الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة - وقفة

سعادة أبو عراق

2016 / 12 / 30
الادب والفن


قصــــة قصيـــــــرة

وقفـــة

أتفاجأ بالضوء الأحمر، وأتوقف، تستجيب الكوابح، وأهيّء نفسي لزمن ممل ينضح ضجرا، استمطر فرجا سريعا من ضوء اخضر، مؤمل بعد دقيقتين، اشعر بالحصار بين إشارة مرور أحدق بها، وسيارة تلتصق بمؤخرة سيارتي، وتأدب يحظر علي استطلاع حيز الآخرين في الجوار.
أرخى ساعدي على حافة النافذة وانتظر، يلسعني حديدها الحامي، واكتم ألمي الخفيف، وانظر يمينا بضجر، سيارة أنيقة جميلة تجاورني، وفيها تنتصب بأناقة مدهشة - نفرتيتي ...!!! لا ادري كيف اندفعت لكي اهتف هكذا ؟ أعجبني هذا الاقتحام المفاجئ على خلوتي، لا ادري إن كانت قد سمعت صرختي المكتومة، حينما نظرت إليّ ، حينما أسبلت رمشا كثيفا، وصوبته نحوي، فأي دفق من الرضا قد غمرني؟ وأي ندى قد بلل قلبي؟ لا ادري بأي لغة قد تهاتفنا ؟ وأي مبادرة يتوجب علي فعلها؟
اشعر بالتهيب ومناكفة الأفكار . تغمرني الدهشة ، ويتعثر الفكر بغلالاته الحريرية ، يسلمه الانبهار إلي الكسل ، فتستريح العين على هذا الشعر المرفوع عاليا، وهذا القرط الذي يهتز بجرأة ، لعله يحفزني ، يستفزني للكلام والمبادرة ،بماذا أجيبك أيها القرط ، أنا أفهمك ، ولكن بأية لغة ستفهمني ؟

تغمرني الدهشة ، ويتعثر الفكر بغلالاته الحريرية ، يسلمه الانبهار إلي الكسل ، فتستريح العين على هذا الشعر المرفوع عاليا، وهذا القرط الذي يهتز بجرأة ، لعله يحفزني ، يستفزني للكلام والمبادرة ،بماذا أجيبك أيها القرط ، أنا أفهمك ، ولكن بأية لغة ستفهمني ؟
حينما ينحني الجذع نحو اليمين ، يصبح القرط أكثر جرأة، وموسيقى ما تنبعث من المسجل ، رسالة أخرى تأتيني عبر النافذة ، وأنا أفتش عن مبادرة لائقة ، لست خبيرا بالإيحاءات الموسيقية ، فمن الحماقة أن أزجَّ بشريط طالما نبذته ازدراءً قبل قليل.
هـا أنا انظر إلى الضوء الأحمر ، استرحمه التمهل ، فكم كنت غبيا وأنا اسقط هذه الدقائق من قائمة أوقاتي الثمينة ، وكم كان عليّ التدرب على استغلالها .
لا يجدر بي أن أكون سوقيا ، بل بما يليق بهذه الفخامة الماثلة من تعبير ، أهذا عذر لي كيّ أتوقف عن جلد ذاتي ، وبلادة ذهني وكسل إرادتي ؟
فليكن ، سأدير وجهي إدارة تامة غير عفوية ، لعلها تنظر نحوي ، نتذاكر لغة العيون ورموزها .
تلقي بكوعها خارج النافذة ، تتكئ على باطن رسغها ، أخشى عليها الحديد الساخن ، لكنها مثلي لا تبالي ، تضع اليمنى على عجلة القيادة ، ترسلها رخوة ، كأنها تدليها من ذروة المقود
ربما شعرت أن رجلا يراقبها ، فراحت تستمتع بهذا الاهتمام ، أتراها تغفر لي ارتباكي ، كما تغفر كل النساء المثيرات للرجال ارتباكهم ، حينما يتفاجئون بجلالهن ؟
ازددت غبطة حينما تماوجت نفرتيتي ، لكنها انطلقت بعيدا ، فأسلمتني لزوامير تنهشني ، تفيض على حيرتي وذهولي ، كيف أسقطني الحلم هنا ؟ وكيف صرت أرسل وعيي حميما على الأشياء ؟ واحني رأسي ، لتعبرني الشتائم بهدوء .
وأتذكر كيف يكون تشغيل السيارة من جديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد