الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدورعلى من بعد إسقاط الطائرة و السفير الروسيين ؟

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2016 / 12 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


أرادت صوارخ غادرة جبانة أردوغانية أن تسقط طائرة روسية تحلق في الجو .
فكان لها ما ارادت .وانقطعت العلاقات بين موسكو و انقرة تبعا لذلك .
ويمر وقت طويل قبل ان يتذكر اردوغان ان العلاقات بين موسكو و تركيا حيوية ولا يمكن قطعها .
بعد هذا تعود العلاقات الدبلوماسية بين البلدين و يذهب السفير الروسي لتركيا .لكنه لم يكن يعلم ان ذهابه هذا هو الاخير.
لأنه ذات يوم بارد من ايام ديسمبر 2016 يظهر مجرم تركي حقير وجبان يحمل مسدسا و ينتظر خلف السفير الروسي الاعزل في انقرة والذي كان يتكلم للصحفيين .يبدو الحقير التركي كانه من الحرس الخاص للسفير في وضعه ذاك .و بعد دقائق يفاجئ الجميع .
وتنطلق الطلقات النارية الغادرة الجبانة نحو السفير مثل الصواريخ الاردوغانية التي اسقطت الطائرة الروسية .
يسقط السفير متتأثرا بجراحه اللعينة و يتمدد وحيدا بلا معين بينما يصيح الخبيث التركي "الله اكبر" و يزيد في الكلام امام الكاميرا ليبرر بطولته الكرتونية في سيناريو مخرجه ردئ .
ينتشر الفيديو الذي وثق للجريمة عبر العالم كالبرق.
دائما تحدث عملية غادرة أردوغانية اثناء العلاقات الدبلوماسية "العادية" بين روسيا العظيمة وتركيا ذات التاريخ بنفس التقنية و نفس الاسلوب الاردوغاني.
هذا ما لاحظه العالم و لا يحتاج لذكاء انشتاين لاستنتاجه.
ليس الداعي لهذا المقال الكلام عن روسيا و ديكتاتوريتها و لا عن تدخلها في سوريا مثل ما تدخلت دول اخرى في اماكن اخرى من العالم و انما عن تقنية الاسقاط الاردوغانية التي تتكرر دون خجل و تصل اوجها في جريمة نكراء باسقاط السفير الروسي الاعزل ارضا و غدرا دون إخبار و مع صياح "الله اكبر" الذي يحيل على رمز اسلامي و كأن الاسلام يبيح الغدر.
لا هي رجولة و لا هي شهامة ولا هي شجاعة و لا هو اسلام ما قام به ذلك المعتوه المتعطش للدماء اكثر من اللازم قبل ارتكابه لجريمته الشنعاء امام عدسات العالم .
و بعد الجريمة انتهى كل شيء . و ياله من انجاز ..... تصور المجرم نفسه قد صار بطلا مثل ابطال القذافي الذين اسقطوا طائرة الباناميريكان فوق لوكربي .
ما الفرق بين القذافي و اردوغان اذن؟
و المصيبة ان انتماء القاتل لحرس اردوغان السابقين يضيف ثوابل جديدة لطبخة الاسقاط الاردوغانية.
تركيا العلمانية و الفتاة التي اسسها كمال اتاتورك والتي كنا نعرفها قد انتهت الى الابد .
هل ستلقن روسيا درسا لاردوغان ؟
هذا مما لا شك فيه .
و قد عبر عن ذلك الرئيس المستمر بوتين بعد الجريمة مباشرة حين قال سيشعر المجرمون بالفرق في سلوك روسيا بعد قتل السفير ...
السفير مهمته تواصلية ايها الهمج .
و غير مقبول و لا يجوز باي حال من الاحوال مسه بسوء.
هذه هي الاعراف و الاخلاق الدولية البشرية فمابالك ان تقول ان هذه الاخير ارحم من تعاليم تُنسب للاسلام .. حاشا.
هذا أقل ما يمكن ان يقال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة