الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات رجل أعزل

احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب

(Ahmed Abo Magen)

2016 / 12 / 30
الادب والفن


(مذكرات رجل أعزل)


كلُّ الذينَ عَرِفتُهم
يَسعونَ وَراءَ اللاشيء
فَيجدُونَ ضالتَهم
إلا أنا
اسعى وَراءَ الأشياء
ولا أجدُ شيئاً !!
____________________


مُنتصفُ اللَّيل
أعودُ ثَمِلاْ
من حَاناتِ التَّعب
اسمعُ صَوتَ جَاري
يَتهجدُ كعادتهِ قَائلا :
رَبِّي أن كانَ الصَّباح سَيفاً
فََقطِّعني قبلَ أن استيقظ...
حتَّى سَمعتهُ مُؤخراً يَقول :
يامَن لاتَسمعُني
هذا فراقٌ
بِيني وَبَينك....

__________________



الحُبُّ
يَجعلُنا أناساً من زُجاج
نَتَحطمُ كلَّما وَقعنا فيه
حتَّى لايَتبقى مِنَّا
سِوى شَظايا
تُلملمُها مَكانسُ النِّسيان
وَتَنتهي في مَكبِ الرِّيح.

________________________

العَاداتُ السَّيئة
قَرينٌ يَعتاشُ على الألم
مُهمتهُ ضَربَ مَشاعري
لذا صَيرني طفلاً
أُولدُ بِمُعاناةِ العِشق
وَأنتهي بِسَكَراتِ الإشتياق....

___________________________

يُثيرن ثَرثرتي
جَميعَ النِّساء
إلا أنتِ
مَعنى يُحسنُ السُّكوتُ عَليه....

____________________________

لا استطيعُ رَدمَ تلكَ القُبل
مادامَ في دَاخلي رجلٌ
يُقدرُ ثروةَ الآثار.....

________________________

كانوا أهلي
يَجعلونَ منِّي ماءً في وِعاءٍ
وَيَتركوني بيدٍ رجلٍ عَجوزٍ ثَمل
وَيُطالبونني بُالثَّبات !!

__________________________

كانَ من المُفترض
أن نَموتَ سَوياً بِهذهِ المُناسبة
إلا أنكِ تَأخرتِ قَليلاً 
عن نَاصيةِ الحِلم !!

______________________

على هذهِ الأرض 

من يَتجرعُ الحُزن
وَهو مُبتسم
وَهناك من هو باكٍ 
من فَرط السَّعادة
إلا أنهما على فناءٍ واحدٍ
يَتعازمان..

_______________________

كنتُ لا أدركُ سَببَ تَخبطي
وَضياعي الطَّويل !!
حتَّى تَذكرتُ 
إنكِ من سَرقَ بَوصلتي

في لَحظةِ اعجابٍ لعينة !!

________________________

بِداخلي يَزدحمُ الألم
على شَكلِ رَصاصٍ كثيف
أيها الحَظ
لِما جَعلتَ جَسدي
سَاحةَ حَربٍ ضَارية !!

______________________

تَعلمتُ من تَراكمِ الجُروح
كيفَّ أكونُ بَلسماً

إلا أن جدتي أخبرتني :

إنَّ بابَ النَّجارَ مَخلوع !!

_______________________

المَطر
سَيلٌ من ماءِ التَّعرق
تَصبُّهُ السَّماءُ خجلاً
على رُؤوسِ النَّازحين.. 

______________________

الَّليلُ هاهنا
مَصابٌ بِالهَلوسة
وَكأنهُ يَتعاطى سَكراتي

كلَّما زَامنَ هطولهُ 

مِيقاتَ حَنيني إليك.. 

__________________


كلُّما حَاولتُ 
رَدمَ تلكَ التَّفاصيل
تَذكرتُ أنني مازلتُ مُتهماً بِالحُب
حتَّى وَأن تَظاهرتُ بِالرَّحيل
الفَ مرَّة...

___________________

من الآن وَصاعداَ
سَأقتني الكَثيرَ من الرَّصاص
وَأضعهُ في غُرفتي
قِبالَ مَكتبتي الصَّغيرة
وَأبدأُ بِمَوسمِ العُزلة
وَكلما شَعرتُ بِالإحباط
اطلقتُ رَصاصةً على هذا الشُّعور
رُبما سَينزعجُ أبي
وَتُصابُ أمي بِالقَلق
وَيَذعرُ كلُّ من يُراقُبني
حتَّى أنتِ ..
لكن بِالنِّهاية
سَأكونُ مُبتسماً
على دَكَّةِ المُغتسل
كوني سَأغفل
عن جَيشِ حَظي المُخادع
كالعادةٍ طبعاً
وَأنهي ذَخيرتي
بِوجهِ ظلي المُحبط ....
________________________


أمامُ بَيتِنا الصَّغير
مَسجدٌ صَغير
كلما بَكتْ أمي
تَصدَّعَ جِدارَ المَسجد
وَكلّما بَكى المَسجدُ بَكِينا مَعه
لذا أخذَ المَسجدُ بِالإتساع 

وَبَيتِنا يَضيق
وَنحنُ نَبكي
وَالمَسجدُ يَضحكُ بِشراهةٍ
حتَّى إذا سَألَنا المَطر:
_ كيفَّ حالُ بَيتِكُم ؟
نُجيبُهُ بِأبتسامةٍ عريضة:
_ المَسجدُ بِخَير !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس


.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني




.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/