الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصطلح النصر في العقيدة الإسلامية( 1)l

سعادة أبو عراق

2016 / 12 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مصطلح النصر في العقيدة الإسلامية( 1 )
في هذا الزمن المتردي الذي تحياه أمتنا العربية دون الأمم الإسلامية نتداول بشكل مكثف مصطلح النصر بكافة اشتقاقاته الواردة في القرآن الكريم ، وخاصة في الدعاء من على فوق المنابر لينصر الله المسلمين المجاهدين في فلسطين وفي أفغانستان والبوسنة والعراق وسوريا ومانيمار وغيرها من البلاد التي تطولها مخيلة الدعاة وخطباء المساجد وثقافتهم وتوجههم الديني، وكأنهم يطالبون الله ان ينجز وعده ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين )كما جاء في الآية47 من سورة الروم وما جاء أيضا في الآية 7 من سورة محمد ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )، أما الآية التي في سورة الأنفال ( وما النصر إلا من عند الله ) فهي الآية المحكمة التي تحدد مصدر النصر.
هكذا فهمنا على مر الزمن أن الله ينصر بنصره من يشاء، و ما علينا سوى الإخلاص في الإيمان ، وأن الله سيتكفل بالباقي ، ولنناقش هذه الفهم :
1- ورد الفعل نَصَرَ ومشتقاته ما يقارب السبعين مرة ، وكانت بمعاني كثيرة مثل الإستغاثة والدفع والفوز والمساندة والنجاة والتأييد والغلبة ، أما بمعنى النصر العسكري فلم تأت إلا عشر مرات ، بمعنى أن النصر الوارد في القرآن الكريم لا يكون دوما نصرا عسكريا ، ولا يجب أن نفهم أية كلمة (نصر) على أنها نصر في المعارك.
2- إن معركة بدر الذي انتصر فيها المسلمون عن قلة وضعف، بواسطة ملائكة أرسلها الله لتحارب مع المسلمين، كانت معركة فاصلة، لأن المسلمين بذلوا كل جهودهم، لذلك فإن الله قد تدخل بقدرته، لكن هذا النصر كان له أيضا مبرراته التي وجدناها عند تحليل الوقائع، فقريش التي جاءت إلى حرب أشبه بالنزهة واستعراض القوة ،ومعهم قيانهم، وكل أدوات الترفيه، فإنهم لم يتوقعوا هذه الصلابة من المسلمين، فكانت هزيمتهم الشنيعة منطقية.
3- ولم تكن معركة بدر فريدة في التاريخ، فهناك معركة المراثون بين اليونانيين والفرس، حينما داهمتهم الجيوش الفارسية على حين غرة، ولم تمكنهم المفاجأء من الاستنجاد باسبرطة، لذلك لم يكن أمام الحرس اليوناني البسيط داخل أثينا، إلا أن يقف في وجه غطرسة داريوس الفارسي، والتقيا في سهل المراثون، وانتصرت القلة على الكثرة، وبعد انتصارهم العجيب ذهب فيدبيداس يعدو أربعين كيلو مترا إلى أثينا لينطق كلمته الشهيرة انتصرنا ثم يقع ميتا، ومثلها أيضا ما حدث في معركة عين جالود، حينما وقف الإصرار مقابل الغطرسة التترية، وحدث من قريب في معركة الكرامة.
4 - لكننا لا نستطيع أيضا أن نقيس ما حدث في معركة بدر مع ما حدث فيما بعد في معركتي أحد ومؤتة فقد انهزم المسلمون، فهل كان هذا عن عدم إخلاص في الإيمان، لا أعتقد ذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم كان معهم في أحد، فلماذا لم تنزل الملائكة لتحارب معهم، وفي معركة مؤتة كانت هزيمة لم يذكرها المؤرخون بحقائقها، فلماذا لم ينصرهم الله على الروم.
5 - في تاريخنا المملوء بالمعارك الدامية بين المسلمين أنفسهم، والتي كان فيها يعض المبشرين بالجنة, كما في معركة صفين، ومئات المعارك التي خاضتها الدويلات الإسلامية لتستولي على بعض، فلأي جانب كان سيقف الله؟

6 - وبما أن النصر من عند الله، هل يكون المنتصر هو الأكثر إيمانا وقربا من الله؟ والمهزوم أقل إيمانا؟ انه لمن الصعب أن نؤكد ذلك، ومن الصعب أيضا أن نأخذ برأي شيوخ الدعوة، بأنه إذا افتقد الإيمان أصبح النصر لقوة السلاح.
7 – لم تكن الحروب التي خاضها المسلمون دينية، لتثبيت ركائز المجتمع الإسلامي، بل ليست معارك من اجل الإسلام، بل هي صراع على السلطة، بين علي ومعاوية وبين الأمويين والعباسيين، وبين الدويلات التي تشكلت وجيرانها المسلمين. ولكن المؤرخين اعتبروها دينية خدمة للسلطة الممولة للمؤرخ
7 - إن هذه الشواهد كافية لأن نعرف أن الإيمان ليس وحده كافيا للنصر، لأن القائد وهو يجمع انصاره للحرب لن يقوم بقياس ايمانهم، لذلك لن نكون متأكدين من سبب النصر إن كان بسبب الإيمان ام لأسباب أخرى.
غدا نكمل كارثية العتقاد ان النصر من عند الله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت