الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المذهب الوهابي منبع إرهابي سطر تاريخه بالدماء

جلال مجاهدي

2016 / 12 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وفقا للمذهب الوهابي الدليل على الكفر و الشرك يتواجد في كل مكان في العالم و في كل مناحي الحياة و لا عجب عندما يحدثنا التاريخ أن الشجر هو الآخر لم يسلم من عقاب الوهابيين , حيث أمر محمد ابن عبد الوهاب أتباعه بخفض الأشجار و قطع ما علا منها لأنها كانت تعبد من قبل من طرف الوثنيين , تاريخ الوهابيين و سيرة زعيم مذهبهم محمد ابن عبد الوهاب هو تاريخ حافل بالأحداث الإرهابية التي تجعل كل من يقرأه يقف مشدوها إلى حجم و فظاعة الجرائم التي اقترفت في حق انسان شبه الجزيرة العربية في تلك الفترة و إلى المبررات التي ساقها الارهابيون لاستباحة الارض و النفس و العرض و الاموال .
يذكر المؤرخ الوهابي عثمان ابن بشرفي كتابه الذي سماه عنوان المجد في تاريخ نجد الذي سرد فيه سيرة محمد ابن عبد الوهاب قصصا فظيعة عن جرائم هذا الأخير و تابعيه , منتهجا في ذلك مقاربة تبجيلية و تمجيدية و مغدقا علي هذه الجرائم غلاف القداسة الدينية حينما جعل منها سرايا و غزوات وفتوحات و هكذا يحدثنا عن أول جيش وهابي إرهابي يقوم بجرائم السطو المسلح بقوله ثم أمر الشيخ -أي محمد بن عبد الوهاب- بالجهاد وحضهم عليه فامتثلوا، فأول جيش غزا سبع ركايب، فلما ركبوها وأعجلت بهم النجائب في سيرها سقطوا من أكوارها لأنهم لم يعتادوا ركوبها، فأغاروا على بعض الأعراب فغنموا ورجعوا سالمين – صفحة 14 – و السؤال البديهي الذي يطرحه أي عاقل هو ما ذنب هؤلاء الاعراب حتى يقتلوا و تستحل أموالهم و نساؤهم و الجواب سيأتي فيما بعد ننتقل الآن مع المؤرخ ليحكي لنا كيف تم اغتيال حاكم منطقة العيينة عثمان ابن معمر حيث يقول بعد انتهائه من صلاة الجمعة ، قتلناه وهو في مصلاه بالمسجد في رجب 1163 هجرية – صفحة 97 – هذا الرجل كان يؤم المسلمين في صلاة الجمعة و مع ذلك قتل و عند معرفة الذنب سيزداد العجب , فإذا كان مبرر القتل بخصوص الأعراب هو تبنيهم لمذهب إسلامي مخالف لما هو عليه محمد ابن عبد الوهاب و محمد ابن سعود الذي هو جد ملوك السعودية – صفحة من 98 إلى 101 - فإن الارهابي محمد ابن عبد الوهاب كان له مبرر خاص لقتل حاكم العيينة يوم الجمعة و مبرر خاص لإعدام جميع ساكنة بلدة العيينة انتقاما منه , هذا المبرر ليس إلا استهزاء عثمان ابن معمر بالجراد , نعم استهزاء عثمان ابن معمر بحشرة الجراد و يا له من مبرر, ينقل إلينا المؤرخ ابن بشر عن محمد ابن عبد الوهاب قوله إنَّ الله سبحانه وتعالى قد صبَّ غضبه على العيينة وأهلها، وأفناهم تطهيراً لذنوبهم، وغضباً على ما قاله حاكم العيينة عثمان بن معمَّر، فقد قيل لحاكم العيينة بأن الجراد آتٍ إلى بلادنا، ونحن نخشى أن يأكل الجراد زراعتنا، فأجاب حاكم العيينة قائلاً, ساخراً من الجراد, سنُخرج على الجراد دجاجنا فيأكله، وبهذا غضب الله سبحانه لسخرية الحاكم بالجراد و الجراد آية من آيات الله لا يجوز السخرية منها نعم أعدمت ساكنة بلدة العيينة برمتها وقتل حاكمها يوم الجمعة و هو في مصلاه لأنه استهزأ بالجراد , إنه الإرهاب في أفظع تجلياته .
و في استهتار تام بالحق في الحياة و الأمن و ما إلى ذلك يستفيض المؤرخ في ذكر و تمجيد الجرائم الارهابية التي ارتكبها محمد ابن عبد الوهاب و تابعيه في حق سكان شبه الجزيرة العربية الذين كانوا يتبعون مذاهب غير الوهابية و الذين اعتبروا كفارا و خارجين عن دائرة الإسلام فيسرد علينا أنه في سنة 1161 هجرية غزا المسلمون ثادقاً فلما اقتربوا منها ليلاً غبأوا الجيوش و أعدوا الكمين فلما ظهر مقاتلة البلد عاجلهم الكمين فولوا هاربين و قتل منهم محمد بن سلامة و ستة آخرون .. و أخذ المسلمون أغنامهم - صفحة 102- و أيضا يسرد حادثا آخر يعتبر فيه أتباع المذاهب الآخرى كفارا حين يقول وأغار المسلمون في تلك الغزوة على أهل منفوحة فأخذوا بعض الأغنام و رجع المسلمون سالمين بغنائمهم و أسلابهم و قسموها في الدرعية بين الغزاة بالعدل و التساوي – صفحة 105 –
نعم , هذا المذهب الارهابي التدميري الأعمى , هو المذهب الذي تتبناه الدولة السعودية و الذي أنفقت على نشره الأموال الطائلة من عائدات البترول و الذي أفرز لنا داعش و القاعدة و بوكو حرام و ما إلى ذلك من منظمات إرهابية , هذا المذهب التكفيري, ينبغي أن تتخذ منه الدول موقفا واضحا و تسن بخصوصه قوانين صارمة تذهب حتى إلى معاقبة من يدعوا إليه أو ينشره , فجهود محاربة الإرهاب لا تكون بالمقاربة الأمنية فقط , بل ينبغي أن تنصب أيضا في اتجاه تجفيف منابعه الفكرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي