الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سكيولوجيا الحروب

سعادة أبو عراق

2017 / 1 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


سكيولوجيا الحروب
لنحاول قدر الإمكان أن نبحث في ترو وأناءة بعيدا عن الصخب السياسي والإعلامي وسعار الفوبيا الذي يفتك بالعقل بدلا من أن يكون العقل فاتكا أو مروضا لهذه الحمى التي تتلبسه .
1 - لنقل أولا أن الفتيان الذكور يتميزون بصخب اكبر من ذاك الصخب عند الإناث ، وكلما كبر الفتى راح يستمتع بما يثيره صخبه من توجيه الأنظار إليه وبالتالي يثبت حضوره في مجتمعه الصغير في الأسرة ، أو مجتمعه الأكبر في الحارة والمدرسة .
هذا النشاط صار علامة على الذكورة الحقيقية التي نتوسمها في رجولة طاغية أو مسيطرة في المستقبل، وإنها ظاهرة ليست مقلقة بل مفرحة في حدود النشاط الإيجابي ، إلا من بعض الأشخاص الذين يفرطون في عدوانيتهم وتخريبهم .
2 - ومن المعروف أيضا أن هذا النشاط الزائد نابع من هرمون الإدرنالين الذي يفيض في الدم فيعطي الطاقة اللازمة لمواجهة التحديات، وهو إفراز مرتبط بالهرمون الذكري، الذي تكون نسبته عالية في مقتبل العمر، مما يجعل مرحلة الشباب مرحلة تحديات مع الذات والأسرة والمجتمع والقيم السائدة .
3 - والحيوانات أيضا لها نفس النشاط الذكوري في القطيع ، فهي دائمة التناطح والعراك والركض والاستئثار بالإناث والسيطرة على القطيع ونجد العراك هدفا في ذاته، وليس الاستحواذ على الإناث فقط أو الفرائس، لتكون سببا وجيها لهذا الاقتتال الدائم.
4 - السبب الرئيس أن هذه الطاقة التي امتلأ بها الجسم عن غير إرادة من الحيوان أو الإنسان، ما هي إلا السلاح الذي زودت به الطبيعة الكائن الحيواني لكي تساعده على العيش واستمراره في هذه الحياة جيلا بعد جيل، ولا بد لها مع التراكم المستمر من تفريغ مرافق، ويكون هذا التفريغ من خلال الحركة الدائمة التي يمكن أن تتجلى بالعراك والاقتتال لأي سبب تافه، فالطاقة الكامنة تبحث لها عن سبب أو شكل يتم به تفريغ الزائدة منها.
5 - والإنسان في طبيعته الحيوانية أو البيولوجية لا يختلف كثيرا عن الوعول والذئاب والضباع والنمور في اقتتالها بسبب وبلا سبب، ولكن سبل إفراغ الطاقة اكتر تعددا عند الانسان، منها الألعاب الرياضية التي هي عبارة عن صراع ومقاتلة ومنافسة منزوعة الدسم ، لذلك فإن ممارسة الرياضة - وليس التفرج عليها - ضرورية جدا لاستنزاف الطاقة المتراكمة في العضلات.
6 - ليس المطلوب هو تصريف هذه الطاقة فقط, كمادة فائضة عن الحاجة ، بل هي نبع الماء المتدفق، علينا أن نستعملها استعمالا إيجابيا، فإن لم تصرفها، صرفا إيجابيا فإن صرفها صرفا عشوائيا سيكون مدمرا.
7 - عرفنا على مدى التاريخ وسائل متعددة لصرف هذه الطاقة مثل الحروب والمشاريع الكبيرة مثل بناء الأهرامات وسور الصين العظيم وغيرها أو إيجاد الأعمال البدنية أو الذهنية لتكون وسيلة لصرف الطاقة المتراكمة، ولا يهمنا في هذا المقال إلا أن نناقش الحرب كوسيلة بدائية أولى أو الوسيلة المتاحة في كل عصر. تشتعل الحروب بمجرد الإعلان والدعوة للمشاركة فيها، عندها سنرى الكثير من الشباب قد هبوا للمشاركة بها
الحرب والإرهاب
تشتعل الحروب بمجرد الإعلان والدعوة للمشاركة فيها ، عندها سنرى الكثير من الشباب قد هبوا إلى الانخراط في هذه الحرب ، دون أن يسأل أحد عن دواعي الحرب ، وكأن الحرب هي هدف بذاتها، وربما يجد المقاتل فيها رجولته القوية، ويخوض تجارب جديدة في حياته، وربما يكسب أشياء أخرى كغنائم الحرب، والخروج عن القوانين، وممارسة بوهميته في القتل والاغتصاب والسيطرة واخذ الأسرى كعبيد والأسيرات كإماء.
وأعتقد أن بناء هذه اللعبة يكون كما يلي:
أ - لا بد من وجود قياديين لديهم مطامح للسيطرة السياسية المجتمعية، يمكنهم بما لديهم من قدرة على التنظيم من استقطاب آلآلاف لتشكيل عصابات لتنفيذ اغتيالات أو سرقات أو مافيا، أو حركات تمرد، ذلك أن المنضمين إليها لا يسألون عن المحتوى العقائدي أو الأهداف العليا التي تستوجب التضحية بالنفس وما يتبعها من مشكلات وآلام اسرية واجتماعية، بل لا يفكرون أنهم يدفعون حياتهم لتلبية مطامح الزعماء الذين استغلوا جيدا هذا الجانب في النفس البشرية.
ب - في الحربين العالميتين التي نشبت بين الدول الأوروبية وجدنا كثيرا من المواطنين العرب من المغرب العربي ومصر وسوريا وفلسطين والعراق قد حاربوا مع الحلفاء، بالطبع لم يكن مشاركتهم عن عقيدة أو لكسب المال إنما لمجرد المشاركة.
ج - ولو استعرضنا جميع الحروب في التاريخ البشري لوجدنا جنودا يحاربون من اجل الحرب فقط ، يكفي فقط فكرة سخيفة وخلق عداوات كاذبة لكي يموت هذا الجندي بلا سبب موجب، فما الذي جعل هتلر ونابليون يخوضان حروبا طاحنة بجنود لا يدرون لماذا يحاربون، كيف استطاع (هاني بعل) من أن يلتف بجنوده عبر جبال الألب ليفاجئ روما من الخلف، وان يجتاح التتار معظم العالم ،انها الحرب من أجل الحرب.
د - وفي الحروب الداخلية يموت المئات من أجل الثأر والثأر المضاد، ويموتون أيضا بسبب ثقافة الغزو، حيث يهجم البدو في مواسم الحصاد على الفلاحين، أما في حلات الحروب الأهلية، فإن القتل يكون مباحا واخلاقيا ضد من يختلف في الدين او المذهب او القومية او النسب او اختلاف لا خطر فيه ولا أذى.
هـ _ حروب الفتوحات الإسلامية لا أرى أنها تخرج عن هذه القاعدة ، فالقبائل العربية التي انضمت إلى جيوش الفتوحات لا أظنها كانت تحارب لنشر الإسلام، إذ لم يكن الاسلام قد تغلغل في صدور كل العرب، ومن ناحية أخرى فإن العقيدة -أية عقيدة - لم تكن يوما بالقوة وبالسيطرة ، فقد كانت حروبا لإنشاء دولة ، ورغم أن الجهاد لا يعني تحديدا الحرب إلا أننا أعطينا الحرب صفة الجهاد.
و _ وعلى كل حال فإن الفتوحات الإسلامية انتهت أو توقفت مع نهاية العصر الأموي، وكانت آخر معركة هي معركة (باربد) في الهند في زمن هرون الرشيد، وأما ما تلاها من حروب بعد ذلك ما هي إلا صراعات للاستيلاء على السلطة، وأسميت كل حرب مع الآخرين جهادا، وما زلنا نسمي أي قتيل في أية معركة شهيدا خالدا في الجنة.
ز - في العصر الحديث ظهر الشيوعيون كثوار يريدون مناوأة الرأس مالية في عقر دارها ، وولدت ظاهرة (غيفارا) الإرجنتيني محاربا مع كاسترو الكوبي ، وانتقل بعد ذلك ليحارب في الكنغو، وحينما لم يستطع أن ينجز انتصارا بقوم بدائيين رجع إلى بوليفيا ولكن المخابرات الأمريكية قتلته، وهذا المصير المأساوي, جعل منه أنموذجا رائعا يحتذى، لكن من الطريف في ذلك أنه لم يوصف بالإرهاب بل بالثورية.
ح _ وجدت حركات ثورية أخرى في العالم كالألوية الحمراء في اليابان، والباسك في اسبانيا وإيطاليا واسكتلندا وكثير من البلدان في العالم ولكن لم توصف إحداها بالإرهاب ، حتى الفدائيين الفلسطينيين لم يوصفوا بالإرهاب وهم يقارعون إسرائيل ، فقد كانت تصفهم اسرائيل بالمخربين وليس بالإرهابيين,
ط_ لم يظهر مصطلح الإرهاب إلا مع ظهور التيارات الإسلامية المتشددة، حينما انتقلت من محاربة دول الكفر الإسلامية ومجتمعات المسلمين الجاهلية ،إلى محاربة العالم كلة، ان محاربة العالم اجمع لا يمكن ان يكون فعلا منطقيا له ما يبرره ، هنا أصبح عمل الجهاديين عملا عبثيا مدمرا لا هدف له، فالكفر لا يزول بالحرب، ولن يرتد المسيحيون عن دينهم ولا اليهود ولا غيرهم، ذلك ان حروب الحركات الإسلامية لا لشيء بل لأجل الحرب فقط،
ي _ صار من السهل أن تستل من المجتمعات الإسلامية محاربين، وتشكل منهم منظمات وكتائب ويرجع ذالك إلى سهولة خلق أي تنظيم إسلامي، فهناك في المساجد التي تعقد بها حلقات الدروس أشخاص يمكن أن نسميهم متعهدون توريد جهاديين، لا يهمهم من يتسلم البضاعة، أكانت إسرائيل أم أمريكا أم دول عربية.
ك _ يبدو أن أمريكا أرادت أن تلعب لعبة إنشاء خصم، فوجدت في الإسلامويين لاعبا جاهزا دوما للإستفزاز، مستعد لبدء المناوشة، ولكن شروط اللعبة التي لم يتفقوا عليها، وهذه الحرب الفوضوية جعل كثير من الشباب العالمي ينخرط في هذه المناوشات مع أمريكا وإسرائيل، وما علي المجاهد إلا أن يعلن إسلامه ويطلق لحيته ويرتدي رداءا أفغانيا، ويضع على رأسه شملة، من غير أن يكون له معرفة بالإسلام.
ل _ اعتقد أن أمريكا التي صنعت القاعدة وتفرعاتها وإسرائيل التي صنعت حماس, والدول العربية التي ساعدت في خلق هذا التيار سيكونون أول المحترقين بناره، ولا أظنها ستتوقف عند داعش والنصرة وغيرها من ذوي الرايات السود، بل سيتنبه الشيعيون وغيرهم ممن يناوئون الامبريالية الأمريكية والعولمة وسيدخلون مختبئين تحت الرايات السود، وهدفهم النيل من أمريكا وليس هدفهم الذهاب إلى الحور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة