الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- حَمه - الذي لن يدخل الجّنة !

امين يونس

2016 / 12 / 26
كتابات ساخرة


المؤمنون بالأديان يقولون : الصبرُ جميل . وأن الله يمتحن عباده بتعريضهم للمآسي والمصائب ويُسّلِط عليهم الظُلم ، لكي يقيس مدى تحَمُلهم ! . بل وأن تُجّار الدين والمذهب يّدعون بأن الفُقراء سيدخلون الجّنة ، وسيعوضون حرمانهم الأرضي هُناك .. وأن إحتمال دخول الأغنياء الى الفردوس ، مثل إحتمال دخول جَمَلٍ في ثُقب إبرة ! ... وما إلى ذلك من هذه الخُزعبلات .
الحُكام الطُغاة والمُستبدون ، أيضاً ، يُراهنونَ على " صبر " الناس ، الطويل ... يُراهنون على سِعة صَدر الجماهير ومَيلهم إلى السكينةِ والوداعة ... بل يُراهنون أيضاً على غباء وقّلة وعي الناس ! .
.................
" حمه " شغيلٌ نشيط ، سمع من عدة مصادِر ، قبل سنين ، بأن هنالك شخصٌ مُحترَمٌ مُتديِنٌ ، وفوق ذلك هو ثريٌ ورجل أعمال ، " يُشّغِل " الأموال في مشاريع جيدة إستثمارية ، ويدفع فوائِد " حَلال " . حمه الذي يكُد في العمل ، ويستطيع توفير بضعة مئات من الدولارات شهرياً ... إقتنعَ بأنهُ سوف يّدخِر أمواله لدى ذاك الشخص ، لكي يُحافِظ عليها أولاً ، ويزيدها بإضافة الأرباح والفوائد عليها ، ثانياً . وبالفعل كان صاحبنا حمه ، يحتفظ فقط ، بما يكفي لسد الحاجات الضرورية له ولعائلته ، ويدفع الباقي لرجل الأعمال الوَرِع . كانَ حمه مثل العديدين غيره ( يستثمر ) أمواله لدى الحجي ، وكان الحجي المحترم ، قد أفهمَهُم ، بأنهم بذلك ، كأنهم يستثمرون حسناتهم في هذه الدُنيا ، وسيستمتعون بالنتائج في الجّنة ... صحيح أن حمه وأمثاله ، يعانون من شظف العيش ويضغطون على أنفسهم شهرياً لكي يدفعوا للحَجي ، لكنهم سوف يحصلون على " الجائزة الكبيرة " حين تنتهي المشاريع ، فيحصلون على أموالهم إضافة إلى الأرباح ، فيصبحون أغنياء دفعةً واحدة ! .
على أنغام هذه الأحلام الوردية ، كان " حمه " ينام ليلياً ، لاسّيما وأن الحجي أخبرهم ، بأن المشاريع الكبيرة أوشكتْ على الإنتهاء ، وفي الأسابيع القادمة ، سوف يُوّزِع عليهم الأموال . فكان حمه ، في تلك الأيام ، منغمساً في المناقشات مع زوجته ، في كيفية توسيع دارهم وترميمها والتحضير لزواج أبناءهم ، عند إستلامهم الفلوس .
لكن في صباحٍ مشؤوم ، أخبروهُ ، بأن " الحجي " صّفى جميع أعماله وباع كُل شئ وأخذ أموال الناس ، وهرب الى الخارِج ! . ببساطة : كان الحجي الورع " كلاوجي " وحرامي ، إستغلَ عباءة الدين للإحتيال على الساذجين والمُغفلين .
...................
أخشى أن يحصل الفُقراء والكادحين والمحرومين بصورةٍ عامة ، الذين يأملونَ بالفوز بالجّنة وتحقيق أحلامهم وإشباع رغباتهم ، هناك في السماء ... أخشى أن يحصلوا على ( مَقلَبٍ ) كبير .. مثل صاحبنا حَمه ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إن الدين حشـــيشـــة المشــــشـــين
حميد صيّادي ( 2016 / 12 / 26 - 21:14 )
كاكه أمين صدقتم!
إن شعبنا الكوردي المتكون على تقدير القوميين الأكراد! من30 مليون-كاكه حمه وات- وحفنة من مامه حاجي في ك ر ج!
لهم على حيطان غرف استقبالهم للحموات المرغوبين فقط آيات قرآنية منقوشة من الذهب( إنظر إلى غرفة إستقبال كاك مسعود مثالا!) الصبر مفتاح الفرج!!
والله مخازي يا عزيزي!
حقا كاكه حاجي ماركس قال قبل ١-;-٥-;-٥-;- سنة{{ إن الدين حشــــيشـــــة المحشــــشــــين}}يا كاكه أمين متى تنتهي النفاق والتدليس والمساومة الدينية الرجعية الرأسمالية الجشعة؟!!! متى يا كاك مســـــــــعود متى؟؟؟؟؟!

اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-