات النهوض الاقتصادي والثقافي، مهما بلغت درجة نجاحها (العراق قبل الغزو نموذجاً)، إن لم يكن النهوض مصاناً بثورة في المجال السياسي قادرة على حماية الانجازات في سائر المجالات.
كما تتطلب التعامل مع الرأسمالية بصفتها حضارة وتقييمها استناداً إلى النصوص الماركسية الكلاسيكية، ولا سيما ما ورد عنها في البيان الشيوعي. نقول ذلك اعتقادا منا بأن الاجابات المغلوطة على أسئلة النهضة العربية ناجمة عن نظرة مغلوطة إلى الرأسمالية، وبأن النهضة ليست شيئا آخر غير الخروج من حضارة العصر الاقطاعي إلى الرأسمالية، وأن الدخول إلى هذه الحضارة الجديدة من غير بابها السياسي قد يحقق إنجازات اقتصادية وثقافية وعلمية كبيرة، لكنه لا يؤمن لها الضمانة الأكيدة للحفاظ عليها ولتطويرها. من يدرس تاريخ أوروبا في القرون الوسطى يعرف إلى أي مدى كان التشابه كبيراً في طرق العيش والتفكير وفي علاقات الانتاج وآلياته، وفي القيم الاجتماعية والسياسية، بين بلدان عديدة متباعدة من أقصى الشرق الآسيوي حتى أقصى الغرب الأوروبي، مرورا بالمنطقة العربية، ويعرف كم أن عملية الانتقال، ولا سيما صعوباتها، متشابهة هي الأخرى.

العقل، العلم،المعرفة، الصناعة، الاقتصاد، عناصر تكاملت الثورة فيها ضمن علاقة جدلية بين أطرافها. الحاجة أم المعرفة، والعقل هو السبيل إليها. في البدء كان المكوك لتطوير صناعة النسيج، ثم توالت الاكتشافات. صناعة الألوان مدخل إلى علم الكيمياء وعلوم الطبيعة، فالألوان مصدرها الطبيعة والتفاعل الكيميائي هو منجم ابتكار ألوان جديدة. صناعة الأجهزة مدخل إلى الفيزياء. المسننات ومحاور الحركة( أكسات)، وصناعة الساعة، كواحد من الأجهزة الداعمة لحواس الانسان ووعيه، ساعة الحائط وساعة اليد. صار للوقت معنى آخر وللعمل مقياس دقيق للقيمة.
من أهم هذه الأجهزة المبتكرة تلك التي تساعد العين على رؤية الأجسام الصغيرة جدا أو البعيدة جدا، التي لا تراها العين المجردة ، الميكروسكوب والتلسكوب. يمكن وصفهما بصاعقين فجّرا المعركة بين السببية وعلم الغيب، بين عالمين من المعرفة أحدهما مبني على التجربة، والآخر على الحدس و الماورائيات، بين نموذجين للوعي، أحدهما من نتاج عقل العلماء وآخر من نتاج الطقوس الكنسية. يمكن القول إن هذين الجهازين هما اللذان أطلقا ثورة ضد المعرفة الكنسية، لأنهما ساهما بتدمير عمارة المعرفة المبنية على التواتر السمعي، ناقلين المعرفة من الأذن إلى العين، ثم أرفقا ذلك بالتشكيك بالمعرفة العينية وبكل معرفة حسية قبل التثبت منها بأحكام العقل. ثورة علم الفلك بواسطة تلسكوب كوبرنيكوس ومن بعده غاليليه، سحبت الفضاء من سطوة الأساطير وجعلته مادة للعلوم العقلية. كما شكل انتقال المحورية من الأرض إلى الشمس قريناً لانتقال المحورية مما وراء الطبيعة إلى الطبيعة. كان الله هو محور الكون فصار الانسان. التلسكوب عوض قصور العين عن رؤية الأجسام البعيدة في عمق الفضاء، مثلما عوض الميكروسكوب قصورها عن رؤية الخلايا الصغيرة في بطون الأجسام القريبة.

من المفاهيم والمعادلات التي تحتاج إلى إعادة تأويل وتفسير الصراع الطبقي وعلاقة البنية التحتية بالبنية الفوقية، انطلاقاً من اعتبار الافكار قوة مادية. ذلك أن العقل، العلم،المعرفة، الصناعة، الاقتصاد، عناصر تكاملت الثورة فيها ضمن علاقة جدلية بين أطرافها. الحاجة أم المعرفة، والعقل هو السبيل إليها. في البدء كان المكوك لتطوير صناعة النسيج، ثم توالت الاكتشافات. صناعة الألوان مدخل إلى علم الكيمياء وعلوم الطبيعة، فالألوان مصدرها الطبيعة والتفاعل الكيميائي هو منجم ابتكار ألوان جديدة. صناعة الأجهزة مدخل إلى الفيزياء. المسننات ومحاور الحركة( أكسات)، وصناعة الساعة، كواحد من الأجهزة الداعمة لحواس الانسان ووعيه، ساعة الحائط وساعة اليد. صار للوقت معنى آخر وللعمل مقياس دقيق للقيمة.

على أن الخطأ الأكبر الذي ارتكبه ماركس والماركسيون هو التفسير المغلوط والمشوه لفكرة الدولة وللموقف منها. لقد اقتصرت نصوص ماركس عن الدولة على مجموعة من التعليقات والتحليلات السياسية والفكرية، وعلى نقد مفهوم هيغل للدولة. رداً على هيغل الذي رأى أن الحرية هي غاية التاريخ وأن الدولة هي تجسيد الحرية، قال ماركس إن البشر لن يعرفوا حرية طالما الدولة موجودة. ذلك أنها، في نظره، أداة للهيمنة الطبقية والقمع الطبقي، وأداة لضمان ملكية الرأسمال ومصالحه ضد العمل. غير أن تلك الملاحظات المتفرقة التي أوردها ماركس عن الدولة كان يستكمل بها نقده للدولة في الحضارة الرأسمالية، وكان يستشرف زوالها في لحظة ما من التاريخ، وبالتحديد حين لا يعود المجتمع في حاجة إلى وجودها ، أي حين ينتقل المجمتع من الرأسمالية إلى الاشتراكية، وتصبح الضوابط الاخلاقية بديلاً من الروادع القانونية.
اليسار الماركسي كان الأقدم عهداً في معارضة الدولة الرأسمالية، ثم تلاه الاسلام السياسي في منطقتنا معارضا لها بحجة كونها أحد تجليات حضارة موسومة بأنها "أجنبية ومسيحية ومادية"، ثم استكملت معارضتها من جانب القوى القومية بحجة كونها نتاجاً استعمارياً.
أتاحت لنا القراءة النقدية لتجارب النضال ضد "الصهيونية والرجعية والاستعمار" وضد الرأسمالية المتوحشة أن نكتشف هذه الأعطال في منظومتنا الفكرية، حين لم نكن نميز بين زوال الدولة وإزالتها، أو بين اضمحلالها والقضاء عليها، بين انتفاء الحاجة إليها أو تدميرها، أي حين فهمنا فهماً مغلوطا قانون النفي ونفي النفي، وجعلنا النفي الميكانيكي بديلاً من النفي الجدلي. لذلك عكفنا على نقد التجربة وجعلنا استنتاجاتنا بمثابة نقطة ارتكاز لرسم برنامج النهوض التقدمي يضع في رأس أولوياته بناء الدولة والنضال من داخل الحضارة الرأسمالية للتخلص من الشر الأكبر فيها، استغلال الانسان للانسان.
قد يكون من المفيد والضروري أن يعيد اليسار صياغة مواقفه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وانهيار التجربة الاشتراكية، وإعادة بناء القضية المركزية التي عليه أن يناضل في سبيلها . وقد أثبتت تجربة الربيع العربي أن الحلقة المركزية المشتركة هي النضال ضد الاستبداد بأشكاله المختلفة، الظاهرة والصريحة في الجمهوريات الوراثية وأنظمة السلالات، أو المموهة بدساتير تفرغها السلطات من مضامينها الديمقراطية ، كما هي الحال في لبنان حيث شخّص اليسار عطل النظام في الطائفية فيما المرض هو في المحاصصة. أما في بلدان العالم العربي كله فقد أثبتت ثورة الربيع أن المشترك بين الأنظمة، على اختلافها وتنوعها هو الاستبداد. من طبائع أنظمة الاستبداد أنها تضع شعوبها أمام خياري الأنظمة الأبدية أو الحروب الأهلية. هذا ما حصل في الدول التي انفجرت فيها ثورات الربيع، فيما سائر البلدان العربية الأخرى مهددة بالحروب الأهلية إن لم تبادر القوى السياسية فيها إلى القيام بإصلاحات سياسية جذرية لبناء أنظمة دستورية وديمقراطية تلتزم الإعلان العالمي لحقوق الانسان وتحترم التنوع وتعتمد آليات لتداول السلطة.
ملاحظة: النص هو مقتطفات من كتابي، هل الربيع العربي ثورة، الصادر عن دار ضفاف في لبنان عام 2015









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عززيزي الاستاذ محمد مقلد
محمد الرديني ( 2016 / 12 / 26 - 05:12 )
بقلب مفتوح ودون استبقاء لأي سوء نية اود ان اسألك: هل هناك فعلا يسار بعد ان غرقت معظم شعوب العالم بالداء؟منذ 20 سنة انسحب اليسار من الساحة ،مجبرا ام مختارا لا اعرف، وتعملقت الاحزاب الطائفية يأتي بعدها المرتزقة من اصحاب العمائم ثم اتت الميليشيات اذا اصبحت مثل بائع الصمون يبيع لكل الناس ولايهمه سوى الدفع.
اصبح من النادر هذه الايام ان تقرأ او تسمع عن قوى يسارية تتصدى لي باغية في السلطة بل انها ،واقولها بكل مرارة، تتفرج وتشعر انها التي ستكسب في النهاية لأنها(حركة التاريخ)
في العراق مثلا لايمكن تخيل الحزب السيوعي العراقي صاحب التاريخ العتيد يمد يده الى اصحاب العمائم ويرضى ان تخصص بعض مقار اعضاءه غرفة للصلاة ويوزع بعض كوادره الهريس والقيمة في زيارة الاربعين
انها والله مهزلة من مهازل هذا الزمن الاغبر
انت حر في ان تحزن او تجيب على السؤال او تشتم سائله
تحياتي


2 - رد الى: محمد الرديني
محمد علي مقلد ( 2016 / 12 / 26 - 09:27 )
أشعر بالمرارة التي تشعر أنت بها. لكن اليسار حاجة ليس فقط لليساريين بل للأوطان وللشعوب، وهو كالحب في شعر نزار قباني ، لو لم نجده عليها لاخترعناه. إن العالم اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لليسار، واليسار بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لإعادة تأهيل، الأمر الذي يتطلب إعادة قراءة للماركسية ومصطلحاتها ولكل المفاهيم المتعلقة بالثورة والتطور والتقدم، لأن الحضارة الرأسمالية ليست نهاية التاريخ. اليسار الذي نحتاجه هو يسار جديد بفكر جديد وأطر تنظيمية جديدة وبرامج جديدة.


3 - وماذا عن السعودية
عبد المجيد حمدان ( 2016 / 12 / 26 - 11:26 )
تحياتي : وجدت نفسي متفقا معك في التحليل حتى الجملة الأخيرة . تقول :- هذا ما حصل مع الدول العربية التي انفجرت فيها ثورات الربيع العربي ، فيما سائرالبلدان العربية الأخرى مهددة بالحروب الأهلية إن لم تبادر القوى السياسية فيها إلى القيام بإصلاحات سياسية جذرية ......الخ -. كثيرا ما أقف مشدوها أمام التحليلات التي تركز على جزء من عالمنا العربي وتتجاهل جزءه الآخر. وأيضا تجاهل إرثه الثقافي الهائل والمرتكز لفعل عديد من القرون ، وما صنعته من تغليف عقلي وتخلف انساني ، ثقافي وحضاري . نحن نحاكم ، ولا أقول أنت حاكمت ، ما آلت إليه أوضاعنا ، وكأننا جزء من الأمم التي صنعت الحضارة الحالية ، نملك معارفها وقدراتها ..الخ . وأيضا نتجاهل ما أنتجه الصراع الداخلي بين جناحي العالم العربي ، ذلك الذي أنتج القوى التي أشرت إليها ، وذلك الذي وضع كل المعوقات ، مستندا ومستخدما لذلك الإرث الهائل لاجتثاث تلك القوى ، بعد منعها من تحقيق أي تقدم ثابت . أقصد بكلامي العربية السعودية منذ نشأتها ، وتعاظم شأنها بعد الثروة البترولية الهائلة ، وتوظيف هذه الثروة لقتل كل تقدم . وهنا اسمح لي أن اتفق معك في أن السعودية ، كما المغرب والأردن وسلطنات وإمارات الخيلج ، هي الأخرى مهددة بحروب أهلية .واسمح لي أن أسأل من أي قوى سياسية تجري المطالبة للقيام بإصلاحات سياسية ؟. السعودية والخليج لا يعرف العمل السياسي والمملكة والإمارات لا يمكن أن تقوم بهذه الإصلاحات لأنها ضد وجودها ذاته . وهي كما نشاهد فعلها في سوريا ، ليبيا ، العراق ، اليمن ، السودان وقبلها جميعا الصومال ، تعمل على خلق قوى سياسية ترى ان عكس عجلة التطور هو غاية المنى . .ومرة أخرى اسمح لي أن أذكر القارئ بدور السعودية في مساندة قوى الاستعمار في إفشال عبد الناصر وبعده القوى القومية الأخرى . هذا دور مستواصل ومستمر . أخيرا لو سألنا أنفسنا : ترى لو حدث ووصلت السعودية لحرب أهلية ، ما طبيعة القوى التي ستشكل أطرافها ؟ وتحياتي مجددا .


4 - رد الى: عبد المجيد حمدان
محمد علي مقلد ( 2016 / 12 / 26 - 13:44 )
تحياتي
استناداً إلى المعايير القديمة، أي الصراع مع الامبريالية والاستعمار والصهيونية، كانت المملكة تصنف في خانة القوى الرجعية العميلة للاستعمار والامبريالية. وقد منحها استخدامها سلاح النفط في المعركة مع إسرائيل صك براءة مؤقت. ربما كانت تلك المعايير في حينها هي السائدة. المعيار الذي نعتمده في قراءتنا النقدية هو الموقف من أنظمة الاستبداد، واستناداً إليه كل أنظمة الاستبداد سواسية حيال قضايا الثورة، ولا فرق بين استبداد ملكي أو استبداد جمهوري. أما المطالبة بإصلاحات فهي البديل عن الحروب الأهلية، وربما شكلت تجربة المغرب العربي في الإصلاح السياسي نموذجاً إيجابياً مقبولاً يمكن البناء عليه، وإلا فلا مناص من الحروب الأهلية التي، في حال نشوبها، لن تستعيد إلا صورة داحس والغبراء، مع فارق بسيط، بسيط جدا، جدا جدا، وهو أن نيران النفط ستحرق الأخضر واليابس من حاضر السلالات ومستقبل شعوب المنطقة


5 - الأخ العزيز الدكتور محمد علي مقلد
فاخر فاخر ( 2016 / 12 / 26 - 21:35 )
كنت أنتظر منك فقراً في العلوم السياسة ورثته من الحزب الشيوعي اللبناني لكن ليس لهذا الحد
العالم بات وحدة واحدة في ظل النظام الرأسمالي ولذلك قال ماركس يتم التحرر من النظام الرأسمالي بثورة واحدة تقوم في مركز النظام الرأسمالي وتبقى الثورة في ديمومة حتى يتحرر العالم كله
رأى لينين أن الثورة يمكن أن تقوم في روسيا وتستمر حتى يتحرر العالم
بالفعل قامت الثورة في روسيا وتعاظمت وحررت أوروبا بالقضاء على النازية ثم تماهت بثورة التحرر الوطني بقيادة البورجوازية الوطنبة التي حاصرت مراكز الرأسالية التي انهارت تبعاً لذلك
ما حدث في الخمسينيات هو أن البورجوازية الوضيعة السوفياتية بقيادة العسكر انقلبت على الاشتر اكية وهو ما انعكس بانهيار طبقة البورجوازية الدينامية في العالم كله ولذلك انتهى العالم إلى ما نحن فيه من فوضى وتخلف بقيادة البورجوازية الوضيعة
لدى انهيار طبقة البورجوازية الوطنية خطف السلطة عصابات منحطة من العسكر في الجملكيات العربية
الربيع العربي مثل انتفاض شعوب الجملكيات لإزاحة العصابات من السلطة
تشويش برامج الأحزاب ناجم عن سوء فهم وتحليل نكوص الثورة في موسكو
هل كنت ستجد مثل هذا التشويش لو أن الثورة الاشتراكية استمرت في التقدم كما كانت بقيادة ستالين !؟


6 - رد الى: فاخر فاخر
محمد علي مقلد ( 2016 / 12 / 27 - 15:55 )
بعد التحية
أكد لي تعليقك صحة كلامي عن الأصوليات، وعن كونها تشبه بعضها بعضاً باللجوء إلى الكتب لحل مشاكل راهنة، والاستعانة بالسلف الصالح، الذي يمثله الصحابة والأئمة عن الإسلاميين، وماركس ولينين وستالين وماو تسي تونغ عند اليساريين. لا يعني ذلك اعتراضا على السلف الديني أو اليساري، بل على طريقة توظيف التراث. فالأصوليات تسعى إلى نسخ التجارب القديمة ومحاكاتها، والصحيح أننا نحتاجها لاستلهامها لا لتقليدها وتكرارها تكرارا حرفيا آليا.
كما أكد لي وجه الشبه بين الأصوليات في تعصبها للماضي على حساب المستقبل، فيذهب بها التعصب إلى أن يطلق كل منها أحكامه المغلوطة عن ماضيه، فيظهر في نظرك -أنهيار- الرأسمالية واضحا وقاطعا ، وتغيب أية إشارة عن انهيار التجربة الاشتراكية، بل يبدو حديثك عنها وكأنها في عز شبابها لولا دمعة حرى على تراث ستالين.
كنت أتمنى لو أنك اطلعت على مضمون كتابي عن -الأصوليات- الصادر قبل نحو من عشرين عاما، لتقرأ فيه نقدا للأصولية اليسارية، نقدا لا يتبرأ من الماضي بل يعتز به ويسعى إلى إعادة الاعتبار للفكر اليساري وللاشتراكية.
لا يكتفي فاخر فاخر بالاستعانة بالسلف اليساري، بل هو يستحضر عدة التفكير والمصطلحات اليسارية من دون أي تعديل على مدلولاتها ومضامينها، وكأن التجربة الاشتراكية ما هزها ريح ولا عصفت بها عاصفة. ربما كانت الإشادة بالتجربة والتغني بانهيار الاشتراكية نتيجة طبيعية لهيمنة التأويلات السوفياتية لهذه المصطلحات التي بموجبها رأى اليسار القديم أن هذا العصر هو عصر الانتقال إلى الاشتراكية. ألم يحن الوقت بعد لكي يرى العقل اليساري أن الاشتراكية المحققة انهارت وبات من الضروري إعادة الاعتبار إليها بنقد الماضي لا بتأبيده؟
ربما كنا نعذر كاتب التعليق لو لم يستخدم عبارات ليست من لغة البحث الرصين عن الحقيقة ولا من مفردات التشخيص السليم للقوى السياسية العدوة أو الصديقة، كنعته البرجوازية السوفياتية بالوضيعة، أو كلامه عن -العصابات المنحطة- في أنظمة الانقلابات العسكرية العربية.
تستغرب كيف أنني لم أتعلم من تجربتي في الحزب الشيوعي اللبناني، وتتهمني بأنني -تجاوزت الحد-. يهمني، لكي أبدد استغرابك أن أعترف لك بأن المرء يمكن أن يتعلم في مدارس الحزب الشيوعي، أي حزب شيوعي، كل القيم السامية، الأخلاقية والاجتماعية والوطنية، أن يتربى على التضحية والتفاني والصدق والمثابرة والتخلي عن الأنانية المريضة وأن يدافع عن قضايا المظلومين والمفقرين والمهمشين، وأن يناضل من أجل سلام البشرية وتقدم الشعوب وازدهار الأوطان، إلا أن المعارف الأكاديمية لها منصات أخرى، فليس الحزب هو المكان الصالح لنتلقن فيه -فقرا في العلوم السياسية- ( ربما كان قصدك فقرات) .
فضلا عن ذلك، أيام لينين فحسب، كان المكتب السياسي يضم مجموعة من الفلاسفة والمفكرين الكبار. بعده ساد نهج ستالين مع المثقفين، فهو أمر بإعدام استاذه( وهو أستاذ فلسفة جامعي) الذي استمر على مدار أربع سنوات يشرح له محاضرات عن الديالكتيك. أعدمه بتهمة انتمائه إلى المونشفيك قبل الثورة، وبعد أن أعدمه نشر المحاضرات في كتاب عن الديالكتيك لمؤلفه ستالين. هذا النهج هو الذي قدم المثقف أمام رفاقه على صورة -خائن لطبقته- ما جعله عاطلا عن العلم داخل الحزب، وقد أثبتت تجربة المفكرين الكبار في القرن العشرين أن الفضل في ما بلغوه في مضمار الثقافة والفنون والابداع إنما يعود إلى انتمائهم إلى الماركسية لا إلى التنظيم الحزبي. مع ذلك، فأنا لا أنكر أن من الممكن أن تكون وسائل تحصيل المعرفة متعددة، وليس السبيل الأكاديمي إلا واحدا منها.
استوقفتني الجملة الثانية في تعليقك التي تقول استنادا إلى ماركس، أن العالم بات وحدة واحدة في ظل النظام الرأسمالي. ربما كان عليك أن تقرأ جيدا مداخلتي لهذا الحوار. أنا انطلقت من هذه الفكرة بالذات، واستنتجت أن بلدان العالم ، ولاسيما بلداننا العربية، دخلت إلى الرأسمالية من كل الأبواب(الرأسمالية) الممكنة ، أي الاقتصاد والثقافة وعالم المال والاتصالات ، الخ ألخ ، إلا باباً واحدا ظل موصدا وهو الباب السياسي الذي سدته الأنظمة الجملوكية، كما تسميها، أو الجمهوريات الوراثية كما يطلق عليها، أو أنظمة الاستبداد الجمهوري أو الملكي كما أسميها. ولهذا بدا لي أن المهمة الأساسية أمام اليسار هو التخلص من أنظمة الاستبداد .هذه هي بالضط هوية ثورة الربيع العربي ، ولهذا قلت عنها أنها أول ثورة منذ النبي محمد، وكل ما عداها انقلابات من البابكية والقرامطة حتى الانقلابات العسكرية التي تحالف معها اليسار ضد الربيع العربي.


7 - بعض الملاحظات علي مقالة الاستاذ محمد علي مقلد
عبدالمالك الجناتي ( 2016 / 12 / 27 - 04:29 )
تحية للاستاذ محمد وللقراء والمعلقين

عندي ملاحظة اولى على بنية المقالة. فهي تنتقل في فضاء صغير جدا من نقاش قضايا مباشرة حول اليسار واليمين الي نقاش قضايا تاريخية ونظرية، مثل الرأسمالية والاشتراكية والاقطاع، بما يجعل المقالة غير مركزة على قضية محددة تجذب القارئ اليها بقوة وتدفعه للتفاعل والادلاء بالرأي. فبدا الانتقال غير سلس او يشتت النظر لدى القارئ. ويرجع ذلك ربما الي ان المقالة قطعة صغيرة من كتاب موسع فتفقد الفقرات المتماسكة (نظريا) في الكتاب معناها في المقالة التي لها بناء اخر.

لكن القارئ لا يخرج خاوي الوفاض. حاول الكاتب ان يقبض على ما يجمع مختلف التيارات السياسية والفكرية وانتهى علي ما يبدو الي ان ما يجمع بينها هو تركيزها على المضامين الاجتماعية والقيمية والاقتصادية وغيرها للنظام السياسي دون اهتمام بطبيعة السلطة والحكم، اي انها تجاهلت السياسة بالذات. بعبارة اخرى، شاركت التيارات المختلفة في نفس الرؤية السياسية وهي نفس الرؤية التي تجسدها مختلف الانظمة السياسية بقطع النظر عن تصنيفاتها الخارجية كالقومية والليبرالية والاسلامية. ولذلك كان يكفي انظمة الحكم القائمة ان تعلن بلاغيا نيتها تبني الاشتراكية او القومية او الاسلامية لتنال ولاء مطلقا من الاحزاب التي تصدر عن هذه الايديولوجيات او الشعارات.

يزداد هذا التوصيف وضوحا عند اعلان الكاتب عن الحاجة الي ثورة سياسية تحتاج اليها المجتمعات العربية لتثبيت اي مكتسب يتحقق في الابعاد الاخري للنشاط السياسي والاجتماعي : اصلاح زراعي، تعليم، تصنيع، سيادة وطنية، الخ. اي ان النضال من اجل قضايا محددة لا يستقيم بدون وضع قضايا الحكم والسلطة ضمن ما يجب تغييره وتطويره واصلاحه وتوزيعه. وهذا يجعل النضال الديموقراطي والوطني علي واجهتين لا تنفصلان ابدا : 1. واجهة الاقتصاد والاصلاح والتنمية وما يسير في نطاقها؛ و 2. واجهة السياسية بالمعتى الدقيق للكلمة.

اذا اردنا ان نعيد صياغة فكرة الاستاذ محمد علي بعبارات قوية وواضحة، سنقول ان : بناء الدولة الوطنية مشروط ببناء الدولة الليبرالية (الليبرالية السياسية وليس الاقتصادية طبعا). الدولة الوطنية بما تعنيه من سيادة، ومن مقومات السيادة بالانتماء الي العصر : في الاقتصاد والتعليم والسياسة والثقافية (واللغوية)، الخ. والدولة الليبرالية بما تعنيه من ديمقراطية المؤسسات وحريات وحقوق اساسية تكون ذلك المشترك الذي تدور علي ارضيته الخلافات وليس بخرقه.

الوضوح على هذا المستوى يعطي معني جديا لفكرة اليسار الذي ليس فكرة طبعا وانما هو قوى عرفت تحولا جذريا نحو اليمين والثورة المضادة. فهو يسمح بنقد حقيقي لليسار الشعبوي اللاديموقراطي الذي ورثناه وعشناه لمدة عقود والذي انحاز اليوم الي النظام العربي القديم، ويسمح ثانيا بتقديم فكرة جديدة عن معنى الخروج من نفس النظام العربي القديم.

تحياتي اليك استاد محمد علي وشكرا لك مسبقا علي تقبل ملاحظاتي السريعة


8 - رد الى: عبدالمالك الجناتي
محمد علي مقلد ( 2016 / 12 / 28 - 08:16 )
بعد التحية
شكرا لك على هذه المطالعة الموجزة التي عمقت أفكار مداخلتي وعرضتها في صورة أكثر وضوحا. نعم الإصلاح السياسي أولا. هذه هي فرضيتي، الاستبداد كان يبدد نضالاتنا اليسارية، والاستبداد له أب وأم وشجرة عائلة، ونقيضه وبديله النظام الديمقراطي، الذي يحترم حق الاختلاف ويقوم على تداول السلطة. أحزابنا كلها، الدينية والماركسية والقومية لم تكن تعترف بالآخر ولا بتداول السلطة، وبسبب طبيعتها الاستبدادية هذه لم تبلغ التضحيات اليسارية الكبرى الصادقة نهاياتها السعيدة. ولهذا السبب أيضاً سقطت التجربة الاشتراكية الكبرى في الاتحاد السوفياتي، فيما راحت التجربة الموازية في الصين تبحث عن مخرج لها بتحرير الاقتصاد والإبقاء على نظام سياسي مغلق، وهو ما لا يكفي لتنجو من ربيع ما في يوم ما. أوروبا دفعت الثمن غاليا ومعها كل البشرية في حربيها العالميتين وحروبها التي سبقت قبل قرنين لتكتشف أن إنجازات الثورة الفرنسية لم يكن ممكنا الحفاظ عليها من غير الديمقراطية واحترام التنوع وتداول السلطة. هذا هو الحل لمشاكل بلادنا. كل حزب سياسي لا ينطلق من هذه الحقيقة سيصيبه ما أصاب سواه من القوى الحاكمة أو المعارضة وسيتعرض لعواصف ربيعية عاجلا أم آجلا.
إلى جانب الشكر، أشكو لك ظلامة في مطلع مداخلتك حيث تناولت بنيتها وحكمت عليها بعدم التركيز. من المؤكد أن إيجاز كتاب في مقالة لن يوفي الكتاب حقه، لكن المداخلة التي رغبت أن تكون مدخلا لحوارنا حاولت أن تعرض أفكار الكتاب بتسلسل، لا أزعم أنه الأفضل، لكنه شديد الوضوح ، آملا أن يتسع صدرك لي لأعيد صياغة الأفكار الأساسية في كتابي - هل الربيع العربي ثورة؟- لعلني أوضح ما بدا غامضاً في مقالتي الافتتاحية لهذا الحوار.
- ما حصل ويحصل في العالم العربي ثورة وهي الأولى بعد ثورة النبي محمد، وما تبقى كان مجرد انقلابات فوقية في رأس هرم السلطة.
- عانى العالم العربي ويعاني ليس فقط من أنظمته بل من أحزابه أيضاً لأنها جميعها قائمة على الاستبداد.
- التشخيصات السابقة اليسارية( ضد الرأسمالية) والقومية ( ضد الاستعمار) والدينية ( ضد الكفر والالحاد) ، بصرف النظر عن مدى صوابية أو عدم صوابية هذه الأفكار، أوصلت العالم العربي إلى طريق مسدود، بل إلى خروجهم من التاريخ( عنوان كتاب لفوزي منصور)
- هذا مدعاة لإعادة صياغة المصطلحات المتعلقة بالثورة والتقدم والاشتراكية، وبشكل خاص ما يتعلق بالثورة السياسية التي من دونها يستحيل الحفاظ على أي إنجاز - ثوري أو تقدمي- في أي من المجالات الأخرى
- الثورة السياسية لا تعني الانقلاب على السلطة، بل الانتقال من نظام الوراثة (كلام أكثر تفصيلا عن هذا النظام في الحضارة الاقطاعية) إلى نظام تداول السلطة (كلام تفصيلي عنه في الحضارة الرأسمالية، التي ينبغي التعامل معها على أنها حضارة، وهذا مفصل أيضا في الكتاب)
- شرط قيام النظام هذا ، أي نظام تداول السلطة هو وجود وطن ودولة، وهذا يتطلب إعادة النظر في القراءات اليسارية (الماركسية خاصة) والقومية والدينية لمصطلحي الوطن والدولة ( الوطن العربي أم الأوطان، الأمة العربية أم الإسلامية أم الأممية، الدولة الديمقراطية أم الدولة الاشتراكية أم الدولة الإسلامية أم دولة الوحدة العربية ... الخ)
ما حصل في العالم العربي هو ثورة ضد هذه الأنظمة الاستبدادية، وهي ثورة بدأت داخل الأنظمة -القومية التقدمية- لكنها لن تتوقف إلا بعد تعم كل العالم العربي من المحيط إلى الخليج.
آمل أن يفي هذا التوضيح بالغرض مع علمي أنه لن يغني عن قراءة الكتاب
مع الشكر


9 - تحيتي لكم ولمقالكم الفخم
Shamem A. EL-Fares ( 2016 / 12 / 27 - 12:17 )
حقيقة لم اختم المقال لكني على بينه انه حين تحين الحرب الكل يدخل الى المغارة ليقاتل وحده وهذا هو حال الاحزاب ايا كانت عنوانها وسياستها فالمصلحة والاستحواذ هي جوهر الوجود اما ان يتشارك القومي مع الماركسي والاممي مع الشعوبي هذه يتعايشها المواطن من حيث لا يعلم ويرفضها ايضا من حيث ما تملي عليه اجندات الاحزاب المنضوي تحت عبائتها وهذا ما يحدث في اوطاننا لذلك نحن كشعوب امه ليس لدينا خيارات بل تسيرنا تلك الاحزاب على ما يخدم مصلحتها الاعليا اولا واخرا وخير دليل واقعنا الذي ما زال حتى في ربيع الثورة لا يعلم ماهو الوطن وا هي حقوقه علينا .. تحيتي لكم ولمقالكم الفخم


10 - رد الى: Shamem A. EL-Fares
محمد علي مقلد ( 2017 / 1 / 5 - 17:52 )
شكرا على تعليقك الموجز، وأوافقك الرأي أن الأزمة هي أزمة المواطنية. القوى السياسية في العالم العربي لم تعمل على بناء الدولة والوطن


11 - عزيزي محمد علي مقلد
فاخر فاخر ( 2016 / 12 / 27 - 22:53 )
لك أن تعرف أولاً بأنني لا أناقش كل عابر سبيل ولكن رغبت أن أحاور محمد علي مقلد كي يتعلم قراء الحوار المتمدن قواعد وأصول الحوار المفيد لعلمي أنك شيوعي سابقاً وأنا من قرائك ولكي أجعل من إطلالة محمد علي مقلد على قراء الحوار إطلالة متميزة وليست ككل الإطلالات
لكنك خيبت أملي ورددت على غير ما يكون الرد
القرن العشرين هو أغنى قرن في التطور الاجتماعي ولا أعتقد أن يناظره قرن آخر ومع ذلك يتجرأ الدكتور محمد علي مقلد على إغلاق الباب على كل هذا القرن بداعي أنه مفرخة الأصوليات وهنا يمكنني أن أؤكد بأن من لا يتعلم من تجارب القرن العشرين لن ينجح في مدرسة العلوم السياسية
أنا يا عزيزي ماركسي يدرك أن كل العلوم الماركسية تنحصر في إطار القانون العام للحركة في الطبيعة ألا وهو المادية الديالكتيكية التي تقول أن الشيء ليس هو نفسه في نفس اللحظة وعلية لا يمكن أن تصف الماركسي بالأصولية .
رفيقنا الكبير فؤاد النمري يكتب في إيلاف هذه الأيام -أزمّة العالم ما زالت في قبضة مشروع لينين الإشتراكي- ويؤكد أن من لا يبحث في أسباب انهيار الاشتراكية السوفياتية ليس شيوعياً ولن يكون سياسياً ناجحا
لئن رغب محمد علي مقلد مواصلة الحوار الديموقراطي معي فعليه عندئذ أن يجتهد في تحديد أسباب الانهيار
ويتوجب القول أن من لا يعرف الأسباب الحقيقية لانهيار الاشتراكية السوفياتية يتوجب عليه مغادرة ميادين السياسة
وهنا يتوجب علي أن أعيد لأسألك .. ما هي أسباب إتهيار الاشتراكية السوفياتية؟

وبالتالي يتوجب القول .. من ليس له تاريخ فلن يكون له مستقبل

وكل المودة والتقدير للدكتور محمد علي مقلد


12 - رد الى: فاخر فاخر
محمد علي مقلد ( 2016 / 12 / 28 - 16:42 )
تحية وبعد
شكرا لك لأنك لم تتعامل معي كعابر سبيل، ولأنك تضحي من أجل القراء ليتعلموا أصول الحوار... وبعد
موضوع حوارنا يا صديقي كما حددته في مداخلتي لا يتعدى قضية بناء يسار عربي جديد، ولهذا قد يحتاج بحث هذه القضية إلى المرور على قضايا أخرى تكون رئيسية في أبحاث أخرى( كقضية انهيار الاتحاد السوفياتي والتجربة الاشتراكية) لكنها ثانوية هنا، وإن تم تناولها هنا فلكي نبني بعض الاستنتاجات العاجلة التي تخدم القضية المحورية في بحثنا، وبالتحديد دور اليسار في ثورة الربيع العربي. أما أسباب الانهيارات الكبرى فقد نشرت عشرات الكتب ومئات المقالات ولا حاجة لتكرار الأفكار التي وردت فيها والتي تتراوح بين اعتبار الانهيار ناجما عن أسباب بنيوية داخلية واعتباره نتيجة مؤامرة امبريالية عالمية ، أميركية على وجه الخصوص... وهذا في جميع الأحوال ليس بندا من بنود حوارنا الحالي الذي يتركز على تجديد اليسار وإعادة الاعتبار للفكر الاشتراكي وإعادة تعريف المصطلحات المتعلقة بالثورة والتقدم والعدالة، وإعادة التوازن بين الحرية والعدالة... كل ذلك من أجل إعادة العالم العربي إلى قلب التاريخ الحديث للبشرية، بعد أن خرج من التاريخ( العبارة لفوزي منصور) بسبب أخطاء ارتكبها سياسيوه من حكام وأحزاب في السلطة وفي المعارضة
ربما يحق لي أن أتساءل بيني وبين نفسي، ألم يحن الوقت ليعيد اليساريون الذين استفتاهم الحوار المتمدن حول شؤون الربيع العربي منذ أكثر من عامين... ليعيدوا النظر بما قالوه في حينه؟ كثيرون أجابوا على أسئلة الموقع حينذاك وتفاوتت إجاباتهم بل تناقضت، فقال بعضهم إن اليسار كان غائبا كليا عن ساحة الربيع ، فيما رأى آخرون أنه لعب دورا محوريا ، وكان هناك شبه إجماع على ضرورة إخراج اليسار من أزمته. من جانبي ، أرى أن هذه الضرورة ملحة إلى آخر الحدود، ولا يمكن أن تترافق عملية التجديد مع التمسك بالماضي الغني الذي لا تقاس إنجازاته إلا ضمن حدودها التاريخية
مع احترامي


13 - قماشتان مختلفتان
فاخر فاخر ( 2016 / 12 / 28 - 17:30 )
للأسف أنت وأنا من قماشتين مختلفتين
أنت تطالب بتوحيد اليسار لكنك لم تسأل نفسك عن الهدف الأخير من توحيد اليسار
لن تجد هدفاً معيناً لأشتات اليسار على افتراض أن الشيوعيين من اليسار وهم ليسوا كذلك
واسمح لي أن أفترض هنا أنك مأخوذ بسياسة خالد حداده وهو لا يعرف من الشيوعية حرفا
أعود لأؤكد أنك لن تعرف ماذا تريد قبل أن تعرف أسباب انهيار الاشتراكية اللينينية
ويتضح لي ن ردك أنك لا تعرف والشيوعيون الذين لم يبحثوا في الاسباب الحقيقية التي انهار الاتحاد السوفياتي بسببها ليسوا شيوعيين على الإطلاق وإن انتحلوا اسم الشيوعي كما ينتحل الحزب الشيوعي اللبناني
ثم تتساءل أين اليسار في الربيع العربي !!
من يسأل هذا السؤال لا يعرف ما هو الربيع العربي
الربيع العربي انتفاضة شعب بكل طبقاته للإطاحة بزعران اختطفوا السلطة بعد انهييار العوالم الثلاث
اليوم في صدر القرن الحادي والعشرين، الشيوعي واليساري والسياسي والوطني من أي لحمة هو لن يكون كما بعلن نفسه بغير معرفة أسباب انهيار الاتحاد السوفياتي الذي كان مستقبل العالم كما رسم مؤسسه لينين
ما علي أن أؤكده في هذا السياق هو أن محمد علي مقلد وغير محمد علي مقلد لن يمتلك القواعد الذهبية للعمل السياسي قبل أن يتأكد من أسباب انهيار الاشتراكية مشروع لينين .
بعد أن تعرف تلك الأسباب على حقيقتها ستكتشف أنك كنت تغمس خارج الصحن وأنا أراهنك على ذلك
تقديري الصادق للدكتور محمد علي مقلد


14 - رد الى: فاخر فاخر
محمد علي مقلد ( 2016 / 12 / 29 - 07:01 )
حين أجزت نشر تعليقك لم أكن أقصد التشهير بأسلوب في الكتابة أقل ما ينعت به أنه يتنكر لمبادئ وآداب الحوار، رغم تنبيهي لك في الرد الأول إلى أنك استخدمت ألفاظا هي أقرب إلى الشتيمة بحق مناضلين وقوى سياسية كان لها دور وفعل في التاريخ. وها أنت تكرر الأمر ذاته مع الحزب الشيوعي اللبناني وأمينه العام السابق، وقد أكدت لي ملاحظاتك حولهما أنك تحشر نفسك في الكتابة عن أمور وقضايا لا تعرف عنها شيئا. فتاريخ الحزب الشيوعي اللبناني بغنى تجربته وريادته في الحركة الشيوعية وتضحيات مناضليه وعطاءات مفكريه وعدد شهدائه دفاعا عن قضية شعبه وعن قضية الشعب الفلسطيني لا تنتظر شهادتك النابعة من حقد دفين لا نعرف مبرره. وأعتقد أنك تجافي الحقيقة في هذه الشهادة السلبية عنه لأن كلامك نابع عن جهل بواقع الحزب الشيوعي وعدم معرفة. ولا أعتقد أن من اللياقة أن تتناول أمينه العام بهذه الطريقة المهينة، لأنه كأي أمين عام، هو خيار وقع عليه مؤتمر حزبه وعليك أن تحترم خيار الحزب حتى لو اختلفت معه، وهذا أدنى قواعد احترام الرأي الآخر وأدنى شروط نجاح الحور بين المختلفين.( بالمناسبة أنا كنت معارضا لسياسة الرفيق خالد حدادة ولم أكن مأخوذاً به)
أنت تأسف لأننا من قماشتين مختلفتين، لكنني من جانبي سعيد بذلك، فهل أفضل من هذا تطبيقا للقول- والضد يظهر حسنه الضد-؟ من شأن الاختلاف أن يكون مفيد للقماشتين لو كان النقاش بينهما على مستوى القضية وأهميتها، خصوصا أن الحوار بين الأفكار المتناقضة والمتنوعة والمختلفة هو أحد سبل الوصل إلى الحقيقة، لكن اعتقادك بأن امتلاك القواعد الذهبية للعمل السياسي رهن فقط بمعرفة أسباب انهيار الاشتراكية لم يكن مجرد اعتقاد بل أنت جعلته نوعاً من اليقين -الخشبي- الذي يطيح بجدوى الحوار، ولهذا أنصحك بأن تتابع الحوار المفتوح من بعيد ، من غير أن تتداخل مرة جديدة، وأن تكتفي بقراءة التعليقات وردودي عليها ، وخصوصا ردي على تعليق السيد سائس إبراهيم، لعلك إن قرأت لسواك تكتسب بعض الأصول في احترام الرأي الآخر.


15 - خلط المصطلحات
سائس ابراهيم ( 2016 / 12 / 28 - 20:49 )
السيد المحاور
من أي قاموس فلسفي استقيت مصطلحاتك الغريبة -الأصوليات اليسارية والأصوليات القومية- وإلام تهدف باستخدامها : الذم، القدح، وضع اليسار والقومية في نفس السلة مع السلفية الأصولية الإسلامية، أم أن هذا الاستخدام الغريب يأتي من جهل بدقة وتاريخية ومضامين المصطلحات الفلسفية. ه
تعاميم وخلط أرجو أن ينتبه إليهما القراء الكرام
تحياتي رغم كل هذا
ابراهيم


16 - رد الى: سائس ابراهيم
محمد علي مقلد ( 2016 / 12 / 29 - 09:25 )
السيد سائس
أولا في الشكل، سؤالك عن المصطلح هو لب الكلام. أنا كنت قد وضعت له صياغة أخرى في رثاء مهدي عامل وعلى لسانه: قل لي ما مصطلحاتك أقل لك من أنت. لكن السؤال، كما تقول علوم البلاغة، قد ينتظر جواباً وقد يكون -سؤالاً لغير السؤال-، أي أنه لا ينتظر جواباً، كقوله تعالى، ألم نشرح لك صدرك؟ فيكون سؤالاً إنكارياً أو للاستغراب كما هي حال سؤالك. من جانبي سأتعامل مع السؤال الأول ( من أي قاموس فلسفي ...)على أنه ينتظر إجابة، ومع الاستغراب على انه سؤال إنكاري وجوابه متضمن فيه: جهل بدقة ... المصطلحات الفلسفية. سأجيب على الأول وسأتغاضى عن الثاني .
قد أكون أنا أول من استخدم هذا المصطلح في عام 1994. في حينه كان استخدامه مغامرة فكرية وسياسية، وقد خضت المغامرة وحيدا، في مواجهة الحزب الشيوعي وأنا منه وفي لجنته المركزية. ساعدني على خوضها كريم مروة الذي كان مسؤولا عن إصدار مجلة الطريق التي يصدرها الحزب. نشرت في المجلة بحثاً طويلا عن الأصوليات الدينية، واكتشفت خلال البحث أن أحزابنا، على اختلاف منابعها الفكرية، تتحمل مسؤولية عن الحال التي وصلت إليها بلدان العالم العربي، ورحت أبحث عن القواسم المشتركة بين هذه الأحزاب، فوجدت أوجه شبه كما وجدت اختلافات جوهرية فيما بينها. لهذا قد يفاجئك الكلام عن وضع كل الأحزاب القومية واليسارية والدينية في سلة واحدة، لاعتقادك باستحالة وجود أوجه شبه بينها.
من الإجحاف بحق الأحزاب المناضلة والمكافحة من أجل المستقبل وضعها على السوية ذاتها مع الأحزاب الدينية التي تشد التاريخ إلى الوراء، ومن الجحود بحق اليسار إغفال القيم التي سعى إلى نشرها، والتي كان يلخصها شعار يرفعه الشيوعيون في كل مكان من بلداننا : النضال من أجل الخبز والعلم والحرية. ومن قصر النظر إغفال التضحيات الكبرى التي بذلتها الأحزاب اليسارية دفاعا عن قضايا شعوبها، وما أسماء شهدائها الكبار من أمثال فرج الله الحلو اللبناني والشفيع السوداني وفهد العراقي وسواهم من آلاف الشهداء الشيوعيين في لبنان الذين سقطوا دفاعا عن قضيتهم الوطنية وعن القضية القومية الأولى للشعوب العربية، أي القضية الفلسطينية، ولا التضحيات التي بذلتها الجيوش العربية بقيادة الحركة القومية العربية باسم مواجهة المشروع الصهيوني.
منطلق بحثي عن القواسم المشتركة ( وكان ذلك غداة اغتيال مهدي عامل الذي كان صديقي ورفيقي وأستاذي في النضال والفلسفة والماركسية)هو أن قاتل مهدي عامل طرف حليف للحزب الشيوعي في مقارعة -الامبريالية والصهيونية والاستعمار- وليس عدوا له. مهدي قتل في شارع في بيروت برصاص - أخوي أو رفاقي-، فطرحت على نفسي السؤال، لماذا يقتل الأخ أخاه والرفيق رفيقه؟ وجوابي مشتق من مثل شعبي متداول - ليس العدو إلا عدو الكار- وتداعت أفكاري لأكتشف أن الحروب بين الأشقاء والإخوة والرفاق التي كانت تسمى -حروب الخندق الواحد- في لبنان، هي صورة مصغرة عن حروب الأشقاء الكبار، بين دول الوحدة العربية، العراق وسوريا ومصر، أو بين أحزابها، وخصوصا البعث والتيارات الناصرية والأحزاب الشيوعية. فمن هو العدو ومن هو الصديق من بينها؟
كما نهض أمامي سؤال آخر عن سبب هزيمة مشروع الحركة الوطنية اللبنانية، مع أن مشروعها لم يكن سوى نسخة معدلة من مشروع الثورة الفرنسية ، على ما قال كمال جنبلاط في كتابه المنشور بالفرنسية ، من أجل لبنان pour le
Liban وما الذي منعها ، الحركة الوطنية المتشكلة من الأحزاب اليسارية والقومية، من تنفيذ مشروعها الهادف إلى تعزيز النظام الديمقراطي اللبناني وإلغاء الطائفية السياسية، مع أنها كانت تسيطر على ثمانين بالمئة من الأراضي اللبنانية؟ كان قد أتاني الجواب مرات ومرات، أول مرة يوم اغتيال كمال جنبلاط برصاص حليف وبمعرفة قادة العالم العربي الذين نصحوه بعدم العودة إلى لبنان حفاظا على حياته، ثم اغتيال مهدي برصاص حليف، ثم من خلال سلسلة الاغتيالات التي كان آخرها في العام 1987 عشرات القادة الشيوعيين الذي قتلوا برصاص -رفاق الخندق الواحد-. عنى لي كل ذلك أن اليسار ممنوع من الانتصار وأن من يمنع عنه الانتصار هو حلفاء له في الحركتين القومية والإسلامية. إذن علام يتحالف اليسار معهم؟ والجواب أن هناك قاسما مشتركاً يجمع بين هذه الأحزاب، ليصير كل منها حليف لدود للآخر.
رحت أبحث عن هذا القاسم المشترك فوجدته متعدد الوجوه، ورأيت من الأفضل الآن أن أستعيد ما كتبته عام 1995 في مجلة الطريق، ثم ضمنته في كتاب نشرته عام 1999 عنوانه -الأصوليات: بحوث في معوقات النهوض العربي- وفيه بحث واحد عن الأصوليات الإسلامية وبحوث كثيرة عن الأصوليات اليسارية، تناولت فيها بالنقد كتاباً وفلاسفة يساريين كباراً، مثل محمود أمين العالم والطيب تيزيني وحسين مروة. وقد ركزت على أوجه الشبه بما يخدم فكرتي في نقد التحالف بينها ولم أتعرض لأوجه الاختلاف لأنها خارج دائرة اهتمامي في بحثي يومذاك، وهي خارج اهتمامي في البحث اليوم، وسيكون لها محل آخر من النقاش، وأعدك بأنني سأبقى فيه منحازا إلى خياري اليساري الماركسي من غير تردد.
قلت بالحرف الواحد( ص36 من كتاب الأصوليات) -إن هذه الأحزاب، الشيوعية والقومية والدينية هي أحزاب متشابهة، ويعتبر كل صنف منها الوجه المقلو للصنف الآخر. فهي جميعا، من ناحية، أحزاب تقوم دساتيرها أو أنظمتها الداخلية على أسس غير ديمقراطية، غير شوروية، وتبني هياكلها على أسس هرمية يتحول فيها رأس الهرم، الأمين العام أو الأمير أو الرئيس، إلى حاكم يتمتع بصلاحيات استثنائية نتيجة هالة القداسة التي يحاط بها، والحظوة الكاريزمية التي يحظى بها. وهي، من ناحية ثانية، كلها أحزاب -دينية- لأنها تنطلق من الحقائق المطلقة ومن إيمانها الراسخ بامتلاكها أجوبة نهائية عن كل الأسئلة.... وهي أحزاب -دينية- لأنها أحزاب إيديولوجية، أي أنها تحول الإيديولوجيا إلى برنامج تعبوي تحريضي، وإلى برنامج عمل وخطط تفصيلية، وربما يكمن خطأها القاتل، لا في كونا تعتمد إيديولوجيا معينة، فالإيديولوجيا ضرورة بنيوية في قيام الحزب، أي حزب، بل في كونها تستسهل الأمر فتجعل الإيديولوجيا برنامجا بدل أن تستلهم الإيديولوجيا وتستنطقها لتصوغ من الحياة برنامجاً. خطأها قاتل لأنها، في ما تفعله، تلوي عنق الواقع والحقيقة لتجعله مطابقاً للأفكار، ولم تجدها نفعا دروس التاريخالتي بينت أن الحياة، أي الواقع، أقوى بكثير من كل الأفكار، وأنها وحدها مختبر كل الأفكار.
-هذا الخطأ القاتل هو الذي - قتل- التجربة الاشتراكية في بلدان أوروبا الشرقية، ومن المؤسف أن بعض الأحزاب الماركسية لم تتعلم الدرس جيداً-
ثم اكتشفت على الصعيد العملي وجه الشبه الذي أشرت إليه في مداخلتي التمهيدية( أرجو أن تعيد قراءتها) وفيها أن الأصوليات الثلاثة التي كانت تبحث في الكتب والنصوص عن حلول لمشاكل الحياة الراهنة، حددت جبهة أعدائها المشتركين: الصهيونية ( ولا فرق عند الإسلاميين بينها وبين الديانة اليهودية)، والامبريالية ( هي دار الكفر عند الإسلاميين)، والاستعمار ( وهو العدو الديني في نظر الاسلاميين لأنه قادم من بلدان مسيحية). وجه الشبه هذا هو الذي جعلها تقيم تنسيقا عسكريا في ما سمي مقاومة الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين ولأراض عربية في المرحلة الأولى، ثم مقاومة الاحتلال الاسرائيلي للبنان في فترة لاحقة التي أسست ما اصطلح على تسميته -المقاومة الوطنية والإسلامية-، وهو ما تحول في مرحلة ثالثة إلى جبهة الممانعة التي جمعت القوى الثلاث في حلف واحد في مواجهة الربيع العربي، ولم يكن موقف اليسار الشيوعي المرتبك حيال أحداث الربيع والمتعاون مع الأنظمة ضد قوى الثورة خافيا على أحد، وحجته في ذلك دوره الضعيف في أحداث الربيع.( درست استفتاء الحوار المتمدن الذي أجراه على شكل استجواب لحوالي مئتي يساري من العالم العربي، ويمكن أن يعود القارئ إليه ليكتشف حجم الارتباك الرسمي، كما يمكنه أن يكتشف ذلك من بيانات الحزب الشيوعي اللبناني مثلا الذي يصر على التعاون مع -الإخوة والرفاق- في جبهة الممانعة، ومن بينها حركة أمل وحزب الله، بحجة مشاركتهما في القتال ضد إسرائيل ، مقرراً عن سابق تصور وتصميم أن يكون حليفا لهما حتى لو كان التحالف من طرف واحد... مع أن مثل هذا التحالف لن يكون سوى إذعان والتحاق.
والآن يحق لي أن أطرح السؤال على نفسي وعلى الأصدقاء المحاورين، إذا كانت إحدى العلامات الفارقة في الماركسية دعوتها إلى نقد الماضي كسبيل للتغيير، فهل يكون التمسك بأخطاء الماضي اليساري والدفاع عنها غير صيغة مبتكرة من التمسك بالأصول المقدسة والكتب وأحاديث السلف؟ أفلا يستحق يسار كهذا نعته باليسار الأصولي؟
أما الحركة القومية فإني أحيل الأصدقاء إلى آخر كتاباتي المنشورة في الحوار المتمدن عن الأصولية القومية ، وكم كنت أتمنى على المشاركين في هذا الحوار أن يطلعوا على كتابي -هل الربيع العربي ثورة- لعلهم يجدون فيه إجابة أكثر إسهاباً على بعض أسئلتهم وتساؤلاتهم.
مع المحبة والاحترام


17 - فقه او تاريخ
Sarah Ait Sliman ( 2016 / 12 / 30 - 05:27 )
اتمنى ان تكون ثورة عليها لانه هذا هو المفيد
وليس ثورة لاجا اشياء دمرتنا واودت بنا لتهلكة
طبعا لا اقصد الاسلام كعقيدة اقصد التراث الاسلامي سواء فقه او تاريخ


18 - الموقف من التاريخ والتراث
محمد علي مقلد ( 2016 / 12 / 30 - 12:03 )
سيدة سارة
يطرح تعليقك قضية على غاية من الأهمية سبق أن تناولها عدد من المفكرين العرب الكبار من خلال مناهج متعددة. حسين مروة، الطيب تيزيني، محمود أمين العالم وآخرون على منهج المادية التاريخية الماركسي، جورج طرابيشي على منهج التحليل النفسي، محمد عابد الجابري وتلامذته من فلاسفة المغرب ومحمد أركون وسواهم، على مناهج مركبة من الألسنية والبنيوية والماركسية والتحليل النفسي. فيما تناول آخرون قضايا النهضة العربية وهم أكثر من أن يعدوا ويحصوا.
هؤلاء الأساتذة أسهبوا وأجادوا في التحليل وزودوا المكتبة العربية بزاد غني من عشرات الكتب وما نطرحه اليوم في بحثنا يستفيد مما قدموه ويحاول أن يستكمله بما نظنه مفيدا لتعميق البحث.
التاريخ ثروة بإمكاننا أن نوظفه ليكون حافزا وملهما ، كما أن من الممكن توظيفه في غير مصلحة التقدم. الأصوليات لا تحسن قراءة التاريخ ولا التراث. هذا ما تفعله كل الأصوليات، بما فيها اليسارية، وليس فقط الدينية والقومية. الفكر القومي الأصولي مثلا راح يبحث عن مقومات الأمة في التاريخ، والاشتراكيون راحوا يبحثون عن بذور الاشتراكية في بعض كلمات عن العدالة والاسلاميون راحوا يبحثون عن الديمقراطية في كلمة الشورى. هذا النوع من البحث غير تاريخي ولا يفيد المستقبل.
ما أراه ضروريا في معالجة موضوع الأصوليات هو عدم التعامل مع النصوص بصورة جامدة وعدم السعي إلى تطبيقها تطبيقاً حرفياً وعدم نقلها نقلا ميكانيكياً. كل كلمة قيلت كانت لها ظروفها، والقوانين العامة في التاريخ تخضع ، لمبدأ يعبر عنه مهدي عامل في كلامه عن - التنوع والكونية في الماركسي اللينينية- أي أن لكل قانون من قوانين التاريخ والعلوم الاجتماعية خصوصية في التطبيق تتعلق بالظروف الملموسة لكل مجتمع، وبناء على ذلك يتوجب على المناضلين في كل التيارات أن يشخصوا مشاكل بلدانهم لا بمعايير النصوص القديمة، بل بتفحص دقيق لأعراض الأزمات الراهنة في كل بلد من بلدانهم.
بناء على ذلك أظن أن المسؤولية المباشرة لا تقع على النصوص بل على تأويلاتها. حتى النصوص الواضحة التي لا تحتاج إلى تأويل والتي تدعو إلى العنف مثلا في النص الديني، فعلى قرائها أن يأخذوا بالاعتبار الظروف الملموسة التي أنتجتها. من ناحية أخرى ليس هناك من نص بشري مقدس، وإذا كان هناك من قداسة فهي تلك المتعلقة بالألوهة وهذا بعض من تجليات الإيمان لا العلم. أما العلم فهو يخضع لمعايير أخرى، من بينها أن لكل جيل من العلوم حدودا تاريخية، أي أن الجيل لا يبقى صالحا لكل زمان ومكان، لكن الجيل الجديد لا يلغي القديم بل يتجاوزه بالمعنى الإيجابي، أي يستوعبه ويستكمله ويبني عليه ويضيف إليه، وهكذا تتوالد العلوم من بعضها ، وعلى المنوال ذاته تتوالد الأفكار وتتطور إلى أن يحدث اكتشاف جديد فيكون من شأنه أن يحدث - ثورة- علمية. هكذا مثلا حصل بعد اكتشاف البخار أو بعد اكتشاف الذرة.
آفة الأصوليات في السياسة هي أنها تحيط الإيديولوجيا بهالة من القداسة، والإيديولوجيا مستبدة لأنها لا تعترف بسواها ولهذا تتصارع الأحزاب الإيديولوجية لتلغي بعضها بعضا، اعتقادا من كل منها أنها وحدها تملك الحقيقة المطلقة.
أزماتنا السياسية ناجمة عن هذا النوع من التفكير. والحل ، ولا حل غيره هو البحث عن صيغة للتفاعل بدل الالغاء، عن صيغة لقبول الآخر، عن صيغة لحماية التنوع والتعدد. لا حل غيره، القانون وسيادة القانون التي تجسدها دولة المؤسسات. الدولة الديمقراطية، التي بإمكان المرء أن يناضل فيها من أجل التقدم والتغيير ... وإذا حانت في المستقبل لحظة الثورة فلا بد من أن يتوفر لينينها ، ولكل حادث حديث.
مع احترامي


19 - الحزب الشيوعي اللبناني
جاسم احمد ( 2016 / 12 / 30 - 05:28 )
في ضوء ماطرحت وكقيادي شيوعي سابق كيف تقيم الحزب الشيوعي اللبناني وخاصة بعد مؤتمره الاخير؟
شكرا مقدما


20 - الحزب الشيوعي اللبناني: الأزمة والحل
محمد علي مقلد ( 2016 / 12 / 30 - 10:41 )
السيد جاسم أحمد المحترم
انتهت مرحلة نهوض الحزب الشيوعي اللبناني عام 1983 ودخل في مرحلة أزمته تزامنا مع بداية ظهور الأزمة في الاتحاد السوفياتي، لكن الأسباب المباشرة لأزمة الحزب كانت ذات طبيعة مختلفة متعلقة بالدرجة الأولى باصطدام مشروعه الوطني مع -حلفائه - في حركة التحرر الوطني، وشركائه في النضال ضد العدو الصهيوني، فضلا عن وقوف الأنظمة العربية كلها موقفا واحدا معارضا للتغييرات الديمقراطية التي طرحها الحزب في البرنامج المرحلي للأحزاب والقوى الوطنية (الحركة الوطنية اللبناني). تولى النظام السوري ضبط -الحركة الثورية- في لبنان وضبط إيقاعها على استراتيجيته للمواجهة مع العدو الصهيوني، القائمة على تأجيل المعركة صونا للنظام الأسدي الأبدي (الأسد إلى الأبد) من أي أذى.
انفجرت الأزمة أواخر الثمانينات لهذا السبب بالذات، لكن الانفجار تزامن مع انفجارها في موسكو، ما جعل الاعتقاد يسود بأن أسباب الأزمة خارجية، وإذا كان انهيار التجربة الاشتراكية ناجماً عن مؤامرة امبريالية، كما توهمت الأصولية الشيوعية، بناء على مقتضى هذا الوهم، لم يكن للحلفاء المحليين أي دور في الأزمة، وتركز الاتهام على دور الامبريالية وحلفائها، واستتبع ذلك مزيدا من التضامن مع من يزعم المواجهة مع الامبريالية والصهيونية في العالم العربي، فتعمق التحالف مع قوى الممانعة المرتبطة بالنظام السوري.
في هذه المرحلة من الأزمة حصل انقلاب(سلمي) داخل الحزب على قرارات المؤتمر السادس، وتولت قيادة جديدة إدارة شؤون الحزب، وكان قرار جورج حاوي بالاستقالة من القيادة تعبيراً عن أمرين، الأول إعلان نهاية المشروع الوطني الديمقراطي الذي طرحه الحزب بقيادة جورج حاوي في مؤتمري 68 و73 تحت عنوان لبناني - في سبيل حكم وطني ديمقراطي في لبنان يفسح في المجال أمام الاشتراكية- وعنوان عربي طرحه مؤتمر 79 تحت عنوان، -نحو حركة تحرر وطني من طراز جديد- . الثاني عدم اقتناع الحزب بسقوط الشعارين والبرنامجين وباستحالة تحقيقهما، بل هو لم يقتنع بأن هذا السقوط ناجم عن اصطدامهما لا بالامبريالية والصهيونية والاستعمار، بل بالحلفاء في حركة التحرر الوطني، الأنظمة العربية التقدمي منها والرجعي، والأحزاب القومية والدينية.( في تلك المرحلة مني الحزب بخسائر كبيرة، عشرات من قياداته ومناضليه سقطوا برصاص - أخوي رفاقي-)
مع ذلك أصرت القيادات المتعاقبة على الحزب مع ثلاثة أمناء عامين على البحث عن مخارج من فتات البرامج القديمة وعلى التحالف مع القوى التي أعاقت تنفيذ الشعارين والبرنامجين المطروحين في مرحلة النهوض. بات الحزب في هذه المرحلة الممتدة من أول التسعينات حتى اليوم يغرف من معين تاريخه النضالي العريق، وتحول هذا النهج إلى مزيد من الغرق في -الأصولية- ، حتى أن بعضا من اللاوعي النضالي لم يكن يصدق أن الاتحاد السوفياتي انهار ولم يصدق أن روسيا أيام بوتين هي غيرها أيام الأممية المنهارة.
من المؤتمر السابع وحتى الأخير كانت قيادة الحزب تدير الأزمة الداخلية من غير أن يكون له قضية مستقلة، وبات على الحزب أن يناضل من أجل قضايا سواه، الدفاع عن -المقاومة- التي كان له فيها باع طويل، لكنها لم تعد مقاومته، بل صارت مقاومة ضده، والدفاع عن النظام السوري بحجة أنه يدعم المقاومة، وبحجة أنهما ( النظام السوري والمقاومة ) يمثلان رأس الحربة القومية ضد العدو الصهيوني والامبريالية، لكن هذا التحالف معهما كان حباً من طرف واحد، دفع الحزب بسببه من هيبته ونفوذه وسمعته وموقعه وتاريخه، وأفدح الأثمان دفعها حين وقوفه إلى جانب النظام السوري بعد خروجه من لبنان ثم ملحقاً بحلفاء النظام عند اندلاع ثورة الربيع العربي في سوريا ومدافعا عن السياسة الإيرانية بحجة أنها في مواجهة الامبريالية والصهيونية.
المؤتمر الأخير خطا خطوة إلى الأمام لكنها خطوة متعثرة. فهو حقق مبدأ التداول السلمي للسلطة في الحزب، لكن ذلك حصل بتسوية بين فريقين في السلطة يعتقد كل منهما أن أزمة الحزب أزمة تنظيمية لا علاقة لها بالشأن السياسي. ولهذا فقد سلكت القيادة الجديدة نهجاً أكثر مرونة في إدارة الحوار بين الشيوعيين واليساريين، لكنه حوار يعيقه موقف سياسي لم يغادر موقعه السابق كحليف لقوى الممانعة. كان من نتائج ذلك تنفيس الاحتقان الذي بلغ ذروته قبل المؤتمر ثم تراجع بصورة ملموسة إثر إخراج المسؤولين المباشرين عن الاحتقان من قيادة الحزب.
من بداية الأزمة طرحنا على قيادة الحزب ما نطرحه الآن على اليسار اللبناني وعلى اليسار العربي، وخلاصة طرحنا هو إعادة النظر بسياسات اليسار التي كانت مبنية على أساس الفرضية السوفياتية القائلة إن هذا العصر هو عصر الانتقال إلى الاشتراكية، وضرورة البحث عن فرضية جديدة بعد انهيار الاشتراكية المحققة والمعسكر الاشتراكي والدول الدائرة في فلكه أو في الفلك الصيني، وخلاصة فرضيتنا هي التالية: إعادة الاعتبار للفكر الاشتراكي مهمة ملحة، لكنها لا تقع على عاتق اليسار اللبناني وحده ولا العربي، بل هي مهمة كونية على المفكرين اليساريين في العالم، ولاسيما منهم الماركسيون، أن يعيدوا صياغة المشروع الاشتراكي ، وهذا قد يتطلب عقودا. بانتظار ذلك على اليسار في كل كيان وطني أن يتولى صياغة قضيته الخاصة، انطلاقا من الظروف الملموسة في كل بلد، وقد ظهر لنا من التجربة اللبنانية أن الأنظمة في العالم العربي كله، من محيطه إلى خليجه، وضعت شعوبها أمام خيارين لا ثالث لهما، إما تأبيد الاستبداد بصيغته الجمهورية الوراثية أو بصيغة السلالات الملكية إما الحروب الأهلية. قلنا ذلك قبل اندلاع أحداث الربيع العربي بأكثر من عقدين. وبناء على ذلك تغدو المهمة الملحة هي البحث عن الخيار الثالث البديل عن هذين الخيارين الخطيرين على مستقبل الأوطان العربية. البديل الوحيد الممكن في ظل الظروف الدولية الراهنة والتي ستستمر طويلاً، هو مواجهة الاستبداد وحماية الوطن من ويلات الحرب الأهلية، ولن يتم ذلك إلا بقيام دولة تنظم التنوع الاثني والطائفي والديني والسياسي واللغوي( وهو تنوع موجود داخل كل وطن عربي) بدل أن تفجره بالحرب الأهلية على غرار ما حصل في لبنان والصومال والسودان والجزائر، وأخيرا في ليبيا واليمن وسوريا). الدولة الديمقراطية هي الحل، دولة القانون والمؤسسات والكفاءة وتكافؤ الفرص والحريات والعدالة.


21 - ازمتنا العربية
Hassan Lachhab ( 2016 / 12 / 30 - 05:30 )

فعلا ازمتنا العربية ليست فقط وليدة ضعف و هشاشة انظمتنا ،بل كدلك في الاختلاف الشاسع بين الاحزاب القومية ،و التقدمية و الدينية، و للتوضيح اكثر يمكن القول ان ضعفا و عشوائية القوانين المنظمة للعلاقات الاقتصادية و السياسية هي السبب في وجود الاختلاف بين الاحزاب،حيث اصبح العمل السياسي مهنة يرجى منها الربح السريع بالاظافة الى الحصول على تغطية او حصانة ديبلوماسية للدفاع عن الاموال ربما كونها مشبوهبة المصادر ،وليس عملا تطوعيا كما هو الشأن في الدول الغربية المتقدمة على الاقل على الصعيد الوطني،حيث العمل السياسي يرجى منه في الدرجة الاسمى خدمة الصالح العام الوطني حتى وان كان على حساب الهوية الدينية ،و ليس لخدمة مصالح لوبيات حزبية او عسكرية او مؤسساتية ،كما هو حال السياسة في المجتمعات العربية ، كما لا يخفى على القارئ و المثقف العربي ان هده القوانين العشوائية لها كدلك اثر كبير على علاقاتنا الاجتماعية ،حيث هده القوانين لا توفر للمواطن العربي الامن الغدائي و الصحي و السكني و الفكري و الروحي ،مما يجعله مجبرا في الغوص داخل بحر اديلوجية اقتصاد الريع ،ليكون كائنا ريعيا منحنيا او متسكعا او متحايلا على القانون او مرتشيا او راشيا او شاهد زور او فاسدا اداريا او اخلاقيا ، كل دلك من اجل كسب لقمة عيش ،و مما لا شك فيه ان المستفدين من الوضع لا يحبون التغيير،وهم اقوياء بامكانياتهم السلطوية و الاقتصادية و الدبيلوماسية المخابراتية الغربية.مما جعل المثقف العربي يعيش بين مطرقة المستفيد المحلي و سندان حماية المخابرات الغربية.


22 - إما القانون إما الاستبداد
محمد علي مقلد ( 2017 / 1 / 1 - 11:04 )
بعد التحية
مع موافقتي على مضمون التعليق لي عليه ملاحظتان تؤكدان هذا المضمون، الأولى أن الأزمة في بلداننا ليست في ضعف القوانين ولا في عشوائيتها، بل في غيابها. الثانية أن مقارنتك صحيحة بين العمل الحزبي في بلادنا أو في البلدان الرأسمالية المتطورة لكن المقارنة الصحيحة تتحول إلى عائق معرفي عندما نسمي الرأسمالية المتطورة -الغرب- ونكتفي بهذه الصفة لنتجاهل الصفة الأساس في تلك الحضارة وهي أنها حضارة. وسأحاول أن أشرح وجهة نظري وأفصل قليلا حول هاتين الملاحظتين.
أولا بالنسبة إلى القوانين. بلدان -التخلف- هي البلدان التي لم تدخل إلى الرأسمالية من أبوابها الثلاثة، بل من بابين اثنين منها ( فرضيتي في كتاب، هل الربيع العربي ثورة، هي أن الرأسمالية بدأت تتكون كحضارة منذ أواخر القرن الخامس عشر، أوائل السادس عشر، وهي بدأت بثورة في الاقتصاد وأخرى في العلوم وتتوجت بعد قرنين عبر الثورة الفرنسية، في السياسة). فضيلة الثورة الفرنسية على سواها أنها كانت ثورة سياسية، وهي كانت ضرورية لحماية الثورات في الميادين الأخرى، وأهم ما أنجزته الثورة السياسية إلغاء أنظمة الوراثة وتحويل الحاكم من ممثل الله على الأرض إلى ممثل للشعب( طبعا احتاج الأمر إلى وقت طويل لتستقر الأمور على صيغة معقولة ومقبولة من الديمقراطية، وما كان ذلك ممكنا إلا باعتماد القوانين الوضعية. في بلداننا حصل الدخول إلى الرأسمالية ( ولو مشوّهاً) من الباب الاقتصادي ومن الباب الثقافي. أما في السياسة فقد حارب الحكام المحلييون القانون وامتنعوا عن بناء الديمقراطية، وقد حصلت محاربة القانون إما بعدم اعتماده في البلدان التي لا دساتير فيها، إما بعدم احترامه من قبل الحاكم الذي يتصرف بالشأن العام وكأنه لا وجود لقانون. من أبرز مظاهر ذلك على سبيل المثال، عدم توقيع الحكومات العربية على المعاهدات الدولية، أي على القوانين الصادرة عن المؤسسات الدولية، وعدم الالتزام بالقوانين في حال وجودها وهو ما يفسر حجم الفساد المتفشي في أنظمتنا لأنها لا تخضع لأية معايير قانونية ( متل قانون من أين لك هذا الذي لم يطبق على أي مسؤول)
الملاحظة الثانية. عدم تسمية الحضارة الرأسمالية باسمها هو طريقة في التعامل مع الخصوم يشبه اللغة المستخدمة في أدبيات الحركة القومية القومية حيال الكيان الصهيوني( اعتادوا على ذكره بعبارة -ما يسمى- بدولة إسرائيل) وكأنه يكفي أن نلغي الاسم لنلغي حامله. الرأسمالية حضارة. هذا ما أكد عليه ماركس في كتاباته( وقد ذكرت مقتطفات منها في كتابي ، هل الربيع العربي ثورة). لكن اللينينية والأحزاب الشيوعية وضعت خططها وبرامجها لمحاربة الرأسمالية، بالمعنى المطلق للكلمة، استناداً إلى ثنائية المفاهيم الدينية ، الحلال والحرام، دار الكفر ودار الإيمان، فيما لم تطلب الماركسية من الماركسيين والشيوعيين غير محاربة الجانب السلبي من الرأسمالية وهو استغلال الانسان للإنسان، وهذا لب التحليل الاقتصادي الماركسي المتعلق بالقيمة الزائدة وبنهب القيمة الزائدة وهو ما تعمم اسمه ليصير النهب الرأسمالي والرأسمالية المتوحشة، وهي كلها نعوت تستحقها آليات النهب الرأسمالية. الماركسية لم تدع إلى محاربة العلم والتقدم ولا إلى محاربة التطور السياسي الهائل الذي أحدثته الثورة الرأسمالية بقضائها على أنظمة الوراثة، وهي لم تدع إلى محاربة البحبوحة بل إلى محاربة طريقة توزيعها
مع احترامي


23 - الديموقراطية هي الحل
عبد المجيد حمدان ( 2016 / 12 / 30 - 12:23 )
تحياتي : مرة أخرى أجدني متفقا معك في تحديد مهمات الحزب في كل كيان وطني ، وضرورة صياغة مهماته الخاصة انطلاقا من ظروفه الملموسة وكذلك البحث عن خيار ثالث بديل للخيارين القائمين والخطيرين على مستقبل أوطاننا العربية .الحاجة في فلسطين لهذا البديل أوضح من أي قطر آخر . أنا لا أدعي معرفة بأوضاع لبنان ، ولكنني أملك مثل هذه المعرفة عن فلسطين .موزاييك الطوائف والأعراق غير موجود في فلسطين . لكن ، كما هو في باقي الأوطان العربية ، يصطدم السعي للديموقراطية بهذا الإرث الثقافي والفكري الثقيل ، والمتراكم لأكثر من عشرة قرون . في الماضي كان هناك قصور كبير في مواجهة هذا الإرث وتفكيكه ، وبالتالي في تمهيد التربة لغرس الديموقراطية . ولعلك توافقني في أن خيار الحرب الأهلية المدمر ، يستند في جانب كبير منه إلى هذا التراث .وهو ذاته ما أشرت له في مشاركتي الأولى ، وتساؤلي عن القوى التي من الممكن أن تحمل الخيار البديل في بلدان شبه الجزيرة العربية ، والتي لا أرى لها في المستقبل المنظور بديلا عن خيار الحروب الأهلية المدمرة . وأخيرا لعلك تسمح لي بأن أشير أن اعتماد نظم الحزب القائد والحزب الواحد في الجمهوريات العربية ، كان عاملا حاسما في الوصول إلى وتكريس نظم الاستبداد فالفساد . والغريب أن سلطتي رام الله وغزة تعض بالنواجذ على هذا النوع من النظم ، رغم معرفتها أنه مبعث الفشل في معالجاتهما للقضية الفلسطينية ،والمؤلم أنهما يعتمدان على الاحتلال للاحتماء من خطر الحرب الأهلية .


24 - التنوع ليس تنوعا دينيا أو طائفيا فحسب
محمد علي مقلد ( 2017 / 1 / 1 - 11:21 )
بعد التحية
نعم، نحن متفقان في الرأي ولا سيما في الأمر الأساس، وهو أن أزمات بلادنا متعددة الأسباب، لكن السبب المشترك ولا -مشترك- سواه، هو سيادة أنظمة استبدادية في هذا العالم العربي الممتد من المحيط إلى الخليج. وللاستبداد أشكال وصيغ، وللحكام قدرة هائلة على الابتكار، لكنها جميعا تلغي أمرين اثنين هما الركنان الأساسيان في الديمقراطية: تداول السلطة واحترام التنوع. وإذا كان التنوع في لبنان واضحاً وضوح الشمس من خلال تعدد الطوائف والمذاهب ( 18طائفة وربما يزيد العدد بناء على معايير أخرى) إلا أنه واضح في كل بلد من بلداننا إذا كان المعيار هو الاختلاف في الرأي وليس فقط في الانتماء السياسي والإيديولوجي والديني والطائفي واللغوي. صاحب الرأي المختلف مصيره معروف : السجن أو المنفى أو القبر. هذا ما ترتكبه الأنظمة الحاكمة كما أحزاب المعارضة، بما في ذلك الثورة الفلسطينية، فتح أو الإسلام السياسي. هذه هي الحال في كل بلدان الأمة العربية من الجمهوريات الوراثية إلى أنظمة السلالات مروراً بالأحزاب الثورية والتقدمية. بعض الإصلاحات ذات الطابع الديمقراطي هي التي أرجأت ثورة الربيع في بعض البلدان، أما البلدان العصية التي تبدو، حتى الآن، عصية على التعديلات الديمقراطية ، فلا مهرب لها من ذلك، وإلا فالحروب الأهلية بانتظارها، تماما كما حصل لسواها.
مع احترامي


25 - الدولة الديمقراطية
عارف منصور ( 2016 / 12 / 30 - 15:33 )
بداية تحية
طبعاً أوفقك الرأي بأن الدولة الديمقراطية هي الاساس الذي ينبغي أن يقوم لكي تستطيع القوى السياسية ومشاريعها على ممارسة العمل السياسي، ولكن ، أي دور سيلعبه اليسار العربي هنا وهو مغيب ومقموع ومستثنى أصلاً من المشاركة بصنع أي قرار كالمشاركة بالانتخابات والتمثيل، الا اذا كان، وهو كذالك في بعض المجتمعات والدول تبعي للانظمة المستبدة القائمة. انت تطرح قيام دولة القانون والمؤسسات كهدف، ان قيام الدولة الديمقراطية بذاته كهدف يتطلب النضال اولاً ضد منظومة القوى والنظم القائمة أولاً، لتصبح الدولة الديمقراطية بذالك الوسيلة وليست الهدف لتحقيق برامج الاحزاب السياسية وخاصةً اليسارية منها علماً بأن الانظمة القائمة حالياً هي أنظمة يمينية مهما وصفتها بالوراثية والاستبدادية، ومهما وصفت نفسها بالوطنية او القومية او حتى الاشتراكية.
والحال، فان على اليسار ، كان وما زال خوض النضال السياسي تحت شعارين، اولاً دعم جهود قيام دولة القانون والمؤسسات والتحرر بذالك من التبعية للانظمة القائمة، وفي الوقت عينه العمل على برنامجه السياسي والمستقل الداعية الى الثورة على القائم. طبعا، يجب على قوى اليسار خوض المعركة مستقلاً وبدون أي تحالفات التي من شأنها تقويض العملية الثورية وابعادها عن مسارها واهدافها خدمة لمشاريع الغير. هذه هي المعضلة التي لا زال اليسار يعاني منها اذ يسعى للانخراط بجبهات وطنية وتقدمية وقومية وحتى دينية تحت راية العداء -للعدو- الذي يجمع كل هذه التناقضات ضده.. عنوان قوى اليسار هذا وسماته لم تتشكل بعد والى ذالك الحين علينا السعي من خلال تحليل الواقع والنتائج من المراحل السابقة والعمل على بناء هذا اليسار... الجديد
أما عن التسميات التي تطلقها من خلال كتاباتك عن الاصوليات فأعتقد انه لا من فكرة لا تتطلب -أصولية- من نوع ما، لا الدينية ولا الاشتراكية ولا الليبرالية ـ الديمقراطية.. وان عكس الاصولية هو المرونة والتراخي على حساب -القضية-
تحياتي واحترامي


26 - قل لي ما مصطلحك أقل لك من أنت
محمد علي مقلد ( 2017 / 1 / 1 - 12:42 )
تحياتي الحارة رفيق عارف
نحن متفقان على كثير من الأمور والأفكار، ومختلفان حول اثنين منها. الاختلاف الأول هو معنى المصطلح. الأصولية مصطلح ليس من اختراعي، لكنني أزعم أنني أول من استخدمه بهذه الصيغة، أي بتوصيف أزمة العمل السياسي في بلادنا حين نظرت إلى العطل المشترك الموجود في أنظمتنا وفي أحزابنا على السواء. كان ذلك في سياق البحث عن قانون يشخص حالتنا. فصلت ذلك في كل كتبي، الأصوليات، الشيعية السياسية، اغتيال الدولة، وهل الربيع العربي ثورة، وليس هنا مجال لإعادة تلك التفاصيل. أهديت كتابي الأول، وهو موجود في حوزتك، لمهدي عامل، بعبارة: إلى مهدي عامل، معلّماً أصولياً بامتياز، ومفكراً أصيلاً بامتياز. وفي لاوعيي كنت أميز بين الأصالة والأصولية. وربما هذا ما التبس في تعليقك حين رأيت أن نقيض الأصولية هو التراخي، وفي اعتقادي أن التعبير يستقيم لو وضعت -أصالة- بدل أصولية، لأن هذه الأخيرة لا تعني الشدة ولا التشدد ولا الحزم ولا الثبات على الرأي بالمعنى الإيجابي للثبات، أي بنقيض من يميل مع الريح ويبدل أفكاره ومواقعه عند تبدل الظروف. لا . الأصولية بالمعنى الذي استخدمته هي العودة إلى الأصول الأولى والنصوص الأولى والسير الأولى، وكأن العقل الذي أنتج تلك الأصول صار عقيماً وعاجزاً عن التجدد. الأصولي هو الذي حين يبحث عن حل لمشكلة راهنة يفتح كتابا قديما للسلف الديني(الأئمة والصحابة والسنة النبوية مثلا) أو للسلف اليساري (ماركس ولينين وماوتسي تونغ وتروتسكي وسواهم). استناداً إلى هذا التعريف للمصطلح لا يكون نقيضه التراخي بل التجديد الفكري. كل جيل جديد هو أكثر قدرة على فهم واقعه من الأجيال القديمة. من غير أن يعني ذلك أن كل نتاج فكري يموت بموت صاحبه. ألا ترى كيف بقيت علوم الأولين وفلسفاتهم حية عبر القرون والأجيال، ألا ترى معي كيف يحيا أرسطو وأفلاطون بين سطور المفكرين المعاصرين، ألا ترى معي كيف يصنف الماركسيون الفكر بين مادي ومثالي ويستحضرون التاريخ ليؤكدوا صحة وجهة نظرهم؟ الماضي لا يموت لكننا نحن الذين نقتله حين نستحضره لنطبقه بحرفيته، حين ننقله من دون أن نأخذ بالاعتبار خصوصيات ظروفه.
الاختلاف الثاني هو حول البرنامج. في حوار مع السيد محمد حسين فضل الله عن الديمقراطية والحرية أجاب على السؤال حول موقف الحركات الإسلامية من الحرية، قائلاً، إن الإسلام السياسي مع الحرية طالما هو في المعارضة، وحين يصبح في السلطة فلا حكم إلا لله. هذه من أعراض الأصولية التي ظهرت في تعليقك حين تطالب بالديمقراطية كمرحلة انتقالية، أي كإطار يتيح لك أن تناضل من أجل مشروع آخر. الديمقراطية يا صديقي مهمة وضعها التاريخ على جدول عمله، وحين تبلغ حدودها التاريخية( بحسب التعبير الماركسي) تسقط وحدها ليضع التاريخ على جدول عمله مهمة أخرى. أما هذا التحقيب الذي تقترحه فهو إرث لينيني أو ستاليني، وهو الذي أوقع الأحزاب اليسارية والشيوعية في المطبات التي أشرت إليها في تعليقك، والتي بموجبها راحت تلك الأحزاب تتذاكى في اختيار تحالفاتها المرحلية لتجد نفسها لا في العير ولا في النفير، لا مع الديمقراطية ولا مع الاستبداد، أو قل مع الديمقراطية ومع الاستبداد في آن واحد.
مع محبتي


27 - الديموقراطية
سومر نايف ( 2016 / 12 / 31 - 20:15 )
في الجلسة الإفتتاحية للأممية الشيوعي في مارس 1919 خطب ليتين يقول :
- shouting in defense of -democracy in general- is actually defense of the bourgeoisie and their privileges as exploiters.-
وترجمتها ..
الصوت العالي دفاعاً عن الديموقراطية إنما هو بصورة عامة دفاع فعلي عن البورجوازية وحقها في الاستغلال


28 - السلف اليساري الصالح ليس للعبادة
محمد علي مقلد ( 2017 / 1 / 1 - 13:00 )
تحية وبعد
كان ينقص الكلام المنقول عن لسان لينين في الجلسة الافتتاحية للأممية الشيوعية أن يكون مسبوقاً بعبارة، لينين -كرم الله( أو الثورة) وجهه- أو رضي الله (أو ماركس) عنه-، ليستقيم الخطاب الأصولي.
كل فكرتي عن الأصولية يا صديقي هي اعتراض على هذه العودة -الحرفية- إلى كلام السلف اليساري الصالح. من قال لك أن الإمام علي يعرف أكثر من حسن كامل الصباح في شؤون الكهرباء أو من رمال رمال في شؤون الذرة؟ النبي محمد قال لسائليه أنتم أعرف مني بشؤون دنياكم. ومن قال أن لينين يعرف أكثر منك ومني في شؤون بلداننا فيما تفصلنا عنه مدة قرن من الزمان. لا إسرائيل كانت موجودة في أيامه ولا نظام البعث الأسدي الأبدي أو الصدّامي ولا أنظمة السلالات، ولا عمر البشير ولا عصابات الصومال البحرية والبرية، ولا كان الربيع العربي ولا الحادي عشر من أيلول ولا حكم الملالي في إيران ولا نفط الخليج ولا حرب الخليج ولا سقوط المعسكر الاشتراكي.....
الديمقراطية ليست خياراً بل هي قدر التطور التاريخي للمجتمعات المعاصرة، وهي ما ينبغي البحث عنها في كتابات ماركس الفلسفية قبل الثورة، وهي بالتأكيد تختلف عما في كتابات لينين بعد الثورة.
ربما كان لينين على حق في كل ما قاله عن مجتمعه وثورته. التاريخ هو الذي سيحكم على أقواله وأفعاله. لكن أقواله ليست بالضرورة قابلة للتطبيق الحرفي في كل زمان ومكان. هذا ما علمتنا إياه الماركسية
مع محبتي


29 - المعنى الوحيد للديموقراطية
مالك عبد النبي ( 2017 / 1 / 1 - 07:52 )
الديموقراطية تعني أن هناك في المجتمع طبقة حاكمة وطبقة محكومة ولكن يجب ألا تتمتع الطبقة الحاكمة بأية امتيازات على حساب الطبقة المحكومة
هل يستطيع أحد ما تحقيق مثل هذا الواجب ؟
أنا لا أستطيع، ومن يستطع فليدلنا كيف !!


30 - المضمون الحقيقي للديمقراطية
محمد علي مقلد ( 2017 / 1 / 1 - 13:51 )
بعد التحية
أعتقد أن في تعليقك رغبة في تحقيق مجتمع تسوده العدالة. وهي لا شك رغبة صادقة. لكن السبيل الذي اخترته لبلوغ ذلك ينطلق من تعرف مغلوط للديمقراطية، وترتب على ذلك استنتاجات مغلوطة.
وجود طبقة حاكمة وطبقة محكومة لا يخص نظاما معينا، بل هو أمر مشترك في كل الأنظمة الديمقراطية والاستبدادية الملكية والجمهورية والإمبراطورية والسلطانية والأميرية. إذن تعريف الديمقراطية بأنها تعني -أن هناك في المجتمع طبقة حاكمة وطبقة محكومة - هو تعريف غير صحيح. والصحيح أن الديمقراطية لها أم وأب ، وهي تنتمي إلى شجرة عائلة جذورها الثورة العلمية الفلسفية والاقتصادية والسياسية التي شهدتها أوروبا بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، جذرها الفلسفي هو الكوجيتو الديكارتي وجذرها الاقتصادي هو حرية رأس المال , وهي مفهوم أو مصطلح سياسي ظهرت صيغته الجديدة مع قيام النظام الجمهوري في أعقاب الثورة الفرنسية. وقد استمرت آثارها داخل أوروبا حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. هي تعني الأغلبية والأكثرية، وتعني صناديق الاقتراع وتعني حكم الشعب وتعني العلمانية، لكنها تعني قبل هذا وذاك أمرا أساسيا وهو احترام الرأي الأخر وعدم إلغائه لا بالقتل ولا بالسجن ولا بالنفي كما هي الحالة في أنظمتنا العربية. على هذا الأساس يكون من الطبيعي أن تكون الديمقراطية مظلة تحمي التنوع والتعدد، وفي ظلها يناضل المناضلون للتخفيف من حدة التفاوت الطبقي. الديمقراطية صيغة لتنظيم الاختلافات لا لتفجيرها. صيغة لتفادي الحروب الأهلية، صيغة للخروج من الخيارين المفروضين على شعوب أمتنا العربية: إما الاستبداد والحكم الوراثي والأبدي إما الحروب الأهلية. هذا ما هو في مقدورنا. أنت وأنا نستطيع فعل ذلك.


31 - مشكلة العرب
muslim aziz ( 2017 / 1 / 1 - 13:30 )
السيد الكاتب تحية
ارى لبنان بأحزابه وبشعبه يمثل مجسما صغيرا للوطن العربي. فهذا المسمى لبنان بديمقراطيته النادرة ديمقراطية الطوائف والمحصاصة. ديمقراطية الشعب الذي يجعل من حكامه الهه او انصاف الهة. هذا الشعب اللبناني الذي يمجد زعماء الطائفة اولا ثم بعدها الطائفة ثم اخيرا الوطن. شعب هذه ثقافته وهذه سيرته . شعب لم يتعلم من حرب اهلية مدمرة وحتى الان هو كما هو. مشكلة العرب في الشعوب اولا ثم في الاحزاب ثانيا ثم في الحكام ثالثا. مشكلة العرب انهم لا يحترمون قانونا سماويا ولا قنون ارضي. مشكلة العرب في عقولهم المتخلفة


32 - حين يكون التصويب خاطئا
محمد علي مقلد ( 2017 / 1 / 1 - 18:51 )
بعد التحية
أوافقك الرأي في الفكرة الأولى القائلة أن الديمقراطية اللبنانية - نادرة - ، وأن النظام نظام محاصصة، لكنني لا أوافق معك على أنها ديمقراطية طوائف، وأعتقد أن استخدام مصطلح الطائفية في غير مكانه الصحيح يضيع بوصلة التصويب على العلة وعلى الخصم وعلى سبب المشكلة.
هي نادرة وكل ديمقراطية معينة في بلد معين، يمكن أن تكون نادرة إذا ما كانت متكيفة مع الظروف الملموسة لذاك البلد. هذا ما يمكن قوله عن الديمقراطية الأميركية مثلا، التي يمكن أن يفوز، بموجبها وبمعاييرها من لا يحوز على العدد الأكبر من الناخبين المواطنين.
النظام اللبناني فيه ملامح ديمقراطية تتمثل في صناديق الاقتراع مثلا أو في تواجد أكثر من رئيس للجمهورية على قيد الحياة أو في الصحافة الحرة... لكنه ليس ديمقراطيا، لأن الركن الأساس في الديمقراطية هو الاعتراف بالآخر، وبعدم إلغاء الآخر. النظام اللبناني يعتمد على نظام انتخابي يقوم على مبدأ الأكثرية، ما يعني إقصاء المعارضة حتى لو نالت 49 بالمئة من أصوات الناخبين. حتى أن الأكثرية النيابية لم تستطع أن تمارس دورها كأكثرية في دورتين متتاليتين، عام 2005 وعام 2009 الديمقراطية الظاهرية تدين بوجودها للتنوع الطائفي، ما يعني أن -الآية مقلوبة- هنا، فبدل أن تكون الديمقراطية لحماية التنوع يبدو تعدد الطوائف هو الضمانة لحماية الديمقراطية، لكنها حماية سلبية، والحماية الإيجابية هي حماية القانون. لأن الطوائف لا تحمي التنوع احتراماً لمبدأ التنوع بل بداعي المخاوف المتبادلة فيما بينها، من هنا يصح القول عن استخدام التنوع لا عن حمايته، عن توظيفه لممارسة السلطة الدينية على المواطنين، بعد تحويلهم إلى رعايا كل داخل طائفته.
اقتصار الديمقراطية على بعض ملامحها يجعل منها قناعا للاستبداد المنتشر في بلدان العالم العربي في صورة صريحة والمموه في لبنان بديمقراطية مزيفة. ذلك أن لبنان يعتمد الوراثة في نظامه السياسي وفي أحزابه، ويعتمد التعيين في نظامه الانتخابي، فبأي معنى يمكن تسميته نظاماً ديمقراطياً؟ مع ذلك لا بد من التمسك بهذه المظاهر الديمقراطية لأن نواقص الديمقراطية لا تعالج إلا بالمزيد من الديمقراطية
النعت المطابق للحقيقة هو نعتها بديمقراطية المحاصصة( لبنان ومثله العراق) باسم الطوائف وليس المحاصصة الطائفية لأنها ليست محاصصة بين الطوائف بل باسمها ... ولهذا حديث آخر.
وأوافقك الرأي بأن -مشكلة العرب أنهم لا يحترمون القانون...- مع بعض التعديل في الصياغة. لكن ما لا يمكن الموافقة عليه هو مسؤولية الشعب الذي -لا يتعلم من تجربته- . الحكام ، نعم. الأحزاب، نعم. فهذه تبديلها أمر ممكن وإصلاحها أمر ممكن، وكذلك النظام. أما الشعب فهو ينطبق عليه القول... كما يول عليكم تكونوا وليس العكس. لأن الحاكم له قدرة التأثير على شعبه في ظل أنظمة الاستبداد انطلاقا من كونه يمثل، في أنظمة الحضارة السابقة، الله أو الخالق ولا يمثل الشعب.


33 - لم تجب يا مقلد
مالك عبد النبي ( 2017 / 1 / 1 - 16:49 )
في كل ما أتيت به من فلسفة وأفكار ليبرالية هل نفيت امتياز الطبقة الحاكمة في استغلال الطبقة المحكومة ؟
الديموقراطية الإنجليزية هي ام الديموقراطيات وبالديموقراطية الانجليزية إياها حطمت مارغريت ثاتشر نقابات عمال المناجم في الثمانينيات وجعلت مئات الألوف منهم يأكلون التراب


34 - اليساري
منتهى اسكندر ( 2017 / 1 / 2 - 07:03 )
ما دلالتك على أنك يساري ؟
قرأتك فما وجدت فيك لمحة بسارية
،في بلادنا أحزب في أقصى اليمين تطالب بما تطالب به حضرتك الديموقراطية والعدالة الإجتماعية !!


35 - في تعريف اليسار
محمد علي مقلد ( 2017 / 1 / 2 - 07:59 )
سأعطيك مهلة قبل أن أجيبك على سؤالك، لعلك تطلعين خلالها على بعض كتاباتي المنشورة في موقع الحوار المتمدن، فيساعدك ذلك على فهم الجواب.
سيدتي المحترمة
لا ينقصني الدليل، لكن ينقصك الاطلاع. في الحوار المتمدن وحده مئة وستة (106) نصوص منشورة، بين بحث طويل ومقالة صحافية لم تحمل إلا هما واحدا هو البحث عن يسار جديد بعد أن مات القديم.أدعوك إلى قراءة العناوين الصريحة فيها وهي التالية. تجديد اليسار أم يسار جديد22-5-2004 اليسار بين الأنقاض والانقاذ1-6-2005( وهو كراس من الحجم الصغير نشرته في لبنان كمادة تثقيفية لدعم وحدة الحزب الشيوعي) الماركسيون بين اضمحلال الدولة وبناء الدولة2-6-2005 مقدمة كتاب اغتيال الدولة 28-10-2007 المثقف اليساري المتأسلم4-10-2008 أما اليسار فليس أقل غباء5-7-2010 الأصوليات غير الدينية13-5-2011 في نقد اليسار نحو يسار عربي جديد17-4-2017 فضلا عن كتب غير منشورة في الحوار المتمدن وهي كلها تعالج القضية ذاتها. الأصوليات دار الفارابي2000 الشيعية السياسية، ناشرون 2012 هل الربيع العربي ثورة؟ ضفاف2015
في مقدمة الكراس عن اليسار بين الأنقاض والإنقاذ 2005كتبت في الإهداء:
إلى كل المناضلين الذين يحدوهم الأمل في استنهاض صفحات اليسار الناصعة. وفي التمهيد:
-هذا النص محاولة للبحث عن صورة جديدة لليسار، عن نفحة جديدة لقوى التغيير في المجتمع اللبناني. وهو نوع من المساجلة مع الذات ومع المحاولات المماثلة التي ظهرت منذ انهيار اليسار بمعناه القديم، أي منذ ما يقارب العقدين من الزمن. ولأنه كذلك، فهو سيفتح بعض النوافذ على الماضي، رغبة في تصويب المسار نحو المستقبل
في أواسط الثمانينات من القرن الماضي بدأت تظهر بوضوح علامات سقوط التجربة الاشتراكية السوفييتية، ومنهم من موقعه اليساري من استشرف سقوطها قبل ذلك، غير أن انهيارها لم يتأخر إلا سنوات. ردة الفعل على ذلك كانت متنوعة في صفوف الحركات اليسارية و القومية والتحررية والتقدمية، وفي صفوف الشيوعيين. على جبهة اليسار اختلط الحابل بالنابل، شيوعيون واشتراكيون في حكومات أوروبية، وقوميون وتقدميون من بقايا حركة التحرر الوطني العربية، اصطفوا بالنظام المرصوص خلف القوات الأميركية في حرب الخليج الأولى وفي يوغسلافيا، ولم تعد خطوط التماس واضحة بين اليمين العالمي الذي تتزعمه الولايات المتحدة، واليسار الذي تيتم بانهيار الاتحاد السوفياتي. إذن صار من الضروري والملح أن يعاد رسم خريطة اليسار العالمي من جديد، بل أن يعاد بناؤه، و صار ضروريا أيضا وضع تعريف جديد لليسار ولليمين يساعد على إعادة تصنيف القوى السياسية محليا وعالميا، ويساعد على فهم اصطفافاتها.القوى المحسوبة في جبهة المواجهة مع الامبريالية حسبت نفسها، ماعدا الشيوعيين، غير معنية بالانهيار-اليساري- المدوي، بل هي راحت، فوق ذلك، ترى أن انهيار الشيوعية هو خير تأكيد على صحة النهج الذي اتبعته في إطار تنافسها مع الحركة الشيوعية على تمثيل اليسار المحلي ، حتى أن بعض هذه القوى أخذت تعد العدة لوراثة الأحزاب الشيوعية المحلية .
أما الشيوعيون فلم ينظروا بعين واحدة لهذا الحدث الكبير. منهم من هلل ( بقايا تروتسكيين وماويين ومغامرين جدد ) لهزيمة اللينينية، الدليل العملي على صواب التروتسكيية! ومنهم من جرفه الانهيار بسيله فلم يقتصر تنكره على التنصل من التزامات حزبية، بل طال انتماءه الفكري أيضا،ومن الشيوعيين الأفراد من اعتكف بموقف شريف من مسألة الانتماء متحسرا وغير نادم على ماضيه النضالي ، يحدوه الأمل في أن تتعافى الحركة الشيوعية وتعود بنفحة جديدة، وهؤلاء هم الأكثرية الساحقة من المناضلين في صفوف الحزب الشيوعي اللبناني والأحزاب المماثلة .
الذين أصروا على انتظامهم الحزبي منهم من رأى أن الانهيار مجرد حدث عادي تعود أسبابه إلى مؤامرات حاكتها الامبريالية، وأن عودة الأمور إلى نصابها هي مسألة وقت، فجسدوا بذلك أوضح صور الجمود العقائدي، مقابل تيار واسع تنكب مهمة البحث عن أسباب الانهيار خارج منطق المؤامرة، أي في بنية الحركة الشيوعية فكريا وسياسيا وعلى صعيد التنظيم، وهم، على ما نظن، ما برحوا، في مرحلة البحث هذه ، يحكون الأدمغة مع أمثالهم من المناضلين والمفكرين المنتظمين وغير المنتظمين في أطر حزبية.
أنت يا رفيقتي ،على ما أظن، اخترت أن تكوني خارج جبهة -حك الأدمغة- واستقرت بك الأمور في مرحلة ما قبل الانهيارات الكبرى غير أنه -مع انهيار الاتحاد السوفياتي انهارت منظومة القيم النضالية والمفاهيم المرتبطة بها .أول هذه المفاهيم – الضحايا هو مفهوم الانتقال إلى الاشتراكية . فقد كان عصب إي برنامج سياسي لدى اليسار الاشتراكي أو الشيوعي يستند إلى الاعتقاد بأن هذا العصر هو عصر الانتقال إلى الاشتراكية . مع الانهيار فقد هذا الاعتقاد ، ومعه شعاره ، موازين القوى الموضوعية التي قام عليها على مستوى الصراع العالمي- فبات من الضروري الانتقال خطوة إلى الوراء، استعداداً ل-خطوتين إلى الأمام-، والخطوة هذه ليست سوى حك الأدمغة لإعادة صياغة فكرة الاشتراكية من جديد، أو بتعبير آخر، لإعادة الاعتبار للفكر الاشتراكي، وليس لنا غير معين واحد هو التراث الماركسي الغني الذي قلنا بشأنه، ومن غير مواربة، أن العالم اليوم في حاجة إلى اليسار أكثر من أي وقت مضى، ومن حسن حظ اليسار في العالم أنه تحرر من هيمنة التأويلات السوفياتية للماركسية، لأن اليسار اليوم أكثر ما يكون حاجة للماركسية من أجل إتمام هذه المهمة التي لن تتحقق خارج جبهة - حك الأدمغة-.
أول نتائج التحرر من الصور النمطية لليسار المتسفيت، أن المشتغلين في جبهة حك الأدمغة، راحوا يتساءلون عن المتغيرات المحلية بعد الانهيار، وكان أبرز هذه المتغيرات انكشاف من جعلهم الاتحاد السوفياتي حلفاء له في صراعه العالمي، ولم يكتف بذلك بل فرض على اليسار المحلي الانضباط تحت أوامرهم، وقد استمر هذا النهج رابضاً على صدر الشيوعيين من بداية تأسيس أحزابهم حتى مطلع التسعينات من القرن الماضي، عندما اكتشفنا، في جبهة حك الأدمغة فقط، أننا مرغمون على التحالف مع -جلاّدينا- من الأنظمة التي استبدت بشعوبها باسم القضية القومية وباسم النضال ضد الامبريالية من ضمن جبهة القوى التقدمية والاشتراكية في العالم وعلى رأسها الاتحاد السوفياتي. أبرز صورة لهذا التحالف المهين تلك التي كانت بقيادة معمر القذافي في لحظة سوداء من نضال الشيوعيين الصادق اندفعوا فيها ليقاتلوا بإمرته في تشاد.
كان ذاك التحالف مدمراً للقيم اليسارية. كنا متحالفين مع أنظمة متوحشة هي بدورها متحالفة مع أنظمة سلالات لا تقل توحشاً. توحش واستبداد منع الحركة الوطنية اللبنانية من إحراز انتصارها وأرغم أحزابها على اتباع سياسة التحاقية تحت طائلة التهديد بالقتل الصريح، وفي مرحلة لاحقة منع ثورة الربيع العربي من تحقيق أهدافها. لقد عمل اليسار السوفياتي وحلفاؤه على إقناعنا بأن الخطر يأتي دائما من الخارج إلى أن اكتشفنا أن الخطر الحقيقي الذي دمر كل أفكار -التقدم- وقضى عليها في مهدها هو خطر داخلي عنوانه واحد هو الاستبداد وتجلياته عديدة ومتنوعة. أنظمة الاستبداد هي التي قمعت طاقات الشعوب العربية وإمكاناتها المادية والعلمية، وهي التي، باسم الصراع مع العدو الخارجي، الصهيونية والاستعمار، بنت جيوشاً من المخابرات وكدست ثروات وفرضت على الشعوب واحدا من خيارين إما الحروب الأهلية إما أنظمة الاستبداد الأبدية. نظام الأسد إلى الأبد ليس وحيدا في العالم العربي، بل إن هذه البقعة من الكرة الأرضية هي الوحيدة التي ما زالت تعيش عليها ممالك وسلطنات وجمهوريات وراثية، وكان القذافي، عميد الحكام في العالم ( أكثر من أربعين عاما) هو تعبير صريح عن هذا التخلف السياسي الذي يعيش في ظله العالم العربي، والذي تؤمن التغطية التقدمية لجمهورياته أحزاب يسارية سوفياتية الهوى، فيما تتناغم هذه الجمهوريات الوراثية مع أنظمة السلالات على إلغاء الدساتير أو تعليقها.
الاستبداد علاجه واحد وحيد. لا يعالج الاستبداد بمثله. بل بالديمقراطية. الاستبداد يعني أن يتفرد الحاكم برأيه، وألا يأخذ برأي سواه. والعلاج باحترام التنوع والتعدد، وهذا هو تعريف الديمقراطية الأولي. الاعتراف بالآخر ثم احترامه، لا كما هي الحال في بلاد هذه الأمة من محيطها إلى خليجها، حيث المعارض فيها إما مقتول أو مسجون أو منفي.
انطلاقاً من هذا التشخيص، توصلنا، نحن جبهة حك الأدمغة، إلى استنتاج -يساري- يقضي بعدم الوقوف مكتوفين بانتظار ماركس جديد أو لينين جديد، وإلى أن يتمكن الفكر اليساري العالمي من إعادة الاعتبار للفكر الاشتراكي، علينا أولا ألا نناضل تحت راية قضية خاسرة، وعلينا ثانياً أن يكون لنا قضيتنا ، أن يكون لكل شعب من شعوبنا قضية، وإن على اليسار الشيوعي، في ظل انهيار التجربة الاشتراكية، أن يختار قضية مقنعة، ورأينا، نحن جبهة حك الأدمغة، أن توحيد الأوطان التي هددتها أنظمة الاستبداد ودمرتها بالحروب الأهلية لا يكون بغير بناء الدولة، الدولة الديمقراطية التي عليها أن تحمي حرية النضال، أن تحميه من بطش الأنظمة التقدمية واستبدادها أولا. لذلك سارعنا إلى إعلان ذلك في وثيقة صادرة عن قيادة الحزب الشيوعي اللبناني في الجنوب تحت عنوان، في سبيل إعادة بناء الوطن والدولة، ثم رحنا نطور الفكرة عاما بعد عام، ونبشر بها داخل الحزب الشيوعي اللبناني، إلى أن ضاق الحزب ذرعاً بهذه القضية وعدها -بدعة- وحكم على أصحابها مثلما تحكم أنظمة الاستبداد على المعارضين. منطق التحليل هذا أوصلنا إلى استنتاج آخر فصلناه في كتابنا -هل الربيع العربي ثورة؟ قراءة يسارية-. وسأصغي بتمعن لمن يتجرأ على قراءته قراءة نقدية


36 - مقلد اليميني
منتهى اسكندر ( 2017 / 1 / 2 - 18:37 )
قرأت ردودك على سائر المحاورين فما عرفتك تختلف كثيراً عن
Jean-Marie Le Pen (Le Diable De La Republique)
وهو يؤكد دائما من يمين اليمين إيمانه بالديموقراطية الفرنسية وخضوعه التام لصندوق الانتخايات ويسخر من ماركس ولينين كما سخر -اليساري- محمد علي مقلد بحكم أقدميتهما
وأخيرا حق لي أن أتساءل - هل الشيوعيون في لبنان يشبهون محمد علي مقلد !؟

وشكراً لتلطفك بنشر التعليق


37 - حابل المنتهى نابل الاسكندر
محمد علي مقلد ( 2017 / 1 / 2 - 22:49 )
بعد التحية
أعترف لك أنني لم أسمح بنشر تعليقك بداعي -التلطف- بل بسوء النية. حتى الاعتراف يبدو خبيثاً ، أليس كذلك ؟
نعم سمحت بنشره لسببين ، الأول ليكون حوار أهل -الممانعة- عبرة لمن اعتبر من أهل الحوار. فأنت من ينطبق عليه المغزى من حكاية سليمان الحكيم، حين جاءه من يشكو له السارق الذي يسطو على دجاجاته كل يوم. جمع أهل القرية وخطب فيهم قائلاً، ألا يخجل السارق منكم أن يأتي وريش الدجاجة على رأسه. رفع السارق يده لينزع الريشة، ففضح نفسه. أو كأنك ينطبق عليك مغزى الطرفة التي تحكي عمن يبحث تحت مصباح الشارع عن شيء ضاع منه، وحين سألوه لماذا اختار هذا المكان للبحث عن غرضه الضائع وهو يعرف أنه أضاعه في مكان آخر، قال: أضعته في مكان معتم ولا أستطيع البحث عنه هناك.
سردت لك لائحة بما ينبغي أن تقرئيه لتفهمي الجواب. وها انت تعترفين بأنك لم تأخذي بالنصيحة، وأنك اكتفيت بقراءة ردودي على الآخرين. ردودي على الآخرين كانت نقاشا مع أفكارهم، وردي عليك كان نقاشا مع أفكارك أنت. كان عليك أن تقرئي ما نصحتك به وهو متيسر في موقع الحوار المتمدن، لا أن تهربي إلى قراءة سواه. يا منتهى، يمكن للمرء أن يقرأ كثيرا، لكن المهم أن يحسن اختيار ما يقرأ. ويمكن للمرء أن يقرأ كثيرا لكن المهم أن يفهم ما يقرأ. ويقال الشيء ذاته عن الكتابة. لقد عودنا يسار الممانعة( أرجو أن تقرئيه ولا تترددي) أن يشتم بدل أن يحاور. وها أنت تستعرضين عضلاتك بالفرنيسة لتزعمي أنك تعرفين Le Pen لتوقعي نفسك في فخ التطرف. إنك الوجه الآخر للعملة ذاتها، عملة التطرف، ومن الطبيعي أن تقع الطيور على أشكالها. أعداء الديمقراطية حلفاء في كل مكان... وأنصار الاستبداد حلفاء في كل مكان.
أما السبب الثاني الذي أملى علي نشر تعليقك فهو رغبة مني في أن يسعى المشرفون على موقع الحوار المتمدن، هذا الموقع الراقي للحوار بين اليساريين، أن يسعوا لجعله موقعا للحوار وأن يوصدوا أبوابه أمام الشتامين. ولا تتفاجئي إن صنفت تعليقك من باب الشتم، فمن مناهج البحث العلمي الذي نعلمه لطلابنا في الجامعة، أن النقاش المجدي هو الذي تتواجه فيه الفكرة بالفكرة وليس الذي يرد فيه على الفكر بأحكام غير مبررة. لم تقنعيني بأي رابط يجمع بين كل البحوث والكتب التي دأبت على نشرها منذ منتصف الثمانينات والتي تهتم بموضوع اليسار، مع المتطرف اليميني الفرنسي لوبن وإبنته وريثته في التطرف. ولست أعلم كيف تفسرين كلامي عن حاجتنا لماركس بأنه سخرية منه. فهم بالمقلوب لا يفعله إلا الراسخون في الفكر الخشبي وفي نهج الممانعة.
ثم إنني عرضت عليك، وعلى من تشائين، أن يقرأ كتابي، هل الربيع العربي ثورة؟ وأن يكتب فيه نقداً. أنا بانتظار من يتجرأ على ذلك.
في هذا الكتاب فضحت منهج التفكير الممانع المدافع عن الاستبداد والمتضامن مع الأنظمة ضد الثورات. اقرئي فيه كلاما توجهت فيه إلى أهل اليسار الممانع الذي كان يتظاهر في بيروت أمام السفارة المصرية دعما للثورة، قلت لهم فيه، أيها المتضامنون هذه الثورة قامت ضدكم. كتبت ذلك في شباط 2011 أي قبل أن ينتبه يسارك الخشبي إلى أن الثورة ليست ضد الاستعمار ولا ضد أعداء الاتحاد السوفياتي بل هي دعوة لإسقاط أنظمة الاستبداد.
وفي هذا الكتاب ناقشت كبار فلاسفة الاقتصاد، وهم أساتذتي، ومن موقع الاحترام الكبير لهم، معترضا على منهجهم في قراءة أحداث الربيع العربي. قد تكون الأسباب، في التحليل الأخير، وأشدد على التحليل الأخير، متعلق بالبنية التحتية والاقتصاد، إلا أن المحرك الرئيسي لإحداث الربيع العربي كان سياسيا بامتياز، أو على الأقل، إن أي حل للأزمة الناشبة لن يكون إلا حلا سياسيا: الدستور، الحياة الديمقراطية، تداول السلطة... باختصار، الشعب يريد إسقاط النظام الوراثي. نحن في لبنان ابتكرنا شعارا آخر يتناسب مع أوضاعنا. في لبنان دستور ينتهكه أهل السلطة، ولذلك رفعنا شعار ، الشعب يريد تطبيق النظام، أي احترام الدستور وتطبيق القوانين.
في كل الأحوال قد لا يكون هذا النقاش مجدياً مع أهل الجمود العقائدي، لكننا متأكدون أنه سيكون مجدياً مع الجيل اليساري الجديد الباحث عن الحقيقة اليسارية خارج الأصوليات.


38 - تلك الحلوة وذاك
سلام فضيل ( 2017 / 1 / 4 - 18:34 )

السيد محمد علي مقلد ان العالم منذ اول البدء اوتلك الطفرة التي كانت قد مر بتعاقب حقب المراحل وانبثاق حضارات واندثار ما قبلها ومن ثم انحطاط القرون الوسطى وحرب المائة عام ومن ثم الحروب الطائفيه والعرقيه ومن ثم القوميه واول تقدم الصناعه وتسارع التوسع الامبراطوري من خلال الحضاره التي توا ارتقت اي اوروبا ودخولها بحروب عرقيه قوميه طائفيه فئوية وحول المحميات ومن ثم الثورة الفرنسيه القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر ومشاركة وفرض نظام المندوب السامي نظام الوصايه فيما بين القوتين الاكثر تقدما انذاك وهم فرنسا وبريطانيا واوروبا بشكل عام التي هم ذو النفوذ فيها والى حيث سعة التوسع وبداية القرن العشرين واكتشاف البترول التي اخذت سريعا بتسارع سعة تقدم الصناعة والاقتصاد واندفاعة التوسع وتدافع فيما بين. وحالما لاحت تلك انحدار وحشيه الحرب العالميه الاولى ومن بعدها الثانيه التي طالت كل جهات العالم وهي نتيجة سعة التوسع الذي ذاته في الداخل ونظام الفئة واول ارتقاء امريكا والاتحاد السوفيتي ما بعد الحرب العالميه الثانيه وتقدم الصناعه واكتشاف قوة الطاقة الفتاكة الذريه ومنها ضبط التوازن والحرب البارده وبداية نظام تداول السلطه مرتبه ثانيه تلك التي في النهايه كل شيء عند العوائل يكون (بيل كلينتون -ك-حكاية حياتي-2004 وادوارد كندي-ك-حكاية حياتي-2009) ونهاية الحرب البارده وانبثاق عالم القرية الكونيه ونجاح الديمقراطيه ولكنها اي المرحلة حالما اخذت بتلفت الداخل داخل الحضارة السائدة اي العالم المتقدم والتسائل من نحن وتلك الفئة(بيل كلينتون-ك-حكاية حياتي واداورد كندي -ك-حكاية حياتي-وهنتنغتون -ك-صدام الحضارات)واندفاعة احتواء التي كانت محميات واستقلت مابعد الثانيه منطقة الشرق الاوسط واستباق تسارع صعود الشرق الاقصى وتنافس الاقتصاد ودفع دمار تهديم مناطق امكان النفوذ وفرضها مناطق صراع كخط دفاع واهمها الشرق الاوسط حيث جل مخزون الطاقة فيها موجود ومنها عرض العراق التسعينات القرن العشرين عرض مبهجة جدا كثيرا غاية في البؤس والانحطاط ونظام متوحش صار وحول البلد الى معتقل غاية في القسوة والافقار ومن ثم سوريا ومصر وليبيا واليمن ومناطق الصراع...وقبالتها العالم سريعا بعيدا عنها يخطو راح وقطار الصين اخذ يربطها باوروبا والعالم المتقدم اذ مرحلة القرية الكونيه ومناطق الصراع من خلالها يديرون صراعهم ومنه التي في الداخل ومنها صار
مرحلة ترامب في امريكا وفراج في بريطانيا وحزب الحريه في النمسا والبديل في المانيا وماري لوبين في فرنسا...وفي كلها هؤلاء ليس مفاجأة وهم ضمن خلطة من كل هذا من العرقية والقوميه والطائفية وبعضا من فكرة اليسار وهم من ذا الفئة الجزء المهمش صار ولهم شعبية كثيرة ومتسارعة وهم ليست ضد الحروب والتوسع وفي كلها بذات مانحو وانحدار وحشية الحرب العالميه الثانيه(بيل كلينتون-ك-حكاية حياتي وادوارد كندي -ك-حكاية حياتي وقائد القوة الجوية الامريكيه نهاية الثمانينات بداية التسعينات-ك-مذكراته وهنتنغتون-ك-صدام الحضارات وشوستوف اماند رئيس تحريرمجلة زيت الالمانيه)ذات مرحلة صعود هتلرعنها يقول وكتب اخرى
وفي كلها هناك استشراف مرحلة وليست مفاجأة (ادوارد كندي وبيل كلينتون )وفي كل العالم المتقدم ترك تسارع صعود ترامب ولوبين وفراج...وهو لغرض التنفيس في الداخل وهناك انقسام حادة ومتسعة وكثيرا من الوجل ومحاولة لملمة وترتيب الاوراق في كل العالم المتقدم والقادم سريعا حيث التجربة الانسانيه واحدة ومنها الديمقراطيه التي تهذب اي نظام سواء كان من العالم المتقدم او الفاشل ومنطقة الشرق الاوسط ومانحوها عادت لذات نمط القرون الوسطى وحرب المائة عام وماقبل عصر الانوار التي في العالم المتردي كانت.
والسؤال لماذا الشرق الاوسط راح سريعا ينحدر الى مرحلة القرون الوسطى بالوقت الذي فيه العالم صار قرية ومنه العدالة والحريه وتكافأ الفرص والمواطنة والتداول السلمي؟ وهي صالحة لكل بني الانسان في اي كان من العالم المتقدم او الاكثر بدائية لانها صارت معروفة كنظم وقوانين كالتي في ادارة السير؟وهل هناك مايلوح لبناء نظام عدالة وحريات في منطقة الشرق الاوسط التي هي الان ومثلما كانت القرن التاسع عشر رقعة صراع العالم وكخط دفاع اذ عملاق قادم (ادوارد كندي) وغاية مأساتها العراق وسوريا واليمن؟


39 - رد الى: سلام فضيل
محمد علي مقلد ( 2017 / 1 / 5 - 18:07 )
بعد التحية
... أما عن السؤال، فهو ذاته السؤال الذي طرحه شكيب أرسلان منذ أكثر من قرن، على الشكل التالي، لماذا تقدم الغرب وتخلف المسلمون. ثم طرحه من بعده وحاول أن يجيب عليه رواد الإصلاح الديني والسياسي والثقافي في عصر النهضة، بدءا بالأفغاني ومحمد عبده وانتهاء بالأحزاب الدينية المعاصرة، الجماعة الإسلامية ومتفرعاتها وحزب الله وأشباهه، مروراً بالحركة القومية ورموزها من سعد عرابي إلى الأحزاب الناصرية والبعث، ثم الأحزاب اليسارية الشيوعية منها والاشتراكية.
لم يتوصل أحد إلى وضع العالم العربي على سكة التطور الصحيحة، رغم مظاهر التقدم التي أحرزت على الصعيدين الاقتصادي والثقافي. هذه هي فرضيتي في كتابي ، هل الربيع العربي ثورة؟ تقول الفرضية إن العالم العربي دخل في الحضارة الحديثة ( الحضارة الراسمالية) من بابي الاقتصاد والثقافة إلا أن القوى السياسية الحاكمة والمعارضة امتنعت عن ولوج الباب السياسي لهذه الحضارة، أي باب الديمقراطية التي تعني أول ما تعني القبول بالتنوع والتعدد ، أي قبول الآخر، وهي السبيل الوحيد لتفادي الحروب الأهلية، خصوصاً أن أنظمة وأحزاب الاستبداد وضعت الشعوب أمام خيارين، إما الاستبداد (أحكام عرفية ، أنظمة بلا دساتير أو بدساتير معلقة) إما الحروب الأهلية، وقد نفذوا وعيدهم في لبنان والجزائر والسودان والصومال وسوريا واليمن، وحيث أمكن، بالحد الأدنى، تم التوصل إلى تعديلات دستورية وتطبيق هذه التعديلات بما يضمن تداول السلطة، تأمنت شروط استقرار سياسي ينبغي تثبيته وتطويره نحو الأفضل( تونس والمغرب بشكل خاص، ومصر التي نجحت في تفادي الحرب الأهلية، لكن ثمن ذلك دور متزايد للمؤسسة العسكرية.
الحل بالدولة المدنية الديمقراطية، دولة الدستور والمؤسسات وتداول السلطة


40 - الديوقراطية
مالك عبد النبي ( 2017 / 1 / 4 - 19:07 )
تقول أنك أستاذ جامعي ومع ذلك لم تفهمني أو أنك افتقدت الرد المناسب فافترضتني من أنصار العدالة الاجتماعية بينما أكثر ما أسخر منه هو شعار العدالة الاجتماعية وهو شعار ميت غير قابل للحياة إذ لا يمكن إيجاد دولة خارج القيد الطبقي ترغم الطبقات المتصارعة على التصالح الطبقي
إنطلاقا من هذا المنطق يقوم سؤالك عن مبرر وحدة اليسار
وحدة اليسار هو اليوم شعار الشيوعيين في العراق وسوريا ولبنان والأردن وهو الدلالة القاطعة على إفلاسهم إذ لم يعد لديهم ما هو شيوعي فأخذوا ينادون اليساريين أعداء الطبقة العاملة عسا يرشدونهم إلى ما يتوجب عمله
لكنك عدت مفلساً مثلهم


41 - رد الى: مالك عبد النبي
محمد علي مقلد ( 2017 / 1 / 5 - 20:31 )
إقرأ الرد على تعليق كارل أيوب


42 - ما هي الديموقراطية ؟
كارل أيوب ( 2017 / 1 / 5 - 05:26 )
الديموقراطية هي البناء السياسي الذي بحصّن استغلال الطبقة الرأسمالية للعمال
وكذلك هي الديموقراطية الإشتراكية فهي تحصين سيادة العمال في المجتمع
فما عساها تكون ديموقراطية محمد علي مقلد ؟
لعله يقول ديموقراطية خنثى أو نيوترال !!
Neutral
التي لا يحسن تطبيقها سوى الأنبياء أو مبعوثو الله كملالي إيران


43 - لماذا الديمقراطية؟
محمد علي مقلد ( 2017 / 1 / 5 - 20:27 )
هذا الرد موجه لكل الذين تناولوا موضوع الديمقراطية، ولا سيما كارل أيوب ومالك عبد النبي
التعريف الذي قدمه كارل عن الديمقراطية غير صحيح. هي مصطلح معناه اللغوي، حكم الشعب. استخدم أول مرة عند اليونانيين لكنه كان يميز بين السادة والعبيد. استعادته الحضارة الرأسمالية بعد الثورة الفرنسية وقبلها في بريطانيا وأرفقته بصناديق الاقتراع، لكن الاقتراع لم يكن حقا لجميع المواطنين، بل لبعضهم، لم تكتسب المرأة الفرنسية هذا الحق إلا في خمسينات القرن الماضي
الدلالة السياسية لهذا المصطلح مبنية على مبدأ الاعتراف بالآخر وبحقه في التعبير عن رأيه وفي التمثيل السياسي. لكن ذلك لم يكن سهل التطبيق، فقد دفعت أوروبا أثمانا غالية، ومنيت معها البشرية (الحربان العالميتان) باأفدح الخسائر، قبل أن تقتنع الدول القومية بأن الحروب ليست السبيل الصالح لحل المشاكل ومعالجة التناقض في المصالح بين الدول. استقرت الديمقراطية على معناها المعاصر بعد الحرب العالمية الثانية، وهي تعني، انطلاقا من الاعتراف بالآخر ، احترام التنوع والتعدد في المجتمع والتعبير عن هذا التنوع في التمثيل السياسي، ولا يحمى التنوع إلا بالقانون والسلطة القضائية، ولهذا لا توجد الديمقراطية إلا بوجود الأنظمة الدستورية والمؤسسات الدستورية . بناء على ذلك يصبح من الممكن حماية التنوع بالقانون ويصبح من الممكن تداول السلطة ( عدم تأبيدها، أو توريثها)، وفي ظل الديمقراطية يلعب المجتمع المدني ومؤسساته دورا رقابيا .... ألخ ألخ
لكن ما يلفت النظر في بعض التعليقات الخروج على آداب الحوار بلغة زقاقية من المؤكد أن أصحابها لم يحصلوا درجة معقولة من الثقافة السياسية الأكاديمية، ثم أتوا يستخدمون هذا المنبر الثقافي اليساري الحر بغير الوظيفة المفترضة للحوار. في ظني أن الحوار المفتوح يمكن أن يكون حوارا بين مثقفين ومفكرين، أما أن يدخل إلى هذا المنبر عابرو طريق ممن حفظوا في نضالهم اليومي بعض المفاهيم من غير أن يفهموا معانيها ، فهو أمر يسيء إلى الحوار المتمدن قبل سواه.
تعمدت أن أنشر كل التعليقات، حتى تلك التي تنم عن قلة تهذيب وعن جهل، لعل المسؤولين عن الحوار المتمدن يدققون بالمستوى الفكري لكتاب الموقع بحيث تكون القراءة متاحة للجميع أما الكتابة فيلزمها بعض التشدد


44 - الدكتور محمد علي مقلد
محمود سلطان ( 2017 / 1 / 7 - 06:57 )
أدهشني تعريف كارل أيوب للديموقراطية وأدهشني ردك أكثر
أنت قصرت الدبموقراطية على الانتخالات
لكن في لبنان هناك دائما انتخابات شفافة والحال يزداد صعوبة

الذين صوتوا في الانتخابات الأميركية الأخيره هو 50% من مجموع المصوتين
ترمب أخذ 24% من المجموع وبات يحكم بسياساته الشاذة 76% من الشعب

والحال في فرنسا هو ذات الحال

فأي ديموقراطية هي التي ستحل كل قضاياك !؟


45 - الديمقراطية بدل الاستبداد والحروب الأهلية
محمد علي مقلد ( 2017 / 1 / 7 - 11:09 )
بعد التحية
الديمقراطية ليست حلا، بل هي إطار سياسي يوفر الظروف المؤاتية للنضال من أجل التغيير، وهي إن كانت حلا لمشكلة فهي الحل البديل للخيارين اللذين يضعنا الحكام العرب أمامهما : إما الاستبداد إما الحروب الأهلية. بهذا المعنى، الديمقراطية هي الحل الوحيد لهذه المعضلة الناجمة عن استبداد الحكام بشعوبهم... بعد إرساء النظام السياسي على أساس احترام التعدد تصبح المطالبة بالتغيير حقا يصونه القانون
أما عن تعريف الديمقراطية، فأنا على عكس قولك ، لم أقصر الديمقراطية على الانتخابات، بل عرضت مقوماتها المتعددة وشددت على أن أنها ليست صندوقة اقتراع. أرجو منك أن تعيد قراءة ردودي على تعليقات كارل أيوب ومالك عبد النبي ومسلم عزيز، لتتأكد من ذلك
مع احترامي


46 - تحيتي لكم ولمقالكم الفخم
Shamem EQ ( 2017 / 1 / 8 - 07:17 )

حقيقة لم اختم المقال لكني على بينه انه حين تحين الحرب الكل يدخل الى المغارة ليقاتل وحده وهذا هو حال الاحزاب ايا كانت عنوانها وسياستها فالمصلحة والاستحواذ هي جوهر الوجود اما ان يتشارك القومي مع الماركسي والاممي مع الشعوبي هذه يتعايشها المواطن من حيث لا يعلم ويرفضها ايضا من حيث ما تملي عليه اجندات الاحزاب المنضوي تحت عبائتها وهذا ما يحدث في اوطاننا لذلك نحن كشعوب امه ليس لدينا خيارات بل تسيرنا تلك الاحزاب على ما يخدم مصلحتها الاعليا اولا واخرا وخير دليل واقعنا الذي ما زال حتى في ربيع الثورة لا يعلم ماهو الوطن وا هي حقوقه علينا .. تحيتي لكم ولمقالكم الفخم


47 - رد الى: Shamem EQ
محمد علي مقلد ( 2017 / 1 / 8 - 08:37 )
تحية لك
قرأت تعليقك ضمن التعليقات على الفيسبوك وظننت أنك اكتفيت بالملاحظات من دون النقاش. أنا أوافقك الرأي أن التناقضات بين الأحزاب أكبر بكثير من القواسم المشركة، وأن الهم الحزبي يغلب على الهم الوطني.


48 - طاعون التهتك الفكري
إسماعيل حسين ( 2017 / 1 / 9 - 08:12 )
اعتبار صدام حسين وبشار الأسد وعلي عبدالله صالح والقذافي وبن علي وحسن البشير أصوليين وأن لهم مبادئ يتشددون في تطبيقها غير أنهم أفّاقون اختطفوا السلطة في ظروف خاصة
مثل هذا الإعتبار إنما هو مثال للتهتك الفكري وهو طاعون تبتلى به البلدان المتخلفة ولبنان منها


49 - رد الى: إسماعيل حسين
محمد علي مقلد ( 2017 / 1 / 9 - 18:28 )
تحية وبعد
يبدو أنك لم تحسن قراءة النص ولا تعرف معنى التهتك. هؤلاء الذين ذكرتهم مصنفون كحكام مستبدين لا كأصوليين. أخشى أن يكون التصويب على الأصوليات قد أصابك بشظية.

اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة